كندا مستعدة لإجراء محادثات مع أمريكا بشأن الخلافات التجارية

قال وزير المالية الكندي دومينيك لوبلان إن كندا مستعدة لبدء محادثات مبكرة حول مراجعة اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية إذا أرادت إدارة ترمب بدء هذه المحادثات.

أوضح لوبلان، في مقابلة مع "بلومبرغ"، أن حكومة أوتاوا تفضل التحرك بسرعة نحو مفاوضات أوسع لحل العديد من نقاط الخلاف التجاري بدلاً من مناقشة القضايا "قطاعاً بقطاع، وأسبوعاً بعد أسبوع". وأضاف أن اتفاقية التجارة الحرة، والتي تضم "الولايات المتحدة-المكسيك-كندا" (USMCA)، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2020، من المقرر أن تخضع لمراجعة مشتركة في عام 2026.

قال لوبلان: "إذا أشارت الإدارة الأميركية إلينا بأنها تريد تقديم هذا التاريخ وبدء هذه المحادثات، فسنكون مستعدين". وأضاف: "هناك الكثير من المصالح المشتركة بين الدول الثلاث".

وقال وزير المالية إن كندا مستعدة للعمل مع البيت الأبيض لتسوية المزيد من الإجراءات لمنع الصين من "الإغراق في سوق أميركا الشمالية". وفرضت كندا العام الماضي رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية الصينية والصلب والألمنيوم، وذلك إلى حد كبير لمواءمة سياسة التجارة الأميركية. وقالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم يوم الخميس إن بلادها ستستعرض الرسوم الجمركية على الشحنات الصينية.

مهلة أميركية

جاءت تعليقات الوزير في نهاية أسبوع غير مسبوق من الاضطرابات في العلاقات التجارية عبر كتلة التجارة في أميركا الشمالية. وفرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 25% على معظم السلع التي تستوردها من كندا والمكسيك - مما دفع حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى الرد السريع بفرض رسوم جمركية خاصة بها على سلع أميركية الصنع بقيمة حوالي 30 مليار دولار كندي (20.9 مليار دولار أميركي).

قدم ترمب مهلة قصيرة يوم الخميس، مؤجلاً الرسوم الجمركية الأميركية على السلع المشمولة بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية حتى 2 أبريل. لكن التوترات لا تزال مرتفعة، وقال ترودو بوضوح هذا الأسبوع إنه يعتقد أن الهدف النهائي لترمب هو فرض صعوبات اقتصادية على كندا وضم البلاد.

هجوم ترمب

أجج ترمب الأمور يوم الجمعة، قائلاً إن "كندا كانت تستغلنا لسنوات من خلال الرسوم الجمركية على الأخشاب ومنتجات الألبان"، مهدداً بجولة أخرى من الرسوم الجمركية.

من المقرر أن يغادر ترودو منصبه، وسيتم اختيار خليفته من قبل أعضاء الحزب الليبرالي الحاكم يوم الأحد.

قال لوبلان - الذي أيد المصرفي المركزي السابق مارك كارني في السباق الليبرالي - إنه لم يجرِ "محادثة جوهرية" حتى الآن يوم الجمعة مع وزير التجارة هوارد لوتنيك أو مسؤولين آخرين بشأن تعليقات ترمب حول الأخشاب ومنتجات الألبان.

بشكل عام، قال لوبلان: "محادثاتي مع الوزير لوتنيك كانت بناءة، وصراحة كانت ودية. وكانت عملية".

هناك موعد نهائي آخر للحرب التجارية يلوح في الأفق الأسبوع المقبل، حيث قال ترمب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم الأجنبي لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وقال لوبلان إنه "ليس متشائماً بشأن فرضها. مناقشاتي مع الوزير لوتنيك تشير إلى أن هناك مجالاً لإجراء محادثات خلال الأيام القليلة المقبلة".