الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم للاستثمارات : حي التصميم يؤهل دبي عاصمة رابعة للموضة
أكدت الدكتورة أمينة الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم للاستثمارات، أن إطلاق حي دبي للتصميم، يأتي تطوراً طبيعياً لما تزخر به إمارة دبي من مجمعات أعمال تشكل نقطة التقاء لأفضل العقول العالمية والمحلية، ويضع دبي كعاصمة رابعة ستنافس كبريات عواصم الموضة العالمية كميلانو وباريس ونيويورك، وأن الإمارات احتلت المركز الثاني عالمياً من حيث نمو قطاع التجزئة بواقع 20 مليار درهم في 2011.
وإن سوق المنتجات الفاخرة الإقليمي شهد نمواً تراوحت نسبته بين 10 و15% وإن 85% من كبريات العلامات التجارية الفاخرة في العالم تتواجد في إمارة دبي.
كما يساهم السياح في ما نسبته 40% من مجمل الإنفاق على البضائع الفاخرة. كما ساعد قطاع الأزياء والتسوق على استقطاب أكثر من 9 ملايين زائر إلى دبي سنوياً.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما الرؤية التي تقف وراء إطلاق حي دبي للتصميم؟
- نهدف إلى أن يصبح «حي دبي للتصميم» محوراً عالمياً للإبداع في منطقة الشرق الأوسط، ومحطة لانطلاق المصممين العرب والمحليين نحو العالمية وتعزيز مكانة دبي على خارطة صناعة التصميم والأزياء العالمية لتصبح في مصاف "الثلاث الكبار" من عواصم الموضة العالمية، ميلانو، وباريس، ونيويورك.
ولن تتمكن إمارة دبي من تحقيق هذا الهدف الطموح إلا إذا مثل حي دبي للتصميم بوتقة للإبداع العالمي بنكهة عربية، بمعنى أن يتمكن الحي من لعب دور الأحياء المتخصصة التي تواجدت في المدن الثقافية الكبرى على امتداد التاريخ الإنساني كأحياء الفنون في فرنسا، وأحياء الشعر والمسرح في غيرها من دول العالم.
كما سنعمل على تكريس موقع حي دبي للتصميم على الخارطة العالمية باعتباره وجهة سياحية رائدة، أو ما يعرف بالحي المتخصص في دبي، حيث تعرض المجموعات الأخيرة للمبدعين العرب والمحليين، في الوقت الذي ينعم فيه الزوار بكافة وسائل الرفاهية، وحسن الضيافة والأجواء الإبداعية الملهمة.
ولا شك لدينا في أن حي دبي للتصميم سيكون في قلب المشهد الإقليمي لقطاع صناعة التصميم والأزياء، وذلك بما أن سوق المنتجات الفاخرة في الشرق الأوسط شهد نمواً تراوحت نسبته بين 10 و15% في الفترة ما بين عامي 2011 و2012.
كما أن دولة الإمارات احتلت المركز الثاني عالمياً من حيث نمو قطاع التجزئة بواقع 20 مليار درهم في العام 2011. وكما هو معروف فإن 85% من كبريات العلامات التجارية الفاخرة في العالم تتواجد في إمارة دبي. ويساهم السياح والزوار في ما نسبته 40% من مجمل الانفاق على البضائع الفاخرة.
وإذا ما نظرنا إلى دبي مول، وهو أكبر وجهة للتسوق والترفيه في العالم، فإن عدد زواره في العام 2012 بلغ 65 مليون زائر. كل هذه عوامل تجعلنا على ثقة تامة بأن إمارة دبي ستنجح في تحقيق الرؤية التي وضعت لحي دبي للتصميم.
أهم العوامل
* ما هي برأيكم أهم العوامل التي ستقف وراء نجاح هذا المشروع الجديد؟
- يتجاوز هذا المشروع بكثير مفهوم تصميم الأزياء أو بيعها للمستهلك. فرؤيتنا تتمثل بإنشاء منطقة إبداع عالمية، تعمل على إشراك وتنشئة وتعزيز المواهب المحلية والإقليمية في مجال تصميم الأزياء.
وتمتلك إمارة دبي شهرة عالمية نتيجة لأسواقها النشطة واهتمامها بالموضة والتصميم، والملابس، والاكسسوارات والسلع الفاخرة. وقد ساعد كل من قطاع الأزياء والتسوق بشكل عام على استقطاب أكثر من 9 ملايين زائر إلى دبي سنويا، وأسهم بأكثر من 15 مليون درهم في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي.
