الرشيد: هذه هي الحقيقة الكاملة عن «حقل برقان»

سببان يجعلان المقابلات المطوّلة مع رئيس مجلس إدارة شركة نفط الكويت العضو المنتدب سامي الرشيد غير معتادة؛ الأول أن الرجل يحاذر كثيراً الخروج عن النص التقني والفني بل غالباً ما يقول لمحدثه «أبعدني عن السياسة والخلافات»، والثاني أن الشركة التي يرأسها الرجل هي مخزن أسرار الثروة القومية للكويت.
إذاً ليس متوقعاً من رئيس الشركة التي تنتج النفط الكويتي كله، باستثناء نفط المنطقة المقسومة، أن يكشف سراً يتعلق بحجم الاحتياطات الاستراتيجية للكويت، رغم كل المحاولات التي قامت بها الوكالات الأجنبية لاستدراج معلومة من هذا النوع.
لكن الرجل يدرك أن في الشارع الكويتي من يهمس هنا وهناك بشيء من القلق عن أحوال حقل برقان، الذي يدر الجزء الأكبر من ثروة الكويت النفطية.
قرر الرشيد أن يكشف عبر «الراي» ما يمكن من معلومات عن حال الحقل، بشيء من التفصيل. المختصر المفيد أن الحقل ما زال شاباً بفروعه الثلاثة المقوع ووارة والأحمدي، مع أن هناك مكمناً واحداً في الحقل بات الإنتاج منه يتطلب ضخ المياه.
قبل خمس سنوات، انتقل سامي الرشيد إلى رئاسة «نفط الكويت» قبل خمس سنوات، آتياً من رئاسة شركة البترول الوطنية، الشركة الأخرى العملاقة التي تتولى جميع أعمال التكرير والمصافي الكويتية، ليكون واحداً من اثنين فقط رئسا أكبر شركتين نفطيتين حكوميتين في تاريخ القطاع. كان الأمر صعباً على من تدرّج في قطاع التكرير منذ تخرّجه، لكنه انخرط في قطاع الإنتاج بسرعة، ليواجه تحديات زيادة القدرة الإنتاجية وتطوير حقول الغاز.
في هذا الحوار المطول تحدث فتح الرشيد عن كل الملفات الشائكة، ورد على الاتهامات والانتقادات الموجهة للشركة، مطالباً بأن تبقى الانتقادات على أسس فنية لا شخصية.
أكد الرشيد أنه «بحلول 2020 سيصل انتاج الكويت إلى 4 ملايين برميل يوميا، منها 1.7 مليون برميل يوميا من حقل برقان ومليون برميل من حقول الشمال و500 الف برميل من حقول الغرب و350 الف برميل نفط خفيف مصاحب للغاز و300 الف برميل حصة الكويت من المنطقة المقسومة، على ان يتم استكمال الكمية المتـبقية مـن النفط الثـقيل من حقل فارس السفلي. وبذلك تكون نفط الكويت بحلول 2020 قد تخطت الطاقة الإنتاجية المستهدفة بقليل.
وتطرق الرشيد إلى التحديات التي واجهتها نفط الكويت في الغاز، خصوصاً في الاستكشاف والانتاج، معتبراً أن عدم دقة القراءات الاولية التجريبية كان لها تأثير كبير على عمليات الانتاج التالية، موضحاً انه منذ اكتشاف الغاز في 2006 وضعت خطة طموحة للإنتاج مبنية على تقليل المخاطر، وتم وضع خطة طموحة كنا في سباق مع الزمن لإنتاج مليار قدم مكعبة من الغاز بحلول 2016 والوصول الى قمة الانتاج خلال 10 سنوات بدلا من عشرين سنه من خلال خطة مبنية على الانتاج على 3 مراحل بدءاً من 2006 ولكنها في الواقع كانت 4 مراحل.
