الرئيس التنفيذي لبنك نزوى في حديث لـعمان الاقتصادي: يجب الإسراع في تنويع الأدوات الإسلامية وإتاحة المجال لتمويل مختلف المشروعات
دعا الدكتور جميل الجارودي الرئيس التنفيذي لبنك نزوى الى الاسراع في تنويع قاعدة أدوات التمويل الاسلامي في السلطنة وإتاحة المجال أمامها لتمويل مختلف المشروعات عبر الصكوك الاسلامية والاستصناع وأدوات التمويل الأخرى، مؤكدا ان التركيز على هذه الادوات سوف يمكّن البنوك والنوافذ الاسلامية من لعب دور أكبر في تعزيز أداء الاقتصاد الوطني وتمويل مشروعات البنية الاساسية والمشروعات التي تنفذها الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وتتطلع البنوك والنوافذ الاسلامية الى ان يكون لها دور أكبر في تمويل مختلف المشروعات في السلطنة التي خصصت 3.1 مليار ريال عماني في موازنة 2013 للمصروفات الاستثمارية، بالاضافة الى رغبتها في الاستفادة من أموال تتجاوز 5 مليارات ريال مودعة في البنوك بدون فوائد ودون استثمارها اقتصاديا.
وقال الجارودي في حديث خاص لـ «$ الاقتصادي» انه إذا أتيح للصيرفة الاسلامية ان تطبّق مفاهيمها الأساسية فإنها سوف تدخل في صلب الدورة الاقتصادية من خلال أسلوب المشاركة في الملكية مع الوزارات والشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدا انه لا يمكن تحقيق هذا إلا من خلال زيادة منتجات التمويل الاسلامي والاسراع في وضع أنظمتها.
وأضاف: علينا العمل على إيجاد أدوات تمويلية أكثر تساهم في تنويع إيرادات المصارف الاسلامية وفي الوقت نفسه تساهم هذه الادوات في توظيف المدخرات المحلية، وتأتي الصكوك الاسلامية ضمن أبرز الادوات التي نتطلع الى ان تأخذ اهتماما أكبر من قبل المسؤولين بحيث يتم تنفيذ المشروعات في السلطنة وفقا لنظام الصكوك من خلال قيام المصارف الاسلامية بإصدار الصكوك لعدد من المشروعات الحيوية التي تشرف عليها مختلف الوزارات والجهات الحكومية وهذه الصكوك يمكن تداولها بسوق مسقط للأوراق المالية وهو ما يعني إمكانية تسييلها في أي وقت.
وأشار الى ان التحدي الاكبر الذي يواجه القطاع هو ايصال مفهوم الصيرفة الاسلامية بشكلها الصحيح للجمهور، وقال ان هذا ليس دور البنك وحده وإنما نحتاج أيضا الى تعاون وسائل الاعلام والجامعات والسلطات الرقابية وغيرها من الجهات الاخرى، إذ لابد ان تتكاتف الجهود لتوصيل مفاهيم الصيرفة الإسلامية بشكلها الصحيح الى الجمهور وعندما ننجح في ذلك نكون قد وضعنا الأسس الصحيحة لنمو الصيرفة الاسلامية في السلطنة.
وانتقد في حديثه ما يشاع عن أن تكلفة التمويل الذي تقدمه المصارف الاسلامية أعلى من تكلفة القروض التي تمنحها البنوك التقليدية، وقال ان هذا غير صحيح وهو جزء من المعلومات المغلوطة عن الصيرفة الاسلامية، مشيرا الى ان الربح في التمويل الاسلامي يحتسب بشكل مغاير عن فوائد القروض المصرفية، مؤكدا ان الارباح التي تأخذها البنوك الاسلامية عادة ما تكون وفقا لأسعار تنافسية أي بنفس سعر التكلفة الذي تحتسبه البنوك التجارية أو أقل من ذلك، ويبقى في النهاية ان معاملات البنوك الاسلامية تتم وفق الشريعة الاسلامية، وإلى تفاصيل الحديث.
مستوى الاقبال
*أكمل بنك نزوى حوالي 4 أشهر على تدشين خدماته المصرفية المتوافقة مع الشريعة الاسلامية .. ما هو تقييمكم لمدى اقبال الزبائن على خدماتكم المصرفية؟
- بدأ البنك تقديم خدماته المصرفية في 10 يناير 2013 ، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نشهد إقبالا جيدا من الجمهور على الخدمات التي يقدمها البنك.
هناك من يأتي للاستفسار عن الخدمات التي نقدمها وهناك من يأتي لافتتاح حساب له يؤهله للاستفادة من خدماتنا المصرفية، وكثيرا ما لا يغادر من يأتون الى البنك إلا وقد افتتحوا حسابا لهم، إما الحساب الجاري أو حساب التوفير.
ولعل السرعة التي يتمتع بها البنك في إنجاز فتح الحسابات المصرفية أحد الاسباب الاضافية التي تشجع الجمهور على ان يكون بنك نزوى خيارهم المفضل.
وفي تقديري ان هذا الاقبال يشير الى ان العمانيين كانوا ينتظرون تدشين خدمات الصيرفة الاسلامية في السلطنة، واذا استمر الاقبال بهذا الشكل فإنه سوف يتجاوز توقعاتنا.
خمسة فروع جديدة
* بدأتم بثلاثة فروع في مسقط وصحار ونزوى .. ما هي خطتكم لافتتاح فروع جديدة؟
- نخطط لافتتاح خمسة فروع جديدة خلال العام الجاري، وحاليا تدرس دائرة الفروع بالبنك الولاياتِ المستهدفةَ والمواقعَ التي من الافضل ان نفتتح فروعنا فيها، وتتضمن قائمة الولايات المستهدفة صلالة وإبراء كما اننا نخطط لافتتاح فرع إضافي في مسقط.
منتجات جديدة قادمة
* ماذا عن المنتجات التي تقدمونها؟
- أطلقنا عدة منتجات في مقدمتها الحساب الجاري وحساب التوفير، وميزة حساب التوفير لدينا انك تستطيع تحقيق عوائد عليه عندما تحقق استثماراتنا أرباحا، وهناك منتجات أخرى أطلقها البنك خلال الاشهر الماضية كالتمويل الشخصي وتمويل شراء السيارات وتمويل المنزل السكني ونخطط لإطلاق المزيد من المنتجات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية خلال الفترة المقبلة.
وفي الحقيقة ان الادوات الاسلامية عديدة وهذا التعدد يتيح خيارات أفضل للجمهور، فمثلا يمكن تمويل بناء المساكن وفقا للإجارة المنتهية بالتمليك أو وفقا للمرابحة أو المشاركة المتناقصة أو الاستصناع وهذا منتج جديد نخطط لطرحه مستقبلا، وصيغته ان الشخص الراغب في الحصول على التمويل تكون لديه أرض ونقوم نحن ببنائها عن طريق المشاركة وفي نهاية المطاف يصبح البيت ملكا له إما بإجارة تنتهي بالتمليك أو المشاركة المتناقصة أو الاستصناع الذي ينتهي بالمرابحة.
التمويل السكني في الصدارة
* بعد 4 أشهر من إطلاق عملياتكم المصرفية .. ما هو المنتج الذي وجدتموه يحظى باهتمام الجمهور أكثر عن غيره؟
- أكثر الاستفسارات التي نتلقاها تتعلق بالتمويل السكني، وهناك ايضا اهتمام بتمويل شراء السيارات والتمويل الشخصي، ونحن في الحقيقة ننظر الى التمويل السكني على انه ادخار، فالمسكن يبقى للشخص الذي حصل على التمويل ولعائلته وهذا يخدم الاقتصاد وينشط الحركة الاقتصادية ويحقق الاستقرار للمجتمع.
تكلفة التمويل «الاسلامي»
* هناك من يقول ان تكلفة الاقتراض من البنوك التجارية أعلى من تكلفة التمويل الذي تقدمه البنوك الإسلامية .. بصفتك رئيسا تنفيذيا لأول بنك اسلامي في السلطنة كيف تنظر الى هذا الكلام؟
- هذا غير صحيح وهو جزء من المعلومات المغلوطة عن الصيرفة الاسلامية، خاصة ان البنك لم يفتتح إلا منذ فترة وجيزة وهذا يعني ان المقارنة بين تكلفة القروض التجارية والتمويل الاسلامي صعبة.
الربح في التمويل الاسلامي يحتسب بشكل مغاير عن فوائد القروض المصرفية، فالربح في المرابحة مثلا يأتي من الفرق في ثمن شراء السلعة وثمن بيعها، أما في بعض البنوك التجارية فإن الفائدة تحتسب على إجمالي المبلغ الذي يقترضه الشخص وعندما ندقق في هذه الفوائد نجد ان الـ 4% تعادل في الحقيقة 9%، أو 10% وذلك بحسب الفترة الزمنية.
كثير من الكلام الذي يتم تناقله عن هذا الموضوع غير صحيح وليس عن تجربة حقيقية وانما مجرد افتراضات وأقاويل، وهذا ما ينبغي على البنوك والنوافذ الاسلامية العمل على توضيحه بحيث تكون المعلومات عن التمويل الاسلامي واضحة أمام الجميع.
وهنا أمر أود توضيحه وهو ان البنوك الاسلامية مثلها مثل أي مؤسسة تجارية تعمل وفقا لأسس تجارية وهناك تكلفة تدفع على العمليات والموظفين وغيرها وهذا يعني ان البنوك لا بد ان تحصل على أرباح تمكنها من القيام بعملياتها، لكن الارباح التي تأخذها البنوك الاسلامية عادة ما تكون وفقا لأسعار تنافسية أي بنفس سعر التكلفة الذي تحتسبه البنوك التجارية أو أقل من ذلك، ويبقى في النهاية ان معاملات البنوك الاسلامية تتم وفق الشريعة الاسلامية.
استثمارات وتمويل
* يبلغ رأسمال بنك نزوى 150 مليون ريال عماني .. هل بدأتم بتوظيف هذا المبلغ؟ وما هي المشروعات التي تركزون على تمويلها في الوقت الراهن؟
- بدأنا بتوظيف أموالنا بعد حصولنا على الترخيص. في البداية قمنا بتوظيف جزء منها في استثمارات خارج السلطنة بعد موافقة البنك المركزي العماني، وبعد بدء عملياتنا المصرفية وجّهنا أموالنا لتمويل المؤسسات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأفراد.
مستوى الاقبال على الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك جيد، كما أشرت الى ذلك سابقا، وتوجد العديد من الشركات التي ترغب في الحصول على تمويل من البنك ونحن نبحث ذلك معها وفق سياسة لجنة الائتمان ولجنة المخاطرة، الاحتياجات متفاوتة، بعض الشركات ترغب في الحصول على تمويل يصل إلى 5 ملايين ريال عماني وبعضها عند 10 ملايين ريال عماني وهكذا؛ ونحن ندرس هذه الطلبات وفقا للأسس المعمول بها في البنك.
دراسة الجدوى والواقع
* مع الاقبال الذي وجدتموه من الأفراد والشركات .. هل ترون انكم تجاوزتم توقعات دراسة الجدوى أو ان الواقع دون طموحات الدراسة؟
- دراسة الجدوى تم وضعها بحسب توقعات وليس وفقا لأرقام حقيقية تعكس واقع الصيرفة الاسلامية الذي لم يكن موجودا آنذاك، ونظرا لعدم وجود أي بنك اسلامي في السلطنة في ذلك الوقت فانه لم يكن متاحا توظيف الاموال في أدوات التمويل الاسلامي ولهذا فإن بعض ما جاء في الدراسات هو أشبه بالطموح والتمنيات، فعلى سبيل المثال كانت الدراسات تتوقع أن تعود الاموال العمانية الموجودة في الخارج في أدوات مالية إسلامية مباشرة الى السلطنة فور تدشين خدمات الصيرفة الاسلامية ليتم إيداعها في البنوك الاسلامية، لكن هذا لم يتم ولا أتوقع أن يتم بالسرعة التي كانت تتوقعها الدراسات التي اجريت في عامي 2010 و2011، خاصة ان البنك المركزي العماني لا يزال يعمل بالتعاون مع البنوك على تطوير العديد من الادوات المالية الاسلامية ونحن من جهتنا نسعى الى طرح الادوات قصيرة الاجل التي يمكن تبادلها في أسواق الصيرفة الاسلامية وإلى ان توجد هذه الادوات سيكون العائد أقل.
وفي موضع آخر نجد ان الواقع تجاوز الدراسات، فالبعض كان يظن ان الاقبال على الصيرفة الاسلامية في السلطنة سيكون مشابها لما هو موجود في دول الخليج الاخرى لكن ما حدث هو ان الاقبال جاء أعلى من التوقعات، وتشير أحدث الدراسات التي تم طرحها مؤخرا في مؤتمر للصيرفة الاسلامية الى ان 80% من المجتمع العماني يرغبون بالانتقال الى الصيرفة الاسلامية وهذا شيء مشجّع لنمو الصيرفة الاسلامية في السلطنة، وهذه النسبة أعلى مما هو موجود في دول الخليج الاخرى.
إجمالا أستطيع ان أقول ان بعض المجالات جاء الواقع فيها أفضل من الدراسات والبعض الاخرى مشابها لما هو في الدراسة وهناك مجالات أخرى دون الطموح، ولكنني أتوقع ان الارقام والدراسات التي سيتم إصدارها خلال المرحلة المقبلة ستكون أكثر دقة إذ سيتم بناؤها وفقا للواقع وليس وفقا لتوقعات.
توقعات الارباح
* مع ما أشرتم إليه من إقبال جيد على الخدمات المصرفية التي يقدمها بنك نزوى .. هل تتوقعون ان تحققوا أرباحا خلال العام الجاري؟
- لا نتوقع ذلك، وبحسب نشرة الاصدار فإنه من غير المتوقع ان يحقق البنك أي أرباح خلال عامي 2013 و2014 نظرا لأن البنك جديد ولديه العديد من المصروفات وفي الجانب المقابل الإيرادات قليلة، لكننا نتوقع أن نصل الى مرحلة التعادل في نهاية عام 2014 ونبدأ في تحقيق الارباح ابتداء من عام 2015.
رفع كفاءة الموظفين
* قطاع التمويل الاسلامي في السلطنة هو قطاع جديد على الكثير من العاملين فيه .. ما هي جهود بنك نزوى في رفع كفاءة الموظفين ليتمكنوا من تقديم افضل الخدمات المصرفية للزبائن؟
- كثيرا ما نتلقى الشكر والتقدير من الزبائن على أداء موظفي البنك، وهذا شيء يبعث على الفخر والاعتزاز بموظفينا، وهذا لم يأتِ من فراغ فالبنك قد استثمر الكثير لتحقيق هذا الهدف، والبرامج التدريبية المكثفة في البنك لا تزال مستمرة لتمكين موظفينا من مواكبة كل جديد في قطاع التمويل الاسلامي على أيدي خبراء يتم استقدامهم شهريا لتدريب الموظفين ضمن برنامج التدريب المستمر بواقع خمسة أيام في كل شهر.
تحديات الصيرفة الاسلامية
* حاليا ما هي أبرز تحديات قطاع الصيرفة الاسلامية؟
- التحدي الاكبر الذي يواجه القطاع هو ايصال مفهوم الصيرفة الاسلامية بشكلها الصحيح للجمهور، كثير من الجمهور لا توجد لديهم معلومات واضحة حول الفرق بين المصرف الاسلامي والمصرف التقليدي ولا بين المصرف المتكامل والنافذة الاسلامية، نحن من جهتنا حريصون على توضيح هذه المعلومات للجمهور، لكن هذا ليس دور البنك وحده وإنما نحتاج أيضا الى تعاون وسائل الاعلام والجامعات والسلطات الرقابية وغيرها من الجهات الاخرى، إذ لا بد ان تتكاتف الجهود لتوصيل مفاهيم الصيرفة الإسلامية بشكلها الصحيح الى الجمهور وعندما ننجح في ذلك نكون قد وضعنا الأسس الصحيحة لنمو الصيرفة الاسلامية في السلطنة.
علينا أيضا العمل على إيجاد أدوات تمويلية أكثر تساهم في تنويع إيرادات المصارف الاسلامية وفي الوقت نفسه تساهم هذه الادوات في توظيف المدخرات المحلية، وتأتي الصكوك الاسلامية ضمن أبرز الادوات التي نتطلع الى ان تأخذ اهتماما أكبر من قبل المسؤولين بحيث يتم تنفيذ المشروعات في السلطنة وفقا لنظام الصكوك من خلال قيام المصارف الاسلامية بإصدار الصكوك لعدد من المشروعات الحيوية التي تشرف عليها مختلف الوزارات والجهات الحكومية وهذه الصكوك يمكن تداولها بسوق مسقط للأوراق المالية وهو ما يعني إمكانية تسييلها في أي وقت.
المنافسة
* يعتبر بنك نزوى أول بنك إسلامي في السلطنة وهناك بنك العز الذي من المتوقع افتتاحه قريبا بالإضافة الى العديد من النوافذ الاسلامية التي بدأت تقدّم خدماتها الى الجمهور .. في ظل هذا العدد من المنافسين هل يخشى بنك نزوى من المنافسة؟
- نحن نرحب بالمنافسة ولدينا خططنا في تحقيق نمو مستدام كما انه من غير المعقول ان تُحتكَر الصيرفةُ الاسلامية من قبل بنك واحد أو اثنين ووجود هذا العدد يساهم في تطوير منتجات التمويل الاسلامي.
لكن في الوقت نفسه علينا ان نكون حذرين في توسيع دائرة المصارف والنوافذ الاسلامية قبل ان ندرس السوق بشكل جيد، فالتوسع سيجعل البنوك والنوافذ الاسلامية تتنافس على مجموعة محدودة من الزبائن خاصة اننا لا نعرف حتى الان مقدار نمو الطلب على الصيرفة الاسلامية واذا أوجدنا في بداية المرحلة عددا كبيرا من المصارف والنوافذ الإسلامية فإننا سنجعل التنافس مميتا وبالتالي لن نحقق النمو المنشود للقطاع والاهداف التي تتطلع السلطنة الى تحقيقها من تأسيس قطاع الصيرفة الاسلامية.
عندما ننظر الى أهداف البنوك الاسلامية من جهة وأهداف النوافذ من جهة أخرى نجد ان الاهداف مختلفة، فالنوافذ هدفها المحافظة على قاعدتها من زبائن البنك، أما البنوك الاسلامية فهدفها اجتذاب شريحة من الزبائن الذين كانوا بعيدين عن التعامل مع البنوك كما ان اهدافنا تتضمن أيضا استقطاب الاموال العمانية الموجودة بالخارج للمجيء الى السلطنة.
تقديم الخدمات الجيدة والمنتجات المتعددة للزبائن هو المجال الذي سوف تتنافس عليه البنوك والنوافذ الاسلامية وهو الذي يحدد الى أي بنك أو نافذة سيتوجه الزبائن.
مستقبل الصيرفة الاسلامية
* أخيرا .. ما هو مستقبل الصيرفة الاسلامية في السلطنة؟
- أتوقع مستقبلا واعدا للصيرفة الاسلامية في السلطنة لأننا وجدنا ان هناك رغبة شديدة من المجتمع تجاه أدوات التمويل الاسلامي، وقد لاحظنا ان تعامل المواطنين مع البنوك التقليدية أقل مما هو موجود في دول الخليج الاخرى والسبب الرئيسي في هذا يعود الى ان هذه الشريحة من المواطنين لا ترغب في إيداع أموالها في بنوك غير اسلامية، ومع وجود البنوك الاسلامية فإن هذه الشريحة سوف تتجه اليها وهذا يشير الى ان هذا القطاع سيحقق نموا جيدا خلال السنوات المقبلة.
كذلك فإن أي مسلم اذا توفر له نفس العائد أو أقل قليلا عن طريق بنك اسلامي فإنه سيتوجه اليه ويترك البنك التقليدي ما يعني ان كثيرا من زبائن البنوك التقليدية سوف تنتقل الى البنوك الاسلامية.
واذا أتيح للصيرفة الاسلامية ان تطبّق مفاهيمها الأساسية وهي « الغرم بالغنم» فإنها سوف تدخل في صلب الدورة الاقتصادية من خلال أسلوب المشاركة في الملكية مع المؤسسات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ضمن أطر وأساليب معينة وهو ما يتيح فرصة كبيرة جدا للبنوك الاسلامية لتحقق الريادة في قطاع التمويل الاسلامي وإذا تمكنت البنوك من تأسيس مثل هذه الشراكات فإن السلطنة ستكون رائدة في مجال التمويل الاسلامي على مستوى دول المنطقة، خاصة اننا نجد ان أغلب المؤسسات المالية الاسلامية في الدول الخليجية دأبت على تمويل «المرابحة» بشكل كبير لكننا إذا أوجدنا أدوات مالية أكثر فإننا سوف نوجد توازنا في هذا القطاع وهو ما سيؤدي الى تحقيق النمو المنشود لقطاع التمويل الاسلامي في السلطنة.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}