كم تبلغ تكلفة تنظيم أولمبياد باريس؟ وهل هي الأغلى تاريخيًا؟

تطورت الألعاب الأوليمبية بشكل كبير منذ أقيمت نسخة حديثة في عام 1896، وفي النصف الثاني من القرن العشرين، سجلت تكاليف الاستضافة والإيرادات الناتجة عن هذا الحدث نمواً سريعاً، الأمر الذي أثار الجدل حول الأعباء التي تتحملها البلدان المضيفة.

وفي حين تؤكد اللجنة الأولمبية الدولية أن الاستضافة تولد فوائد اقتصادية من خلال السياحة والاستثمارات في البنية التحتية، يزعم عدد من الاقتصاديين أن الفوائد المترتبة على استضافة الألعاب مبالغ فيها، مما يترك البلدان المضيفة مثقلة بديون كبيرة والتزامات الصيانة.

متى أصبحت تكاليف استضافة الألعاب مصدر قلق؟

- خلال أغلب القرن العشرين، أقيمت هذه الفعاليات في دول غنية، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، وفي عصر ما قبل البث التلفزيوني، لم يكن المضيفون يتوقعون تحقيق الربح.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

- تم تمويل الألعاب من القطاع العام، وكانت هذه البلدان في وضع أفضل لتحمل التكاليف بسبب اقتصاداتها الأكبر حجماً وبنيتها التحتية الأكثر تقدماً.

- كانت السبعينيات بمثابة نقطة تحول، حيث تضاعف عدد المشاركين في الألعاب الأولمبية الصيفية تقريبًا منذ أوائل القرن العشرين وزاد عدد الأحداث بمقدار الثلث خلال الستينيات.

-  في عام 1972، أصبحت دنفر المدينة المضيفة الأولى والوحيدة التي رفضت فرصة الاستضافة بعد أن وافق الناخبون على استفتاء يرفض الإنفاق العام الإضافي على الألعاب.

- قدرت دراسة أجرتها جامعة "أكسفورد" عام 2024 أنه منذ عام 1960، كان متوسط ​​تكلفة الاستضافة الفعلية ثلاثة أمثال المبلغ المتوقع.
 

كيف تقارن العوائد بالتكاليف الحقيقية؟

- لا تغطي الإيرادات سوى جزء صغير من النفقات، فقد حققت الألعاب الأوليمبية الصيفية التي استضافتها بكين عام 2008 عائدات إجمالية بلغت 3.6 مليار دولار، في حين بلغت تقديرات المحللين للتكاليف الفعلية 40 مليار دولار، وهو ما يتجاوز الميزانية الأولية (8 مليارات دولار).

- ولدت الألعاب الأولمبية الصيفية المؤجلة في طوكيو 5.8 مليار دولار من العائدات في مقابل أكثر من 13 مليار دولار من التكاليف.

- الكثير من الإيرادات لا تذهب إلى المضيف، إذ تحتفظ اللجنة الأولمبية الدولية بأكثر من نصف إجمالي إيرادات البث التلفزيوني، وعادةً ما يكون ذلك أكبر جزء من الأموال الناتجة عن الألعاب.

- توضح دراسة أجراها البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، أن الوظائف التي يخلقها حدث الألعاب الأولمبية غالبا ما تكون مؤقتة، وما لم تكن الدولة المضيفة تعاني البطالة، فإن الوظائف تذهب في الغالب إلى العمال الذين يعملون بالفعل.

- تجاوزت تكلفة ألعاب 2016 في البرازيل نحو 20 مليار دولار، حيث تحملت مدينة ريو وحدها ما لا يقل عن 13 مليار دولار، وطلبت المدينة خطة إنقاذ بقيمة 900 مليون دولار من الحكومة الفيدرالية لتأمين الألعاب الأولمبية، ولم تتمكن من دفع رواتب جميع موظفيها الحكوميين.
 

ما التكاليف المحتملة لأولمبياد باريس 2024؟

- خصصت باريس ميزانية تبلغ حوالي 9 مليارات دولار لدورة الألعاب الأولمبية 2024 عندما فازت بتنظيمها في عام 2017.

- يتم تقسيم التكاليف بالتساوي نسبيًا بين نفقات التشغيل والبنية التحتية الجديدة، وإذا ظلت التكلفة النهائية قرب هذا المستوى، فسوف تستضيف باريس أرخص دورة ألعاب صيفية منذ سنوات.

- أنفقت باريس حتى الآن 4.5 مليار دولار على البنية الأساسية، بما في ذلك 1.6 مليار دولار لقريتها الأوليمبية، وهو أكثر بمقدار الثلث على الأقل عن الميزانية الأصلية.

- يقول المنظمون إن قرار الاعتماد على الملاعب الحالية، مثل تلك التي تم إنشاؤها لبطولة فرنسا المفتوحة السنوية وبطولة كرة القدم الأوروبية لعام 2016، أدى إلى انخفاض التكاليف.

- سيتم توزيع المباريات على ملاعب في مدن فرنسية أخرى، بما في ذلك ليون ومرسيليا ونيس.

ولذلك يأمل منظمو أولمبياد باريس 2024 في كسر سلسلة الضغوط المالية التي خلفتها الألعاب السابقة على المدن المضيفة، فهل ينجحون؟

المصادر: مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (سي إف آر)