وأشار الرشيد إلى ان نفط الكويت تجهز حالياً لإنشاء 3 مراكز تجميع جديدة في الشمال، كاشفاً أن طاقة الكويت الإنتاجية القصوى بحدود 3.2 إلى 3.3 مليون برميل يوميا منها 3 ملايين من نفط الكويت مضافاً لها 200 إلى 300 الف برميل من المنطقة المقسومة، وعلى الرغم من الخطة الاستراتيجية للكويت إفترضت وصولنا خلال 2010 إلى 3 ملايين برميل يوميا إلا اننا في نفط الكويت وصلنا لهذه النسبة في 2010 من دون حصة الكويت من المنطقة المقسومة.
وهنا نص الحوار:
* لماذا تتهم نفط الكويت بعدم تحقيق الاستراتيجية الخاصة بالغاز حتى اليوم؟
- التعامل مع المشاريع ليس بالبساطة التي يتخيلها البعض وهذه قصة الغاز منذ البداية، نفط الكويت تعمل وفق استراتيجيات وخطط محددة نسترشد بها ونعمل عليها ونعتبرها خارطة طريق للوصول إلى أهدافنا، وللتعرف على ما حققناه وما لم نحققه يجب أن نوضح أنه منذ اكتشاف الغاز في 2006 وضعت خطة طموحة للإنتاج، مبنية على تقليل المخاطر، فعلى الرغم من صعوبة عملية الإنتاج والاستكشاف، نظراً لأن تطوير المكامن المكتشفة حديثاً تتطلب في الأوقات العادية حوالي 20 عاما، حيث انه من المعروف في الصناعة النفطية الخاصة بالاستكشاف والانتاج بأنها تعتمد على مبدأ تقليل المخاطر، فلا نذهب لبناء منشآت ضخمة للإنتاج في تطوير المكمن، الذي يمر في عدة مراحل بدءا بالاستكشاف ومرورا بتحديد ابعاد الممكن نفسه ومن ثم الانتاج، وهذا يتطلب وضع خطة لتحديد من أين يبدأ الانتاج لضمان استخراج اقصى ما هو ممكن من هذا المكمن، لذلك تمر العملية بوقت طويل وهذه مقدمة.
بالنسبة للاكتشاف في 2006 تم وضع خطة طموحة مبنية على تقليل المخاطر. كنا في سباق مع الزمن ونسعى لإنتاج مليار قدم مكعبة من الغاز بحلول 2016 وهو ما يعني الوصول الى قمة الانتاج خلال 10 سنوات بدلا من عشرين سنة، والذي يعتبر تحدياً كبيراً نظرا لاختصار الوقت الى النصف وهي خطة مبنية من الانتاج على 3 مراحل بدءاً من 2006 وفي الواقع كانت 4 مراحل.
* ما هذه المراحل؟ وإلى ماذا وصلت؟
- مرحلة ما قبل وهي الاولى، والتي كانت «بايلوت» للتجربة، وهي عبارة عن منشأة صغيرة مبنية على بئرين فقط لإنتاج 20 مليون قدم مكعبة كتجربة و5 آلاف برميل من النفط الخام وبناء على هذه التجربة يتم بناء منشأة اخرى بطاقة 175 مليون قدم مكعبة و50 ألف برميل من النفط الخام، على أن تبدأ في 2008، وبالفعل تمت الاستفادة من المرحلة التجريبية الصغيرة والتي أنشئت على أساسها المرحلة الاولى لإنتاج 175 مليون قدم مكعبة من الغاز، والتي كانت مبنية على الافتراضات المتوافرة في ذلك الوقت على أساس نسبة الغاز الى نسبة النفط الخام من خلال المشروع التجريبي الأولي، وكانت المرحلة التالية وهي الاولى تتطلب حفر ما بين 14 إلى 20 بئرا، إلا انها اثبتت عدم توافق النسبة أو مطابقتها لما كان مخططا لها بسبب محدودية المعلومة المتوافرة من البئرين في المرحلة التجريبية خلال التجربة الاولى، وعند حفر 20 بئراً لم يظهر النتائج نفسها ولا المواصفات حيث كانت الخطة مبنية على تقليل المخاطر.
* ماذا تعني بتقليل المخاطر؟
- بمعنى أننا لن نبني منشأة كبيرة في البداية بحيث يكون هناك تدرج للاستفادة من التجارب المرحلية أو كل مرحلة والتصحيح عليها، خصوصاً أننا سرنا بالنمط غير الطبيعي او غير العادي تحقيقاً للسرعة وتقليل المخاطر.
وتخيل أننا اكتشفنا الغاز في 2006 وبدأنا الانتاج في 2008 أي خلال عامين، وعلى الرغم من اعترافنا بعدم الوصول إلى الكمية المستهدفة إلا أن السؤال الذي يجب ان يطرح هو أيهما افضل ان نبدأ الانتاج بعد عامين وإن لم تتحقق كمية 175 مليون قدم مكعب، وننتج 130 مليون قدم مكعبة او 140 مليون قدم مكعبة خلال عامين ام الانتظار 7 او 10 سنوات ثم نبدأ انتاج 175 مليون قدم مكعبة؟
وببساطة شديدة اقتصادياً فهذه المنشأة التي انشئت على اساس 175 مليون قدم مكعبة و50 الفاً تم استرجاع تكلفتها خلال فترة وجيزة ( حوالي 8 اشهر).
* كيف تقيم عملياً الانتقادات الموجهة إليكم بعدم الوصول إلى النسبة المستهدفة من الغاز؟
- رغم اننا وصلنا لنسبة قريبة من المستهدف وعلى الرغم من التحديات التي واجهناها خصوصاً في الاستكشاف والانتاج من ناحية ومن الناحية الاخرى كان لعدم دقة القراءات الاولية التجريبية تأثير كبير على عمليات الانتاج التالية.
ورغم ذلك، فإن فرق الإنتاج الذي يتم الحديث عنه بحدود 40 مليون قدم مكعبة فقط، ولكن هناك إنجاز لم يذكر وهو تخفيض نسبة حرق الغاز والتي بدورها عوضت هذا الفرق في عمليات إنتاج الغاز عملياً فعند مقارنة كميات الغاز التي كانت تحرق وتمت الاستفادة منها فإنها تجاوزت قيمة 40 مليون قدم مكعبة، التوفير في نسبة حرق الغاز ينمو عاماً بعد عام، فنسبة حرق الغاز العام 2006 كانت نحو 10 في المئة انخفضت الآن إلى 1.5 في المئة (أي ان كمية الوفر تقدر بحوالي 90 مليون قدم مكعبة يوميا).
النفط الخام
* إذاً، ما الذي حققته نفط الكويت من هذه العملية؟
- للعلم نجحت نفط الكويت في تحقيق المعدل المطلوب من النفط الخام، ووصلنا الى 50 الف برميل وتجاوزناه كإنتاج نفط خام خفيف مع مكثفات وخلال 8 أشهر استرجعنا قيمة المنشأة، لكن للأسف البعض يركز على كمية الغاز المنتج فقط من دون النظر لما هو محقق فعليا، فعلى الرغم من كل الظروف التي نواجهها ورغم ان ما تحقق ليس بعيداً عن المستهدف خصوصاً أن الدراسات كانت مبنية على تقارير أولية بسبب عدم توافق البيانات في المراحل التالية مع المرحلة التي بنيت عليها خطط الإنتاج، ولك ان تتخيل لو ذهبنا من البداية الى نصف مليار قدم مكعبة كنا وضعنا مبالغ ضخمة وبحاجة إلى تصحيح وغيرها ولكن الخطة كانت مبنية منذ البداية على التدرج لتقليل المخاطر كما ذكرنا.
* كيف يتم رفع الإنتاج؟ وما آلية بناء المنشأة في هكذا عمليات؟
- الانتاج لا يزيد بشكل يومي لأنه مرتبط بمنشآت وما لم يتم بناء المنشأة التالية لا يمكن رفع الانتاج، لذلك لو تمكنا من تحقيق انتاج المرحلة الثانية فهنا نكون قد استفدنا من التجربة السابقة في المرحلة الاولى لذلك فتركنا فيها مرونة بأنه في حال تفاوتت نسبة الغاز الى النفط الخام بحيث تتمكن المنشأة الجديدة من التعامل معه.
بمعنى آخر، ان تكون المنشأة لديها القدرة على التعامل بشكل مرن مع الإنتاج في جميع مراحلة فبدلاً من تصميم المنشأة بشكل محدد على أساس إنتاج 50 الف برميل فقط تكون أكبر سعة، وبدلاً من تصميمها على 175 مليون قدم مكعبة من الغاز يتم تصميمها على 190 مليون قدم مكعبة مثلا، وهذه المرونة سوف تمكننا من الوصول الى 600 مليون قدم مكعبة بحلول 2013 - 2014 بإذن الله.
* ما التحديات؟ وما الذي تنتظرونه؟
- بمنتهى الصراحة هناك كثير من التحديات التي نواجهها، منها أولاً في صعوبة المكامن خصوصاً أننا للمرة الاولى في الكويت نتعامل مع مكامن بهذه الصعوبة من ناحية الاعماق، التي تصل الى 14 - 18 الف قدم تحت الارض، وهذه اعماق سحيقة، وإنتاجنا المعتاد كان دائماً من أعماق في حدود 7 - 10 آلاف قدم.
وثانيا الضغوط العالية، والثالث الحرارة العالية جداً، والرابع نسبة كبريتيد الهيدروجين السام والذي يتطلب تعاملاً بخصوصية وحذر، والتحدي الخامس طبيعة الصخور ال«متشققة»، وهو ما يتطلب الحفر فيها للحصول على الانتاج الافضل، وكل هذه الظروف مجتمعة تجعل المكمن من اصعب المكامن وتتطلب تعاملا حذرا وتقنيات عالية.
* إذاً، كيف تغلبتم على تحدي التقنيات؟
- هذا ما قلناه في أكثر من مناسبة وهذا سبب تعاقدنا مع إحدى الشركات العالمية للمساعدة في التعامل مع مثل هكذا مكامن، نحن من جانب أمام حاجة ملحة للغاز والدولة تحتاجه وأنعم الله علينا بالاكتشاف، والجانب الآخر مطلوب منا سرعة الانتاج لتحقيق استراتيجية الدولة، فعلى الرغم من ذلك أسرعنا في تنفيذ الخطة المستهدفة بقدر المستطاع للإنتاج في 2008 ومن ثم تصحيح المسار للوصول الى 600 مليون قدم مكعبة في 2013/ 2014، والوصول إلى مليار قدم مكعبة في 2015 /2016.
ولك أن تتخيل الكويت دولة نفطية وتستورد الغاز 9 أشهر في السنة هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى، المؤسف بيئياً أن محطات الكهرباء تستهلك زيت الوقود الثقيل والنفط الخام والديزل رغم انها مكلفة، ناهيك عن أن الزيت الثقيل لا يعتبر صديقاً للبيئة.
وبالنسبة للجانب الاقتصادي، فإن هذا الغاز لو ذهب لمحطات الكهرباء سوف يحرر المنتجات النفطية السائلة، خصوصاً النفط الخام، فمثلاً لو تم استبدال 50 الف برميل يومياً من النفط الخام في محطات الكهرباء بالغاز، فان الـ 50 الف برميل يومياً من النفط الخام تذهب للتصدير، وكذلك الديزل وزيت الوقود بقيمة اكبر.
ومع الحاجة الملحة واقتصاديات الغاز وجدنا ان افضل الحلول الاستعانة بمن لديه خبرة في هذا المجال ولديه تعامل مع مكامن تشبه هذه المكامن وأيضاً لديه التقنيات والتكنولوجيا التي تمثل وحدها تحدياً، فمثلاً حفر البئر الجوراسي الواحد يتطلب ستة اشهر لكن مع شركة لديها الخبرة والتكنولوجيا فإن البئر يتم حفرها خلال 3 اشهر، ما يعني وفراً يصل إلى نحو 50 في المئة من الوقت وبافتراض متحفظ لو وصل التوفير إلى شهر واحد فلك ان تحسب هذا الفرق مادياً واقتصادياً.
