نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء محللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة الخميس الماضي على ارتفاع بنسبة 0.4% ليغلق عند 11641 نقطة (+ 51 نقطة)، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 6 مليارات ريال.

وفيما يتعلق بالنفط.. زاد خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي بنسبة 0.78%، فيما ارتفع يوم الجمعة الماضي بنسبة 0.15% أو 11 سنتًا إلى 72.94 دولار للبرميل، فيما سجل خسائر أسبوعية بنسبة 2.95%، وحقق مكاسب شهرية بنسبة 0.2%.

وارتفع خام نايمكس يوم الخميس بنسبة 0.73%، فيما تراجع يوم الجمعة الماضي بأكثر من 1% أو 72 سنتًا عند 68 دولارًا للبرميل، ليسجل خسائر أسبوعية وشهرية بنسبة 4.55% و1.2% على التوالي.

وفيما يخص الأسواق العالمية، شهدت الأسواق الأمريكية عطلة رسمية الخميس الماضي احتفالاً بعيد الشكر، فيما ارتفع مؤشر داو جونز يوم الجمعة خلال جلسة مختصرة عقب العطلة بنسبة 0.4% أو 188 نقطة ليحقق إغلاقاً قياسياً بلغ 44910 نقاط، مسجلا مكاسب أسبوعية وشهرية بنسبة 1.4% و7.55% على التوالي.

وتراجعت أسعار عقود الذهب يوم الخميس بنسبة طفيفة تبلغ 0.15% أو 3.7 دولار، فيما صعدت يوم الجمعة بنسبة 1.55% أو 41.1 دولار عند 2681 دولارًا للأوقية، لكن المعدن الأصفر سجل خسائر أسبوعية وشهرية بنسبة 1.15% و2.5% على التوالي.

وقال جوزف ضاهرية كبير استراتيجيي الأسواق في TickMill، إن السوق السعودي للأوراق المالية شهد أداءً سلبياً هذا الأسبوع، حيث انخفض بنسبة 1.68%، مسجلاً أسوأ أداء شهري له في الأشهر الستة الأخيرة. وظلّت معنويات السوق متراجعة طوال الأسبوع، متأثرةً بعدة عوامل رئيسية، فقد انخفضت أسعار النفط، مما أثر بشكل خاص على قطاع الطاقة، حيث سجلت شركات مثل أرامكو خسائر ملحوظة.

وأضاف: وزاد من حالة عدم اليقين في السوق تأجيل منظمة أوبك اجتماعها الحاسم من هذا الأحد إلى الأسبوع المقبل، حيث من الممكن أن تؤثر القرارات المتعلقة بإمكانية تأخير تطبيق زيادة إنتاج النفط مجدداً بشكل كبير على كلٍ من أسعار النفط وديناميكيات السوق. كما ضغطت على السوق بشكل إضافي البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، التي أثرت على معنويات المستثمرين، حيث قام المشاركون في السوق بتقييم التوقعات المحتملة لخفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل وخلال عام 2025، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على سياسات البنوك المركزية الإقليمية.

وذكر أنه وسط هذه الظروف الصعبة، برز تطور إيجابي ملحوظ تمثل في انحسار بعض التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما قد يُحسّن من معنويات السوق الإقليمية في الفترة المقبلة.

وقال إنه بالنظر إلى قطاعات السوق المختلفة، أظهر الأداء القطاعي ضعفاً واضحاً خصوصا في قطاعي الطاقة والبنوك بشكل رئيسي، حيث ساهمت أسهم رئيسية مثل مصرف الراجحي والبنك الأهلي السعودي وأرامكو في انخفاض السوق. ومع ذلك، كان هناك جانب مضيء يتمثل في الإدراج الناجح لشركة تمكين في السوق، حيث أظهرت قوة ملحوظة من خلال ارتفاع سعر سهمها في يومَي تداول فقط. يعكس هذا الأداء ثقة قوية من جانب المستثمرين، مدعومة بنتائج قوية للربع الثالث من العام، بالإضافة إلى التوقعات الواعدة للشركة.

ومن الناحية الفنية، أشار كبير استراتيجيي الأسواق في TickMill، إلى أن مؤشر "تاسي" أغلق عند مستوى 11641 نقطة، على انخفاض من مستوى 11840 نقطة الذي وصل إليه الأسبوع الماضي، مبينًا أنه في حال استمرار السوق في الأداء السلبي، فإنه قد يجد دعمًا عند مستوى 11,500 كنقطة دعم رئيسية. أما في حالة عودة السوق إلى الاتجاه الإيجابي فمستوى المقاومة القادم يتواجد عند 11750 نقطة يليه مستوى 12150 نقطة. ويُعتبر تجاوز هذا المستوى مفتاحاً للوصول إلى مستوى المقاومة التالي عند 12,300 و12400  نقطة.

وتابع: بالنظر إلى ما هو أبعد من التقلبات الحالية، يحافظ السوق السعودي على أساسيات قوية، مدعومة بمؤشرات وتطورات اقتصادية إيجابية. وقد عزز ذلك قيام وكالة موديز برفع التصنيف الائتماني لست مؤسسات حكومية رئيسية، بما في ذلك صندوق الاستثمارات العامة، من A1 إلى Aa3. علاوة على ذلك، فإن توقعات ستاندرد آند بورز العالمية بنمو اقتصادي بنسبة 4.7% للمملكة العربية السعودية في عام 2025 يؤكد عودة الاقتصاد للنمو المرتفع. وإضافة إلى هذه المؤشرات الإيجابية، فإن إقرار ميزانية السعودية لعام 2025 هذا الأسبوع، على الرغم من توقعاتها بعجز مالي قدره 101 مليار ريال.

وأكد كبير استراتيجيي الأسواق في TickMill، مجدداً التزام المملكة بالاستثمار في المشاريع العملاقة ومبادرات التنويع الاقتصادي التي تتماشى مع أهداف رؤية 2030. هذه الاستثمارات الاستراتيجية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، إلى جانب التصنيفات الائتمانية القوية وتوقعات النمو، توفر أساساً متيناً لآفاق السوق السعودي على المدى الطويل، على الرغم من التقلبات الحالية على المدى القصير.