عمقت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية خسائرها خلال تعاملات ما قبل افتتاح أولى جلسات الأسبوع، بعد أداء سلبي للقطاع التكنولوجي في اليابان إثر تصاعد شعبية نموذج ذكاء اصطناعي صيني جديد مُنخفض التكلفة يُدعى "ديب سيك".

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" الذي يضم كُبرى الشركات التكنولوجية الأمريكية بنسبة 4.15% أو ما يعادل 909 نقطة إلى 21002 نقطة في تمام الساعة 02:55 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعد تراجعها 3% في وقت سابق من التعاملات.

وتراجعت عقود مؤشر "S&P 500" بنسبة 2.47% إلى 5982 نقطة، لكن نظيرتها لمؤشر "داو جونز" قلصت خسائرها إلى 0.93% أو ما يعادل 415 نقطة إلى 44187 نقطة بعدما فقدت 514 نقطة خلال التعاملات.

وهبط سهم "إنفيديا" بنسبة 11.51% إلى 126.21 دولار قبل الافتتاح، وكذلك سهم "أمازون" بنسبة 4.51% إلى 224.25 دولار، و"مايكروسوفت" بنسبة 5.87% إلى 417.99 دولار، و"ميتا" 4.10% إلى 620.94 دولار.

جاء ذلك على خلفية تصاعد شعبية نموذج ذكاء اصطناعي جديد أصدرته شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة، يُدعى "ديب سيك-في3"، في العاشر من يناير الجاري.

طرحت الشركة النموذج بشكل مجاني لكافة المستخدمين، وقالت إنه يعتمد على رقائق منخفضة التكلفة ويستهلك قدراً أقل من البيانات، ما أثار مخاوف المستثمرين تجاه حدوث اضطراب في الأسواق المالية.

تنبع هذه المخاوف من رهان المستثمرين على استمرار نمو الطلب على منتجات شركات صناعة الرقائق ومراكز البيانات بوتيرة سريعة، فضلاً عن مخاطر عدم قدرة الشركات التكنولوجية على توليد أرباح كافية من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي وبنيته التحتية في ظل المنافسة الصينية.

قال "سانديب ديشباندي" محلل الأسواق في "جيه بي مورجان" في مذكرة نقلتها شبكة "سي إن بي سي"، إن ما أثار خوف المستثمرين هو نجاح نموذج "ديب سيك" الجديد وكفاءته العالية وانخفاض تكلفة بناءه، مقارنة بمخصصات الإنفاق الرأسمالي الضخم في موازنات "مايكروسوفت" و"ميتا" لعام 2025 من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي.