نبض أرقام
02:23
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

الأمن السيبراني.. نمو مضطرد لصناعة حيوية في ظل تحديات مستمرة

2019/01/25 أرقام - خاص

مع النمو المضطرد لكل النشاطات المرتبطة بالإنترنت حول العالم تزداد المخاطر المتعلقة بها، سواء من سرقة الأموال الإلكترونية من المصارف أو الأفراد، أو انتهاك خصوصية البيانات، أو اختراق المواقع الإلكترونية، وغير ذلك من صور "جرائم" الإنترنت.

 

 

تصاعد في الاهتمام
 

وأدى هذا إلى نمو نشاط مكافحة "الجرائم الإلكترونية" أو ما يعرف بالأمن السيبراني (الإلكتروني أو المتعلق بالإنترنت)، فالمملكة المتحدة على سبيل المثال شهدت محاولة ارتكاب 4.7 مليون جريمة إلكترونية خلال عام 2017 فحسب، بين السطو على إيميل شخصي أو اختراق موقع أو بيانات مالية وغير ذلك.
 

ووفقا لتقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي فإن الأمن السيبراني يعتبر ثاني أكثر المجالات نموًا في الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة، وإنه من المتوقع أن يواصل نموه بنسبة 10.9% سنويًا خلال السنوات المقبلة حتى يتخطى عتبة 220 مليارا بحلول عام 2023.
 

ويشير تقرير لكلية الإدارة في جامعة "هارفارد" إلى أن الوعي المتصاعد بأهمية الأمن السيبراني أدى لزيادة 95% من الشركات الكبيرة والمتوسطة لنفقاتها في المجالات التقنية خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل مضطرد.
 

وتشكل ما يعرف بأنظمة الحماية أو برامج الوقاية 60% من سوق اقتصاديات الأمن السيبراني، ويكفي للاستدلال على أهميتها أنها تأتي في المركز الثالث في سوق البرمجيات بعد برامج التشغيل والألعاب الإلكترونية.
 

شركات عدة
 

واللافت هنا أنه على الرغم من تفوق الولايات المتحدة في سوق البرمجيات، ومن بعدها الهند، إلا أن الصين أتت في المركز الأول في العالم كمستهلك للأمن السيبراني وتطبيقاته، بنسبة تصل إلى 31.4% من الاستهلاك العالمي، بسبب النمو الكبير في استخدامات شبكات الإنترنت سلكيًا ولاسلكيًا في بكين.



 

وما يثري هذا السوق أيضًا تنوع المجالات، فقبل بضع سنوات لم يكن الأمر يتخطى تأمين أجهزة الكمبيوتر، بينما يمتد اليوم ليشمل تطبيقات الجوال، وشبكات الاتصالات، وشبكات المراقبة الحكومية، والشبكات اللاسلكية، وتأمين الاتصال بالإنترنت وإجراءات البنوك وغيرها.
 

وعلى الرغم من الحجم الكبير للغاية لتلك الصناعة والنمو المستمر فيها، إلا أنه يصعب إيجاد شركات عملاقة تعمل في هذا المجال، حيث تبدو خريطة الصناعة متكئة على مئات الشركات المتوسطة التي توفر الكفاءات البشرية والتكنولوجية أكثر مما تعتمد على الحجم الكبير.
 

وعلى سبيل المثال تعتبر "مكافي" (المطورة لبرنامج محاربة فيروسات الكمبيوتر الشهير) إحدى أكبر وأشهر الشركات في هذا المجال، ولكن لا يتعدى دخلها ملياري دولار في العام، على الرغم من بيع منتجاتها في مختلف أنحاء العالم.
 

تحديات
 

وعلى الرغم مما يوفره ذلك من ميزة للمستهلكين مع المنافسة الضارية بين تلك الشركات بما يطور الخدمة المقدمة ويجعل السعر تنافسيًا، إلا أن هذا يضعف من قدرة تلك الشركات على تحقيق الأرباح التي تصل في المتوسط إلى 5% سنويًا.
 

ويلاحظ هنا تأثير المنافسة على تراجع نسبة الأرباح التي كانت تقدر بـ17% كأحد أكثر المجالات ربحية قبل 10 سنوات فحسب، بل ويحذر تقرير لـ"بلومبرج" من احتمالية وصول تلك الصناعة إلى درجة "التشبع" قريبًا، بمعنى زيادة المنافسة عن احتياجات السوق بما سيكتب نهاية الكثير من الشركات في هذا المجال.
 

كما يبرز التحدي المتعلق بحقوق الملكية الفكرية والابتكار أيضًا في هذا المجال، حيث يقدر البنك الدولي خسائر المبتكرين جراء انتهاء تلك الحقوق بحوالي 70% مما يحصدونه، وتزداد النسبة كثيرًا في مثل تلك التطبيقات، والتي يتسم الكثير منها بالعمومية وإمكانية استخدامها من قبل أكثر من شخص أو فرد.



 

وعلى الرغم من تلك التحديات المتعلقة بنسبة الأرباح، إلا أن "فوربس" تعتبر أن الصناعة في سبيلها لتحقيق المزيد من النمو خلال الفترة القادمة لأكثر من سبب لعل أهمها ازدياد الحاجة لخدمات شركات الأمن السيبراني، فضلًا عن أنها استثمار آمن لا يعتمد إلا على مهارات الأفراد ولا تشمل استخدامًا مكثفًا لعنصر رأس المال.
 

كما أن الكثير من شركات الأمن العادية بدأت في إدماج أجزاء خاصة بالأمن السيبراني بحيث تعطي لعملائها خدمات متكاملة بتأمين الأشخاص وممتلكاتهم بل وفضاء الإنترنت والأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم، بما يعطي بعدًا جديدًا للنمو في هذا المجال رغم التحديات.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة