تمويل الشركات الصغيرة يمثل تحدياً للبنوك

قال ريحان علي، رئيس الخدمات المصرفية التجارية في بنك الفجيرة الوطني إنه وبالرغم من نمو الائتمان في الدولة بشكل عام خلال النصف الأول من العام وإقبال المصارف على الإقراض إلا أن واقع إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة يبقى مختلفاً في السوق خصوصاً مع ارتفاع نسبة المخاطر التي تواجهه تلك الشركات بالمقارنة مع الشركات الأكثر رسوخاً، الأمر الذي يشكّل تحدياً للمصارف ذات الخبرة المحدودة في هذا القطاع ويجعل مساعي الشركات الصغيرة والمتوسطة لتأمين التمويل لنموها أكثر صعوبة.

مشيرا إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحصل على 13.9% من قروض البنك. بينما يساهم هذا القطاع بالتحديد بنسبة 25% من دخل البنك التشغيلي.

وتوقع ريحان في لقاء خاص مع البيان الاقتصادي أن تحقّق الخدمات المصرفية التجارية في البنك نمواً تتراوح نسبته بين 20% و25% على أساس سنوي في السنوات الثلاث المقبلة.

وكانت بيانات حديثة صادرة عن مصرف الإمارات المركزي أكدت ازدياد القروض المصرفية والسلف بنسبة 4.4% خلال النصف الأول من العام الحالي، فيما شهدت عمليات الإقراض في الدولة شهدت نمواً بنسبة 5.2% خلال يونيو الماضي.

ويدعم فريق الخدمات المصرفية التجارية في البنك أكثر من ألف شركة من قطاعات مختلفة تحقّق إيرادات سنوية تتراوح بين 5 ملايين و125 مليون درهم، واكتسب بذلك سمعة في السوق لمساندته لعملاءه في مختلف ظروفهم الجيّدة والصعبة.

ويُعدّ قسم الخدمات المصرفية التجارية من بين الأقسام الأسرع نمواً في المصرف، ونموه المتواصل هو عنصر أساسي من خطة عملنا الاستراتيجية.

وتحقّق أصول بنك الفجيرة الوطني في مجال الخدمات المصرفية التجارية نمواً ثابتاً، حيث تخطّت 1.5 مليارات درهم بنهاية النصف الأول من العام. وقد بتنا اليوم من بين الشركاء الأكثر التزاماً وتجاوباً مع الشركات في دولة الإمارات.

قاعدة العملاء

وقال ريحان: بما أنّنا من أول المصارف القليلة التي تركّز على الخدمات المصرفية التجارية، سنواصل توسيع قاعدة عملائنا في هذا القطاع ودعم نمو الشركات المحلية عبر مجموعة متكاملة من الحلول المصرفية القياسية والمعدّلة التي تستفيد من نقاط قوّة بنك الفجيرة الوطني في مجال التمويل التجاري وخدمات الخزينة وفي توسيع مجموعة الخيارات المصرفية الشخصية.

ويبقى تحسين تجربة العميل من أولى أولوياتنا، ولتلك الغاية نحرص دائماً على تحسين قنواتنا بهدف تقديم خدمة أفضل إلى العملاء. ويشمل ذلك تحديث شبكة الصرافات الآلية وآلات الإيداع التابعة للمصرف مؤخّراً، إلى جانب طرح بوابّة مصرفية إلكترونية مطوّرة لعملائنا من الشركات.

وأخيراً، نوسّع دائماً مجموعتنا من الحلول المصرفية لنلبّي حاجات عملائنا المتغيّرة، كما أطلقنا مؤخراً شركة "أن بي أف كابيتال" التي يملكها البنك بالكامل وتقدّم الخدمات الاستشارية للشركات.

وأضاف: مع أنّ المناخ الاقتصادي الحالي يشهد تحسّناً والمصارف تظهر إقبالاً أكبر على التسليف، يبقى الواقع أنّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتميّز بموقع مختلف تماماً في السوق وتواجهها مخاطر أكثر مقارنة مع الشركات الأكثر رسوخاً، مما يشكّل تحدياً للمصارف ذات الخبرة المحدودة في هذا القطاع.

وعادةً ما تملك المؤسسات الصغيرة معلومات محدودة عن الشروط المصرفية، الأمر الذي يعقّد مساعيها إلى تأمين التمويل. غير أنّ الظروف تتحسّن إذ السوق يظهر تعافياً والمصارف تتبّنى مواقف أكثر تساهلاً.

دعم متواصل

وتابع: بينما يعتمد دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تأرجح جوّ السوق، فإن بنك الفجيرة الوطني يقدّم الدعم المتواصل للقطاع في مختلف الظروف مهما صعبت أو هانت منذ أن تأسّس القسم الخاص بالخدمات المصرفية التجارية في عام 2003، حتّى نال البنك لقب "أفضل مصرف تجاري" لعامين على التوالي في جوائز مجلة "بانكر ميدل إيست" للقطاع المصرفي.

ونواصل انتهاج مقاربة متعدّدة المبادئ لخدمة العملاء، ونستفيد من خبرتنا في مجالات من التمويل التجاري إلى المعادن الثمينة بهدف تطوير حلول إقراض مصمّمة حسب الحاجات. ويضمن تركيزنا القوي على العملاء على أن نبقى في بحث دائم عن سبل لمساعدة عملائنا على تنمية أعمالهم، ومنها مثلاً ورش العمل التجارية التثقيفية التي ينظّمها بنك الفجيرة الوطني بشكل منتظم لتعريف العملاء على أحدث اتجاهات القطاع.

