"طيران أبوظبي" تواكب متطلبات قطاع النفط
يكتسب العمل بقطاع النفط والغاز والأنشطة المرتبطة به سمات خاصة تميزه عن كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، أهمها الدقة المتناهية في كافة تفاصيل العمل والقدرة على الابتكار وارتفاع مستويات سرعة الإنجاز، بالإضافة إلى درجات التحمل العالية للظروف المحيطة المختلفة المتوقعة وغير المتوقعة، إلى جانب حسن إدارة الأزمات بكفاءة واقتدار، لذلك فإنه ليس من السهل على أي شركة تعمل في هذا القطاع أن تنجح وتستمر فيه إلا إذا كانت تتمتع بكافة هذه الإمكانات.
ويرى الخبراء أن امتلاك كافة هذه المقومات جعل من شركة طيران أبوظبي تمثل الذراع الجوي الرئيسي لقطاع النفط والغاز الإماراتي بل والإقليمي، فمنذ تأسيسها كشركة شبه حكومية كانت «طيران أبوظبي» أول شركة تلبي احتياجات القطاع البترولي كما توفر خدمات الدعم الملاحي لحقول النفط البحرية وغيرها من الخدمات في جميع أنحاء العالم، خصوصا لشركات إنتاج النفط والغاز في إمارة أبوظبي وخارجها بالإضافة إلى دورها في تقديم خدمات الإسعاف الجوي والبحث والإنقاذ والصيانة.
وفي محاولة للتعرف على السمات المشتركة التي جمعت بين «طيران أبوظبي» وقطاع النفط المحلي والإقليمي والدولي وطبيعة العمل بالقطاعين الجوي والبترولي قام «البيان الاقتصادي» بجولة التقينا خلالها بمسؤولين وعدد من الطيارين الإماراتيين العاملين بالشركة وكذلك بقطاع النفط الذين تحدثوا عن تجاربهم المشوقة الناجحة في هذا المجال الحيوي.
فيقول نادر أحمد الحمادي رئيس مجلس إدارة شركة «طيران أبوظبي»: تقوم استراتيجية «طيران أبوظبي» على تقديم خدمات تنافسية في مجال دعم شركات النفط داخل الدولة وخارجها وفي مجال الصيانة والتدريب والإسعاف الجوي.
ويستطرد رئيس مجلس إدارة شركة «طيران أبوظبي»: «أنشئت طيران أبوظبي بمرسوم أميري للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1976 عندما رأى حاجة القطاع البترولي لشركة وطنية فنمت الشركة وتطورت بتطور ونمو الدولة، ومنذ تأسيس الشركة ظل تقديم خدمات قطاع النفط من أساسيات نمونا وتطورنا، حيث تتبع» طيران أبوظبي «استراتيجية مرنة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية من زيادة في الأسطول وتحديثه.
ويرى الحمادي أن صناعة الطيران في الإمارات تعد الركيزة الأساسية والعمود الفقري للعديد من القطاعات الحيوية، مشيرا إلى أن» طيران أبوظبي «تحمل شهادات من هيئة سلامة الطيران الأوروبية وإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، إضافة إلى شهادة من الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية وشهادة الأيزو 2000 و9001 من المنظمة الدولية للمعايير.
وأكد الحمادي أن دولة الإمارات حققت تفوقا لافتا في مجال الطيران بشقيه المدني والعسكري، حيث يتميز قطاع الطيران بطبيعة، خاصة فليس بالمقدور التنافس ما لم تكن لاعبا مهما في هذا المجال. وأضاف: انطلاقا من هذا الواقع تتوسع الشركة بأنشطتها بصورة كبيرة ومتسارعة ومدروسة داخل الدولة وخارجها، حيث تقدم الدعم لأعمال إنتاج النفط في الحقول البحرية والبرية والتنقيب عن المعادن في المملكة العربية السعودية والهند وإسبانيا والبرازيل وغيرها.
وأضاف: يضم أسطول» طيران أبوظبي «64 طائرة، منها 60 طائرة مروحية (هليكوبتر) من طراز أجوستا ويسلاند» أيه دبليو 139 «و»أيه دبليو 109 «وبل 412 و» بل 412 EP «و4 طائرات ذات الجناح الثابت منها طائرة من طراز» داش / 8 Q 400 «وهي الأحدث في العالم وطائرتان من طراز» داش / 8 Q 200 «وطائرة من طراز» داش / 8 Q 300 «، فيما يعمل لدى»طيران أبوظبي «أكثر من 1000 موظف من بينهم 150 طيارا و283 مهندسا وفنيا للعمليات.
