بنك التنمية البرازيلي: الحديث عن خصخصة "بتروبراس" لا يعدو كونه "جدلاً صحياً"

اعتبر الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الحكومي في البرازيل (BNDES)، أن الجدل حول خصخصة شركة "بتروبراس" (Petrobras) البرازيلية العملاقة للنفط هو جدل "صحي" ومنتج، لكنه ليس أكثر من ذلك في الوقت الحالي.
 

وفي مقابلة معه، قال غوستافو مونتيزانو، الرئيس التنفيذي لـ"بي إن دي إي إس": "نحن كمجتمع وطبقة سياسية ندرك أنه لا توجد فائدة اقتصادية مباشرة لامتلاك شركة إنتاج نفط عائدة للدولة. إنها تولد ضجة سياسية فقط لأننا نتلقى اللوم عندما ترتفع أسعار النفط".
 

مع ذلك، أوضح أن بيع الأصول التي تسيطر عليها الدولة أمر غير مرجح في أي وقت قريب.

وقال مونتيزانو، الذي تحدث قبل توجهه لحضور قمة المناخ في غلاسكو في اسكتلندا "كوب 26" (COP26)، والتي تبدأ أعمالها الأحد، إن "بي إن دي إي إس"، الذي كان ينسق عمليات الخصخصة للرئيس جايير بولسونارو، لم تحصل على إخطار من الحكومة لبدء العملية.
 

جدل بسبب الأسعار
 

حصل نقاش الخصخصة على زخم جديد هذا العام، حيث ارتفعت أسعار البنزين بنسبة 65%.

وأسهم ذلك في ارتفاع التضخم وتراجع شعبية بولسونارو.

قال الرئيس في مقابلة تلفزيونية هذا الأسبوع، إنه طلب من وزير الاقتصاد باولو غيديس، بدء دراسة عملية سحب الاستثمارات من شركة "بتروليو برازيليرو" (Petroleo Brasileiro)، وهو الاسم الرسمي لشركة "بتروبراس".
 

كانت أسرع عملية خصخصة أدارتها "بي إن دي إي إس" في عهد مونتيزانو، لشركة "سيا إينيرجيتكا دو برازيليا" (Cia. Energetica de Brasilia)، وهي شركة مرافق كهربائية تقل قيمتها السوقية عن 1% من قيمة "بتروبراس". قال مونتيزانو إن هذه العملية استغرقت 11 شهراً.
 

وعن احتمال بيع "بتروبراس" قال مونتيزانو: "لن أقول أبداً إنه من المستحيل القيام بذلك العام المقبل. أنا فقط أعطي البيانات".
 

في الوقت ذاته، يبيع "بي إن دي إي إس" الذي يتخذ من ريو دي جانيرو مقراً له، أكبر قدر من حيازاتها في الشركات المتداولة في البورصات العامة حسب ما تسمح به السوق، كما قال مونتيزانو، الذي وصف هذه الأسهم بأنها "محفظة أسهم مضاربة" لأنها تخلق تقلباً في رأسمال البنك.
 

أشار إلى أنه ومنذ توليه منصب الرئيس التنفيذي في عام 2019، باعت "بي إن دي إي إس" ما قيمته حوالي 65 مليار ريال (11.5 مليار دولار) من هذه الحيازات، بما في ذلك أسهم "بتروبراس"، وشركة إنتاج خام الحديد "فال" (Vale)، وشركة صناعة لب الفواكه "سوزانو" (Suzano)، وشركة إنتاج اللحوم "مارفريغ غلوبال فوودز" (Marfrig Global Foods).
 

وقال: "يمكننا أن نأخذ جزءاً من هذه الأموال ونخصصه لأرصدة الكربون، مثلاً. كانت أجندة المناخ مصدر قلق ثانوي لعمليات التجريد هذه، لكنها أثر جانبي إيجابي".
 

لا يزال بنك التنمية البرازيلي يمتلك حصصاً في شركات مدرجة في البورصة يبلغ مجموعها حوالي 70 مليار ريال، بما في ذلك "بتروبراس"، وشركة تعبئة اللحوم "جيه بي إس" (JBS)، وشركة المرافق "إليكتروبراس" (Eletrobras)، و"كوبيل" (Copel).

وأشار إلى أن الخطة هي مواصلة تصفية الاستثمارات، لكنه رفض تقديم جدول زمني.
 

وقال: "على المدى الطويل، يجب أن تكون لدى (بي إن دي إي إس) أصول صفرية لا تحتوي على مكونات الاستثمارات البيئية والاجتماعية وفي مجال الحوكمة"، مشيراً إلى المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المستخدمة لفحص الاستثمارات المحتملة.
 

مبادرات بيئية
 

تتمثل إحدى مبادرات "بي إن دي إي إس" في وقف تمويل محطات الطاقة الحرارية التي تستخدم الفحم، وهناك مبادرة أخرى تتمثل في تقديم أسعار فائدة أقل للشركات الراغبة في تحسين المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
 

يتمثل أحد أهداف البنك الرئيسية في مساعدة الحكومة والقطاع الخاص على الوصول إلى هدف البرازيل المتمثل في أن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2050.
 

يحاول مونتيزانو الآن إثبات قدرته على القيام بأكثر من بيع الأصول وتقليل امتيازات الإقراض الجديدة لـ "بي إن دي إي إس"، والتي انخفضت إلى 23.9 مليار ريال برازيلي هذا العام حتى يونيو، بتراجع نسبته 8% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020.

وقال إنه يريد أيضاً المساعدة في إصلاح الصورة البيئية المتضررة للبرازيل.

سيحضر مونتيزانو قمة المناخ (COP26) في وقت تتعرض فيه بلاده لضغوط دولية متزايدة بعد تزايد حرائق الغابات، وإزالة الغابات بشكل غير قانوني.
 

قال مونتيزانو: "نحن نبحث عن طرق لاستثمار الغابات القائمة والمحافظة على المتنزهات التي لدينا، ومنح امتيازات للقطاع الخاص من أجل إيجاد فرص عمل والمساعدة في المحافظة على التنوع البيولوجي.

نحن ضد إزالة الغابات بشكل غير قانوني، ولكن ليس من السهل إيقاف ذلك، وأجل، نحن بحاجة إلى الكثير من المساعدة".