أزمة "الأسفلت" تهدد بتوقف 270 مشروعًا بـ 12 مليار ريال

أدى النقص في مادة الأسفلت في اسواق المملكة إلى تأخير الكثير من المشروعات العملاقة التي توقف البعض منها، بالاضافة إلى ظهور سوق سوداء بدأت تطل برأسها على هذا القطاع الحيوي الهام.

عزا متعاملون حالة الارباك التي يشهدها السوق إلى نظام التوزيع الذي اعتمدته شركة ارامكو مؤخرا، مؤكدين أن هناك اكثر من 270 مشروعا تقدر ميزانيتها المعتمدة بـ 12 مليار ريال، وهو ما يفوق ميزانية المشاريع المعتمدة خلال العام الماضي بنحو 30 في المائة، لذا لا بد من أخذ تدابير عاجلة للحيلولة دون حدوث توقف تام لهذه المشاريع وتعطيلها، وكشف محمد الصالح “صاحب خلاطات اسفلت بمنطقة مكة المكرمة” أن مادة «البيتومين» بدأت تعرض علينا بأسعار خيالية في اشارة منه إلى وجود بوادر لسوق سوداء في هذا القطاع.من جانبه انتقد المهندس خالد صالح المدير العام لشركة “جاك”: أن نظام التوزيع الذي اعتمدته شركة أرامكو مؤخرا بإعطاء مادة البيتومين والتي اعتمدت في المشاريع لايعطي العدالة الكافية للتوزيع الحقيقي، مشيرا إلى أن نظام التوزيع يشوبه الكثير من المشاكل لذا لابد لشركة ارامكو السعودية من البحث وبشكل عاجل لانهاء هذه المشكلة حتى لا يتم تعطيل المشاريع الضخمة التي تنفذ داخل المملكة.

وحول زيادة المصافي المنتجة لهذه المادة من قبل ارامكو قال الصالح: في اجتماعنا الاخير مع ارامكو وضعنا امامهم كل هذه المشاكل التي تعترض عملنا بسبب نقص هذه المادة، مشيرا إلى ان فكرة استيراد المادة غير مقبولة لاسباب فنية لا تتناسب وطبيعة «البيتومين».وكان رئيس لجنة المقاولين بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض فهد الحمادي أكد أن هناك مشروعات مقاولات بقيمة 50 مليار ريال في مجالات الطرق والمياه والصرف الصحي قد توقفت نتيجة نقص كميات الأسفلت المسلَّمة للمقاولين وألمح إلى أن الكميات الموردة من قِبل أرامكو للمصانع قليلة ولا تكفي احتياجات حجم المشروعات التي يتم تنفيذها حالياً، وبين أن قرار وقف تصدير المواد الأساسية ساهم في تقليص الأسفلت المصدر إلى حد كبير، غير أن هناك كميات ما زالت تصدر للخارج من قبل بعض المصانع الوطنية، تحت مسميات أخرى أو مواد مشتقة من الأسفلت.
 

من جهته أوضح المهندس أحمد الفالح المدير العام لشركة مقاولات: أن نقص الأسفلت معاناة يعيشها قطاع المقاولات باستمرار في المملكة خاصة في العامين الأخيرين.

وتساءل الفالح عن حصر إنتاجه في أربعة مواقع في المملكة الآن وهي الرياض ورأس تنورة وجدة وينبع، وفى فترات عديدة لا يتم إنتاج مادة الـMCI والـRCL إلا من خلال مصفاة رأس تنورة، موضحا أن ذلك يؤثر سلباً في إمدادات قطاع مقاولات الطرق بصورة خاصة رغم أن جميع مقاولي الطرق قاموا بالتعاون مع أرامكو السعودية في السنوات الماضية لتحديد احتياجاتهم من هذه المواد عند بداية كل سنة. وطالب الفالح اللجنة الوطنية للمقاولات ببحث الأمر مع أحد مسؤولي أرامكو لوضع آليات دائمة لإنهاء هذه المشكلة التي بدأت تؤرق المقاولين المنفذين لمشاريع مرتبطة بالأسفلت والتي تقدر بأكثر من 50 مليار ريال ، وحذر من استمرار هذه المشكلة والتي ستؤدي حتما إلى إفلاس عدد من المقاولين خاصة في ظل المحاولة الجادة في تنفيذ العقود الحكومية في مواعيدها كما أن أي تأخير في هذه المشاريع يؤدي إلى غرامات ضخمة عليهم، مطالبا أرامكو القيام بإيقاف تصدير هذه المادة، لتغطية الحاجة المحلية المتزايدة في السوق السعودية لا سيما في ظل النهضة والطفرة العمرانية في البني التحتية.

وأضاف الفالح أن ما تحمله ميزانية هذا العام من طرح طرق للمنافسة العامة، يبلغ أكثر من 270 مشروعاً، وتبلغ الميزانية المعتمدة لتلك المشاريع نحو 12 مليار ريال، وهو ما يفوق ميزانية المشاريع المعتمدة خلال العام الماضي بنحو 30 في المائة، لذا لا بد من أخذ تدابير عاجلة للحيلولة دون حدوث توقف تام لهذه المشاريع وتعطيلها، إذ إن نقص إمدادات الأسفلت من المصافي الرئيسية لشركة أرامكو سيهدد تنفيذ هذه المشاريع وسيسهم في ظهور سوق سوداء لمادة الأسفلت وأن ذلك سيهدد مشاريع التنمية.

يذكر أن طاقة إنتاج الأسفلت في أرامكو السعودية تبلغ حالياً 51 ألف برميل يوميا منها 17 ألفاً تنتج في مصفاة رأس تنورة، و20 ألفاً في مصفاة الرياض، و4.5 ألف في مصفاة جدة، و9.5 ألف في مصفاة (لوبريف 2)، في ينبع حسب إحصائيات أرمكو بينما وصل استهلاك المملكة يوميا أكثر من 80 ألف برميل تقريبا خاصة إذا نظرنا إلى أن حجم زيادة الطلب على الأسفلت في أشهر الصيف يزيد بنسبة تصل إلى 14 في المائة من متوسط الطلب على مدار العام.وعلمت “المدينة” ان اللجنة الوطنية للمقاولين تعد مذكرة مطولة بشأن أزمة نقص الأسفلت لبحثها مع أرامكو ومن ثم ارسالها إلى الجهات المختصة وخاصة وزارة النقل والطرق. من جهة أخرى حاولت “المدينة” ومن خلال العلاقات العامة بشركة ارامكو السعودية على مدى اكثر من ثلاثة اسابيع الحصول على رد لما جاء على لسان المتعاملين والوقوف على حجم المشكلة، لكن لم يصل الرد ولم نحصل على إجابة.