وفيما يتعلق بوجود خطط لزيادة الأسطول يقول نادر أحمد الحمادي: إن الخدمات المقدمة من»طيران أبوظبي«قائمة على احتياجات العملاء وقد رفعت الشركة خلال الفترة الأخيرة عدد الطائرات التي تمتلكها بما يغطي عقودها داخل الدولة وخارجها، كما قامت بإنشاء أكبر مركز (محاكاة) متخصص للتدريب على الطيران المروحي في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا يبلغ حجم الاستثمار فيه 440 مليون درهم، ويتضمن المركز ثمانية أجهزة محاكاة للتدريب قيمة الجهاز الواحد تتراوح بين55 و74 مليون درهم، ويتوقع أن يتم تدريب نحو 2000 طيار سنويا من الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأخرى وأفريقيا والهند.
أمن وسلامة
من جانبه يقول خليفة الصبيحات نائب مدير العمليات الأرضية بشركة»طيران أبوظبي «: هدفنا أمن وسلامة الركاب منذ وصولهم لأرض المطار واستقلالهم لطائرات» طيران أبوظبي «حتى وصولهم لوجهتهم التي غالبا ما تكون بإحدى الجزر، حيث يتم بداية التأكد من وثائق المسافرين وامتلاكهم بطاقة ركوب الطائرة بعد تحديد وزن الحقائب وعددها والتأكد من توافر إجراءات السلامة المتبعة في جميع المطارات، منها على سبيل المثال عدم حمل المواد الخطرة والقابلة للاشتعال والمواد الضارة بالبيئة أو المصنوعة من مواد خطرة.. وكذلك التأكد من عدم حمل الكاميرات إلى الحقول النفطية بعد ذلك يتم نقل المسافرين بواسطة حافلات إلى الطائرة مع المضيف.
ويضيف الصبيحات: عند ركوب الطائرة يتم عرض شريط فيديو للأمن والسلامة كما أن راحة الركاب من الأولويات لدينا، فيراعي قائد الطائرة تخفيض السرعة للحدود المريحة للركاب واختيار الارتفاع المناسب تجنباً للمطبات الهوائية.
الجزر والحقول البترولية
ويقول خالد يعقوب شاهين البلوشي نائب ضابط العمليات المسؤول عن تنسيق رحلات مهندسي وموظفي الجهات المتعاقدة مع»طيران أبوظبي«المسافرين للجزر والحقول البترولية ومنها جزيرة داس وزيركو وأرزنة: تكون الرحلات يوميا بالنسبة لمستخدمي الطائرات العمودية أو الطائرات ذات الجناح الثابت.. ويتم إرسال أسماء المسافرين ومواعيد الرحلات من جهة العمل، حيث تستوعب الطائرة العمودية (الهليكوبتر) 11 راكبا بمعدل 800 ساعة طيران شهريا، أما الطائرة ذات الجناح الثابت فتستوعب 50 راكباً بواقع رحلتين يوميا بمعدل 60 ساعة شهريا.
ويضيف خالد يعقوب شاهين البلوشي: بالنسبة لطائرات الهليكوبتر تتواجد طائرتان في الجزر على الدوام.. وثلاث طائرات على أرض مطار»طيران أبوظبي «تنقل الركاب من وإلى الجزر.. ويتم صيانة الطائرة بعد استخدامها بما يتراوح بين 8 و10 أيام بما يعادل 300 ساعة طيران، حيث تدعم»طيران أبوظبي«العمليات التشغيلية وتساهم في أمن وسلامة الطيران المدني وفي هذا الإطار نفذت تمرين محاكاة سقوط طائرة بمطار دلما وذلك بالتعاون مع مطارات أبوظبي.
أما الطيار الإماراتي أحمد سعيد الختال المهيري فيعمل ضمن طواقم»طيران أبوظبي«منذ ثلاث سنوات ويقود طائرة من طراز» دي أيه إس إتش 8 «ذات الجناح الثابت.
ويقول المهيري: أقود الطائرة التي تتسع لنحو 50 راكبا بمعدل 15 رحلة أسبوعياً برحلات من وإلى حقول البترول، حيث تستخدم»طيران أبوظبي«أحدث وأسرع الطائرات من الجيل المتقدم» داش 8 كيو 400 «وهي ذات محركات تتناسب مع تطور الجزر والحقول البترولية في الدولة ويتم استخدام مدرجات جديدة تم إنجازها في داس.
