نبض أرقام
02:21 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/21
2024/10/20

10 أسباب لتراجع أعداد المواليد.. و15 حلاً للتشجيع على الإنجاب

2020/07/25 الخليج

ملفات مهمة يجب طرقها كل فترة إلى أن يصار إلى إيجاد الحلول والتخطيط والدراسة، وتم طرح خلالها قضية تراجع معدل الخصوبة في الدولة وتراجع أعداد المواليد، فالمؤشرات الصحية لدولة الإمارات تسجل معدل الخصوبة الكلي (١٥- ٤٩ سنة)، ١.٤٩، مع تراجع معدل الخصوبة في الدولة، وتراجع أعداد المواليد، وستنجم عن ذلك بعد أجيال عدة زيادة عدد الأجداد، والجدات، مقابل قلة عدد الأحفاد، وستكون أغلبية المجتمع من كبار السن، وهذا سيؤثر لا محالة في تنمية الدولة.


ولو تأملنا الإحصاءات الخاصة بدبي على سبيل المثال، نجد أن معدل الخصوبة وصل في ٢٠١٨، إلى 1.2 طفل لكل امرأة في سن الخصوبة، حيث كان هذا المعدل 3.2 لكل امرأة مواطنة مقابل 1.0 لكل امرأة غير مواطنة، وكان معدل الخصوبة في عام ٢٠١٢ للمواطنين ما يقارب ٥.٤، وأظهرت الإحصاءات المتعلقة بمؤشر انخفاض الخصوبة لدى المواطنين أن عدد المواليد في إمارة دبي بدأ بالانخفاض التدريجي، فقد وصل في عام ٢٠١٣ إلى ٨٧٥٠، وفي ٢٠١٤ إلى ٨٥٧٩، وفي ٢٠١٥ إلى ٨٠٣١، وفي عام 2016 وصل إلى 8147، وفي عام 2017 وصل إلى 7,768، وفي العام 2018 وصل إلى 7223.


وعالمياً، نجد أن نصف دول العالم أصبحت دون مستوى نسبة الخصوبة المطلوبة، وإذا لم تتخذ إجراءات بهذا الخصوص فإن عدد السكان في هذه الدول سيتراجع، فهناك انخفاض كبير في معدلات الخصوبة عالمياً، فقد انخفضت معدلات الإنجاب من 4.7 طفل لكل امرأة على مدار حياتها، لتصل إلى 2.4 طفل، وهو ما قد يشير إلى أن العالم على مشارف مرحلة ندرة في المواليد، ما يهدد بتراجع أعداد البشر.

 

وأغلب الدول المتطورة اقتصادياً، مثل دول أوروبا، والولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، تشهد تراجعاً في نسبة الخصوبة. وهذا لا يعني أن عدد السكان في هذه الدول يتراجع بالضرورة، فعدد السكان مرتبط أيضاً بنسبة الوفيات، والهجرة. ويتوقع أن يظهر تأثير تراجع نسبة الخصوبة في عدد السكان بعد أجيال عدة.


وأنفقت الحكومات العالمية على مدار العقد الماضي مليارات الدولارات على المبادرات الرامية إلى زيادة معدل الخصوبة.

 

في هذا الملف ناقشنا أسباب تراجع أعداد المواليد، وأبرز الحلول، مع الخبراء في هذا المجال، وحصر المختصين الأسباب في 10 عوامل رئيسية، وهي تأخر سن الزواج، وفقدان الدعم المجتمعي من الأسرة الكبيرة كما كان سابقاً، والتلوث، والتغذية السيئة، وزيادة تكاليف المعيشة، والتغيرات في القيم والموقف من الإنجاب، وزيادة التركيز على التعليم والإناث الأكثر تركيزاً على الحياة الوظيفية، إضافة إلى أن هناك عوامل العقم العامة بين الرجال، والنساء، وعدم التحكم في الوزن، لأن ذلك يؤثر بشكل كبير في خصوبتهم، والعبء المالي لتربية الطفل يعد أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الأزواج إلى تكوين أسر أصغر.


