كارلوس غصن: فشل صفقة نيسان وهوندا متوقع.. وهذا هو الحل

قال كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان، إن فشل اندماج مصنعة السيارات اليابانية مع منافستها "هوندا" "لا يعد فرصة ضائعة"، مُشيراً إلى أن الصفقة كانت تحمل مؤشرات عدم النجاح منذ البداية.

ذكر غصن، في مقابلة مع الشرق"، أن الصفقة بين نيسان وهوندا كانت صعبة لأنهما تشتغلان في نفس الأسواق ولها أداء ضعيف فيها، وأضاف: "لم يكن هناك تكامل بينهما سواء في الأسواق أو في التكنولوجيا، كما أن العبء كان سيلقى على (نيسان) أكثر لأن هوندا كانت تريد أن تجعلها فرعاً تابعاً لها وليس شريكاً".

أعلنت الشركتان يوم الخميس فشل مفاوضاتهما للاندماج رسمياً، واضعتين بذلك حداً لشراكة كان من الممكن أن تؤدي إلى إنشاء واحدة من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم.  

حلول مختلفة لأزمة "نيسان"

يرى غصن أن "الحلول اليابانية" لمشكلة نيسان لم تفلح، ولذلك يجب اختيار حل آخر يتمثل في تغيير الإدارة والتركيز على تعزيز المبيعات في الأسواق التي تسجل فيها أرقاماً ضعيفة.

ورغم فشل الصفقة، أعلنت الشركتان أنهما ستواصلان شراكتهما الاستراتيجية إلى جانب "ميتسوبيشي موتورز"، مع التركيز على التعاون في تطوير البطاريات، وتقنيات القيادة الذاتية، والبرمجيات، وتكنولوجيا السيارات الكهربائية داخل مصانعهم.

حتى عام 2018، كانت شركة نيسان كانت مزدهرة بحسب غصن، مشيراً إلى أن المشاكل التي واجهتها في السنوات الماضية كانت بسبب إدارتها، وأضاف: "الحل يكمن في فتح المجال لشركة أسهم خاصة واعتماد فريق إدارة قوية يفهم السوق.. هذا ما يمكن أن يعود بالشركة إلى وضعها السابق".

"نيسان" تبحث عن طوق نجاة

وصف الرئيس التنفيذي السابق للشركة وضعها بالمخيف، حيث انتقلت قيمتها السوقية من 40 مليار دولار عام 2018 إلى 10 فقط اليوم. كما ذكر أنها كانت تحقق ارباحاً بنحو 6 مليارات دولار مقابل لا شيء اليوم.

جاء الإعلان عن إنهاء المحادثات بين الشركتين بعد قرابة ثلاثة أشهر من التقارير التي أشارت إلى احتمال تحالفها، حيث كانت الأولى تسعى لتعزيز قدرتها التنافسية في ظل التغيرات المتسارعة في صناعة السيارات العالمية، بينما كانت الثانية تبحث عن طوق نجاة مالي.

وبخصوص شركة "رينو" التي تملك 36% من رأسمال نيسان، قال غصن إنها تسعى لتخفيض هذه الحصة قدر الإمكان من خلال بيعها بأعلى سعر مقبول، مشيراً إلى أن الحصة السوقية للمصنعة الفرنسية نفسها تراجعت وباتت مركزة بشكل أساسي في أوروبا، عكس ما كانت عليه في السابق.

ورغم فشل صفقة اندماج الشركتين اليابانيتين، يرى غصن أن الاندماجات والشراكات مطلوبة في السوق، لكن بشرط أن يتم ذلك على أساس تحقيق التكامل سواء في الأسواق أو في التكنولوجيا المعتمدة.