عادل الرضا نائب الرئيس للهندسة والعمليات في حوار مع "الخليج": 4 مليارات تكلفة الصيانة في طيران الإمارات سنوياً

قال عادل الرضا إن طيران الإمارات سجلت خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي رقماً قياسياً في عدد الطائرات التي تسلمتها خلال شهر الذي وصل إلى خمس طائرات جديدة انضمت إلى أسطول الشركة مشيراً إلى أنه خلال العام الجاري سيتم استلام 11 طائرة 380A و18 طائرة بوينج ،777 ولا يوجد إشكالية في جدول التسليم . وأضاف الرضا أن تكلفة الصيانة في طيران الإمارات تبلغ 4 مليارات درهم سنوياً، منها 55- 60% تكلفة قطع غيار . وتصل قيمة قطع الغيار الموجودة في المخازن اليوم إلى 5 مليارات درهم .
 
وعن مركز الإمارات الهندسي قال الرضا إنه تم اختيار شركة الاستشارات الهندسية التي ستعمل على تقديم تصاميم المشروع، وسوف يتم اختيار المقاول الرئيسي خلال 3 4 شهور . ومع نهاية 2013 سيكون المركز جاهزاً للقيام بأعمال الصيانة . وسوف يلبي المركز متطلبات أسطول طيران الإمارات، وسيمكننا أيضاً توقيع عقود صيانة محركات لناقلات أخرى من داخل وخارج المنطقة . وأضاف الرضا أن طيران الإمارات تحتاج إلى 2000 طيار حتى 2015 لتغطية عملياتها التوسعية في جميع أنحاء العالم بمعدل 500 طيار سنوياً وتحاول طيران الإمارات من خلال البرامج التدريبية تعويض جزء من حاجتها . وفي ما يأتي نص الحوار:


* ما حجم الإنفاق على أعمال الصيانة في طيران الإمارات سنوياً؟
- لا ندخر جهداً في ما يتعلق بصيانة الطائرات، ليس في مجال السلامة فحسب، وإنما من ناحية الترفيه والراحة أيضاً . وتبلغ تكلفة الصيانة في طيران الإمارات 4 مليارات درهم سنوياً، منها 55- 60% تكلفة قطع غيار . وتصل قيمة قطع الغيار الموجودة في المخازن اليوم إلى 5 مليارات درهم .

* كيف تنظرون إلى أسعار قطع الغيار في ظل ارتفاع أسعار النفط؟
- هناك الكثير من الأمور التي تؤثر في قطع الغيار منها أسعار النفط وأسعار العملات واسعار الشحن والتأمين وغيرها وتصل نسبة التغير في أسعار قطع الغيار من 2 20% حسب الظروف الاقتصادية العالمية وطيران الإمارات لديها فريق يراقب هذه التغيرات بهدف اقتناص الفرص والحصول على أفضل الأسعار .

* ما نسبة المواطنين في قسم الصيانة؟
- لدينا في طيران الإمارات برامج لتدريب وتأهيل المواطنين للعمل في مختلف الدوائر والأقسام، ومنها دائرة الهندسة والعمليات التي تختص بصيانة الطائرات . وهناك إقبال كبير من قبل المواطنين على برامج الهندسة والصيانة ونقوم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومع المدارس والجامعات وكليات التقنية العليا لجذب المواطنين إلى هذا التخصص . وتصل نسبة المواطنين العاملين في صيانة الطائرات لدينا إلى نحو 14% .

* ما دور مركز الإمارات الهندسي في صيانة طائرات الشركة؟
- المركز له دور أساسي ومهم في صيانة طائرات الشركة، حيث يتولى صيانة هياكل جميع طائرات الأسطول . كما يقوم المركز بصيانة 70 محركاً أي بنسبة 60- 70% من احتياجاتنا، وهو ما يعتبر إنجازاً يحسب للمركز الذي يمتلك من الخبرات والمهارات والكفاءات القادرة على زيادة طاقته الاستيعابية، علماً بأننا نحتاج إلى صيانة نحو 120 محركاً سنوياً .

* إلى أي مدى أثر الازدحام في حركة الطيران في أجواء الدولة على طيران الإمارات؟ وكيف ينعكس ذلك على نفقاتها التشغيلية؟
- إن كثافة حركة الطيران التي تشهدها الدولة حالياً، سواء من الشركات الوطنية أم الأجنبية تولد ضغطاً على المسارات الجوية . أي أن كثيراً من الرحلات تكون مواعيد هبوطها متقاربة وتحديداً بين الساعة 11 مساءً إلى 4 فجراً . ولهذا السبب نلاحظ أحياناً أن هناك تأخيراً في مواعيد وصول بعض الرحلات القادمة وإقلاع الرحلات المغادرة .

ونتيجة الازدحام تتحمل طيران الإمارات مبالغ طائلة من جرّاء تأخير هبوط الرحلات . فمثلاً تتكلف الشركة قرابة 30 ألف درهم عن كل ساعة طيران إضافية لطائرة البوينج 777 ونحو 50 ألف درهم عن كل ساعة طيران إضافية لطائرة الإيرباص A380 العملاقة .

* ما السبيل للخروج من هذه المشكلة؟
- تقوم طيران الإمارات بالتنسيق مع الجهات المحلية والاتحادية المسؤولة عن إدارة حركة الملاحة الجوية لتحقيق مزيد من الكفاءة وسلاسة حركة الطيران، علماً أن أي تأخير في هبوط أية رحلة عن موعدها المحدد يحمل الناقلة تكلفة أكبر، سواءً من حيث الحاجة إلى استهلاك مزيد من الوقود أم نتيجة لتحويل الرحلات إلى مطارات أخرى بسبب عدم وجود كمية كافية من الوقود تتيح للطائرة مواصلة طيرانها .

كما اتخذ مطار دبي الدولي بعض الإجراءات من اجل زيادة القدرة الاستيعابية عبر استخدام بعض التقنيات الحديثة . وتبدي الجهات المختصة اهتماماً واسعاً على أعلى المستويات بهذه المشكلة التي يسعى الجميع إلى تجاوزها .

وهناك الكثير من الدول مرت بهذه التجربة بسبب كثافة حركة الطيران، لكنها توصلت إلى حلول من خلال إعادة هيكلة المسارات الجوية وإيجاد آلية مبتكرة لإدارة وصول وإقلاع الرحلات، ونأمل أن تتحقق نتائج إيجابية في هذا الخصوص في القريب العاجل .

* كيف تنظرون إلى موضوع تجارة الكربون، هل تحاول الشركة التقليل من الانبعاثات الكربونية باستخدام أجهزة معينة؟
- هناك الكثير من التحفظات على موضوع الانبعاثات الكربونية من بعض الدول، مثل الصين التي تعارض بقوة ضريبة الكربون التي بدأ الاتحاد الأوروبي تطبيقها من مطلع العام الجاري . كما تبدي روسيا والولايات المتحدة ودول أخرى معارضة لهذا الموضوع . وهناك بوادر لقيام بعض المؤسسات المختصة بتبني معايير عادلة لشركات الطيران لمحاربة الانبعاثات .

ونحن في طيران الإمارات مستعدون لكافة التطورات، خاصة أن حداثة أسطولنا تجعل طائراتنا من اقل الناقلات إصداراً للانبعاثات الكربونية مقارنة مع الناقلات الأخرى . وتقدر تكلفة ضريبة الكربون التي سنتحملها هذا العام بنحو 40 مليون يورو .

وتحاول الشركات عموماً تصنيع محركات تحرق كميات أقل من الوقود وبالتالي تقلل الانبعاثات الكربونية، وتعمل طيران الإمارات على تقليل استهلاك الوقود بعدة طرق من بينها اتباع مسارات مختصرة بالتعاون مع دول ومطارات وهيئات منظمة لحركة الملاحة الجوية .

* ما آخر التطورات في مشروع مركز طيران الإمارات لصيانة وإصلاح المحركات وما نسبة الإنجاز في المشروع حتى الآن؟
- تم اختيار شركة الاستشارات الهندسية التي ستعمل على تقديم تصاميم المشروع، وسوف يتم اختيار المقاول الرئيسي خلال 3 4 شهور . ومع نهاية 2013 سيكون المركز جاهزاً للقيام بأعمال الصيانة .

وسوف تبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز 300- 400 محرك سنوياً من نوع GE 90 وGP7000 التي تستخدم لتشغيل طائرات البوينج 777 وإيرباص A380 على الترتيب، عبر خطين للصيانة يمكن أن تزيد في المستقبل إلى 4 خطوط وسيوفر المركز نحو 500 وظيفة أغلبيتها للمواطنين .

* هل المشروع مخصص لعمليات صيانة طائرات الإمارات أم هناك إمكانية لإجراء عمليات صيانة لشركات أخرى؟
- هذا المركز، الذي سيقام على مساحة 90 ألف متر مربع، سيسهم في تعزيز ودعم عمل وحدة اختبار المحركات العاملة حالياً في دبي، وسوف يلبي المركز متطلبات أسطول طيران الإمارات، الأمر الذي سيوفر على الشركة تكاليف صيانة محركات طائراتها، كما سيمكننا أيضاً توقيع عقود صيانة محركات لناقلات أخرى من داخل وخارج المنطقة .

* كيف تمكنت طيران الإمارات من التعامل مع الظروف الجوية التي سادت العالم في الفترة السابقة؟
- أثبتنا قدرة كبيرة على التغلب على المشكلات والتأقلم مع الأحوال الجوية المختلفة، سواء تلك التي تتعلق بالثلوج في أوروبا أو العواصف الرملية في منطقة الخليج . لكن ذلك لا يعني عدم وجود تأثير في طيران الإمارات خاصة إذا دعت الحاجة إلى إلغاء أو تأخير أو تحويل بعض الرحلات نتيجة ظروف خارجة عن السيطرة، وهو ما يتسبب في نفقات إضافية للناقلة .

* في ظل توسعات طيران الإمارات، ما عدد الطيارين الذي تحتاجه الشركة حتى نهاية العام الجاري؟
- تحتاج طيران الإمارات إلى 2000 طيار حتى 2015 لتغطية عملياتها التوسعية في جميع أنحاء العالم بمعدل 500 طيار سنوياً وتحاول طيران الإمارات من خلال البرامج التدريبية تعويض جزء من حاجتها، إضافة إلى أنها تعمل على الاستفادة من خبرات طيارين من مختلف دول العالم عبر إعادة تأهيلهم وتدريبهم على طرازات الطائرات التي تشغلها الناقلة .

* ما عدد الطائرات التي ستتسلمها طيران الإمارات حتى 2015؟ وكم تقدر قيمتها؟
- عدد الطائرات يتراوح بين 95 100 طائرة، وهي مناصفة بين ايرباص A380 وبوينج ،777 وتقدر قيمة هذه الطائرات بنحو 35 مليار دولار، بينما تصل القيمة الدفترية لكامل طلبيات طيران الإمارات، البالغ عددها حالياً 233 طائرة حالياً، إلى 84 مليار دولار .

* كيف تنظرون إلى التزام الشركات المصنعة بجدول التسليم؟
- نستلم الطائرات حسب الجدول المتفق عليه مع المصنعين وخلال العام الجاري سيتم استلام 11 طائرة A380 و18 طائرة بوينج 777 . ولا يوجد إشكالية في التسليم .

* ما أكبر عدد من الطائرات تسلمته طيران الإمارات خلال شهر واحد، ومتى؟
- سجلت طيران الإمارات خلال العام الماضي رقماً قياسياً في عدد الطائرات التي تسلمتها خلال شهر واحد منذ تأسيسها . فقد تسلمنا خلال ديسمبر ،2011 خمس طائرات جديدة انضمت إلى أسطول الشركة: 3 طائرات من طراز بوينج 777-300R، وطائرتان من طراز إيرباص A380 ليرتفع عدد طائرات أسطول الناقلة بنهاية العام 2011 إلى 165 طائرة .

وسوف نواصل المضي قدماً في خططنا المقررة، من خلال المحافظة على جودة خدماتنا المقدمة واستمرار العمل من أجل تطويرها وتحسينها . وتقوم استراتيجية طيران الإمارات على مواصلة التوسع النوعي والكمي معاً . فهناك توجه إلى فتح المزيد من المحطات الجديدة وزيادة عدد رحلاتنا العاملة حالياً .

* ما طبيعة العيوب التي ظهرت في طائرة 380ء التي أعلنت عنها وكالة السلامة الأوروبية؟
- تتمثل هذه العيوب في ظهور تشققات شعرية ضمن أجنحة بعض طائرات A380، وهذه الشقوق الصغيرة التي تم اكتشافها لا تشكل خطراً على السلامة الجوية . وبناء على هذه المعطيات طلبت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيرانEASA إجراء فحص لطائرات A380 التي نفذت بين 1200 1300 عملية إقلاع وهبوط . ويتطلب إنجاز مثل هذا العدد من عمليات الإقلاع والهبوط لدى طيران الإمارات ما بين 18- 20 شهراً .

* ما الإجراءات التي قامت بها طيران الإمارات بعد هذا الإعلان؟
- التزمنا بتعليمات الوكالة الأوروبية وانتهينا من فحص 3 طائرات وهناك 3 طائرات أخرى قيد الفحص . ونحن نجري عمليات فحص أوسع وأشمل من تلك التي طلبتها الوكالة الأوروبية، وقمنا بتغيير الأجزاء موضع الفحص احتياطاً حسب التوجيهات، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن هذه التشققات لا تؤثر في سلامة الطائرة وصلاحيتها للتشغيل .

ووصل عدد الطائرات في طيران الإمارات التي يجب فحصها حالياً إلى 9 طائرات، وسوف نقوم بفحص أية طائرة تقترب من تسجيل عدد عمليات الإقلاع والهبوط المطلوبة . ونعمل حالياً مع إيرباص لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة .

* من يتحمل تكلفة فحص أساطيل الطائرات من هذا النوع؟ وهل تتحمل الشركة المصنعة تكلفة التعطيل؟
- هناك فريق من شركة إيرباص يعمل بالتعاون مع فريق هندسي من طيران الإمارات وهذا الفريق مكلف بصيانة وتغير أي قطع تحتاج إلى ذلك . والشركة المصنعة هي التي تتكفل بكل التكاليف .

* هل أثّر الإعلان عن هذه العيوب في نظرة العملاء لهذه الطائرة؟
- بالطبع لا، فثقة العملاء بطيران الإمارات عالية، ولا يزال ركابنا يطلبون السفر على هذه الطائرة تحديداً في حال توفرت على وجهة سفرهم . ونحن في طيران الإمارات نعتز ونفخر بهذه الطائرة لأنها سهلت لنا استيعاب زيادة الطلب على وجهات معينة في الوقت الذي كنا فيه مقيدين بعدد رحلات محدد مع ارتفاع الطلب . كما أعلنت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وشركة إيرباص المصنعة أن الطائرات آمنة تماماً ولا يوجد أي خطر من تشغيلها على الإطلاق .