الرئيس التنفيذي لـ "فلاي دبي" في حوار مع "الخليج": "فلاي دبي" وصلت إلى الربحية في زمن قياسي

قال غيث الغيث الرئيس التنفيذي ل”فلاي دبي” إن انتقال الشركة إلى الربحية خلال 3 سنوات فقط منذ بدء التشغيل هو إنجاز كبير، أهلها لتكون أسرع الناقلات الاقتصادية الناشئة نمواً في العالم، خاصة أن الناقلة بدأت عملياتها في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وأسعار النفط المرتفعة .

وأوضح الغيث في حوار مع “الخليج” أن أعداد المسافرين من شبكة الناقلة في دول الكومنولث المستقلة ارتفع بنسبة 72% في العام 2012 فيما نما سوق الطيران في تلك البلدان بنسبة 28%، وأرجعت نسبة كبيرة من هذه الزيادة إلى توسع “فلاي دبي” المستمر في تلك الأسواق .

وأشار الغيث إلى أن “فلاي دبي” تمكنت من إدارة رحلاتها بمرونة كبيرة عقب توقف الرحلات على بعض الوجهات الاقليمية التي تشهد حالة عدم استقرار حيث قامت “فلاي دبي” بتوجيه الموارد من طائرات وطاقم إلى وجهات أخرى جديدة أوزيادة معدل الرحلات إلى وجهات قائمة .

وقال الغيث ان “فلاي دبي” استثمرت اكثر من 20 مليون دولار في مجال الصيانة والهندسة، وكانت هناك جهود جبارة لنقل عمليات الصيانة والهندسة مركزياً، وتم تجنيد مهندسين من أكثر من 15 جنسية لتقديم خدمة متخصصة على مدار الساعة لأسطول “فلاي دبي” المتنامي . وفي ما يأتي نص الحوار:


“فلاي دبي” الأكبر إقليمياً في أسواق وسط وشرق أوروبا

*ما هو تقييمكم للنتائج المالية للناقلة التي تمكنت من تحقيق أرباح صافية وصلت إلى 152 مليون درهم لأول مرة؟
- إن انتقال “فلاي دبي” إلى الربحية خلال 3 سنوات فقط منذ بدء التشغيل هو إنجاز كبير، أهلها لتكون أسرع الناقلات الاقتصادية الناشئة نمواً في العالم، خاصة أن الناقلة بدأت عملياتها في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وأسعار النفط المرتفعة، لكن ذلك لم يحد من توسّع شبكة رحلاتنا وعملياتنا فوصل عدد رحلاتنا الأسبوعية إلى ما يزيد على 1،000 رحلة، ونقلنا منذ انطلاقة الناقلة حوالي 4 .10 مليون مسافر، لتحتل بذلك “فلاي دبي” المرتبة الثانية، من حيث عدد المسافرين، بين شركات الطيران التي تدير عملياتها من مطار دبي الدولي .

ويحسب هذا الإنجاز لفريق عمل الناقلة وجهود أفراده الكبيرة طوال الفترة الماضية منذ تأسيسها، واتجاهها لخدمة وجهات جديدة في إطار 5 ساعات طيران من دبي عانت من ضعف أو غياب خدمات الربط الجوي المباشر، وما ارتبط بذلك من نمو سريع في أسطول الطائرات ليصل اليوم إلى 28 طائرة حديثة، والنمو المتزامن في عدد موظفي الناقلة الذين يصل عددهم اليوم إلى حوالي 1600 موظف، والتوجه السليم نحوتبني الابتكار لتغيير الصورة النمطية عن شركات الطيران الاقتصادي، وتقديم خدمات مميزة بأسعار معقولة .

*كيف تقيمون أداء “فلاي دبي” خلال العام الماضي؟
- اتسم العام 2012 بالتوسع على مستوى الوجهات والأسطول، وزيادة الخدمات المقدمة للمسافرين لتبسيط تجربة السفر مع “فلاي دبي” . وعززت الناقلة إمكانات الوصول من وإلى دبي، وذلك من خلال إطلاق 31 وجهة جديدة حتى اليوم لم تكن تتصل بدبي بخط طيران مباشر أولم تكن أي من شركات الطيران الإماراتية التي تتخذ من دبي مقراً تسير رحلات إليها، منها 9 وجهات تم إطلاقها في العام 2012 وحده هي بغداد والنجف والبصرة في العراق وتبوك والطائف في السعودية والعاصمة الرومانية بوخارست والعاصمة المقدونية سكوبييه والعاصمة القرغيزية بيشكيك والعاصمة اليمنية صنعاء .

ونجحت “فلاي دبي” منذ بدء عملياتها في تحقيق نموٍ قياسي، حيث ضاعفت وجهاتها خلال العامين الماضيين من 25 إلى ،52 وذلك بمعدل أكثر من وجهةٍ جديدة كل شهرٍ تقريباً . وركّزت الناقلة 40% من عمليات توسيع الشبكة العام الماضي إلى أسواق شرق ووسط أوروبا وعملت على زيادة معدل الرحلات إلى المدن الخليجية لتعزز بذلك الروابط التجارية والسياحية بين دول المنطقة . كما نما أسطول “فلاي دبي” بواقع 6 طائرات خلال العام الماضي، تسلمت آخرها في شهر ديسمبر الماضي، ليصل عدد طائرات أسطولها إلى 28 طائرة بوينج 800-737 .

*تم الإعلان عن عزمكم شراء 50 طائرة جديدة . متى سيتم ذلك وما هي النوعيات التي تنال اهتمامكم؟
- تقدمت “فلاي دبي” بطلب شراء 50 طائرة من بوينج في 2008 خلال معرض فارنبره الجوي، وتسلمنا منذ ذلك الحين 28 طائرة، فيما نتسلم ال 22 طائرة المتبقية تباعاً وحتى حلول العام 2016 .

يتطلب أسطول طائراتنا نمواً مستمراً فيما نستمر بالتوسع في الوجهات وإضافة نقاط جديدة إلى شبكتنا أوزيادة وتيرة رحلاتنا اليومية والأسبوعية إلى وجهاتنا القائمة، لذا فإننا ندرس التقدم بطلب شراء المزيد من الطائرات لدعم هذا التوسّع، مازلنا بصدد محادثات لدراسة الخيارات من كلا الصانعين بوينج وإيرباص وسوف نعلن عن حجم وزمن توقيع الطلبية الجديدة عندما نتوصل إلى القرار، لكننا بالطبع نطمح لمضاعفة حجم الأسطول في أسرع وقت ممكن .

*هل ترى أن أسواق “فلاي دبي” قادرة على استيعاب المزيد من الطائرات في ظل محدودية الأسواق التي تعمل بها والتي لايزيد مدتها على 5 ساعات طيران؟
- تقع دولة الإمارات في قلب منطقة تتميز بكثافة سكانية عالية واقتصادات نامية، متمثلة في شرق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا، ويتيح لها مدى الطيران لمدة 5 ساعات خدمة حوالي 5 .2 مليار نسمة يعيشون في هذه المنطقة، فيما يعتبر قطاع الطيران في هذه المنطقة من الأسرع نمواً في العالم بحيث تتجاوز معدلات النمو معدلات الأسواق الأخرى، وهناك حاجة متنامية لخدمة الطلب المتزايد . لذا تسعى “فلاي دبي” لدعم قطاع السفر في المنطقة من خلال جعل السفر في متناول الكثيرين من خلال الأسعار المعقولة وخدمة النقاط التي كانت تعاني سابقاً من غياب أو ضعف الربط المباشر والمواءمة بين احتياجات المسافرين لأغراض الأعمال أوالسياحة .

وفي الحقيقة، فإن هذه الأسواق الضخمة تحتاج إلى المزيد من شركات الطيران سواء التقليدية أو الاقتصادية لتلبية احتياجاتها التي تنمو باطراد بالتزامن مع النمو السكاني والاقتصادي .

*ما مدى تأثير الأحداث الإقليمية في أداء الناقلة؟
- تتميز شركات الطيران عموماً بالمرونة، حيث يؤدي تعليق الرحلات إلى وجهة ما إلى توجيه الموارد من طائرات وطاقم إلى وجهات أخرى جديدة أو زيادة معدل الرحلات إلى وجهات قائمة .

*ماذا عن خططكم التوسعية للعام الجاري، وهل هناك نية لدخول أسواق جديدة؟ وما عدد الطائرات التي ستتسلمها الشركة مع نهاية العام الجاري؟
- بدأنا العام 2013 بإطلاق وجهة سياحية جذابة لشريحة كبيرة من مسافرينا وهي جمهورية المالديف، كما أطلقنا خطنا الجديد إلى حائل السعودية في 13 من فبراير، وأعلنا عن توسيع شبكتنا في باكستان بإضافة سيالكوت ومُلتان الشهر المقبل . كما نواصل العمل لإطلاق وجهات أخرى سيتم الإعلان عنها قريباً، وذلك مع تركيزنا على أسواق شرق ووسط أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي .

ومن المقرر أن تتسلم “فلاي دبي” 6 طائرات جديدة خلال العام ،2012 ليصل عدد طائراتها بنهاية العام إلى 34 طائرة من طراز بوينج 800-737 .

*ما مدى التزام الشركة بسياسة التوطين؟
- نحن في “فلاي دبي” حريصون على وجود المواطنين الأكفاء ضمن فريق عملنا متعدد الجنسيات، وذلك في مختلف الدرجات الوظيفية، ونسعى باستمرار إلى استقطاب الكوادر الواعدة، وتوفير ما تحتاج إليه هذه الكوادر لينجحوا ويسهموا في نجاح الشركة .

*تعتبر “فلاي دبي” من أكثر الشركات اهتماماً بسوق أوروبا الشرقية . كم عدد الوجهات التي تصل إليها “فلاي دبي” في تلك المنطقة وكيف انعكس ذلك على التدفق السياحي والتبادل التجاري مع دبي؟
- تعد “فلاي دبي” الأكبر على مستوى ناقلات الشرق الأوسط من حيث الوجود في أسواق شرق ووسط أوروبا، حيث تطير إلى 16 نقطة تتوزع على 11 دولة في تلك المنطقة . من المؤكد أن توفر الربط الجوي المباشر بين الإمارات وتلك الأسواق الصاعدة يعزز من الربط التجاري والسياحي، حيث تشير الأرقام إلى نمو أعداد المسافرين من شبكة الناقلة في دول الكومنولث المستقلة بنسبة 72% في العام ،2012 فيما نما سوق الطيران في تلك البلدان بنسبة 28%، وأرجعت نسبة كبيرة من هذه الزيادة إلى توسع “فلاي دبي” المستمر في تلك الأسواق .

*ما مدى أهمية السوق الخليجي ل”فلاي دبي” وما هو عدد الرحلات والوجهات التي تسيرها “فلاي دبي” إلى دول مجلس التعاون؟
- للسوق الخليجية أهمية كبرى ل”فلاي دبي”، حيث ترفد الدولة بالزوار من الأشقاء الخليجيين الذين يزورون الدولة لأغراض السياحة والأعمال . تعمل “فلاي دبي” على توفير معدل مرتفع من الرحلات بين دبي والمدن الخليجية التي تطير إليها، بما يناسب احتياجات رجال الأعمال . كما تسير الناقلة رحلاتها إلى وجهات سياحية محببة للخليجيين، بما يجتذبهم للطيران مع “فلاي دبي” وعبر دبي إلى تلك الوجهات مثال المالديف وكولومبو وغيرها من الوجهات المميزة في شبكة رحلاتنا . ونمت أعداد المسافرين من شبكة الناقلة في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 63% في العام ،2012 بما أسهم في نمو سوق الطيران في هذا السوق بنسبة 21% . تخدم “فلاي دبي” كافة دول مجلس التعاون، وتعتزم زيادة وتيرة رحلاتها مثل الكويت التي انطلقت برحلتين يومياً ليصل عدد الرحلات اليومية إلى 8 رحلات .

*يلاحظ بعض المسافرين أن هناك تقارباً بين أسعار التذاكر على الطيران التجاري والطيران الاقتصادي . ما رأيك في ذلك؟
- يتميز نموذج عمل “فلاي دبي” بالبساطة وإتاحة المزيد من الخيارات للمسافرين للتحكم بمصروفاتهم من خلال اتخاذ القرار بخصوص شراء الإضافات، مثل الوزن الإضافي للحقائب أو استخدام النظام الترفيهي أو شراء الطعام والمرطبات أو الجلوس في مقعد ذي مساحة إضافية للساقين . تجدر الإشارة إلى أن عامل كلفة المحروقات يؤثر في سعر التذاكر إذ يتعذر علينا إمكانية تقديم أسعار متدنية في حين أن أسعار البترول التي تشكل 40% من الكلفة التشغيلية في ارتفاع مستمر .

*هل تشعر بأن “فلاي دبي” تعاني مشكلات في الحصول على تمويل لطائراتها في ظل أزمة السيولة التي يعيشها العالم؟
- لم تواجه “فلاي دبي” صعوبات في الحصول على التمويل، ويظهر ذلك من خلال حصولها على حوالي 5 .4 مليار درهم لتمويل شراء طائراتها، بما يشير إلى الثقة الائتمانية الكبيرة التي تحظى بها الناقلة، كما نعمل على تنويع مصادر هذا التمويل، حيث وقعت على مدار السنوات الماضية صفقات تمويل مع جهات عدة، كان آخرها قرض بنك الصادرات والواردات الأمريكي في أكتوبر للحصول على آخر 3 طائرات تسلمتها الناقلة العام الماضي . والحمد لله أن العطاءات التي تتقدم بها بيوت التمويل تفوق الحاجة المطلوبة .

*ما هي ملامح استراتيجية الشركة التسويقية؟ وهل تعتمد على العروض السعرية أو الخدمات؟
- تدرك “فلاي دبي” الحاجة لتقديم خدمة تجمع ما بين الأسعار المعقولة وجودة الخدمة وسهولتها، أن استراتيجيتنا ترتكز على تقديم أفضل خدمة تميزنا عن الناقلات الاخرى . كما تستثمر “فلاي دبي” في التقنيات الحديثة لتحسين خدماتها أوتقليل نفقاتها بما ينعكس على أسعار السفر .

*كيف عملت “فلاي دبي” على تخفيف النفقات التشغيلية؟
- من خلال ادخال عمليات الصيانة والهندسة إلى الشركة عوضاً عن الاستعانة بمصادر خارجية، بما يوفر على الشركة نفقات كبيرة في مجال الصيانة .

إضافة إلى إطلاق الموقع الإلكتروني للأجهزة الجوالة لتسهيل إجراءات الحجز أو الاطلاع على تفاصيل الرحلات عوضاً عن النظام الترفيهي المتطور الذي يحتوي على مكتبة ترفيهية هي الأكبر من نوعها بين شركات الطيران .

*ما حجم الإنفاق على قطاع الصيانة في “فلاي دبي” وأين تتم هذه الصيانة؟
- استثمرنا أكثر من 20 مليون دولار أمريكي في مجال الصيانة والهندسة، وكانت هناك جهود جبارة لنقل عمليات الصيانة والهندسة مركزياً . تم تجنيد مهندسين من أكثر من 15 جنسية لتقديم خدمة متخصصة على مدار الساعة لأسطول “فلاي دبي” المتنامي، إضافة إلى توظيف الكوادر المتخصصة، كان على الفريق تأمين المبنى والأدوات والمركبات وقطع الغيار وأنظمة تكنولوجيا المعلومات الكافية لتوفير صيانة على مستوى عال من الجودة ودعم هندسي متميز .

*كيف ترى الأجواء التنافسية بين شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة العربية وهل تعتمد تلك المنافسة على الأسعار فقط؟
- على الرغم من أهمية الأسعار في المنافسة بين شركات الطيران في المنطقة العربية، فإن هناك عوامل أخرى تسهم في ذلك، ولعل أهمها الجودة في الخدمة المقدمة . كما تكمن المنافسة الصحية في قدرة الناقلة على تأمين خيارات أكثر وتعزيز إمكانية الربط المباشر وتقديم أوقات رحلات تناسب الجميع والاستثمار في توظيف وتدريب أفضل الأطقم الجوية، إضافة إلى الالتزام بأعلى معايير الأمن والسلامة .