أليكس بارتنرز لـ أرقام: 39% من المستهلكين السعوديين يُحافظون على ميزانيات التسوق بينما يُخطط 32% لخفضها

كارل نادر شريك ومدير عام في أليكس بارتنرز

قال كارل نادر، شريك ومدير عام في أليكس بارتنرز، إن 39% من المستهلكين السعوديين يخططون للحفاظ على ميزانيات تسوق مماثلة للعام الماضي، بينما يعتزم 32% خفض الإنفاق، مقارنة بنسبة 37% في العام الماضي.

وأضاف نادر في لقاء مع أرقام، على هامش قمة قادة التجزئة، أن المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض يميلون إلى تقليص الميزانيات، بينما تتوقع الفئات ذات الدخل المرتفع زيادة الإنفاق.

 للاطلاع على المزيد من مقابلات أرقام الخاصة والحصرية

وبين أن المستهلكين السعوديين يُظهرون اهتمامًا كبيرًا بتقنيات التسوق والحلول الملائمة، مما يُبرز الحاجة إلى استثمار تجار التجزئة في أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير خيارات تسليم ودفع مبتكرة تلبي تطلعات العملاء المتغيرة.

وأشار إلى أن مستقبل تجارة التجزئة في السعودية سيكون إيجابيا، ويضم عددا من الفرص، كما يشهد عددا من التحديات، وسيؤدي اغتنام الفرص في مجال التجارة الإلكترونية، وعقد شراكات استراتيجية، وتحديث الأساليب، والحرص على تبني نماذج جديدة، لتعزيز النمو وتحقيق التميز.

وإلى تفاصيل اللقاء:

*هل يمكنك توضيح الاتجاهات الرئيسية التي ستشكل قطاع التجزئة في السعودي خلال عام 2024؟

في عام 2024، سيتم تحديد مشهد قطاع التجزئة في السعودية من خلال التفاعل الديناميكي بين النمو الاقتصادي وسلوكيات المستهلكين المتغيرة والتأثيرات العالمية.

- نقاط ضغط المستهلك: تشديد المحفظة الاستهلاكية مدفوعا بزيادة تكاليف المعيشة، والمنافسة الكبيرة من القطاعات الناشئة الأخرى على حصة المحفظة.

- سيعود تجار التجزئة إلى التركيز على الأساسيات لزيادة الكفاءة في جميع أنشطة العمل، ومعالجة ارتفاع التكاليف المتزايدة لممارسة الأعمال التجارية.

- ومع ذلك، فإن المتاجر ما زالت حية، وستشهد شبكة هذه المتاجر توسعا.

- سيستمر نمو التجارة الإلكترونية

- سيواصل تجار التجزئة ابتكار نماذج أعمال جديدة واستراتيجيات تجعلهم متميزين عن المنافسين وتعمل على جذب العملاء إلى متاجرهم سواء في الأسواق أو المتاجر الرقمية.

- في حين أن نظرة المستقبل لتجارة التجزئة إيجابية، فإن تحقيق النمو خلال عام 2024 يحتاج إلى تحديث الأساليب والحرص على تبني نماذج جديدة.

*كيف يمكن مقارنة الإنفاق الاستهلاكي السعودي في عام 2024 بالاتجاهات العالمية؟ وما العوامل التي تساهم في الاختلافات؟

يتأثر مشهد الإنفاق الاستهلاكي في المملكة العربية السعودية بعوامل عديدة وسط حالة عدم اليقين في الاقتصاد عالميا، وعلى الرغم من هذه التحديات، سيكون إنفاق المستهلكين السعوديين مشابها لعام 2023 - سيكون مقتصدًا ولكنه متركز.

يشكل ارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة في نفقات الأسرة مثل المرافق والتعليم، إلى جانب الركود في نمو الرواتب، تحديًا كبيرًا. علاوة على ذلك، فإن زيادة ديون المستهلكين وأقساط الرهن العقاري، التي تزداد سوءًا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، تزيد من أعباء الموارد المالية للأسرة. كما تضيف المنافسة الشديدة على إنفاق المستهلكين، مدفوعة بمناسبات مثل مواسم الرياض والترفيه، والعدد المتزايد من المطاعم، إلى الضغوط على الميزانية الاستهلاكية المحددة، ونتيجة لذلك، يتخذ المستهلكون نهجًا أكثر تحفظًا تجاه الإنفاق، ويقلصون ميزانياتهم استجابة للضغوط الاقتصادية.