ويتّخذ المصرف الخطوات اللازمة لتعزيز قدراته في مجال خدمة العملاء، من توسيع عروض خدمات الخزينة التي يقدّمها مؤخراً لتشمل مشتقات الطاقة، إلى إبرام مذكّرة تفاهم مع شركة "ويلز فارغو"، وسيؤدي ذلك إلى إنشاء شركة فرعية غير مصرفية تتّخذ من هونغ كونغ مقراً لها وتركّز على تدفّقات التجارة بين الشرق الأوسط وآسيا.

المنتجات الجديدة

وذكر أن القرض التجاري من بنك الفجيرة الوطني هو إحدى الخدمات المصرفية من مجموعة خدماتنا المتنامية التي نقدّمها دعماً لعملائنا في مجال الخدمات المصرفية التجارية. وهو عبارة عن ترتيب مالي من دون ضمانات يقدّم سلفة تصل قيمتها إلى مليون درهم.

ويتميز أيضاً بشروط مرنة لتسديد الأقساط وبتأمين على حياة المسؤول الرئيس في الشركة. ومن الخدمات الأخرى الجديرة بالذكر البوابة المصرفية الإلكترونية "بنك الفجيرة الوطني ـ مباشر" والتي تمكن الشركات من التحكّم المركزي والآمن بالأمورالمصرفية المتعلقة بأعمالهم.

الخدمات المصرفية

وقال توفيق قريدح الرئيس التنفيذي لشركة "براندز فور ليس": قرّرنا التعامل مع بنك الفجيرة الوطني نظراً إلى أنّه مصرف محلي يدرك حاجات الشركات المحلية. ومع أنّنا نملك فروعاً في سبعة بلدان، إلا أننا نركّز على السوق المحلية في كل بلد لنا وجود فيه.

وقد كانت خبرة بنك الفجيرة الوطني في مجال الخدمات المصرفية التجارية وخبرته في مجال مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تحقيق النمو، عاملين أساسيين لاختيارنا المصرف.

ويتميّز عن المصارف الأخرى في الدولة بفضل تركيزه على تقديم الخدمات الشخصية التي تلبّي احتياجات كلّ عميل، وسهولة التواصل مع مدراء العلاقات مع العملاء، والحلول المالية المصمّمة خصيصاً لتلبية حاجاتنا المصرفية المعقّدة.

وأضاف: مع أنّنا لا نملك خططاً استراتيجية على المدى البعيد مع المصرف، إلا أنّ مرونة التعامل المتواصلة تسمح لنا بالتعاون معه بحرية، وتحديد أهمّ فرص العمل والاستفادة منها. بالإضافة الى السهولة في إمكانية تقييم مجالات العمل المستقبلية التي قد تطرأ، تخوّلنا العلاقة الخاصة مع بنك الفجيرة الوطني بأن ندير بفعالية أي خطر قد يعترض أعمالنا.

وواصل: إننا نؤمن بدولة الإمارات وباقتصادها الذي نجح في التعافي بعد الفترة الاقتصادية الصعبة التي مرّ بها قبل سنوات قليلة، وبات يظهر علامات النمو تدريجياً. تجمع هذه الدولة بين البنى التحتية عالمية المستوى مع ميّزة عدم دفع الضرائب، فتقدّم لنا بيئة عمل فريدة من نوعها وواعدة جداً.

وبفضل درجة الشفافية العالية في هذه الدولة، تسمح الإمارات للشركات بالقيام بالأعمال بدون أيّ قلق حيال المسائل المتعلقة بالفساد وبالقوانين الغامضة. إنّ فرص الأعمال في هذه الدولة لا تُضاهى وبالتالي اخترناها مقراً لمجموعة "بي أف أل".

قصة نجاح

أفاد ب. فنكاتاش، المؤسس والرئيس لمجموعة مطاعم تاج محل وهو من عملاء بنك الفجيرة الوطني بأنه بدأ التعامل مع بنك الفجيرة الوطني عندما أنشأ شركته الصغيرة في الفجيرة عام 1990.

وقال: "لفتتني جداً الخدمة الخاصة التي يقدّمها مما ساهم في توطيد علاقتنا. فبنك الفجيرة الوطني هو المصرف الوحيد الذي مدّ لي يد المساعدة قبل عشرين عاماً عندما كان مشروعي صغيراً جداً. والآن وبعد أن نما المشروع، أصبح البنك جزءاً من هذا النجاح. فقد ساعدني بنك الفجيرة الوطني على تحقيق أحلامي."

وحول مشروع مطاعم تاج محل أجاب فنكاتاش: "تاج محل عبارة عن سلسلة من المطاعم، وقد توسّعنا من مطعم واحد إلى 12 مطعماً في غضون 23 عاماً. وهدفنا أن نجعل علامتنا الأكثر شعبية وشهرة وأن نفتتح مطاعم جديدة في الشرق الأوسط، لا سيّما في عمان وقطر." وأشار فنكاتاش إلى أن مشروعه الصغير يحقق إيرادات تصل إلى 30 مليون درهم في السنة.

وحول مدى سهولة الأعمال في الجولة قال فنكاتاش: "بما أنّني أملك مطاعم في الصين، وأتحدّر من الهند حيث حاولت العمل أيضاً، يمكنني القول بكل ثقة إنّ العمل هنا في الإمارات كان الأبسط والأسهل. فتتميّز الدوائر الحكومية بالإدارة المحترفة، وسهولة الوصول إليها، وبالإجراءات السهلة. يسعدني وجودي في الإمارات التي تحوّلت إلى موطني الأول، وباتت الهند بلدي الثاني."