نبض أرقام
02:19
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

لماذا يصعب شراء الأسهم عند القاع والتمسك بها لفترة طويلة؟.. السوق الأمريكي مثالًا

2019/03/25 أرقام

قبل نحو عشرة أعوام من الآن كانت لحظة تاريخية في السوق الأمريكي، عندما هبط مؤشر "إس آند بي 500" في إحدى الجلسات ملامسًا 666 نقطة خلال منتصف التعاملات، وتراجع سهم "سيتي جروب" إلى بضعة سنتات ونظرت "جنرال موتورز" في إعلان إفلاسها، بحسب "وول ستريت جورنال".
 

 

آنذاك (في السادس من مارس 2009) تراجعت الأسهم الأمريكية إلى ما كانت عليه قبل 13 عامًا وبدا النظام المالي في طور الانهيار، واعتقد المستثمرون أن الكساد العظيم يتكرر مرة أخرى، لكن من منظور آخر بدت الظروف مواتية لشراء الأصول وفق أسعار منخفضة للغاية.

 

حقق المستثمرون الذين اشتروا في أسهم "إس آند بي" خلال هذا الاضطراب، عائدات سنوية قدرها 18% منذ ذلك الحين (تشمل توزيعات الأرباح)، وأولئك الذين اشتروا أسهم "سيتي جروب" حققوا عائدات سنوية بلغت 21%.

                      

الاضطرابات أكبر من أن نتوقع تفاصيلها

 

- من السهل الاعتقاد بأنه خلال الاضطراب القادم (وبالطبع سيكون هناك اضطراب جديد)، سيصبح المستثمر مستعدًا للشراء وليس البيع، لكن الحقيقة أنه سيعرف لِمَ يستسلم المستثمرون في مثل هذه الحالات، ويفهم أن الحكومات لن تسمح للنظام المالي بالانهيار.

 

- بعيدًا عن كيف سيعرف ذلك، كان السوق يعاني في ذلك الوقت من التراجع منذ أشهر، وأولئك الذين اشتروا الأسهم بخلاف الاتجاه السائد حققوا خسائر أيضًا، فرغم فداحة الانهيار في أكتوبر عام 2008، إلا أن الشعور بانتهاء الأزمة لم يكن حاضرًا.

 

 

- بعد رفض الكونجرس خطة إنقاذ الأصول المضطربة المعروفة باسم "تارب"، شهدت الأسواق تراجعا أكبر، وفي النهاية وافقت الحكومات والبنوك المركزية على تحركات مشتركة غير مسبوقة لإنقاذ الاقتصاد العالمي.

 

- بالنسبة للمستثمرين الذين يخالفون الاتجاه السائد، والذين اشتروا الأسهم عند المستوى المنخفض في السابع والعشرين من أكتوبر عام 2008، فقد فقدوا نحو 20% من قيمة استثماراتهم مع هبوط "إس آند بي" إلى 666 نقطة في مارس من العام التالي.

 

- البعض يعتقد أنه لو استطاع توقع مستوى القاع جيدًا مثل هؤلاء ما كان ليبيع أسهمه بعد ذلك، بل سيتبع استراتيجية الإبقاء طويلة الأمد، لكن هذا الكلام يسهل قوله ويصعب تنفيذه، لأنه ببساطة ستكون هناك أسباب قوية للبيع على طول الطريق.

 

الضربات والأزمات تتوالى

 

- في عام 2010، جاءت الأزمة اليونانية ومعها أدرك العالم أن الأزمة المالية سيكون لها آثار طويلة الأمد، وفي الولايات المتحدة تزايد الخوف من حدوث ركود اقتصاد، فأعاد مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشكل طارئ برنامج شراء السندات.

 

- تراجع الدولار جراء ذلك بشكل ملحوظ، وانخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 17%، وهنا يتبادر للذهن سؤال منطقي، هل سيكون المستثمر هادئًا في مثل هذه الأحداث أم أنه سيبيع ما بحوزته من أصول للإبقاء على ما حققه من أرباح؟

 

 

- في عام 2011، اقتربت الولايات المتحدة من التخلف عن سداد ديون سندات الخزانة، وفقدت تصنيفها الائتماني "إيه إيه إيه"، وأصبحت أزمة منطقة اليورو حرجة، وأدرك المستثمرون أن التحفيز الصيني سيكون له تبعات مؤلمة.

 

- أعقب ذلك انخفاض مؤشر "إس آند بي" بنسبة 22% خلال الفترة بين مايو وأكتوبر من هذا العام، وتراجعت أسهم الأسواق الناشئة بمقدار الثلث تقريبًا، وبدا كأن هناك ركودا عالميا على الأبواب، والسؤال هل يمكن للمستثمر تجاهل إغراء الحفاظ على أرباحه؟

 

- كان الأمر أسوأ في عام 2012 بالنسبة للمستثمرين الأوروبيين، عندما بدت منطقة اليورو في طريقها للتفكيك، ورغم أن رد فعل الأسهم الأمركية لم يكن سيئًا، لكن الأخبار كانت سيئة للغاية، وكان من المغري للكثيرين الخروج قبل الاستيقاظ على انهيار جديد في السوق.

 

التوقع صعب لكن اليقظة مطلوبة

 

- في عام 2013، ارتبكت الأسواق مع قلق المستثمرين إزاء احتمالات رفع الفيدرالي للفائدة، ما يعني نهاية الانتعاش الاقتصادي، وهو ما دفع الأسواق الناشئة للذعر، وحينها هبط مؤشر "إس آند بي" بنحو 10%.

 

- خلال عام 2014، طفت على السطح مخاوف مثل تفشي وباء "إيبولا"، قصف الولايات المتحدة لسوريا واحتمالات رفع الفائدة الأمريكية، وحينها هبطت الأسهم بنسبة 10% خلال 18 جلسة، وكانت النصيحة الشائعة آنذاك هي "بع أسهمك".

 

 

- بعد كل ذلك، إذا كنت لا تزال تتمسك بأسهمك فإن ضربة أخرى كانت تتجه صوب السوق، حيث انفجرت فقاعة الأسهم الصينية في 2015، وخفضت بكين عملتها، وأدى انهيار أسعار النفط إلى الخوف من ركود اقتصادي جديد في الولايات المتحدة.

 

- خلال الفترة من صيف عام 2015 إلى فبراير من عام 2016، فقد مؤشر "إس آند بي" نحو 15% من قيمته، فمع تعثر شركات النفط، أثيرت مخاوف من اندلاع موجة تخلف عن سداد الديون.

 

- يجب أن يكون من الواضح للجميع حقيقة أن توقع موعد بلوغ القاع في السوق هي أمر بالغ الصعوبة، وطبعًا فإن توقع موعد بلوغ القمة يتسم بصعوبة مماثلة، لكن على أي حال يحتاج الأمر ليقظة كبيرة حيث لا يبدو الاضطراب القادم بعيدًا للغاية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة