معلومات قد لا يعرفها كثيرون عن أعمق منجم للذهب في العالم

من المعروف أن الذهب أحد أكثر المعادن المطلوبة في العالم، وحوض "ﻣﺒﻮﻧﻴﻨﻎ" الذي هو جزء من حزام يتواترسراند الذهبي في جنوب أفريقيا أعمق وأكبر منجم لتعدين الذهب في العالم، إذ إن نحو 50% من الذهب الذي تم استخراجه في العالم جاء من هذا الحوض.
 

ووفقًا لتقرير نشره موقع "فيجوال كابتليست"، تم اكتشاف الذهب لأول مرة في هذا الحوض عام 1886، وتردد أن الفضل في هذا الاكتشاف يرجع إلى النيزك الذي سقط وتسبب في حدوث حفرة فريدفورت، والتي تعد أكبر حفرة في العالم بقطر يبلغ 200 ميل، ورغم أن الحفرة عمرها يمتد لفترة طويلة جدا يبقى من المحتمل أنها ساعدت على اكتشاف الذهب.
 

ويبلغ عمق منجم "مبونينغ" 2.5  ميل وهو ما يساوي ارتفاع 10 مباني "إمباير ستيت"، وواصل عمال المناجم الحفر لعمق أكبر من خلال تشييد مصعد وأنفاق للوصول إلى رواسب الذهب، ويقطع نحو 4000 عامل يوميًا الرحلة نحو قاع المنجم عبر المصعد الذي يعد أطول مصعد في العالم، والذي تبلغ سرعته القصوى 40 ميلاً في الساعة.
 

ويعمل العمال في ظل ظروف قاسية، فبالإضافة إلى خطر الزلازل والعصابات المسلحة غير المشروعة، تصل درجة حرارة الجدران الصخرية في منجم "مبونينغ" إلى 140 درجة فهرنهايت، وتتجاوز مستويات الرطوبة 95%، ومن أجل الحفاظ على درجة حرارة باردة يستخدم المنجم نظام تبريد جديد، فيتم ضخ أكثر من 6 آلاف طن من الطين الجليدي في خزانات تحت الأرض، وتساعد المراوح العملاقة على سريان الهواء، ويقوم العمال يوميًا بتفجير2268 كيلوجراما من المتفجرات في المنجم، وحفر 6400 طن من الصخور.
 

وينخفض إنتاج الذهب في المنجم سنويًا، لذلك يلجأ عمال المنجم إلى الحفر أعمق لمحاولة الوصول إلى الذهب.

وأدى البحث المستمر عن الذهب في "مبونينغ" إلى اكتشاف بكتيريا فريدة من نوعها تُدعى "Desulforudis audaxviator"، والتي تعيش بشكل مستقل عن الشمس، وذلك باستخدام الطاقة الناتجة عن النشاط الإشعاعي الطبيعي التي توظفها في صناعة الغذاء الخاص بها، ويعتقد بعض الخبراء احتمالية وجود أشكال مماثلة للحياة على الكواكب الأخرى بنفس الطريقة.
 

ويقطع العمال هذه الرحلة اليومية الطويلة من أجل الوصول إلى ذهب بحجم سنتيمترات فقط فحسب في قاع المنجم، وسوف يضطرون قريبًا للحفر أعمق للوصول إلى شعاب الذهب المجاورة، والتي يُمكن أن تطيل عمر المنجم إلى عام 2040.