ويوضح المهيري: تختلف قيادة الطائرة ذات الجناح الثابت عن الطائرة العمودية بشكل كبير في الإقلاع والهبوط والتحكم في الطائرة.
تطوير الطيارين المواطنين
ويعمل كابتن سيف المحيربي قائداً لطائرة عمودية» هيليكوبتر«منذ 22 سنة بعد أن تخرج من إحدى الأكاديميات المتخصصة في الولايات المتحدة الأميركية.
ويوضح المحيربي الاختلافات بين قيادة الطائرة العمودية وذات الجناح الثابت قائلاً: إن الطائرة المروحية تستطيع الطيران باستقامة إلى أعلى أو أسفل وإلى الأمام أو الخلف أو إلى الأجناب ويمكنها أيضا التحليق أي الاستقرار في وضعها عند نقطة واحدة في الهواء.. وخلافاً لمعظم الطائرات فإن الطائرة المروحية لا تحتاج إلى ممرّ إقلاع أو هبوط.. ولكن يمكنها الإقلاع والهبوط من مكان صغير جدا فتهبط على أرضيات متنوعة رملية أو زراعية أو منصات أو غير ذلك.
ويستطرد كابتن سيف المحيربي: أما طائرة الجناح الثابت فتحتاج إلى مدرج للإقلاع والهبوط.. وبالإضافة إلى هذا يُمكن للطائرة للمروحية الطيران بأمان على ارتفاعات أقل وبسرعات أبطأ كثيرا من الطائرات الأخرى.. ولكنها لا تستطيع أن تجاري الكثير من الطائرات في سرعتها.. فأقصى سرعة لمعظم الطائرات المروحية لا تتعدىّ 320كم/ ساعة.. وبالإضافة إلى هذا فإن الطائرة المروحية تستهلك كماً من الوقود أكبر من الطائرات الأخرى عند قطع المسافة نفسها فإنّ الطائرة المروحية لا تستطيع الطيران أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات دون إعادة التزّود بالوقود.
ويؤكد أن»طيران أبوظبي«ساهمت في تطوره مهنيا ضمن عدد كبير من الطيارين المواطنين، مشيرا إلى أنه بدأ عمله بالشركة كمساعد طيار إلى أن أصبح طياراً بعد حصولي على الساعات المطلوبة إضافةً إلى حصوله على الدورات التي ثقلت خبراته ووفرت له ولزملائه سبل النجاح كطيارين إماراتيين موثوق بهم.
الجانب الآخر للمنظومة
وعلى الجانب الآخر من المنظومة المتكاملة التقينا مع رمزي حسين الكاف مدير عمليات الإنقاذ بشركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية»أدما العاملة«الذي أوضح أن أعمال شركة»أدما«تتركز في الحقول البحرية لإنتاج البترول والغاز قائلاً: تتركز تعاملاتنا مع» طيران أبوظبي «بصورة رئيسية في توفير الشركة 5 طائرات من طراز» EP412 Bell «وهي الأحدث بهذا المجال بالعالم، إضافة لطائرة ذات جناح ثابت من طراز» داش / 8 كيو 400 «.. ولاحظنا أن خدمات»طيران أبوظبي«شهدت قفزة نوعية في خدماتها على مدى الـ40 سنة الماضية سواء من حيث مستويات السلامة والتقنيات الحديثة المتطورة.
ويضيف الكاف: نعتبر طيران أبوظبي شريكا استراتيجيا ونلتقي مع إداراتها قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بأمان موظفي أدما العاملين في الحقول أو طلباتهم فيما يتعلق بالخدمات وتطورها أو نوع الطائرات للتأكد من توحد الرؤى.. وفي الاجتماعات يتواجد ممثلون عن المهندسين والعمال في الحقول ويتم سماع الشكاوى والآراء والمقترحات التي تساعد في تطوير الخدمات المقدمة من»طيران أبوظبي«بشكل مستمر.