* كم بئراً مستهدفة لديكم؟
- نسعى لحفر نحو 90 بئرا، فلكل مرحلة عدد الآبار الخاصة بها لكنها بحاجة الى صيانة او حفر بديل في حال انخفاض انتاجية هذه البئر للمحافظة على مستوى الانتاج، في النهاية يجب ان تعرف انها عملية مستمرة وهي نقطة مهمة جداً، وبالعكس لو لم نفعل ذلك لكنا خاطرنا، نظراً لان صناعة الاستكشاف والانتاج مبنية بدرجة كبيرة على تقليل المخاطر ولا بد من التعامل بحذر مع المكامن لأن الاخطاء لا قدر الله يمكنها تدمير هذه المكامن.
* كيف تقيمون النجاح من عدمه في عمليات حرق الغاز؟
- تخفيض نسبة حرق الغاز هو نجاح وانجاز يحسب لشركة نفط الكويت، وسوف نشترك في منظمة عالمية لقياس وتقييم مدى وصولنا في نسبة حرق الغاز مقارنة مع الآخرين، وهناك اعتقاد لدينا بتحقيقنا انجازا في هذا المجال ولكننا نرغب في مقارنة ما وصلنا إليه مع الآخرين لنعلم اين نقف والى اي مدى وصلنا بشكل علمي، وسنقوم بالتوقيع مع هذه المنظمة العالمية الشهر المقبل حتى تساعدنا على التطوير بشكل افضل.
النفط الثقيل
* بداية ما قصة النفط الثقيل وعلاقة حقول الشمال بمشاريع التطوير والإنتاج؟
- أولا يجب أن نوضح أن لدينا في الشمال حالتين، الحالة الأولى هي الحقول الأربعة التي كان يدور حولها مشروع الشمال منذ سنوات وكان المستهدف الوصول بالإنتاج منها إلى 900 ألف برميل وتوقف هذا المشروع، ونعمل حالياً على تطويرهم وأصبح المستهدف منهم الوصول إلى إنتاج مليون برميل يوميا من النفط الكويتي المتوسط الجودة بحلول 2020.
والحالة الثانية، هي حقل فارس السفلي وهو في شمال غرب الكويت لإنتاج النفط الثقيل، علما أن هذا المكمن مكتشف من الستينات وآن الأوان للبدء في تطوير خبراتنا في هذا المجال لاننا سوف نحتاجه للوصول الى 4 ملايين برميل، ولا نريد تطويره بشكل بسيط من خلال تجربة «بايلوت» قد تعطي نتائج غير دقيقة ولكن ارتأينا أن من الأفضل أن نأخذ كمية معقولة تم تحديدها بـ 60 ألف برميل يومياً كبداية بحلول العامين 2015-2016 وبعدها سوف نزيد الإنتاج منه تدريجيا الى ان نصل 270 الف برميل يوميا بحلول 2030.
وعلى الرغم من أن هذا المكمن مكتشف من وقت بعيد إلا انه لم يتم تطويره نظراً للكلفة الكبيرة لمشاريع النفط الثقيل، حيث ان الفكرة الرئيسية المستهدفة من فارس السفلي هي استكمال الكمية المتبقية من استراتيجية 2020 والوصول إلى انتاج 4 ملايين برميل يومياً.
* ما الجديد الآن بالنسبة للحديث عن تطوير هذه الحقول والمكامن؟
- عقب الحديث عن استراتيجية 2020 والوصول بالإنتاج إلى 4 ملايين برميل ظهرت الحاجة لتطوير مكمن «فارس السفلي» في الشمال، وللتأكيد هو لا يدخل ضمن الحقول الاربعة الموجودة في منطقة الشمال والتي كانت محددة طبقاً لمشروع حقول الشمال.
الحديث في البداية كان الانتاج من حقل «فارس السفلي» بحدود 700 الف برميل يومياً وبعد اكتشاف الغاز ووضع خطة الغاز الطموحة التي تشمل إنتاج الغاز والنفط الخفيف المصاحب له وتم تعديل خطة انتاج نفط الكويت، وتم وضع خطة طموحة للوصول بإنتاج الغاز إلى مليار قدم مكعبة في العام 2016.
* ما علاقة إنتاج الغاز بإنتاج النفط الثقيل؟
- يجب أن تكون الامور واضحة، فالاستراتيجية بالنسبة لنا خارطة طريق ترسم لنا المسار الذي نسير فيه ويتم تحديثها كل 5 سنوات، وطبقاً لاستراتيجية المؤسسة والشركة فإن إنتاج النفط الخفيف المصاحب مع مراحل إنتاج الغاز تبدأ من 50 ألف برميل يومياً في مراحل إنتاج الغاز الأولى، ومع المرحلة الثانية يصل إنتاج النفط إلى 200 الف برميل يومياً ومع المرحلة الثالثة في العام 2020 يصل إنتاج النفط الخفيف إلى 350 ألف برميل يومياً وهذا يعني أننا سوف نصل إلى نصف الكمية المستهدفة من حقل فارس السفلي، وبالتالي يمكننا إنتاج 350 ألف برميل من النفط الثقيل من هذا الحقل بدلاً من 700 ألف برميل في ظل ارتفاع كلفة إنتاج النفط الثقيل، خصوصاً أن الفكرة الرئيسية كانت الإنتاج من هذا الحقل لاستكمال الكمية المتبقية من 4 ملايين برميل بحلول 2020.
* إذاً، كيف يمكن تحديد الكميات المنتجة من الحقول المختلفة؟
- بحلول 2020 سيصل انتاج الكويت بإذن الله الى 4 ملايين برميل يوميا، مقسمة كالآتي: 1.7 مليون برميل يوميا حقل برقان، ومليون برميل من الحقول الاربعة في الشمال، و500 الف برميل من حقول الغرب، و350 الف برميل نفط خفيف مصاحب للغاز، و300 الف برميل حصة الكويت من المنطقة المقسومة، على أن تستكمل الكمية المتبقية من النفط الثقيل من حقل فارس السفلي، ورغم أن المخطط هو الوصول إلى نحو 230 إلى 270 من هذا الحقل غير أن المتبقي فعلياً سيكون في حدود 150 - 170 الف برميل يوميا، وبذلك تكون نفط الكويت قد تخطت الطاقة الإنتاجية المستهدفة بقليل.
حقل برقان
* ما الطبيعة التي يتكون منها حقل برقان الكبير؟
- «برقان الكبير» ثاني أكبر حقل في العالم بعد حقل الغوار السعودي، لكن طبيعة الصخور فيه والمسامية سهلة الانتاج وهذه ميزة كبيرة، ويتضمن برقان الكبير 3 حقول، الأول حقل وارة والثاني، حقل المقوع والثالث، حقل الاحمدي، وهذه الحقول الثلاثة حالتها جيدة جداً تضم 1000 بئر.
* الحديث دائماً عن الإنتاج من حقل برقان يطرح تساؤلاً: ما قدرته على الإنتاج؟
- برقان بشكل عام لا يزال في ريعان شبابه، وللجميع أن يعلم ويطمئن فنحن نحرص كل الحرص على المحافظة عليه، ولدينا بئر برقان1 منذ 1938 وحتى اليوم منتجا، ما جعله مزارا للأجانب والخبراء، وعلى الرغم من ان اي مكمن تتناقص طاقته الانتاجية إلا أننا وبفضل من الله استطعنا اخيرا زيادة طاقته الانتاجية والدراسات الاخيرة اكدت قدرته على العطاء بالإنتاج لفترات طويلة.
* على الرغم من ذلك، هناك حديث عن تناقص قدرة حقل برقان. كيف ترى هذا الكلام؟
- الحديث عن تناقص قدرة حقل برقان كلام غير صحيح فنياً، ويجب ان تعلم أن المكامن تمر بثلاث مراحل، المرحلة الاولى التي يكون الانتاج من المكمن نفسه بشكل طبيعي، والمرحلة الثانية تكون من خلال ضخ المياه للمساعدة على الانتاج، والمرحلة الثالثة باستخدام الطرق الاخرى تسمى (Enhanced *il Rec*very (E*R)، سواء كانت بواسطة الغاز او المواد الكيميائية أو وسائل استخراج اخرى متعارف عليها وهي لتعزيز الانتاج.
وعلى الرغم من أن أحد المكامن في حقل برقان يحتاج الانتاج منه إلى ضخ الماء للمساعدة على الانتاج، إلا أن هذا شيء طبيعي لا يعني ضعف القدرة الانتاجية.
أهم المشاريع
* ماذا عن أهم المشاريع في شركة نفط الكويت؟
- نجهز حالياً إلى 3 مراكز تجميع جديدة في الشمال في اطار خطتنا للوصول إلى مليون برميل يوميا، كذلك بالنسبة للنفط الثقيل هناك حاجة لمركز تجميع وملحقاته، هذا بالإضافة إلى ان لدينا مشروعاً لفصل النفوط للمرة الاولى في الكويت، ما سيعطينا القدرة على انتاج 3 انواع من النفوط الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
وسوف يكون لدينا القدرة على خلطهم حسب الحاجة ومتطلبات السوق وكل ذلك يعتبر من الخطط المستقبلية وفقا لاستراتيجية المؤسسة والشركة.
* ما الطاقة الإنتاجية الحالية لشركة نفط الكويت؟
- طاقتنا القصوى 3 ملايين من نفط الكويت مضافاً لها 200- 300 الف برميل من المنطقة المقسومة، ما يعني أننا نتحدث عن أن طاقة الكويت الإنتاجية القصوي بحدود 3.2- 3.3 مليون برميل يوميا.
وعلى الرغم من الخطة الاستراتيجية للكويت افترضت وصولنا خلال 2010 إلى 3 ملايين برميل يوميا، إلا أننا في نفط الكويت وصلنا لهذه النسبة في 2010 من دون حصة الكويت من المنطقة المقسومة.
* ماذا يعني تخطي الشركة القدرة الإنتاجية المقررة في الاستراتيجية؟
- تخطي قدرتنا الإنتاجية المقررة بالإستراتيجية على كل الاصعدة انجاز تم تحقيقه، نحن نسابق الزمن وتطوير قدراتنا الانتاجية أعطانا أريحية مكنتنا اليوم من الاستفادة من هذه القدرة متى طلب منا ذلك، كذلك اقتربنا من تحقيق استراتيجيتنا في 2015 بالوصول إلى 3.5 مليون برميل يوميا حصة نفط الكويت منها 3.2 مليون برميل.
* كيف تفسر نجاحكم في تحقيق استراتيجية النفط وتعثر استراتيجية الغاز؟
- بالنسبة للنفط الخام حققنا انجازا وأصبح حقيقة وواقعا، كما أن الدولة تستفيد من هذه الطاقة في ظل الاحداث السياسية والاسعار العالمية الحالية المرتفعة وهناك أمران في صالح الكويت الطلب والاسعار، أما في ما يخص الغاز فالأسباب تم شرحها لك في سؤال سابق.
العمالة الكويتية
* أين العمالة الكويتية من خطط نفط الكويت الاستراتيجية؟
- حتى يومنا هذا بلغت نسبة التكويت في شركة نفط الكويت إلى نحو 79.7 في المئة، والحقيقة ان الجانب المهم اليوم عدد العاملين في نفط الكويت 6900 وسنصل إلى أكثر من 9 آلاف موظف مع وصولنا إلى انتاج 4 ملايين برميل يوميا بحلول 2020.
* طرحت اخيراً مؤسسة البترول طلباً للتوظيف، ما حصة نفط الكويت منها؟
- بالنسبة للمرحلة الاخيرة في عمليات التوظيف طلبت نفط الكويت نحو 1500 - 1600 موظف من مختلف التخصصات، وللصراحة ليس جميعهم من الخريجين الجدد، نظرا لحاجتنا إلى خبرات فنية لكننا نسعى لتحقيق التوازن بين الخريجين الجدد والخبرات في المجالات المختلفة، ونحرص بشكل كبير على عدم خفض النسبة المستهدفة للتكويت والمحددة بـ 80 في المئة، ونحن نعمل جدياً ونطمح ونسعى للوصول بهذه النسبة إلى 85 في المئة.
