محمود أبل: ألفا موظف في «كيبك» بحلول 2022.. وتشغيل مشاريع «الزور» قريباً

4 سنوات مرت على تأسيس الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبك» لتحتل مكانة بارزة بين شركات القطاع النفطي المنضوية أسفل مؤسسة البترول الكويتية، لا زالنا نستذكر اليوم الذي صدرت خلاله الموافقة على تأسيس هذا الكيان العملاق ووضع اللبنة الاولى لانتقال المشاريع الضخمة المتمثلة في مجمع الزور النفطي المتكامل، الذي يضم مجمعا للتكرير (مصفاة الزور) ومرافق دائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال ومجمعا للبتروكيماويات المتكامل مع المصفاة، وتقع جميعها في موقع جغرافي واحد، ما يساعد الشركة على تحقيق أقصى قدر من التكامل والتناغم بين هذه المشاريع الكبرى من تقاسم للبنية التحتية واستغلال المرافق والوحدات المشتركة وتبادل المنتجات الرئيسية والثانوية في ما بينها.

تقف اليوم الشركة بعد مرور هذه السنوات القليلة على اعتاب العام الجديد 2021 وهي أكثر ثقة وتفاؤل مع بدء تشغيل مصفاة الزور الاكبر في العالم وبطاقة تكريرية تقدر بنحو 615 ألف برميل يوميا، إذ يقول نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية والإدارية في «كيبك» محمود أبل إن الشركة حققت انجازات كبيرة في مجال الأداء المالي، والموارد البشرية والخدمات المساندة خلال السنة الرابعة من التأسيس أثمرت في احداث نقلة نوعية للأداء، ووفقا لخطة التوظيف وتماشيا مع استكمال مشاريع الشركة، نتوقع أن يصل مجموع القوى العاملة إلى نحو 2000 وظيفة بحلول 2022 لتشمل موظفي عمليات تشغيل مصفاة الزور ومجمع البتروكيماويات ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال.

ويوضح أبل أن «البترولية المتكاملة» قامت بدور ملموس في مجال الخدمة المجتمعية في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على تعزيز قدرة وزارة الصحة على مواجهة تداعيات الوباء من خلال استحداث مركز طبي جديد للاستخدام كمحجر للحالات المصابة والمشاركة مع شركة نفط الكويت في بناء وتجهيز المستشفى الميداني في منطقة مشرف، مشيرا الى ان الجائحة أظهرت التقدم التقني العالي للبترولية المتكاملة حيث انتقلت لبيئة العمل الافتراضي بمرونة وسلاسة كبيرة مكنتها من ادارة الأعمال وعقد الاجتماعات عن بعد.

ويؤكد أن «كيبك» تتميز بثقافة عمل فريدة ترتكز على التواصل الداخلي القوي والتزام عالي بقيم العمل المؤسسية ورؤية عمل مشتركة، وفي لقائنا التالي نتعرف أكثر على انجازات مديرية الشؤون المالية والإدارية خلال السنة الرابعة للتأسيس، وفيما يلي التفاصيل:

* ما أبرز الإنجازات التي تحققت خلال السنة الرابعة من التأسيس في قطاع الشؤون المالية والإدارية؟

- لعل أبرز إنجازات السنة الرابعة للتأسيس تجسد عمق استراتيجية المسؤولية الاجتماعية للبترولية المتكاملة والخدمة المجتمعية لجعل المزيد ممكنا للكويت. حيث كانت لنا الحظوة في الحصول على ثقة مجلس الوزراء الموقر لمساندة جهود الدولة في التعامل مع جائحة كورونا من خلال تشييد مركز كيبك الطبي في الزور والتعاون مع شركة نفط الكويت في تشييد مستشفى الكويت الميداني في مشرف.

حيث أشرفت البترولية المتكاملة على تأسيس مركز كيبك الطبي في مطلع العام الحالي وهو بمنزلة مستشفى ميداني متكامل ومجهز وتصل طاقته الاستيعابية إلى 1700 سرير، وقد سخرت «كيبك» كل مواردها وجهودها لمساندة جهود الأجهزة الحكومية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وقد شهد العمل في المركز وتيرة متسارعة وتم إنجازه في وقت قياسي بتنسيق وثيق مع ممثلي وزارة الصحة وبجهود جبارة من الجميع وبإشراف مباشر من الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية هاشم هاشم والرئيس التنفيذي بالوكالة للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة حاتم العوضي.

وتم توفير كل التجهيزات الطبية وفقا لمتطلبات واشتراطات وزارة الصحة، حيث يتضمن المركز الطبي مستوصفا داخليا ومختبرا طبيا وغرفة إنعاش للحالات الطارئة ومهبطا خاصا للطائرات العمودية وسكنا خاصا منفصلا لطاقم الأطباء والممرضين وآخر للممرضات وغرفا فندقية مجهزة بالكامل لضيوف المركز مع خدمة الأمن على مدار الساعة وخدمة الإنترنت.

ومنذ صدور قرار مجلس الوزراء رقم 485 بتكليف مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها تنفيذ أعمال المستشفى الميداني، تم على الفور تشكيل فريق عمل ضم نخبة من العاملين الكويتيين من شركة نفط الكويت والبترولية المتكاملة لإنجاز العمل، وذلك تحت إشراف ومتابعة وزارة الصحة العامة، وبالتنسيق مع كافة جهات الدولة ذات الصلة.

وبدأت الأعمال فعليا في 7 أبريل 2020، حيث تولت البترولية المتكاملة أعمال الإنشاءات المدنية والتجهيزات الفنية المساندة، في حين تولت شركة نفط الكويت تجهيز الأسرة والمعدات الطبية والتجهيزات المرفقة وذلك استنادا الى خبرتها الكبيرة في إدارة مستشفى الأحمدي على مدى عدة عقود.

وقد تم في هذا السياق تجهيز الصالات رقم 4 و5 و6 و8 وتوفير كل المتطلبات لتصبح غرفا متكاملة جاهزة لاستقبال المرضى تتسع لنحو 1243 سريرا، وهي أكبر طاقة استيعابية من حيث الأسرة لأي مستشفى في الكويت، في حين بلغت الطاقة السريرية لوحدة العناية المركزة 250 سريرا، وهي بدورها أكبر طاقة استيعابية على مستوى الكويت، كما تم إنشاء مبنى سكن خاص للطاقمين الطبي والتمريضي والعمال الفنيين.

* هل أثرت الجائحة على سير العمل أو تسببت بأي عطل أو تأخير؟
- على الرغم من أن جائحة كورونا أثرت على العالم بأسره والكويت بما فيها الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة الا أن البترولية المتكاملة قامت باستخدام التكنولوجيا لمتابعة سير العمل واستخدام تطبيقات العمل عن بعد حيث تم الانتقال لواقع عمل جديد بصورة سلسة وميسرة بفضل تطبيقات المكتب الافتراضي، ونجحت «كيبك» في التكيف مع واقع العمل الجديد بشكل سريع ومبتكر وكان للتكنولوجيا الدور الأساسي في هذه العملية وخصوصا في تمكين موظفينا الذين يعملون عن بعد من البقاء على تواصل دائم.

وقد استطاع عدد كبير من موظفي كيبك العمل عن بعد على خلال فترات الحظر الجزئي والكلي، وذلك أثناء عملنا الدؤوب لضمان استمرارية الأعمال.

هذا، وقد استمر العمل في مشاريع الشركة العملاقة دون توقف على الرغم من وجود بعض الصعوبات التي واجهت الشركة والمقاولين نتيجة الجائحة، وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية كان هناك تقدم في سير أعمال المشاريع العملاقة.

* ما إنجازاتكم في مجال الموارد البشرية والتوظيف؟

- بلغت نسبة التكويت في الشركة نحو 93% حتى نهاية شهر سبتمبر 2020، ويصل عدد موظفي البترولية المتكاملة حتى الآن الى 1196 موظفا، ونتطلع لشغل الشواغر المتاحة لعدد 193 من خلال اعلانات الشواغر لحديثي التخرج من حملة البكالوريوس والدبلوم وذوي الخبرة من خلال إعلانات النقل الداخلي وإعلانات حديثي التخرج وذوي الخبرة الخارجية.

ووفقا لخطة التوظيف وتماشيا مع استكمال مشاريع الشركة، نتوقع أن يصل مجموع القوى العاملة إلى نحو 2000 وظيفة بحلول العام 2022 لتشمل موظفي عمليات تشغيل مصفاة الزور ومجمع البتروكيماويات ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال.

* ما الإجراءات التي قامت بها الشركة لترشيد الإنفاق؟
- فيما يخص النشاط المالي فقد قامت البترولية المتكاملة بتشكيل لجنة لتقنين وترشيد المصروفات وتعظيم الإيرادات والهدف منها وضع المبادرات المقترحة لتقنين وترشيد المصروفات وتعظيم الإيرادات.

فعلى الرغم من عدم تشغيل المصفاة والوحدات الدائمة لمنشآت استيراد الغاز الطبيعي المسال وعدم وجود إيرادات تذكر، الا أن الشركة عملت جاهدة على وضع العديد من المبادرات والتي ساهمت في تقنين وترشيد المصروفات خلال السنوات السابقة حفاظا منها على الوضع المالي للشركة والمتماشية مع السياسة العامة لمؤسسة البترول الكويتية خاصة في ظل الظروف الراهنة.

ومن خلال اللجنة استطاعت الشركة تقنين وترشيد المصروفات التشغيلية والرأسمالية وبما يقارب 36 مليون دينار، ومازالت الشركة تعمل جاهدة على وضع خطط التقنين والترشيد وبما لا يؤثر على الصحة والسلامة والبيئة وسير الأعمال والتشغيل المرتقب.

وأطلقنا خلال السنة الرابعة عدة مشاريع تقنية عالية أظهرت التقدم السريع والعالي للبترولية المتكاملة في مجال تقنية المعلومات وتم تطبيق حلول لإدارة التهديدات والثغرات للأمن السيبراني، كما تم تطبيق خدمة الكمبيوتر الافتراضي عن طريق الهاتف الذكي والجهاز اللوحي والتي تمكن الموظفين من الدخول على كافة تطبيقات الشركة المخولة لهم من أي موقع خارج الشركة، واعتماد دراسة مشروع Manufacture Operations Management System الخاص بإدارة تشغيل المصفاة وLNGI، وأيضا تطبيق الخطة الرقمية لكيبك عن طريق تمكين الموظفين من العمل عن بعد في المنزل جراء جائحة كوفيد- 19 والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والعالم بأسره.

* كيف تخططون لتأهيل الموارد البشرية؟

- اتخذت «البترولية المتكاملة» على عاتقها منذ إعلان تأسيسها توفير أفضل الفرص للتطوير المهني للعاملين المنضمين إليها، لذلك تسعى الشركة إلى توفير أكثر فرص تطويرية ممكنة للقوى العاملة الكويتية والارتقاء بها إلى المستويات العالمية لاسيما في وجود وحدات معالجة (Processing Facilities) حديثة ومتطورة في مشروعي المصفاة والبتروكيماويات والتي تمثل فرصا فريدة لاكتساب الخبرة والتطوير، علاوة على توفير الدورات التدريبية المطلوبة لكل تخصص وحسب خطط التطوير الشخصية للعاملين وشهدت الفترة الماضية تنظيم العديد من ورش العمل والبرامج التدريبية للموظفين في «البترولية المتكاملة» خاصة لحديثي التعيين منهم للتعرف على مشاريع الشركة وآليات العمل المختلفة إلى جانب قواعد وقيم سلوك العمل.

كما تسعى الشركة للتغلب على التحديات وتعمل على تضافر الجهود للإسراع في عملية تشغيل مصفاة الزور والوحدات الدائمة للغاز المسال لما لها من تأثير وانعكاس إيجابي على الوضع المالي والاقتصادي والبيئي للكويت الحبيبة.

* نود التعرف أكثر على خططكم التدريبية لصقل مهارات العاملين للارتقاء بأدوات العمل والنهوض بالشركة؟
- نحظى في البترولية المتكاملة بعاملين متميزين ذوي مهارات عالية وخبرة متنوعة ضمن أسرة العمل، خاصة أن لشركتنا توجها رئيسيا وثابتا منذ انطلاقتها يهدف إلى استقطاب الكفاءات الوظيفية سواء من الخبرات أو من أبنائنا الشباب حديثي التخرج، ونظرا لأهمية الدور الذي يلعبه العاملون لدينا سواء كان في مرحلة تأسيس الشركة من خلال بناء المشاريع ووضع الأسس والإجراءات المنظمة للعمل أو على صعيد التشغيل المرتقب للمنشآت إذ اعتمدنا استراتيجية وخططا فاعلة لتطوير العاملين.

وامتد ذلك إلى توقيع اتفاقيات بمستويات عالمية مع الشركات المتخصصة ذات صلة بالقطاع النفطي، ومنها الاتفاقية المبرمة مع شركة بي بي البريطانية لتقديم الخدمات الفنية لكل من مصفاة الزور والمرافق الدائمة لاستيراد الغاز المسال ومجمع البتروكيماويات المتكامل ومذكرة التفاهم مع شركة هانوييل الأميركية لتعزيز تقنيات مبتكرة لعمليات مجمع الزور النفطي، فبموجب الاتفاقية مع شركة (بي بي) تم توفير فريق عمل إداري لتقديم الاستشارات والدعم والمعلومات وأفضل الممارسات والتطبيقات للبترولية المتكاملة لضمان جاهزية أصولها للتشغيل المرتقب واستقرار عملياتها التشغيلية فيما بعد، كما ستوفر هذه الاتفاقية خبرات فنية متخصصة يمكن الاستعانة بها إذا ما استدعت الحاجة، وذلك لتحقيق التميز التشغيلي ورفع كفاءة العمليات المنشودة.

موقع جديد للشركة في «الأحمدي»

أشار محمود أبل إلى أن شركة «كيبك» اختارت موقعا جديدا للمقر الرئيسي للشركة في مدينة الأحمدي، أما في الفترة الحالية فسنستمر في استئجار مكاتب في مجمع أولومبيا لتكون مقرا مؤقتا للشركة يضم الإدارة الرئيسية والخدمات المساندة، أما بالنسبة للدوائر الفنية والمعنية بالمشاريع كدائرة المشاريع الكبرى ودائرة العمليات ودائرة الصيانة والخدمات الأخرى ذات الصلة فسيستمر مكانها في منطقة الزور، كما أن الشركة تسلمت العديد من المباني في منطقة الزور من المقاولين الرئيسيين وتم تجهيزها وتأثيثها ونقل العاملين لمقرات عملهم الجديدة وفقا للخطط الموضوعة.

8 عقود ضخمة في السنة الرابعة

ذكر محمود أبل أن «كيبك» حققت عددا من الانجازات الأخرى تمثلت في توقيع عقود كبرى خلال السنة الرابعة وهي:

1 - عقد خدمات صيانة الكهرباء والآلات الدقيقة لمصفاة الزور.

2 - عقد خدمات الصيانة لمصفاة الزور لقطاع رقم-1 وقطاع رقم-2.

3 - عقد لصيانة ودعم أجهزة التحكم الآلية في مصفاة الزور ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال.

4 - عقد لتأجير النقليات.

5 - عقد مشروع إدارة عمليات التزويد والمشتريات (Smart Supply).

6 - عقد لخدمات الحراسة لمباني الشركة.

7 - عقد لإدارة مخازن ومستودعات الشركة.

8 - عقد خدمات مراقبة حالة المعدات الــدوارة لمـــصفاة الزور ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال.

بالإضافة الى العديد من العقود الأخرى الخدماتية والتي كانت تقدمها الشركات الأخرى الزميلة مشكورة للبترولية المتكاملة.

مشاريع الشركة

مصفاة الزور

ستقوم مصفاة الزور بمعالجة 615 ألف برميل من النفط الخام يوميا لإنتاج منتجات بترولية ذات قيمة عالية وزيت وقود منخفض الكبريت، وتم تصميم المصفاة لمعالجة النفوط الثقيلة مع إعادة تدوير واستخدام كل مخلفات الماء تقريبا، والتي يمكن ترقيتها إلى مصفاة تحويل كاملة، وتحتوي المصفاة على أكبر 6 وحدات للتقطير الجوي (ARDS) في العالم ووحدات إزالة الكبريت ذات الكفاءة العالية بنسبة استرداد 99.9%.

مرفق استيراد الغاز الطبيعي المسال

يعد مشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال الأول من نوعه في الكويت، لتلبية احتياجات السوق المحلي المتزايدة من الوقود النظيف (الغاز الطبيعي) لتوليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى احتياجات مستهلكين آخرين للغاز الطبيعي كمصافي النفط والصناعات البتروكيماوية، وسيكون مرفق استيراد الغاز الطبيعي المسال مسؤولا عن استيراد وتبخير الغاز الطبيعي حتى 3000 طن من الغاز المسال يوميا، كما يعتبر أكبر مشروع من حيث السعة التخزينية للغاز الطبيعي المسال وتصديره إلى العالم.

مجمع البتروكيماويات

سيقوم مرفق البتروكيماويات بتصنيع منتجات بتروكيماوية أساسية بطاقة سنوية تبلغ 2.761 كيلو طن سنويا من المواد العطرية والبولي بروبلين، ومن أهداف المشروع زيادة قيمة المنتجات الهيدروكربونية في الكويت، وتوريد البنزين إلى السوق المحلية وتقديم منتج جديد والوصول إلى أسواق جديدة (البولي- بروبلين)، وزيادة إنتاج البولي بروبلين في الكويت والعطريات بنسبة 1000% و200% على التوالي، فضلا عن إمداد مصنع الستيرين بالبنزين وتعظيم التكامل مع المصافي القائمة.