على الرغم من هذه التحديات، كشف مسح أولويات المستهلكين الذي أجريناه مؤخرًا عن نظرة أكثر تفاؤلاً في المملكة العربية السعودية مقارنة بالمتوسط العالمي (باستثناء البقالة من تحليلنا). حيث يخطط جزء ملحوظ من المستهلكين السعوديين – 39% مقارنة بـ 34% في العام الماضي - الحفاظ على ميزانيات تسوق مماثلة للعام السابق. وعلى العكس، يعتزم 32% خفض الإنفاق، مقارنة بنسبة 37% في العام الماضي. يصبح هذا الاختلاف أكثر وضوحًا عند فحص أنماط الإنفاق عبر فئات الدخل المختلفة. يميل المستهلكون من ذوي الدخل المنخفض إلى تقليص الميزانيات، بينما تتوقع الفئات ذات الدخل المرتفع إلى زيادة الإنفاق. ومن الجدير بالذكر أن العمر يلعب دورًا مهمًا أيضًا، حيث يقود الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا الزيادة في الإنفاق عبر مختلف القطاعات.

إن فهم هذه الديناميكيات الدقيقة لإنفاق المستهلكين في السعودية يسمح للشركات بتكييف استراتيجياتها لتلبية تفضيلات المستهلكين المتطورة والمضي قدماً بشكل فعال خلال التحديات التي يفرضها المشهد الاقتصادي.

* في التعامل مع الاضطرابات في قطاع التجزئة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط.. ما الاستراتيجيات التي أظهرت أكثر فاعلية؟

في مواجهة الاضطرابات التي يشهدها قطاع تجارة التجزئة السعودي، تعد المرونة الاستراتيجية والنهج الذي يركز على العملاء في غاية الأهمية.

يعتبر تعزيز القدرة الشرائية للمستهلكين مفتاحًا للنجاح في بيئة تجارة التجزئة السعودية الحالية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة حصة السلع الأقل تكلفة، مثل المنتجات ذات العلامة التجارية الخاصة أو المنتجات المخفضة السعر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في التسعير والعروض الترويجية.

أثبت الاعتماد على خيارات مثل نموذج اشتر الآن وادفع لاحقًا (BNPL) فاعليته في الحفاظ على اهتمامهم، خاصة بالنسبة للسلع ذات الأسعار المرتفعة.

تساهم الاستفادة من التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، في تحسين تجربة الشراء عبر الإنترنت. يُظهر المستهلكون السعوديون اهتمامًا كبيرًا بتقنيات التسوق والحلول المريحة، مما يؤكد على الحاجة إلى استثمار تجار التجزئة في أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل إجراء البحوث وتقديم خيارات مبتكرة في مجالات التوصيل والدفع لتلبية توقعات المستهلكين المتغيرة.

التأكيد على أهمية الشراكة: لا يمكنك القيام بكل شيء بمفردك؛ نتوقع في المستقبل أن نشهد المزيد من التعاون والمشاريع المشتركة بين تجار التجزئة، ولكن أيضًا بين تجار التجزئة وشركات التكنولوجيا. على سبيل المثال، وقعت شركة إكسترا اتفاقية لإدارة قسم الإلكترونيات في متاجر "بنده".

في الوقت نفسه، من المهم أيضًا الحفاظ على الممارسات الفعالة مع إعادة الاستثمار في تحسين تجربة العملاء والاستمرار في التركيز على أساسيات البيع بالتجزئة مثل تحسين سلسلة التوريد وإدارة المخزون الفعالة للنجاح في مواجهة التحديات المعاكسة. نؤمن في شركة أليكس بارتنرز بأن دمج هذه الاستراتيجيات أمر ضروري لمواجهة الاضطرابات والبقاء في المقدمة في سوق تجارة التجزئة السعودي الديناميكي.

* من وجهة نظر أليكس بارتنرز.. ما الفرص والتحديات التي تتوقعها للشركات في سوق التجزئة السعودي هذا العام؟

من منظور شركة أليكس بارتنرز، تبدو التوقعات إيجابية إلى حد كبير في سوق التجزئة السعودية هذا العام، وذلك بفضل الأهداف الطموحة الواردة في رؤية المملكة 2030. ومع استمرار التطورات التي تغذي التوسع الاقتصادي، تتوفر أمام الشركات فرص كبيرة للتوسع والتنوع.

علاوة على ذلك، يعتبر المستهلكون السعوديون على درجة عالية من الاتصال بالإنترنت ويقضون وقتًا طويلاً على الشبكة، مما يمنح الشركات الفرصة للتفاعل والتأثير على قرارات الشراء من خلال القنوات الرقمية. ويساهم صعود البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فتح المجال أمام الشركات للاستفادة من أنماط الاستهلاك المتغيرة والاتصال بالعملاء بطرق مبتكرة.

ومع ذلك، إلى جانب هذه الفرص، يوجد العديد من التحديات. تشكل التكلفة العالية لممارسة الأعمال التجارية في المنطقة عقبة كبيرة أمام تجار التجزئة، مما يستلزم التركيز الشديد على كفاءة التشغيل واستراتيجيات إدارة التكاليف.

إلى جانب ذلك، فإن التطورات السريعة في هذا القطاع تؤدي إلى تغير متطلبات المهارات بشكل سريع، حيث يواجه 85% من المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط معدلات أعلى من تآكل المهارات مقارنة بنظرائهم على مستوى العالم. يتجاوز هذا الرقم بشكل ملحوظ المتوسط العالمي البالغ 60%، مما يؤكد على الحاجة الملحة للشركات لإعطاء الأولوية للاستثمارات في تطوير القوى العاملة ومبادرات الارتقاء بالمهارات لضمان بقاء الشركات في المنافسة في ظل المشهد المتطور.

*هل هناك قطاعات محددة ضمن تجارة التجزئة في المملكة تشهد تحولات ملحوظة؟

رغم الضغوط الاقتصادية، لا يزال إنفاق المستهلكين قويًا في قطاع البقالات. ومن الضروري أن يواصل تجار التجزئة الابتكار باستمرار للحفاظ على الأهمية والقدرة على تحمل التكاليف في مواجهة التنافس المتزايد. وهذا يستدعي استراتيجيات لا تعالج فقط مخاوف التكلفة، بل تلبي أيضًا تفضيلات وسلوكيات المستهلكين المتغيرة.

يشهد قطاع الأزياء أيضًا تحديات ملحوظة، وخاصة بسبب المنافسة الشرسة من تجارة التجزئة عبر الحدود وتفضيلات المستهلكين المتغيرة بسرعة. تعمل شركات الامتيازات على تشغيل العلامات التجارية القديمة العالقة في منتصف المراكز التجارية القديمة. يجب على هؤلاء اللاعبين تبني التغييرات في القطاع للبقاء على صلة. ومن الأمثلة المهمة الشراكة طور الإعداد بين سينومي وترينديول التي تهدف إلى تحريك مشهد تجارة الإلكترونية للأزياء السعودية. في حين أن النتيجة لم تتضح بعد، إلا أنها تسلط الضوء على الحاجة إلى نماذج جديدة جريئة.

للازدهار في هذا المشهد، يجب على تجار التجزئة المحليين التكيف بسرعة، واغتنام الفرص في مجال التجارة الإلكترونية وعقد شراكات استراتيجية لتعزيز النمو وتمييز أنفسهم في السوق.

بشكل عام، يقدم كل قطاع داخل قطاع التجزئة في السعودية عددا من التحديات والفرص الخاصة، ويتطلب النجاح في التعامل مع هذه الديناميكيات استراتيجيات مصممة بشكل مخصص تكون مرنة ومبتكرة وتستجيب للمشهد السوقي المتطور. نحن في شركة أليكس بارتنرز ملتزمون بمساعدة الشركات في قطاع التجزئة السعودي على المضي قدمًا في هذه التحولات بشكل فعال والاستفادة من الفرص التي تنتظرها.