الرئيس التنفيذي لـ العربية للطيران: صناعة الطيران تحتاج للانفتاح.. وأنا على تواصل دائم مع المعنيين في البحرين

قال عادل علي الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران إن تطوير قطاع النقل الجوي وصناعة الطيران في البحرين يحتاج لمزيد من الانفتاح من خلال السماح لمن يرغب من شركات الطيران الإقليمية والعالمية باتخاذ البحرين مقرًا لها والعمل من خلال مطارها الدولي، وبما يسمح بمزيد من التنافسية والتطور وخلق فرص العمل وتحقيق العوائد.

وعلى صعيد عودته للبحرين بعد أكثر من أربعين عامًا من العمل والخبرة في قطاع الطيران، قال علي إنه على تواصل دائم مع المعنيين في البحرين خاصة في مجال الطيران، مشيرًا إلى وجود الكثير من الكفاءات البحرينية في هذا القطاع.

وتحدث أيضًا خلال الحوار الصحفي عن تطور شركة العربية للطيران، وعن قطاع النقل الجوي والسفر والفرص والتحديات التي يواجهها في المنطقة والعالم.

بداية الانطلاقة

وأوضح علي خلال اللقاء أنه بدأ عمله وحياته المهنية في البحرين، وقال «كنت أعمل مع الخطوط البريطانية في البحرين لمدة 20 عامًا متنقلاً بين البحرين والخليج وأوروبا، فالعمل في الطيران كالعمل الدبلوماسي الذي تنتقل فيه من مدينة لأخرى مع عائلتك، إلا أنها تتمتع بالعديد من المزايا مثل تفهم عادات وتقاليد الدول المختلفة، بالإضافة إلى الخبرات الكثيرة التي تكتسبها».

وأضاف: «أشعر بالفخر لأنني بحريني ووصلت إلى مركز كبير في الخطوط البريطانية، وربما كنت أول عربي إداري في الخطوط البريطانية في لندن، ومن ثم عدت إلى البحرين وفكرت في تأسيس شركة، وكنا حينها نحتاج لمطار فوجدنا مطار الشارقة متاحًا وتم عندها بناء العربية للطيران على ضوء فكرة بسيطة تقوم على خدمة المجتمع، حيث كان السفر قبل 20 عامًا متاحًا فقط لأصحاب الدخل المرتفع وأردنا توفير شيء لعامة الناس، وبالفعل كان هنالك إقبال جيد ومع الوقت نمت الشركة وأصبحت اليوم تملك أكثر من 85 طائرة وستمتلك 120 طائرة في الـ5 سنوات القادمة».

وأوضح: «لدينا مقرات مختلفة للعمل، فالمركز الرئيسي يقع في إمارة الشارقة، حيث بدأنا بـ200 ألف مسافر واليوم لدينا 16 مليون مسافر، ومن ثم قمنا بخلق شركة في المغرب العربي و5 مطارات أخرى مغربية نحلق منهم إلى نحو 70 محطة في أوروبا، ولدينا أيضًا العربية للطيران مصر من مطار القاهرة إلى عدة دول في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى مركز عمل في أبو ظبي وشراكة مع شركة الاتحاد للطيران، كما أننا نخدم مطار رأس الخيمة في نفس الوقت، أما شرقًا فنمتلك شركة أخرى تحت مسمى فلاي جناح في باكستان تصل باكستان ببعضها داخليًا وبدول الخليج كذلك».

الرغبة في التوسع

بالحديث عن رغبة شركات الطيران في التوسع وتأثير تأخر تسليم الطائرات على هذه الرغبة، أوضح عادل علي: «الرغبة في التوسع موجودة لدى كل شركات الطيران والطلب على السفر موجود أيضًا لكن الحياة بأكملها تغيَّرت بعد تفشي وباء كورونا، حيث أصبح الناس يريدون العمل بشكل أقل، بالإضافة للتغيرات السياسية واختلاف طريقة العمل في بعض الدول، مما شكل ضغطًا على توفر الطائرات الحديثة».

وأضاف: «في نفس الوقت هناك تحد آخر، وهو أن محركات الطائرات الحديثة تعمل باستخدام تكنولوجيا متطورة جدًا توفر 15-18% من الوقود وهذا شيء جيد بالنسبة للاستدامة، إلا أن الجانب السلبي منه هو أنه حديث لدرجة أنه لا يعمل بشكل جيد خاصةً في المناطق الحارة أو التي تحتوي الكثير من الغبار وحتى في أمريكا وأوروبا، إلا أن شركات المحركات ستقدم الجيل الجديد من هذه الطائرات في منتصف العام القادم والتي ربما ستسهل الأمور، ومن وجهة نظرنا ففي السنوات الخمس القادمة سيكون هناك كمية كافية من الطائرات التي ستلبي السوق العالمي للسفر».

استمرار التحدي

وعلى صعيد استمرار التحديات التي تواجه شركات الطيران، أكد عادل علي: «قد تستمر هذه التحديات خلال السنوات الخمس القادمة وربما أقل من ذلك، فسوق الصين مثلاً والذي يعتبر أكبر سوق في الطيران والسفر لم يعد إلى ما كان عليه قبل كوفيد على الصعيد العالمي، بل على المستوى الداخلي فقط».

وتابع قائلاً: «عندما يعود السوق الصيني كما كان وتنتهي الانتخابات الأمريكية وتحل الأمور السياسية مثل روسيا وأوكرانيا سيعود الطلب للتزايد؛ لذلك قد تكون الخمس سنوات القادمة صعبة بالنسبة لموضوع الحصول على الطائرات». 

وأوضح بالنسبة للعربية للطيران: «لدينا طلبية ولدينا تواريخ استلام جيدة ومتأكدون من استلام طائرات في السنة القادمة وما بعدها لكن كل شيء قابل للتغيير تبعًا للظروف التي تحكمنا؛ لذلك فإن العمل بالنسبة لشركات الطيران سيكون جيدًا وكذلك الطلب من المسافرين وربما سيكون البطء نابعًا من عدم وجود طائرات كافية لتغطية هذه الاحتياجات».

البحرين بيئة جاذبة ومولدة للمفكرين 

بالحديث عن المفكرين ورواد الأعمال المغامرين الذين ولدتهم البحرين، كشف عادل علي: «ولدت البحرين الكثير من المفكرين في جيلنا وما قبله، مثل الأستاذ يوسف الشيراوي والجيل الذي تخرج من مدارس بابكو واكتسبوا شهرة على مستوى الوطن العربي وخارجه».

وبيّن: «في الوقت الحالي أيضًا يوجد جيل لامع وأشخاص يرأسون البنوك في مناطق مثل سنغافورة وأوروبا، وشركات الألمنيوم والقطاع النفطي؛ لذلك دائمًا ما كانت البحرين ولادة للعقول والأصحاب ذوي الكفاءات ونحن عينة متواضعة مما قدمه ووصل له كثير من البحرينيين».

وأضاف: «وصلنا في البحرين للعلم مبكرًا، بالإضافة للرغبة في العمل، وبدمج هاتين المهارتين يصل البحريني إلى أي مكان ويتأقلم ويتعايش فيه ويحبه ويجعل ساكني هذا البلد يحبون البحرينيين، باختصار، تمتلك البحرين الكثير من القدرات والناجحين والشركات، سواء في القطاع البنكي أو القطاع الصناعي كشركة بابكو التي خرجت أجيالاً، وأرى الكثير من الشباب البحرينيين في السعودية والإمارات ومناطق أخرى وهو انفتاح جيد».

العودة للبحرين

على صعيد العودة إلى البحرين في المستقبل القريب أوضح عادل علي: «أتواجد في البحرين باستمرار وأتواصل مع كل العاملين في مجال الطيران والسياحة والوزارات الأخرى وندعم البحرين بشكل دائم؛ لأن كل نجاح للبحرين هو فخر لنا جميعًا».

وبيّن: «لا تخلو البحرين من القدرات ويوجد ما يكفي من العاملين في هذا المجال، ولكن في أي وقت نستطيع فيه تقديم أي شيء لفائدة البحرين سنقدمه بكل سعة صدر».

زيادة تنافسية واستدامة النقل الجوي في البحرين

قال الأستاذ عادل علي بالحديث عن كيفية جعل النقل الجوي في البحرين أكثر تنافسية وربحية واستدامة: «صناعة الطيران في البحرين ليست بجديدة فهي موجودة منذ وقت طويل، وربما هي من أول الدول في المنطقة التي أُسست فيها شركة طيران، بالإضافة إلى الخبرات الكبيرة التي عملت في هذا المجال لمدة طويلة».

وأضاف: «يعتبر مركز البحرين الجغرافي جيدًا، فهي تتمركز في وسط الخليج وتربط الشرق بالغرب كذلك، وصناعة الطيران تحتاج للانفتاح، على سبيل المثال، سوق سنغافورة أو تايلاند أو لندن سياستهم معروفة، فهم يرحبون بأي شركة قادمة لأنها ستمثل دخلاً للبلد وتخلق المزيد من الوظائف وتشجع الشركة الناقلة الوطنية على زيادة المنافسة في نفس الوقت».

وأوضح: «كنا في مؤتمر روتس الأسبوع الفائت وذكرت أنه كلما انفتح السوق بشكل أكبر، زاد عدد شركات الطيران، ونمت الشركة الناقلة الوطنية». وأكد: «مقارنةً بحجم البحرين وتعداد سكانها، فالشركة الموجودة في البحرين تدعونا للفخر وهي تتمتع بخبرة كبيرة في المجال ولديهم طائرات حديثة تخدم البحرين والمنطقة جاعلةً من البحرين نقطة وصل بين الشرق والغرب وهو أمر يستحق الاحترام».