أرامكو تقدم تقنية جديدة للتعرف على هوية الزيت المنسكب

تمكّن مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية مؤخراً، من تطوير جهاز ليزر محمول جواً يعمل كجهاز استشعار «فلوري» عن بعد للكشف عن الزيوت والتعرف عليها.

ويوفّر الجهاز تقنية رائدة ستتيح لأرامكو السعودية إحداث تغيير جذري في أعمال مراقبة انسكابات الزيت.

واستغرق تطوير هذا الجهاز الذي يُطلق عليه اسم «جوست»، وأنتجه مركز البحوث والتطوير، ما يزيد على خمسة أعوام في المختبر وفي بحوث المحاكاة الميدانية.

وقد خضع الجهاز الجديد، للعديد من الاختبارات، مما أتاح لفريق البحوث عرض القدرات المؤكدة لجهاز «جوست».

واعتبر الباحثون الاختبار، الذي أُجري على ارتفاع بلغ 500 قدم بطائرة هليكوبتر تابعة لأرامكو السعودية، ناجحاً تماماً بعد أن تمكنوا من إظهار أن تقنية بصمة الليزر نجحت بكل اقتدار في الاستشعار عن بُعد، كما هو الحال في الأماكن غير البعيدة.

يعمل الجهاز من خلال تقنية الاستشعار المحمولة جواً، إلا أن فريق الباحثين يعمل على تصميم نموذج آخر للعمل بشكل خاص من على سطح السفن.

كما يقوم الفريق بدمج قاعدة البيانات في عمل «جوست»، لتُضاف لقدرته على تمييز الزيت، وهي خطوة من شأنها أن توسّع فجوة المنافسة مع الأجهزة الأخرى التي تُستخدم للغرض ذاته.

وقال الباحثون: «إنه يمكن استخدام هذه التقنية الجديدة في تطبيقات عدة، وأن الجيل الجديد من علماء أرامكو السعودية ومهندسيها سوف يستخدمون هذه التقنية الفريدة من نوعها كمنطلقٍ لابتكار تطبيقات صناعية فريدة».

وأضاف الباحثون: إن هذه التقنية الجديدة هي تغييرٌ واضحٌ في طريقة الكشف عن انسكابات الزيت، ومنتجات الزيت والملوِّثات الأخرى.

تقنية غير مسبوقة

وبحسب الباحثين، فإنه بالرغم من أن استخدام الطريقة "الفلورية" المستحدَثة بالليزر والمحمولة جواً للكشف عن انسكابات المواد الهيدروكربونية، ليست طريقة جديدة بحد ذاتها، إلا أن هناك فارقاً بين أن تكون قادراً على اكتشاف وجود مواد هيدروكربونية، وبين قدرتك على تحديد نوع المواد الهيدروكربونية في الوقت المناسب.

ويلاحظ فريق الباحثين، أنه توجد أجهزة يمكنها التمييز بين فئات واسعة من الزيت فقط، مثل الفرق بين الزيوت المكررة وزيوت الخام، بينما تتميز التقنية التي يعمل بها «جوست»، وهي تقنية غير مسبوقة، بأنها قادرة على التمييز بين الزيت الخام الخفيف والزيت الخام الثقيل، على سبيل المثال.

وقال الباحثون: «إن هذه التقنية قادرة على التمييز بين الزيوت الخام من نفس الدرجة، ولكنها تنشأ من موقعين جغرافيين مختلفين. وفي الواقع، تفتح هذه التقنية الباب أمام فكرة مثيرة جديدة لمراقبة انسكابات الزيت، حيث تستطيع أن تعطي تقديرات أولية سريعة اعتمادًا على قاعدة بيانات معدة مسبقًا لبصمات الزيت الطبقية في أوضاع منظمّة ومتغيرة بفعل العوامل الجوية. وتُعَدُّ هذه التقنية أول طريقة مراقبة جوية في العالم للبصمة الطبقية لانسكابات الزيت البحرية كما تؤكدها براءات الاختراع لدينا».

استشعار عن بُعد

وكان فريق البحث قد ضم كلاً من: عزت حجازي قائداً للفريق، وعبدالله القرينيس، ورامي الشنيبر، وعماد الزهراني، و"فنسنت كننغهام"، و"ريزارد زيزيبيوت".

وكان لجهاز "جوست" إسهام كبير في السمعة الممتازة للشركة كعملاق صناعي يهتم بحماية البيئة.

وأصبحت أرامكو السعودية تمتلك تقنية يمكنها إحداث تغيير جذري في طريقة تحديد الزيوت المختلفة بطريقة إلكترونية وغير إلكترونية، وبالاستشعار عن بعد.

محمول جواً وبحراً

وتُعد هذه التقنية الفريدة فعالة جداً في المراقبة البحرية؛ حيث يكون من الضروري وجود تقديرات أولية سريعة تغطي مناطق كبيرة من الماء.

ويستطيع الجهاز العمل ليلاً ونهاراً، وفي البحار ذات الأمواج العاتية أو أثناء الرياح العاصفة.

ويعتمد هذا الجهاز، كما هو الحال في أي جهاز مراقبة آخر، على الليزر، حيث أنه كلما زاد وضوح الرؤية أصبح بالإمكان زيادة الارتفاع، أي الوصول إلى 800 – 1000 قدم وأكثر.

وهذا النموذج من الجهاز مخصص للعمل وهو محمول جواً، أو يتم توصيله بالطائرة ذات الأجنحة الثابتة.

وبالإضافة إلى تطور جهاز "جوست" وقدرته على تمييز الزيت، فإن دمج قاعدة البيانات في عمله، وهي الخطوة التالية لفريق البحث، ستوسّع فجوة المنافسة بينه وبين الأجهزة الأخرى المنافسة.

كما أن وجود قاعدة بيانات جاهزة للاستخدام للبصمة الطبقية للزيوت، تشابه وجود مترجم فوري في بلد أجنبي.

وستكون الطائرة التي تحمل هذا الجهاز في هذه الحالة، قادرة بشكل فوري على ربط النقاط بين انسكابات الزيت البحرية المختلفة وتصنيف المسارات المختلفة للسفن المخالفة.

وسوف تحتوي قاعدة البيانات أيضاً على بصمة طبقية لانسكابات الزيت الخام المتغيرة بفعل العوامل الجوية، الشيء الذي لا يمكن أن يوفره أي منافس آخر.

إضافة إلى ذلك، تشير النتائج من اختبار الطيران الأوّلي إلى أن جهاز "جوست" قد يكون قادراً على اكتشاف تفاصيل فيزيائية مهمة جداً عن انسكابات الزيت، وهو ما يقوم الباحثون بالتحقق منه حالياً.

إضافة إلى ذلك يمكن استخدام جهاز «جوست» في التطبيقات الإلكترونية لخطوط الأنابيب لاكتشاف أي انسكاب.