داو جونز يرتفع وحيدًا مع تراجع الأسهم الأمريكية في ظل توقعات التشديد النقدي

غلب التراجع على مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تداولات الخميس، مع تقييم المستثمرين بيانات أظهرت قوة الاقتصاد الأمريكي في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي في كل من أوروبا والصين، ما يعزز توقعات تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.

وارتفع مؤشر الدولار متجهًا لتحقيق أطول سلسلة مكاسب أسبوعية في تسع سنوات، مع استمرار مرونة سوق العمل رغم التشديد النقدي، حيث انخفض عدد طلبات إعانة البطالة في الأسبوع الماضي لأدنى مستوياتها منذ فبراير، بينما زادت تكاليف العمالة خلال الربع الثاني أكثر من المتوقع.

وقال رئيس المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، إن الصناعة المصرفية الأمريكية تواجه مخاطر هبوطية كبيرة بسبب التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وعدم اليقين الجيوسياسي، ما يؤدي إلى إضعاف جودة الائتمان والربحية، ومزيد من التشديد في ضمان القروض، وتباطؤ نمو القروض، وارتفاع نفقات المخصصات.

وفي نهاية التداولات، ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.15% أو 57 نقطة إلى 34500 نقطة.

بينما تراجع مؤشر "S&P 500" بنحو 0.3% بما يعادل 14 نقطة عند 4451 نقطة، كما هبط مؤشر "ناسداك" بنحو 0.9% تقريبًا بما يعادل 123 نقطة عند 13748 نقطة، مع خسائر شركات التكنولوجيا.

وهبط سهم شركة "آبل" بنسبة 2.9% إلى 177.56 دولار، عقب تقارير أفادت بأن الحكومة الصينية تعتزم حظر استخدام جوالات "أيفون" من قبل الموظفين الرسميين أثناء العمل، لتفقد صانعة الجوالات نحو 200 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يومين.

وانخفض سهم شركة "كوالكوم" الموردة لرقائق المودم الخاصة بجوالات "أيفون"، بنسبة 7.2% إلى 106.40 دولار، بعد أن لامس خلال التداولات 106.07 دولار، وهو أدنى مستوى خلال أكثر من 3 أشهر.

وقال "سام خاطر" كبير الاقتصاديين لدى "فريدي ماك": "للأسبوع الرابع على التوالي، ارتفع سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 عامًا فوق 7%، وعلى الرغم من تباطؤ التضخم، إلا أن البيانات الاقتصادية القوية وضعت ضغوطًا تصاعدية على معدلات الرهن العقاري".

وقالت مؤسسة الرهن العقاري، إن متوسط سعر الفائدة على قرض المنزل ذي السعر الثابت لمدة 30 عامًا انخفض خلال الأسبوع المنتهي في السابع من سبتمبر إلى 7.12% من 7.18% الأسبوع الماضي، وتعد هذه هي المرة الأولى منذ أبريل 2002 التي تتجاوز فيها المعدلات 7% لمدة أربعة أسابيع متتالية.

وأظهر استطلاع "فاني ماي" لمعنويات سوق الإسكان أن 82% من الأمريكيين قالوا في أغسطس إن هذا هو الوقت السيئ لشراء منزل، ولا يتوقع معظم الأمريكيين أي تراجع في معدلات الرهن العقاري خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، ويتوقع أربعة من كل خمسة أن تظل المعدلات على حالها أو ترتفع خلال تلك الفترة.

وأظهرت أداة "فيد واتش"، توقعات المستثمرين لرفع البنك المركزي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس قبل نهاية العام الجاري، حيث بلغت النسبة 43.4% لاجتماع نوفمبر، 42% لاجتماع ديسمبر، مع ترجيح بنسبة 93%، تثبيت الفيدرالي لتكاليف الاقتراض خلال اجتماع سبتمبر.

وبالنظر للأسواق الأوروبية، انخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.15% إلى 453.67 نقطة في نهاية الجلسة، وهي سابع خسارة له على التوالي بضغط من تراجع أسهم قطاع التعدين، في أطول سلسلة خسائر منذ 2018.

وتراجع "داكس" الألماني بنسبة 0.15% إلى 15718 نقطة، بينما ارتفع "فوتسي" البريطاني بنسبة 0.2% إلى 7441 نقطة، واستقر "كاك" الفرنسي عند 7196 نقطة.

وفي اليابان، أغلق مؤشر "نيكي" الجلسة منخفضًا 0.75% عند 32991 نقطة، كما تراجع المؤشر الأوسع نطاقًا "توبكس" بنسبة 0.4%؜ إلى 2383 نقطة، لينهي المؤشران سلسلة مكاسب امتدت عبر ثماني جلسات متتالية.

وفي سوق النفط، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر نوفمبر بنسبة 0.75% بما يعادل 68 سنتًا عند 89.92 دولار للبرميل، لتنهي سلسة مكاسب امتدت عبر سبع جلسات متتالية.

كما انخفض سعر خام نايمكس الأمريكي تسليم أكتوبر بنسبة 0.75% أو 67 سنتًا، ليسجل 86.87 دولار للبرميل، لينهي العقد أطول سلسلة من المكاسب اليومية منذ أوائل عام 2019، والتي امتدت عبر تسع جلسات على التوالي.

وعن الذهب، استقرت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر عند 1942.5 دولار للأوقية.

وكشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية، عن انخفاض طلبات إعانة البطالة الأولية بمقدار 13 ألف طلب إلى 216 ألفًا في الأسبوع المنتهي في الثاني من سبتمبر، وذلك بخلاف التوقعات بارتفاعها إلى 233 ألف طلب.

وقالت الوزارة، إن تكاليف وحدة العمل، ارتفعت بمعدل سنوي معدل قدره 2.2% خلال الربع الثاني، ارتفاعًا من التقدير الأولي البالغ 1.6%، مما يعكس زيادة بنسبة 5.7% في الأجر بالساعة وزيادة بنسبة 3.5% في الإنتاجية، ويعني تزايد الضغوط التضخمية.