"QNB" : زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد تشدد الأوضاع المالية في الأسواق الناشئة

رجح التحليل الاقتصادي لمجموعة بنك قطر الوطني /كيو ان بي/، أن تقود زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشديد الأوضاع المالية في الأسواق الناشئة، واحتمال اضطرار المصارف المركزية في بعض تلك الأسواق إلى رفع أسعار الفائدة لمكافحة هروب رؤوس الأموال.

وقال التحليل الأسبوعي الصادر اليوم، إنه في ظل التوقعات بحدوث تباطؤ إضافي في الصين واحتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة والمتوقع إلى حد كبير في شهر ديسمبر المقبل، فإن الآفاق المستقبلية للأسواق الناشئة تبقى غامضة.

وأضاف أنه مع تراجع الطلب من الصين، يُرجح أن تستمر معدلات النمو في الانخفاض مستقبلا وهو ما سيترك الأسواق الناشئة عرضة لهروب إضافي لرؤوس الأموال، وتراجع أسعار الصرف، وضعف أداء الأسواق المالية.

وأكد أن معاناة الأسواق الناشئة من هروب رؤوس الأموال استمرت رغم قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعدم رفع أسعار الفائدة يوم 17 سبتمبر المنصرم، وإذا لم تحدث أي تغيرات أخرى، فإن انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يُتوقع أن يؤدي إلى إبطاء هروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة.

ورأى أن استمرار هروب رؤوس الأموال، يشير رغم المهادنة التي أبداها بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى عمق المخاوف بشأن الأسواق الناشئة وأن هناك قلقا بين المستثمرين بشأن الضعف الاقتصادي الهيكلي في عدد من الأسواق الناشئة المتمثل في تباطؤ النمو، وانخفاض أسعار السلع، وارتفاع مستوى الديون.

ولفت إلى أن البيانات الحديثة بشأن تدفقات رؤوس الأموال، وأسعار الصرف، وأسواق الأسهم، وأرباح السندات السيادية تشير إلى ارتفاع هروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة منذ قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بعدم رفع أسعار الفائدة في 17 سبتمبر.

ونبه إلى أن هذه الأسواق الناشئة استقبلت خلال يومي 17 و18 سبتمبر المنصرم صافي تدفقات بلغ 800 مليون دولار أمريكي، مما يشير إلى أن هناك بعض الارتياح حيال قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي غير أنه سرعان ما انطمس هذا الرقم جراء ارتفاع صافي التدفقات نحو الخارج ما بين 21 إلى 30 سبتمبر إلى ما مجموعه 2.9 مليار دولار، كما انخفضت أسعار صرف عملات جميع الأسواق الناشئة الرئيسية تقريباً مقابل الدولار الأمريكي.