وأوضحوا أن الحلول تكمن في 15 طريقة، وهي مراجعة قانون الموارد البشرية وزيادة العلاوة للأطفال، والنظر في إجازة الوضع وساعات الرضاعة، والتقاعد المبكر لمن ترغب من السيدات، وإيجاد الحضانات في الدوام، وحصول المواطن على منحة سكن بمجرد أن يعمل وقبل الزواج، ورفع منحة صندوق الزواج، ورفع جودة الحياة عبر علم فوق الجينات ببرمجة العمر البيولوجي للإنسان، وخلق بيئة سليمة وصحيحة للرجل والمرأة في طفولتهما، والاعتناء بكافة التفاصيل من السعادة والطعام الجيد والنوم، وغيرها من العوامل، والتركيز على نمط حياتنا وغذائنا والرياضة، والزواج المبكر للمرأة، والرجل، ودعم الأسرة الكبيرة للأسرة النووية، وإعطاء الذكور والإناث خيار السيطرة على خصوبتهم، من خلال تجميد البيض والحيوانات المنوية، وسن قوانين ذات الصلة للتركيز على برامج المساعدة المالية والاجتماعية، وبالنسبة للعمل نحتاج إلى بناء بيئة مناسبة، وخلق بروتوكولات تركز على الأسرة، ويمكن للحكومات أيضاً النظر في سياساتها الحالية وإجراء الإصلاحات اللازمة لتتوافق مع احتياجات العصر.


قراءة في الإحصاءات


كشفت الإحصاءات الخاصة التي رصدتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ونشرتها في الكتاب الإحصائي، أن المؤشرات الصحية لدولة الإمارات في عام ٢٠١٦، سجلت معدل الخصوبة الكلي (١٥- ٤٩ سنة)، ١.٤٩، وأن وفيات الأطفال حديثي الولادة لكل ١٠٠٠ نسمة ٤.٢٤، ووفيات الرضع ٦، ووفيات الأطفال دون سن الخامسة ٧.٧٣.


وجاء فيه أنه من أسباب تحويل الحوامل من مراكز رعاية الأمومة والطفولة إلى المستشفيات أن هناك ١٣ حالة لحمل متأخر في سن الأم، والمفارقة أن هناك ١٤٦ حالة لأمهات كان حملهن السادس، أو أكثر، ما يعني أن هناك عوائل ما زالت حريصة على إنجاب أكثر من خمسة أطفال.


ووصل عدد المواليد عام ٢٠١٥، ما يقارب ٣٤٧٩٤ مولوداً مواطناً على مستوى الدولة، وبلغ عدد المواليد أحياء المسجلة ٩٨٢٩٩ مولوداً حياً عام ٢٠١٦ مقارنة ب٩٧٣٢٨ مولوداً في عام ٢٠١٥، بزيادة مقدارها ١١.٣%، وقد شكّل المواطنون ٣٥% بواقع ٣٤٥٥٣من إجمالي عدد المواليد، وشكّل الذكور ٥١% من إجمالي المواليد المواطنين مقابل ٤٩% تقريبا للإناث.


هيئة الصحة في دبي


أما الإحصاءات الخاصة بهيئة الصحة في دبي، فبلغ معدل الخصوبة في إمارة دبي عام ٢٠١٨، 1.2 طفل لكل امرأة في سن الخصوبة، حيث كان هذا المعدل 3.2 لكل امرأة مواطنة، مقابل 1.0 لكل امرأة غير مواطنة، وكان معدل الخصوبة في عام ٢٠١٢ للمواطنين ما يقارب ٥.٤، وعدد المواليد في إمارة دبي هو 29993 مولوداً حياً، بواقع ٧٢٢٣ مواطناً، و٢٢٧٧٠ وافداً، وبانخفاض قدره (13.1%) عنه في عام ٢٠١٧، حيث كان عدد المواليد 31,815 مولوداً حياً، وقد يعزى هذا الانخفاض إلى عوامل عدة، من بينها العوامل الاقتصادية، وعوامل اجتماعي،ة منها على سبيل المثال الإقبال المتزايد على التعليم وزيادة فرص العمل للنساء، حسب التقرير الإحصائي السنوي لإمارة دبي ٢٠١٨.


وأظهرت الإحصاءات المتعلقة بمؤشر انخفاض الخصوبة لدى المواطنين أن عدد المواليد في إمارة دبي بدأ بالانخفاض التدريجي، فقد وصل في عام ٢٠١٣ إلى ٨٧٥٠، وفي ٢٠١٤ إلى ٨٥٧٩، وفي ٢٠١٥ إلى ٨٠٣١، وفي عام 2016 وصل إلى 8147، وفي عام 2017 وصل إلى 7768، وفي عام 2018 وصل إلى 7223.


وجاءت معدلات الخصوبة في تراجع مستمر بالنسبة للمواطنين، حيث كانت ٥.٧ في ٢٠١١،، وفي ٢٠١٢ وصلت إلى ٥.٤، أما في ٢٠١٣ فوصلت إلى ٥.٢، ثم ٥.٢ في ٢٠١٤، وتراجعت إلى ٤.٣ في ٢٠١٥، ثم ارتفعت إلى ٥.٢ في ٢٠١٦، وتراجعت بشكل كبير في ٢٠١٧، لتصل إلى ٣.٨، وفي ٢٠١٨ تراجعت إلى ٣.٢.


وجاء في الإحصائية، أن معدل وفيات الرضع عام 2018 قابلة للمقارنة مع الدول المتقدمة. حيث بلغ هذا المعدل 3.4 وفاة لكل ألف مولود حي. كما أن معدل وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات تتناقص باطراد على مدى السنوات الماضية في دبي، حيث بلغ معدل الانخفاض 46.7 عن عام 2011.


وتشير النتائج الى وجود انخفاض ملحوظ في عام 2017 والذي بلغ 6.1 حالة وفاة لكل ألف مولود حي، وأيضاً انخفاض كبير في عام 2018 حيث بلغ المعدل 4.7 وفاة لكل ألف مولود حي. وتشكّل مضاعفات فترة ما حول الولادة أكبر نسبة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة (%34)، ثم التشوهات الخلقية (18.4%) ثم تأتي وفيات الحمل والولادة (6.4%).


وتشير النتائج الى وجود انخفاض ملحوظ في عام 2017 الذي بلغ 6.1 حالة وفاة لكل ألف مولود حي، وأيضاً انخفاض كبير في عام 2018 حيث بلغ المعدل4.7 وفاة لكل ألف مولود حي.


الإحصاءات في أبوظبي


أما الإحصاءات الخاصة في أبوظبي، فقد وصل عدد المواليد المواطنين في عام ٢٠١٧ إلى ١٦٩٦٢، ومعدل الخصوبة للمواطنات ٣.٧، أما المعدل العام للخصوبة فوصل إلى ١.٤، وارتفع عدد المواليد في عام ٢٠١٨ إلى ١٧١٨٩ مواطناً.


وتم تسجيل 39392 مولوداً حياً في إمارة أبوظبي خلال عام 2017، مقارنة ب26,980 حالة في عام 2007 بزيادة مقدارها 46.0% خلال الأعوام العشرة الماضية، وانخفض معدل المواليد العام إلى 13.6 مولود (لكل 1000 من السكان) في عام 2017، في حين بلغ 16.3 مولود في عام 2007. وانخفض معدل الخصوبة العام في عام 2017 ليصل إلى 49.7 مولود لكل 1000 امرأة في سن الإنجاب (15- 49 سنة)، مقارنة ب 78.5 مولود خلال عام 2011..


احتياجات ضرورية


لأهمية قضية تراجع أعداد المواليد بالدولة، فقد حرص أعضاء المجلس الوطني الاتحادي على دراسة الأمر، وتوضيح التحديات والأسباب ومناقشتها، وطرح الحلول ورفع التوصيات بذلك.


وأكد حمد الرحومي عضو المجلس، أن هناك احتياجات ضرورية يجب التركيز عليها للتشجيع على الإنجاب، وسد الفجوة الكبيرة في النقص في المواليد الجدد، وأبرز المطالب تتمثل بإعادة دراسة قانون الموارد البشرية، وزيادة العلاوة للأطفال، بحيث ترفع العلاوة بشكل تصاعدي، فتضاف مثلاً نسبة معينة بعد الطفل الثاني، وهكذا، للتشجيع على الإنجاب، والنظر في إجازة الوضع، وساعات الرضاعة، والتقاعد المبكر لمن ترغب من السيدات، وإيجاد الحضانات في الدوام، فتلك العوامل تدعم المرأة، وتشجعها على الإنجاب، ولابد من إعادة دراسة القوانين المتعلقة بتلك العوامل، ورفعنا توصيات بذلك.


وقال: هناك عوامل أخرى تشجع على الزواج المبكر وبالتالي الإنجاب، منها حصول المواطن على منحة سكن بمجرد أن يعمل، وقبل الزواج، ليتمكن من تحمّل المسؤولية قبل الزواج والبدء بتأسيس منزل الزوجية، والاستعداد للزواج، فكثير من الزيجات تؤجل بسبب السكن، وكثير من الأسر تكتفي بطفل بسبب سكنها في شقة، أو ملحق في منزل الأهل، ورفعنا توصية بهذا الشأن في المجلس الوطني الاتحادي، فضلاً عن رفع منحة صندوق الزواج.


حماية المجتمع


تراجع الخصوبة وأعداد المواليد حقيقة لا تخفى على أحد، ونعترف بوجود هذا الخلل، وهذا الأمر قد يؤثر بشكل كبير في برامج التنمية بالدولة، لأن التنمية تكون بالتوازي بين زيادة الدخل، وزيادة الكثافة السكانية، ومع وجود الشباب سنرى زيادة تنموية بالشكل الصحيح، ولكن مع تراجع الخصوبة يجب اتخاذ حلول وحماية المجتمع.


هذا ما أكدته د.مريم مطر طبيبة وعالمة جينات، لافتة إلى أنه من خلال علم فوق الجينات نستطيع رفع جودة الجينات للأجيال القادمة لتكون بجودة عالية، ونقلل من الآثار السلبية بسبب قلة عدد المواليد.


وقالت: لا نستطيع إجبار الأسر على إنجاب أكثر من طفل، فهناك ظروف عدة تختلف من أسرة إلى أخرى، ولكن طالما لا نرفع عدد المواليد، نستطيع أن نرفع جودة الحياة، من خلال علم جديد فوق الجينات، يساعد على برمجة العمر البيولوجي للإنسان، عبر طرح برامج قوية لإعادة تدوير العمر البيولوجي للخلية.


وأوضحت أن خصوبة الرجل، والمرأة، تعتمد على عوامل بيئية مختلفة، وعند خلق بيئة سليمة وصحيحة للرجل والمرأة في طفولتهما والاعتناء بكل التفاصيل من السعادة والطعام الجيد والنوم وغيرها من العوامل، والابتعاد عن الضغوط والظروف السلبية سنرفع من جودة الحياة.


أسباب عدة للتراجع


كشفت إحصاءات هيئة الصحة في دبي، أن معدل خصوبة الإماراتية، خلال خمس سنوات، تراجع ليصل إلى 3.2 طفل لكل امرأة، بعد أن كان 5.2، بنسبة بلغت 38.5%، وحسب التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018، فقد بلغ معدل الخصوبة العام في الإمارة لدى النساء في المرحلة العمرية 15 إلى 49 عاماً، 1.2 طفل لكل امرأة، مقابل 2.1 طفل سنة 2014، كما بلغ المعدل للنساء المواطنات 3.2، مقارنة ب5.2 أطفال في سنة 2014، ولغير المواطنات 1.0، مقابل 1.7 طفل.


وأكدت د.منى تهلك المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة التابع لهيئة الصحة بدبي، أن هناك أسباباً عدة لتراجع الخصوبة، وقلة عدد المواليد، تتمثل في تأخر سن الزواج، وفقدان الدعم المجتمعي من الأسرة الكبيرة كما كان سابقاً، فالأم العاملة تحتاج أن تبقي أبناءها في حضن الأسرة الكبيرة عند ذهابها للعمل، وليس تركهم عند الخادمة، والتلوث والتغذية السيئة، فثمة أمراض كثيرة لها علاقة بالتلوث والتغذية وتؤثر في الخصوبة، والسمنة.


وعن الحلول، قالت: التركيز على نمط حياتنا، وغذائنا والرياضة، والزواج المبكر للمرأة والرجل، فالحمل في عمر العشرين أفضل من الثلاثين، والأربعين، ودعم الأسرة الكبيرة للأسرة النووية يشجع الأمهات على الإنجاب، وقدمت في رسالة بحثية اقتراحاً يتمثل في زيادة إجازة الأمومة عند إنجاب الطفل الرابع، لتصل إلى أربعة أشهر، وزيادة ساعة الرضاعة، وزيادة الدعم المالي مع الطفل الرابع، والخامس، فتلك الأمور تعتبر من المحفزات لزيادة عدد المواليد.


وأكدت أنه مع استمرار الأسر بالاكتفاء بطفل، أو طفلين، سيصبح لدينا على المدى البعيد زيادة عدد كبار السن مقابل قلة الشباب، بالتالي زيادة التكلفة على الصحة، وقلة الإنتاجية، وزيادة جلب العمالة من الخارج والتأثير في التركيبة السكانية.


التاريخ الطبي


وقالت الدكتورة لورا ميلادو، أخصائية التلقيح الاصطناعي في عيادة «اي في اي ميدل ايست للخصوبة»، أبوظبي، إن أسباب ضعف الخصوبة لدى كل من الذكور والإناث لا يمكن حصرها، ولكي نفهم أسباب هذه الظاهرة المثيرة للقلق يجب النظر بشكل متكامل في التاريخ الطبي بشكل شامل، إضافة إلى دراسة العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية. فبشكل عام، يعد العقم حالة قد تكون ناتجة عن عوامل ذكورية بنسبة (40%)، أو عوامل أنثوية بنسبة (40%)، أو عوامل مشتركة بنسبة (20%). وبالنسبة لمشكلة العقم في منطقة الشرق الأوسط فقد جاءت بعض الأسباب المحددة في طليعة الأسباب المؤدية إلى ارتفاع العقم في المنطقة مثل: زواج الأقارب ونقص فيتامين (د). ويعد عمر الأم أحد أكثر أسباب انخفاض خصوبة الإناث.


وتأتي احتمالات الإصابة بالعقم في أوائل العشرينات بنسبة 85%، وتنخفض هذه النسبة إلى 63% في سن الثلاثين، ونحو 52% في سن 35 ونحو 30% في سن الأربعين. وبالنظر إلى تلك الإحصاءات فعلينا تقديم النصح وتوصية الأزواج بضرورة الحرص على الإنجاب قبل بلوغ المرأة سن ال 35، خاصة أن العديد من الأزواج في الآونة الأخيرة أصبحوا يؤخرون قرار الإنجاب، إما بسبب الوضع الاجتماعي، وإما لأسباب ثقافية، وغيرها من الأمور الأخرى.


وعن الحلول، قالت: تتوفر في الوقت الحاضر العديد من العلاجات المتطورة في مجال علاج العقم، مثل التلقيح الاصطناعي، والمتخصصة بكل من الذكور والإناث. باختصار، يمكن أن تلعب علاجات الإنجاب المساعدة دوراً رئيسياً وتجعل من الممكن تأخير الإنجاب بشكل آمن وبثقة عالية حتى يحين الوقت المناسب.


وفي الوقت ذاته، ننصح كلاً من النساء والرجال أن يكونوا على وعي وإدراك للخيارات التي ينتهجونها لأسلوب حياتهم. فيجب عليهم أن يعيشوا نمط حياة صحياً، وأن يتحكموا في وزنهم، لأن ذلك يؤثر بشكل كبير في خصوبتهم.


وأضافت: في جميع أنحاء العالم نرى تقلصاً في حجم الأسر بشكل عام، وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فمن المتوقع أن ينخفض معدل الخصوبة إلى 2.1 في عام 2030. حيث تساهم العديد من العناصر في هذا الاتجاه. بعض هذه العناصر يمكننا السيطرة عليها، ولكن بعضها الآخر خارج سيطرتنا. حيث تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دوراً كبيراً في هذا، إضافة لقرار بعض الأزواج تأخير الإنجاب، والطموح في التقدم الوظيفي، وارتفاع تكاليف تربية الطفل كلها أمور تسهم في اتخاذ الآباء قراراً بالاكتفاء بهذا العدد من الأطفال، إضافة لارتفاع حالات العقم، والإجهاض، والعقم الثانوي.


أما الآثار السلبية لانخفاض الخصوبة على المدى الطويل، إذا استمر هذا الاتجاه فسوف نرى عدد كبار السن يفوق بكثير عدد الشباب. ووجود مجتمع مسن يخلق اقتصاداً بطيئاً. وسوف تتأثر جميع جوانب المجتمع في مثل هذه الحالة. فعلى سبيل المثال تعتمد التكاليف المتعلقة بالضمان الاجتماعي الوطني مثل برامج المعاشات التقاعدية والصحة على القوى العاملة من خلال الضرائب. وستتعرض هذه البرامج الحاسمة للخطر إذا استمرت قوة العمل في المجتمع في التراجع. فنحن نشهد بالفعل ظاهرة «مجتمع الشيخوخة» هذه في الاقتصادات المتقدمة مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وبعض الدول الأوروبية.


وصدر تصريح عن البنك الدولي بأن معدلات الخصوبة العالمية، أو عدد الأطفال لكل امرأة، قد انخفضت إلى نحو 2.4 هذا العقد من أصل 5 أطفال في فترة الستينات.


وقد ذكرت التقارير أننا نحتاج إلى معدل خصوبة يبلغ نحو 2.1 لضمان وجود عدد سكان عالم مستقر على المدى الطويل.


وأكدت أن العبء المالي لتربية الطفل يعد أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الأزواج إلى تكوين أسر أصغر. وفي هذا الصدد يمكن للحكومات سن أو تعزيز السياسات والقوانين التي من شأنها توفير الدعم التعليمي وغيرها من المساعدات، بما في ذلك الرعاية النهارية ذات الجودة وبأسعار معقولة، لمساعدة الأزواج على إعالة أسرهم، وتخفيف الأعباء المادية. إضافة لسن قوانين ذات الصلة للتركيز على برامج المساعدة المالية والاجتماعية.


أسباب عدة للاكتفاء


وأكدت الدكتورة «جيشا براديب»، أخصائية أمراض النساء والتوليد والمنظار في مستشفى أستر - المنخول، أن الزواج المتأخر، وتأخير سن الإنجاب وارتفاع تكاليف تربية الأطفال من بين الأسباب المتعددة لانخفاض معدلات الخصوبة في أوساط الإماراتيين في دبي، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن دولة الإمارات التي صُنّفت ذات مرة بين البلدان التي تتمتع بمعدلات مواليد مرتفعة، أصبحت الآن من بين الدول التي يتناقص فيها المواليد بشكل مستمر ومتسارع منذ عام 2005، وهناك أسباب عدة لهذا الاكتفاء، من بينها تزايد خيارات تحديد النسل، وارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم وتزايد مستوى العمالة بين النساء. ولهذه الأسباب تأثير أعلى في الإمارات ما هو عليه في بقية أنحاء العالم، نتيجة لعوامل عدة، خاصة جداً بدولة الإمارات.


وأكدت أن هناك علاقة بين أمراض العصر وتراجع نسب الإخصاب، وتعتبر البدانة من الأمراض العصرية الشائعة جداً، كما أنها من أبرز مسببات العقم الثانوي في الإمارات، والتي تعد واحدة من الأسباب الرئيسة لحالات العقم في الدولة.


وتنتشر البدانة بين النساء بمعدلات أعلى في الإمارات مقارنة ببقية أنحاء العالم، وترتبط البدانة بانخفاض جودة البويضة وضعف تقبّل الرحم. ومن العوامل الأخرى التي تعتبر خاصة بسكان الإمارات هو عدم التعرّض لأشعة الشمس. فالكثير من النساء يغطين أنفسهن بالكامل، ولا يكاد يوجد أي تعرّض للشمس نتيجة لأحوال الطقس، كما أن نقص فيتامين «د» بين السيدات وصل إلى نسبة 100 %. وعدم التعرّض لأشعة الشمس يقلل على نحو كبير من عدد البويضات وجودتها، الأمر الذي يزيد من انتشار البويضات غير الطبيعية في المبيض. وعامل آخر يتسبب بارتفاع معدلات العقم الثانوي هو تزايد شعبية زواج الأقارب في الإمارات، الذي تبلغ نسبته 60 % بين السكان. وفي حال تزوج رجل أو امرأة من داخل الأسرة، فإنهما لن يواجها مشكلات في العقم، لكن نصف بنات الأزواج سيعانون مشكلات في العقم في وقت لاحق في الحياة. وهذا يمكن أن يؤثر في احتياطي المبيض وجودة البويضات.


انخفاض عالمي في المواليد


كشف تقرير صادر عن دورية «ذا لانست» انخفاضاً كبيراً في معدلات الخصوبة عالمياً، ومعدلات الإنجاب ومدى تأثير الأمرين في المجتمعات في مختلف الدول.


ورصد التقرير معدلات الخصوبة خلال الفترة من 1950 إلى 2017، فضلاً عن معدلات الإنجاب التي انخفضت من 4.7 طفل لكل امرأة على مدار حياتها، لتصل إلى 2.4 طفل، وهو ما قد يشير إلى أن العالم على مشارف مرحلة ندرة في المواليد، ما يهدد بتراجع أعداد البشر. كما يشير التقرير إلى ارتفاع أعداد الأفراد فوق سن ال65 مقارنة بالأطفال، ما يزيد صعوبة الحفاظ على المجتمع العالمي. ورغم خطورة البيانات الواردة في التقرير، إلا أنه يعكس تقدماً علمياً ملحوظاً تسبب بزيادة أعمار البشر، وانخفاض معدلات وفيات الأطفال، كما أن تباطؤ معدلات النمو السكاني قد يسهم بصورة واضحة في حل مشكلات البيئة ونقص الغذاء التي باتت متفشية في مختلف دول العالم.


وبينت دراسة أن نصف دول العالم تواجه نقصاً في عدد المواليد بسبب تراجع نسبة الخصوبة بين النساء. ووصف الباحثون النتائج هذه بأنها «مفاجئة».


ولكن هذه الأرقام تخفي الفوارق الكبيرة بين مختلف الدول. فخصوبة النساء في النيجر تصل إلى 7،1 طفل لكل امرأة، أما في قبرص فمعدل إنجاب النساء هو طفل واحد.


وتبلغ نسبة خصوبة النساء في بريطانيا نسبة 1،7 طفل لكل امرأة، كما هو الشأن في أغلب الدول الغربية. وعندما تنخفض نسبة الخصوبة في بلد ما إلى ما دون 2،1 فإن عدد السكان يبدأ بالتراجع.


دعم حكومي


في عام 2017، سُجل في كوريا الجنوبية أسوأ معدل للمواليد في التاريخ، إذ وصل عدد المواليد لكل سيدة إلى 1.05، وهذا المعدل أقل بكثير من المعدل المطلوب للحفاظ على ثبات عدد السكان، وهو 2.01 لكل سيدة.


وأنفقت الحكومة على مدار العقد الماضي مليارات الدولارات على المبادرات الرامية إلى زيادة معدل الخصوبة، والتي كان أبرزها زيادة عدد أيام الإجازات التي تُمنح للأب بعد الولادة، والتكفل بمصاريف علاج العقم، وإعطاء الأسر التي لديها ثلاثة أطفال، أو أكثر، أولوية في الحصول على خدمات رعاية الأطفال المدعومة من الحكومة.


كما تشهد بعض المناطق من شرق آسيا وجنوبها الشرقي تراجعاً مماثلاً في معدلات الخصوبة، مثل تايوان، واليابان، وهونح كونح، وسنغافورة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.