كما تعتبر دبي مركزاً رئيسياً لتجارة السلع الفاخرة في المنطقة. وتعتمد الإمارة بشكل كبير على قطاع السياحة، إذ تعتبر وجهة تسوّق رئيسية للسياح من عدد من الدول والمناطق مثل روسيا، واليابان، وأوروبا والهند. ونظراً لما تشهده جمهورية الصين الشعبية من تزايد واضح في القدرة الشرائية لدى الأفراد، أصبحت أنظار المستهلكين الصينيين تتجه إلى دبي أيضاً كمقصد للتسوّق في مراكزها التجارية الفخمة.
ويتمتع سوق إمارة دبي بالنجاح والنمو. ونحن في تيكوم للاستثمارات ندرك الفرصة التي توفرها هذه البيئة المشجعة، ونؤمن بأن تجربة تيكوم للاستثمارات في تطوير مجمعات أعمال المناطق الحرّة المتخصصة والناجحة خلال السنوات العشر الماضية ستزودنا بقدرة أكبر على تحقيق النجاح في هذا المسعى أيضاً.
كما نرى في إنشاء حي دبي للتصميم فرصة لتشكيل القوى العاملة المحلية والإقليمية الموهوبة ودعمها، والتي ستسهم مع مرور الوقت في إبراز مكانة حي دبي للتصميم كمركز رائد للمواهب العربية والابتكار ومنتجات التصميم والأزياء الخلاقة.
دراسة جدوى
* هل تم إشراك أهم الجهات الناشطة في هذا القطاع في عملية دراسة الجدوى قبل إطلاق المشروع؟
- بالطبع، وكما هي الحال دائماً في التخطيط لإطلاق أي مشروع ناجح يستند إلى أرض صلبة. فقد قمنا بإجراء مقابلات مع العديد من كبريات الشركات المحلية والإقليمية والعالمية الناشطة في هذا القطاع مثل كل من: ريشمونت، ومجموعة شلهوب، وهيرميس ولوريال وغيرها من الكثير من الشركات.
وقد أمدتنا هذه الشركات بثروة من المعلومات المفيدة في هذا السياق، كما أكدت أن إطلاق حي دبي للتصميم سيساهم في نجاح أعمالها وتطويرها، وبناء مركز للإبداع في المنطقة يساهم في مسيرة الإبداع العالمية.
* كيف يدعم حي دبي للتصميم خطط إمارة دبي في ضوء الإعلان عن إطلاق مشاريع أخرى؟
- جميع المشاريع تكمل بعضها بعضاً، وجميعها تساعد في تنويع اقتصاد دبي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة وبناء المواهب المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، سيلعب المشروع دوراً هاماً في استقطاب السياحة إلى دبي والحفاظ على مكانة الإمارة كوجهة رائدة في التميّز والأزياء والتصميم.
كما نعتقد بأن قطاع تصميم الأزياء المزدهر و"خطة دبي للأزياء" التي أعلن عنها المجلس التنفيذي لإمارة دبي مؤخراً تهدف لتعزيز تنمية هذا القطاع الحيوي على مدى السنوات المقبلة، حيث ستركز على تقديم كل الدعم والاهتمام والرعاية وخلق بيئة عمل محفزة لرجال الأعمال وخاصة الإماراتيين منهم وأصحاب المشاريع الصغيرة للمشاركة في إثراء هذا المجال ولتعزيز الثقافة الإماراتية لمنافسة كبريات الثقافات من مختلف دول العالم.
إضافة إلى إتاحة برامج للتطوير والتدريب، ودعم استضافة فعاليات الأزياء المختلفة، واستقطاب المشاريع المتخصصة في الأزياء من مختلف دول العالم وتوفير الدعم اللازم. وفي نهاية المطاف، تؤدي هذه الجهود المترامية إلى تعزيز الرؤية السياحية للإمارة 2020 في زيادة عدد زوارها ومدة بقائهم وحجم الإنفاق المتوقع من الشرائح المستهدفة.
وقع الاختيار
* لماذا وقع الاختيار برأيكم على تيكوم للاستثمارات لتولي إدارة حي دبي للتصميم؟
- تتمتع تيكوم للاستثمارات بسجل حافل في تطوير مجمعات أعمال مزدهرة تزخر بالنشاط والعمل على مدار اليوم، استطاعت مجمعات تيكوم للأعمال أن تحقق نجاحاً ملحوظاً بتنفيذ هذه المشاريع على مدى أكثر من 10 أعوام وجذب مجموعة من أهم الشركات الرائدة عالمياً وإقليمياً لإقامة مقرات لها في مجمعات تيكوم للأعمال.
ويبلغ العدد الإجمالي للشركات العاملة في المناطق الحرة التابعة لتيكوم أكثر من 4500 شركة في في قطاعات حيوية كتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإعلام، والتعليم، والعلوم، والتصنيع والدعم اللوجستي، وتضم مجمعاتنا أكثر من 70 ألف موظف في مجال المعرفة. مما يؤكد هذا كله على خبرتنا ونقاط القوة التي تتميز بها دبي مما يجعلها أحد أهم الاقتصادات القائمة على المعرفة في المنطقة.
كم أشار تقرير البنك الدولي الذي صدر مؤخراً أننا كنا السباقين في المنطقة بتطوير المناطق المتخصصة في المنطقة، حيث أخذنا بزمام المبادرة في هذا المجال.
واليوم نعتزم استكمال رحلة النجاح بإطلاق هذه المبادرة الجديدة. ويتمثل هدف تيكوم للاستثمارات الرئيسي في لعب دور المحفز الذي يدفع عجلة نمو الأعمال والأفراد من خلال فهم عميق لاحتياجات هذا القطاع.
وقد نجحنا في إيجاد بنية تحتية متخصصة أتاحت نمو مراكز أعمال نابضة بالحياة، وساعدت على توليد فرص العمل. وقد أسهمت هذه العوامل في نمو الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي خلال العقد الماضي. واليوم، ارتأينا خوض تجربة جديدة تتمثل في بناء بيئة متميزة لمجتمع التصميم.
واستطاعت المناطق العشر، والتابعة لتيكوم للاستثمارات، استقطاب العديد من العلامات التجارية الشهيرة المتخصصة في هذا القطاع، مثل هيرميس، العلامة التجارية الفاخرة، وعلامتا نايك وبوما للملابس الرياضية، إضافة إلى بعض المؤسسات التعليمية الرائدة والمتخصصة في مجال تصميم الأزياء مثل جامعة "إسمود" الفرنسية للأزياء، ووسائل الإعلام ذات الصلة مثل مجلة هاربر بازار. ونحن نطمح إلى استقطاب المزيد من الشركات والعلامات التجارية الفاخرة.
تطوير
* كم عدد الأبنية التي يجري العمل على تطويرها في المشروع حالياً؟
- تتكون المرحلة الأولى من حي دبي للتصميم فعلياً من عشرة مبانٍ، وهي قيد الإنشاء حالياً. ونستهدف استقطاب مستثمرين ينشطون في قطاعات الفنادق والمنشآت السكنية، ليكون المشروع بيئة جذابة للعيش والعمل والإقامة.
ويقع حي دبي للتصميم في موقع حيوي يوفر إطلالة رائعة على خور دبي، المركز التجاري التاريخي لدبي، وبرج خليفة، أطول مبنى في العالم، ودبي مول، أكبر مجمع للتسوّق في العالم، مما يشجع على اجتذاب المستهلكين والمستثمرين في آن معاً.
البنية التحتية لدبي تعزز موقع الحي وجاذبيته
قالت أمينة الرستماني إن قرب حي دبي للتصميم من الطرق السريعة الرئيسية في دبي، ومن المطارين الدوليين في الإمارة، سيسهم في جعل المنطقة وجهة جذابة يسهل الوصول إليها. وترتكز استراتيجيتنا على تطوير وإطلاق المشاريع استناداً إلى حاجة السوق، وفي القطاع الذي يوفر فرصة استثمارية طويلة الأمد. ويشكل حي دبي للتصميم بؤرة قطاع التصميم في المنطقة.
ومن المتوقع بأن يصبح مركزاً تجارياً متكاملاً للمؤسسات العاملة في قطاع التصميم، والعلامات التجارية، والشركات الناشطة ضمن سلسلة القيمة لقطاع التصميم. وسيشمل ذلك شركات البيع بالتجزئة، والتوزيع، والتصنيع، وأصحاب العلامات التجارية، والمصممين والمؤسسات التعليمية وجميع خدمات الدعم الأخرى ذات الصلة. وسيكون للمواهب الإمارتية الواعدة.
وأولئك الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة على الساحة الدولية، دور بارز في إطلاق شرارة التفوق لهذا المجمع. كما يهدف حي دبي للتصميم لدعم المصممين والمبدعين المحليين والإقليميين الطامحين إلى تحقيق الإنجازات والحصول على الجوائز العالمية. وسيكون لصناعة الموضة في دبي مستقبل واعد.
وهذه الاستراتيجية هي الخطوة الكبيرة القادمة في إثبات إمكانيتها الكاملة. وهذا يشمل وضع إطار عملي خاص يركّز على تطوير المواهب المحلية وأصحاب المشاريع الشباب والشركات الصغيرة. ومن خلال التعاون المشترك بين هذا القطاع والمجلس التنفيذي لدبي، نريد العمل على تطوير وجهة للموضة تكون قبلة للمهتمين في هذا القطاع من كافة أنحاء العالم.
وسيلعب قطاع صناعة الموضة مدفوعاً بالإعلان عن خطة «دبي للأزياء 2020» وإطلاق حي دبي للتصميم، دوراً هاماً في تحقيق طموحات وأهداف «رؤية دبي السياحية 2020».
موقع دبي الاستراتيجي
شكل موقع دبي الاستراتيجي وبيئته الصديقة للأعمال عامل تشجيع كبير لرواد هذا المجال مثل برادا، ولويس فويتون ورالف لورين على إطلاق عملياتهم التجارية في دبي.
ومع وجود أكثر من 500 علامة تجارية عالمية متخصصة بالأزياء والسلع الفاخرة، تحتل إمارة دبي اليوم المركز الثاني مباشرة بعد المملكة المتحدة في ترتيب انتشار العلامات التجارية على مستوى العالم، وتشير توقعات الخبراء إلى نمو مطرد سيشهده هذا القطاع بنسبة 5.5% سنوياً حتى العام 2015.
وقد رأينا بأن الفرصة مواتية لإطلاق أول حي في دبي متخصص للمبدعين في قطاع التصميم سواء كان في تصميم الديكور والأثاث أو التصميم العمراني وقطاع الأزياء ، والاكسسوارات، والسلع الفاخرة النامية في دبي، بحيث يضم مرافق متخصصة تلبي احتياجات جميع المهتمين بهذا المجال.
إنشاء حي متخصص للمصممين والمبدعين
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عند إطلاق هذه المبادرة، بأن دبي تتمتع بموقع قوي يؤهلها للاستفادة من إمكانية النمو في قطاعات الموضة، والأزياء والسلع الفاخرة.
وأوضحت أمينة الرستماني في حوارها مع «البيان الاقتصادي» أن الرؤية الجماعية لهذا المشروع تقضي بالمضي قدماً في تطوير قطاع التصميم المزدهر والديناميكي المتواجد فعلياً في دولة الإمارات، وتعظيم إمكانياته من خلال إنشاء مركز متخصص، مع بنية تحتية مخصصة، لسلسلة القيمة بأكملها، تتضمن تطوير المنتجات وتقديم الخدمات في كافة مراحلها.
ونهدف من وراء هذه الخطوة، إلى تعزيز نمو القطاع، وإشراك المصممين في كل مرحلة، بما في ذلك المصممين الذين يعملون لحساباتهم الخاصة، والشركات الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبيرة والعالمية.
مساهمة الحي في استضافة «إكسبو 2020»
لفتت الرستماني إلى أنه لا بد من التأكيد على فكرة أن استضافة اكسبو 2020 تتوافق بشكل عضوي مع نمط الحياة اليومي الذي تعيشه إمارة دبي منذ انطلاق نهضتها، حيث إن أي مجموعة من المتنافسين تنقسم إلى فئتين: الأولى، تبدأ التحضير للمنافسة بعد الإعلان عنها، والأخرى تتحضر للمنافسة طوال الوقت وحتى قبل الإعلان عنها لأن ذلك جزء لا يتجزأ من نمط حياتها اليومي.
وقالت: أرى بأن دبي من الفئة الثانية، وبالتالي فهي الأجدر باستضافة المعرض. وليس أدل من أن دبي حاضرة طوال الوقت لاستضافة العالم من مجمعات أعمال تيكوم للاستثمارات، حيث تشكل هذه المجمعات نقطة التقاء أبرع العقول العالمية والإقليمية والمحلية لتصنع مع بعضها البعض مستقبلاً مشرقاً للمنطقة وللعالم بأسره.
وليس حي دبي للتصميم الذي يهدف إلى قيادة الإبداع والابتكار في المنطقة إلا إضافة عضوية للمميزات الكثيرة التي تتمتع بها إمارة دبي وتجعلها الوجهة الأجدر باستضافة معرض إكسبو 2020.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}