شراكة بين «مبادلة» و «فينترسهال» الألمانية للاستثمار في النفط والغاز

تخطط «مبادلة للبترول» و«فينترسهال» للدخول في شراكات بمشاريع النفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشمل مجالي التنقيب وتطوير الحقول، بحسب راينر زيله، الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية.

وقال زيله لـ«الاتحاد» إن شركته مهتمة بالاستثمار والعمل في المشاريع الكبرى المستقبلية، والاستفادة من الفرص التي توفرها أبوظبي، واصفاً الإمارة بـ«جنة المستثمرين».

وأوضح أن اتفاق التعاون الذي أبرمته الشركة مع «مبادلة للبترول» يؤسس لإقامة شراكات في مشاريع النفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ ستعمل الشركتان على الاستفادة من الإمكانات المتاحة لديهما، لاسيما الخبرات المتراكمة في مجال التقنيات المتطورة التي تتميز بها «فينترسهال»، إضافة إلى ما تمتلكه «مبادلة» من قدرات كبيرة.

وأشار إلى أن نطاق التعاون بين الشركتين سيكون خارج الإمارات، إذ يقوم الجانبان حالياً بتحديد المشاريع المستهدفة في مجالي النفط والغاز.

وأشار إلى الفوائد التي ستعود على كلتا الشركتين، دون أن يفصح عن تفاصيل الاتفاق، إلى حين وضع التصور النهائي للمشاريع، التي سيتم الدخول بها بالشراكة مع «مبادلة للبترول».

ونوه راينر زيله بطريقة التفكير الاقتصادي الذي تنتهجه الإمارة، وما تتميز به من قدرات وإمكانات، مؤكداً أنه «ليس المهم أين نعمل بل مع من نعمل»، نظراً لكون الشراكات والتحالفات الناجحة هي تلك التي تقوم على الأفكار المشتركة والأشخاص العاملين على تطبيقها، وهذا ما تتمتع به الإمارة.

وأضاف: «فينترسهال ترى في الشراكة مع أبوظبي بأنها شراكة مجدية للطرفين».

ولم تبدأ علاقة الشركة الألمانية مع أبوظبي في الوقت الراهن، فقد قامت بافتتاح مكتب تمثيلي في الإمارة عام 2010، وهو الأول لشركة تنقيب وإنتاج ألمانية في الإمارة.

ورحب الرئيس التنفيذي لـ«فينترسهال» بتدريب وتطوير الكوادر الإماراتية، سواء في ألمانيا أو في الدول الأخرى التي تعمل بها الشركة مثل روسيا.

وأشار إلى أن شركته ستعمل على نقل التكنولوجيا المتطورة في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، لاسيما في الحقول التي تتميز بصعوبة العمل فيها، لافتاً إلى أن «فينترسهال» تعتبر أكبر منتج للنفط الخام والغاز الطبيعي في ألمانيا، وتعمل في هذا المجال منذ أكثر من 80 عاماً، ولها أنشطة في كل من ليبيا وقطر والإمارات.

وحول أخر التطورات في حقل الغاز الحامض والمكثفات بمنطقة الشويهات بأبوظبي، قال إن العمل لا يزال جارياً في مرحلة التقييم، وسيتم الإعلان عن المخزون خلال الفترة المقبلة.

وكانت كل من «أدنوك» و«فينترسهال» و(OMV) وقعت في يونيو عام 2012، اتفاقاً بشأن التقييم الفني لحقل الغاز الحامض والمكثفات في الشويهات.

وأكد زيله الذي يشغل منصب رئيس «جمعية الشركات الألمانية العاملة في الشرق الأدنى الأوسط» أن أبوظبي تزخر بالفرص الاستثمارية، وأنها مدينة جاذبة للاستثمارات في مختلف المجالات ومن جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه سيعمل على تعريف أعضاء الجمعية بالمناخ الاستثماري الذي تتميز به الإمارة وما تقدمه من فرص مثيرة للاهتمام.

وحول توجه دول أميركا الشمالية للاستغلال المكثف للصخر الزيتي، قال إن الولايات المتحدة لجأت إلى هذا الأمر لسد الفجوة بين العرض والطلب على النفط، لذا توجهت إلى هذا المجال، لافتاً إلى أن شركته لديها الإمكانات والقدرة على استخراج النفط من الصخر الزيتي، وتمتلك استثمارات بالأرجنتين في هذا المجال.

وفيما يتعلق بالاستثمار في الطاقة المتجددة والنظيفة، قال إن ألمانيا استثمرت بشكل كبير في هذا المجال، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وتزايد معاناة الصناعيين والشركات والمؤسسات نتيجة هذا الارتفاع، مؤكداً نجاعة الاستثمار في الغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء، وهذا ما تسهم به «فينترسهال» في أبوظبي من خلال حقل الشويهات.

وتغطي ألمانيا 20% من إجمالي احتياجاتها السنوية من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، إذ إن لديها قدرة قائمة لتوليد كهرباء بالطاقة الشمسية تعادل ما لدى بقية دول العالم.