مكيون يعتزمون مقاضاة الكهرباء

يعتزم عدد من المواطنين في العاصمة المقدسة، التوجه للقضاء لرفع دعوى على شركة الكهرباء لتعويضهم عن الأضرار التي تسبب فيها تكرار انقطاع التيار الكهربائي خلال الأسبوعين الماضيين والتي يصل فيها الانقطاع الواحد لأكثر من 10 ساعات متواصلة، في الوقت الذي أحجمت فيه الشركة عن إبداء أسباب تلك الانقطاعات.

انقطاعات متكررة

وكان حيا العدل «الغسالة» وجبل النور، شهدا انقطاعات متوالية قدرت بأكثر من خمس مرات، حيث بلغت ساعات الانقطاع أكثر من 40 ساعة متفرقة، أطولها 12 ساعة تقريبا متواصلة انقطع فيها التيار عن حي جبل النور، وبنحو 6 ساعات متواصلة في حي العدل.

شكاوى الأهالي

وقال محمد الهذلي أحد سكان حي العدل «تعودنا خلال السنوات الماضية أن ينقطع التيار الكهربائي خلال الذروة من فصل الصيف، وكنا نلتمس العذر للشركة بأن هناك زيادة أحمال، وهو بطبيعة الحال ليس مبررا منطقيا، أما أن تداهمنا هذه الانقطاعات وبشكل مكثف خلال الأسبوعين الماضيين، في فترة مناخ معتدل، ومن دون إبداء الأسباب، فهذا ليس فيه شيء من المنطق».

وأضاف الهذلي «لم يطالعنا المسؤولون في شركة كهرباء مكة، بالأسباب الجوهرية حول هذه الانقطاعات بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم بالاعتذار، الذي لن نقبله منهم، وقد اعتزمت الأمر أنا وعدد من الجيران برفع دعوى قضائية لدى المحاكم الشرعية ضد الشركة، التي تأخذ منا رسوم الخدمة مقابل توفيرها، ولكنها وفرتها بشكل سيئ تسبب لنا بأضرار مادية في أجهزتنا المنزلية، وتعطيل مصالحنا».

وتساءل عبدالله القرشي: هل يعلم المسؤولون في شركة الكهرباء أن هناك مرضى وعجزه يحتاجون إلى التيار الكهربائي، وفي حال انقطاعها لساعات كثيرة تتسبب لهم بأضرار صحية، جراء توقف أجهزتهم الطبية، فأنا على سبيل المثال خضعت لعملية خشونة في الركبة، ونصحني الأطباء بعدم صعود درجات السلم، واستخدام المصعد الكهربائي، وعند انقطاع التيار أجبرت على صعود درجات منزلي كثيرا، مما سبب معاودة الآلام لقدمي، وهذا أمر لا يحتمل».

رأي قانوني

وحول الرأي القانوني حول أحقية المواطنين في رفع دعوى ضد شركة الكهرباء قال المستشار القانوني المحامي نصر البركاتي: بعد النظر في هذه المسألة تأكد لي أن الأركان الثلاثة الموجبة للتعويض متحققة، وهي: الضرر، والخطأ، والعلاقة السببية، فمتى ما تحققت هذه الأركان في أي قضية يتم بموجبها المطالبة بالتعويض من الجهة التي تسببت بالضرر.

وأضاف البركاتي «كما هو معلوم في هذه الأيام المناخ معتدل، ودرجات الحرارة ليست مرتفعة بل إن العاصمة المقدسة تشهد حالة من الأمطار، الأمر الذي يجعل الأجواء معتدلة، وبالتالي ليس هناك مبرر لهذه الانقطاعات المتتالية ذات الساعات الطوال، وشركة الكهرباء هي شركة مساهمة وليست جهة حكومية، وبالتالي في حال رفع دعوى مطالبة فإنه يتم التوجه إلى المحكمة العامة، وليس إلى ديوان المظالم، وذلك لعدم الاختصاص».

لا رد من الكهرباء

«مكة» بدورها وعلى مدى أسبوعين، تواصلت مع المسؤولين في الشركة السعودية للكهرباء، للاستفسار حول الموضوع، إلا أن الرد لم يأت حتى إعداد هذا التقرير.