ويستطرد: يتم التباحث مع طيران أبوظبي في خططنا المستقبلية لـ5 سنوات قادمة، حيث كانت النظرة الاستراتيجية لـ»طيران أبوظبي«كشريك رئيسي سبباً لاختيار هذا النوع من الطائرات من خلال دراسة المتطلبات النوعية للطائرات والسعة، فتم في عام 2012 استبدال نوع من الطائرات المستخدمة سابقا» 212 Bell «بالطائرة العمودية الأحدث والأنسب للعمليات المستخدمة حاليا» Bell412 «وقبل اختيار نوع الطائرة ندرس المتطلبات مع حيث نوعية الطائرة الأنسب والتقنية المستخدمة فيها وما الذي سيقدمه هذا النوع.
كما أن ما يميز طيران أبوظبي امتلاكها لمركز صيانة معتمد في الشرق الأوسط جعلها من المزايا المهمة لبناء علاقات قوية ويجعل لها أفضلية.
تحديات
أشار رمزي حسين الكاف يقول مدير عمليات الإنقاذ بشركة «أبوظبي العاملة في المناطق البحرية » « أدما » إلى التحديات الرئيسية التي تواجه شركات البترول تتمثل في الطلب على زيادة الانتاج في ظل الأسعار العالمية المنخفضة وهذا بحد ذاته تحد، إلى جانب الطلب على الإنتاج يؤدي إلى زيادة الأعمال وبالتالي عدد العاملين في الحقول سيزيد، وستزيد الحاجة إلى نقل المهندسين بأمان مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على الطيران وزيادة عدد ساعات الطيران وزيادة عدد الرحلات."
277 مليون درهم أرباح الشركة 2015
عقدت الجمعية العمومية السنوية لطيران أبوظبي اجتماعها السنوي أمس، وترأس الاجتماع نادر أحمد محمد الحمادي رئيس مجلس إدارة الشركة، وبحضور السادة أعضاء مجلس الإدارة وعدد كبير من أعضاء الجمعية، كما حضر عبدالرحمن سالم مبارك ممثل عن هيئة الأوراق المالية والسلع، وناقشت الجمعية العمومية البيانات المالية المدققة للسنة المالية المنتهية في 31/12/2015، كما اطلعت على كل أنشطة شركة طيران أبوظبي ومشاركاتها المحلية والخارجية وقدم رئيس مجلس إدارة الشركة وصفاً لإنجازات الشركة المتحققة خلال عام 2015، حيث أبرز حجم التطور النوعي والتقني والمالي للشركات.
ارتفاع
فقد حققت شركة طيران أبوظبي خلال السنة المالية 2015 ارتفاعاً في إجمالي الإيرادات المحققة، حيث بلغت ما يعادل 2.18 مليار درهم مقارنة بإجمالي الإيرادات المحققة عن عام 2014 والتي بلغت 1.61 مليار درهم بزيادة مقدارها 35.4% وبلغ صافي أرباح الشركة خلال الفترة ما يعادل 277,35 مليون درهم بزيادة مقدارها 13.35% مقارنة بصافي أرباح الشركة في 2014 والبالغة 244,69 مليون درهم.
وتعتبر شركة طيران أبوظبي أكبر مشغل تجاري للطائرات العمودية في الشرق الأوسط يدعم هذا المستوى أسطول طائرات يتكون من 60 طائرة عمودية وأربع طائرات من ذات الجناح الثابت.
ونتيجة للطلب المتزايد على الطائرات ترتبط شركة طيران أبوظبي بعقود عمل في كل من البرازيل وإسبانيا والهند والأردن وأفغانستان والمملكة العربية السعودية التي ترتبط معها بعقد عمل مع الهلال الأحمر السعودي بثماني طائرات عمودية، وبطائرة واحدة مع شركة أرامكو السعودية.
الشعفار يطلع على أحدث الأنظمة والتقنيات في المعرض
زار الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، معرضي مؤتمر الأنظمة غير المأهولة يومكس 2016، والمحاكاة والتدريب، الاثنين الماضي، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء، وقام وكيل الوزارة يرافقه اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي المفتش العام بالوزارة، بجولة شملت جناح وزارة الداخلية، وعدداً من أجنحة الشركات الدولية والوطنية العارضة، وتعرف على أبرز ابتكارات الشركات المصنعة للأنظمة الدفاعية المسيرة عن بعد، واستخدامات تكنولوجيا الطائرات غير المأهولة، ومواصفات الأجهزة والمعدات والأنظمة المعروضة، وطبيعة استخداماتها وأغراضها المتعددة في المجالات الدفاعية والأمنية والمدنية.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}