وببساطة عند الحديث عن قدراتنا الإنتاجية والنمو الكبير فيها، فإن ذلك يتطلب معه ان تكون لدينا العمالة الفنية القادرة على تشغيل المنشآت وإدارة هذه الطاقة الإنتاجية لمواجهة الطلب.
* هل هذا يعني أن هناك نقصاً في الأيدي العاملة؟
- نعم. اليوم لدينا نقص كبير في القوى العاملة والخبرات، خصوصا بعد دخولنا في مجالات جديدة مثل الغاز والنفط الثقيل، فمما لا شك فيه أصبحنا بحاجة الى أيدي عاملة ماهرة وفنية وخبرات، خصوصا ان مثل هكذا المكامن الجديدة التي بدأنا التعامل معها تتطلب خبرات تخصصية تواكب هذه التطورات.
* أين تضع شركة نفط الكويت بالمقارنة مع الشركات العالمية؟
- اليوم نفط الكويت بطاقة 3 ملايين برميل يوميا تضاهي وتفوق الشركات العالمية، فنحن أكبر من شركة «شيفرون» من حيث الطاقة الانتاجية.
الاحتياطيات
* ما احتياطيات دول مثل السعودية والعراق وإيران؟
- السعودية والعراق وايران لديها احتياطيات كبيرة، ولا شك أن الاحتياطيات والقدرة على التعامل معها على المحك، وهذا ما يفسر توجه العراق للاستعانة بالشركات العالمية.
* بهذه المناسبة كيف ترى تأثر الكويت باستعانة العراق بشركات عالمية لاستخراج النفط والغاز؟
- استعانة العراق بشركات عالمية سوف يؤثر ذلك على الكويت من ناحية «اوبك» وسوف يتم رفع انتاج العراق من خلال اعادة توزيع الحصص، نظرا لأن القدرة الانتاجية تلعب دوراً كبيراً في تقسيم الحصص داخل «اوبك»، خصوصا ان قدرتهم الانتاجية مع الاستعانة بالشركات سوف تتضاعف وبالتالي تضع صاحب القدرة الانتاجية الأكبر في موقف قوة، خصوصا اذا كان صاحب القدرة الانتاجية متمثلاً في حاجة دولة خرجت من حروب وهذا أحد العوامل، لكن على الجانب الآخر فإن المتوقع نمو الطلب العالمي والذي يستوعب الزيادة في الطلب العالمي على النفط والغاز، خصوصاً أن ذلك مرتبط بالنمو الاقتصادي العالمي.
* لماذا دائماً يرتبط النمو العالمي بالطلب؟
- بشكل عام طالما هناك نمو اقتصادي عالمي سيكون هناك نمو في الطلب على الطاقة بشكل عام بشتى أنواعها، سواء النفط او الغاز أوالطاقة النووية او الفحم او الطاقة المتجددة «الشمس والرياح»، وهذا يعود لارتباط النمو الاقتصادي بشكل وثيق بالطلب على الطاقة، فالنمو الاقتصادي سواء كان مصانع جديدة تحتاج لطاقة تشغيلية تترتب عليه رفاهية ومستوى معيشة افضل متمثلة في كهرباء وسيارات...الخ.
فمثلا اليوم في الكويت نسبة السيارات الى السكان 1 إلى 2 (أي لكل شخصين سيارة من دون الاطفال)، و في الصين 1 إلى 20 بمعنى، كل 20 شخصاً لديهم سيارة، تخيل لو أن النمو الاقتصادي في الصين ارتفع بشكل كبير ووصل لكل 10 اشخاص سيارة، ما يعني ارتفاع الطلب بخلاف دول مثل الهند وباكستان وشرق آسيا كلها، النمو فيها بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى أمثلة اخرى مثل الكهرباء والمتوقع وجود نمو اقتصادي عالمي. والعالم لن يستطيع أن يستمر من دون تحقيق النمو الاقتصادي (رغم نزوله احيانا)، وسوف يواكب ذلك النمو زيادة في الطلب على الطاقة التي يشكل النفط والغاز 50 في المئة منها.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: