“اتصالات” و”دو” تتنافسان على إطلاق خدمات جديدة خلال الربع الأخير

يشهد قطاع الاتصالات بالدولة حالياً اتجاه من “اتصالات” و”دو” إلى قطاع جديد من المنافسة خلال الربع الأخير من العام الجاري حسب مسؤولي القطاع الذين اكدوا أن مشغلي الاتصالات سوف يتجهون خلال تلك الفترة لإطلاق عدد من الخدمات الجديدة التي تهدف للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السوق منها خدمات الجيل الربع وخدمات الإنترنت ذي النطاق العريض .

وأضافوا أن المشغلين سوقف يستندون في ذلك إلى الاستمارات الضخمة التي وجهوها للارتقاء ببنيتهم التحتية لتوفير المزيد من الخدمات المتطورة في ظل انفتاح السوق .

وحسب هيئة تنظيم الاتصالات فإن المرحلة المقبلة تواكب قرارات تنظيمة متعددة تصب في نقل القطاع لمرحلة جديدة من التنافسية بين كل من اتصالات ودو للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السوق المحلي .

وكشفت الهيئة في سياق خطوات تطوير المنافسة عن متابعتها الدقيقة حالياً للعروض السعرية التي يطلقها المشغلون ضمن تقييمها لأداء السوق ومدى استيعابه للمنافسة المتوازنة لتطوير أداء القطاع

وتعمل الهيئة على الوقوف على درجة استعداد السوق لمعرفة مدى امكان تطبيق سياسة المنافسة المفتوحة بين المشغلين، وهو ما أكده محمد الغانم المدير العام للهيئة وتسمح تلك السياسة لكل من “اتصالات” و”دو” بطرح عروضهما السعرية بشأن الخدمات مباشرة امام كافة عملائهما من دون الرجوع للهيئة للحصول على موافقة مسبقة قبل طرح العروض ومن المنتظر ان يفتح ذلك القرار .

كما يدخل سوق الاتصالات مجالاً آخر من التنافسية بين المشغلين مع الاتجاه إلى بدء فتح الشبكات الأرضية وكسر الاحتكار الجغرافي الخاص بخدمات الهاتف الثابت وخدمات الإنترنت في الدولة، وهو ماسينعكس بعروض سعرية جديدة ومخفضة على خدمات الإنترنت ولاسيما في ظل اقتراب الاحلال الكامل لخدمات النطاق العريض

نتيجة لتصاعد المنافسة في سوق الاتصالات وفقاً لخطوات التطوير التي تتبناها الهيئة، والتي ترسي بيئة ديناميكية لتوفير خدمات متطورة تلائم العميل وتحافظ في الوقت ذاته على توازن السوق

وعلى صعيد المشغلين أكد مسؤولو كل من “اتصالات” و”دو” على اتجاههم لقطاعات جديدة من الخدمات التي ستدعم نمو خدمات الاتصالات والمعلومات سواء من خلال الخدمات الثابتة، وما سيطلق على صعيدها من تطويرات ولاسيما لخدمات الباقات الثلاثية إضافة إلى خدمات الإنترنت ، أو على صعيد خدمات الهواتف المتحركة وتجيء على راسها خدمات الجيل الرابع وتطبيقات الاجهزة الذكية .

وستدخل “اتصالات” مرحلة جديدة من الخدمات المتطورة التي يبحث عنها حسبما قال علي الأحمد الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي بالشركة ما يؤكد التزام “اتصالات” بإرساء قيمة مضافة أخرى على الخدمات التي تقدمها لعملائها واطلاق المزيد من الخدمات المستحدثة التي تزيد من مساحة الشركة في السوق المحلي والاقليمي .

وأنفقت الشركة على صعيد ذلك ما يقارب 6 مليارات درهم لتطوير شبكتيها الثابتة والمتحركة وتستعد اتصالات حالياً لاطلاق عروض خدمات الجيل الرابع سوف تطلق الخدمة تجارياً أمام العملاء خلال أسابيع قليلة لتفتح بذلك باباً للتنافسية العالية في السوق على تلك الخدمات الجديدة .

وستطرح الخدمة مبدئياً للاستخدام عبر أجهزة الكمبيوترات الشخصية على ان تبدأ الخدمة بعد ذلك من خلال الأجهزة الكفية وتسعى “اتصالات” من خلال شبكتها الجديدة لاستقطاب شرائح جديدة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بالدولة والبالغ عددهم نحو 4 .2 مليون مستخدم .

أما شركة “دو” فترى أن المنافسة هي مفتاح نمو الأسواق، لأنها تحث كل الأطراف على العمل المتواصل لتقديم ما يميزهم عن غيرهم لتلبية احتياجات العملاء، مؤكدة أن تعدد المشغلين وضع قطاع الاتصالات على طريق المنافسة التي تصب بشكل كامل في مصلحة العملاء .

وكشفت “دو” مؤخراً عن اتجاهها للإعلان عن خدمات الجيل الرابع نهاية العام الجاري، بينما أكدت التزامها بخطط التعاون المشترك مع المشغل الآخر ولاسيما على صعيد فتح الشبكات .

من جانبه قال فريد فريدوني الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في “دو” إن السوق الإماراتي يعد الاسرع نمواً على صعيد المنطقة، حيث لم يمنع التشبع من اتساع خدمات الاتصالات واتجاهها نحو مجالات أكثر تطوراً وهو ما انعكس على اتساع حصة الشركة في السوق إلى ما يزيد على 44% من حجم السوق المحلي اضافة إلى وصول عملائها إلى أكثر من 7 .4 مليون عميل في الوقت الحالي .

واضاف ان حالة التشبع دفعت الشركة لاتباع استراتيجية عمل قائمة على الابتكار وتجاوز توقعات العملاء في الخدمات المقدمة ، فقدمت العديد من الخدمات والعروض السعرية التي خفضت الاسعار بشكل كبير واتجهت إلى مجالات تحاسب أخرى استطاعت اجتذاب المزيد من العملاء في السوق، الذين سعوا للاستفادة من التكلفة المنخفضة للخدمات التي طرحتها الشركة في ظل سياسة الانتشار .

وأضاف فريدوني أن السوق الإماراتي رغم تشبعه لاتزال بحاجة إلى خدمات اتصال مبتكرة ونوعية مما يدعم توقعات النمو مشيراً إلى أنه سوف تكمل مسيرة التطوير التي بدأتها نهاية العام الماضي باطلاق أسرع شبكة هاتف متحرِك في الإمارات ووفرت الخدمات المتاحة من خلال الشبكة الجديدة للعملاء سرعة انترنت عبر شبكة الهاتف المتحرِك تبلغ 40 ميجابت في الثانية، وستواصل دو على هذا الصعيد طرح العديد من الخدمات والعروض التي تهدف لتلبية الاختياجات المستمرة لمستخدمي خدمات البيانات والهواتف الذكية .

وأسهمت العروض التي أطلقها المشغلون بشكل عام في اعادة الحركة إلى السوق وهو ماسيتواصل مع انفتاح المنافسة فالعروض والخدمات التي تلبي احتياجات العملاء، وتمنحهم القيمة المضافة هي من أهم عوامل نشاط السوق استنادا للعلاقة الطردية بين الاثنين، فكلما زادت خدمات تناسب احتياجات الأفراد والمؤسسات اليومية وتمنحهم التوفير القيمة المضافة زاد إقبالهم على استخدامها وبالتالي انعكس ذلك على الحصة السوقية .

وأكد الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في “دو” ان الشركة ستواصل العمل على تقديم عروض وخدمات مبتكرة تمنح سكان الإمارات قيمة مضافة، إلى جانب حرصها على تجويد منتجاتها وخدماتها المتنوعة والتي تدعم توجهاتها لمواكبة المنافسة والحفاظ على قاعدة عملائها التي اكتسبتها مؤخرا متبعة في ذلك مواصلة البرنامج الشامل للارتقاء بخدمة العملاء وفق المعايير العالمية، إضافة إلى الاتجاه بمزيد من الاستثمارات نحو هذا المجال من خلال تطوير الشبكة والخدمات التي تساعد على تحقيق التوازن بين الحصة السوقية والعوائد المطلوبة .