مع استمرار تراجع منصات التنقيب .. هل وصلنا لذروة النفط الأمريكي؟

تتجه صناعة النفط في الولايات المتحدة لتسجيل حالة من التباطؤ الملحوظ، مع تقليص الشركات لعمليات التنقيب عن الخام.

واتجه إنتاج النفط الأمريكي للصعود حتى شهر أبريل الماضي، كرد فعل متأخر للأسعار المرتفعة في منتصف العام الماضي عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن هبوط الأسعار ونشاط الحفر منذ نهاية العام الماضي قد يلقي بظلاله على الإمدادات في النصف الثاني من 2023.

توقعات بتراجع النفط الصخري

- توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية هبوط إنتاج النفط الصخري في شهر أغسطس المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ ديسمبر 2022.

- الوكالة الحكومية توقعت هبوط إنتاج النفط الصخري من 7 حقول كبرى بمقدار 18 ألف برميل يومياً ليصل إلى 9.397 مليون برميل يومياً في أغسطس.

- الهبوط المتوقع في إنتاج النفط الصخري يأتي مدفوعاً بتراجع الإمدادات من حقلي "إيجل فورد" و"بيرميان" بنحو 12 ألفا و11 ألف برميل يومياً على الترتيب.

- لكن رغم الهبوط المتوقع، لا يزال إنتاج النفط الصخري أعلى بنحو 2% من مستوياته المسجلة في نهاية العام الماضي عند 9.225 مليون برميل يومياً.

- هبوط إنتاج النفط الصخري الأمريكي المتوقع في أغسطس يأتي بعد أن وصل إلى مستويات قياسية مرتفعة في شهري يونيو ويوليو الماضيين.

تضرر شركات الخدمات

- أبلغت شركات خدمات حقول النفط الكبرى والتي تقوم بأعمال تشمل حفر الآبار وبناء الطرق عن تضرر إيراداتها في أمريكا الشمالية بفعل تراجع الطلب.

- حذرت شركات "بيكرهيوز" و"هاليبرتون" و"إس إل بي" والمعروفة سابقًا باسم "شلمبرجيه" من ضعف أنشطة النفط الصخري الأمريكي، مع تفضيل المنتجين عدم التوسع في الإنفاق ومع ضعف أسعار النفط والغاز الطبيعي.

- ذكرت الشركات الثلاث في نتائج أعمالها الصادرة الأسبوع الماضي أنها شهدت تباطؤًا لأعمالها في أمريكا الشمالية خلال الربع الثاني من 2023.

- أعلنت "هاليبرتون" أن إيراداتها في أمريكا الشمالية تراجعت بنحو 2% بفعل انخفاض أنشطة التكسير، رغم قوة السوق البحري في خليج المكسيك.

- قال "كريس رايت" الرئيس التنفيذي لشركة "ليبرتي إنرجي" بعد صدور نتائج أعمال شركة توفير معدات التكسير الهيدروليكي، إن الربع الثاني من العام الجاري شهد انخفاضًا في نشاط التكسير الصخري، ما قلص من أعمال الشركة.

- أظهر مسح أجراه الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أن مؤشر نشاط الأعمال لقطاع النفط والغاز في المنطقة بلغ "صفر" في الربع الثاني، من 2.1 نقطة في الربع الأول.

- قال مسؤولو الشركات المشاركون في الاستطلاع إن ضعف أسعار النفط والغاز الطبيعي بالتزامن مع ارتفاع التكاليف دفعا نمو النشاط إلى الركود في الربع الثاني من 2023.

استمرار تراجع عدد المنصات

- يضاف إلى توقعات تراجع إنتاج النفط الصخري الأمريكي استمرار الهبوط المستمر في عدد منصات التنقيب عن الخام خلال الأشهر الماضية.

- تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في الحادي والعشرين من يوليو بمقدار 7 منصات ليصل إلى 530 منصة.

- انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ مارس 2022، ليسجل الهبوط الأسبوعي السادس على التوالي.

- فقدت صناعة النفط الأمريكية 69 منصة للتنقيب مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وحوالي 91 منصة منذ بداية عام 2023.

- بشكل عام، انخفضت منصات التنقيب عن النفط والغاز - مؤشر مبكر على الإنتاج المستقبلي - إلى 669 منصة في الأسبوع المنتهي في الحادي والعشرين من يوليو، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022.

- شهدت الولايات المتحدة توقف 89 منصة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي منذ يوليو 2022، كما انخفض إجمالي المنصات بنحو 100 منصة منذ بداية هذا العام.

- سجل عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تراجعًا في أحد عشر من آخر اثني عشر أسبوعًا.

عوامل وراء خفض النشاط

- يأتي التباطؤ في نشاط النفط الأمريكي في الوقت الذي استحوذت فيه شركات كبرى على مشغلين من القطاع الخاص والذين قادوا الزيادة في عمليات الحفر على مدار العامين الماضيين.

- كما تعرضت الشركات المدرجة في "وول ستريت" لضغوط من جانب المستثمرين لتقليص الإنفاق الرأسمالي وإعادة الأموال الفائضة إلى المساهمين.

- وتفاقمت المشكلة بسبب ضعف أسعار السلع الأساسية، مع هبوط أسعار النفط والغاز الطبيعي في الأشهر الماضية.

- العقود الآجلة للنفط الأمريكي "نايمكس" لا تزال منخفضة بنسبة 4% تقريبًا منذ بداية العام الحالي، بعد مكاسب بلغت 7% في عام 2022.

- لا تزال أسعار النفط دون ذروتها المسجلة قبل عام واحد بنحو 28%، بفعل تباطؤ الطلب.

- كما تتداول العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأمريكي أقل بنحو 40% من مستوياتها في بداية هذا العام، بعد صعود 20% في العام الماضي.

نهاية طفرة الإنتاج؟

- تتضافر كل هذه العوامل لترسم صورة قاتمة لوضع سوق النفط الأمريكي خلال الفترة المقبلة.

- انخفض إنتاج النفط الأمريكي إلى 12.300 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في الرابع عشر من يوليو، مقابل 12.400 مليون برميل في الأسبوع السابق له، لكنه يزيد بنحو مليون برميل عن نفس الفترة من العام الماضي.

- ولا يزال الإنتاج الأمريكي محاصرًا في نطاق ضيق بين 12.2 و12.4 مليون برميل يومياً منذ بداية العام الجاري.

- ويبتعد الإنتاج الأمريكي عن القمة القياسية على المستوى الأسبوعي التي سجلها في بداية عام 2020 عند 13.1 مليون برميل يومياً.

- على الصعيد الشهري، كانت القمة القياسية في نوفمبر 2019 بنحو 13 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ 12.6 مليون برميل يومياً في آخر بيانات عن أبريل الماضي.

- فيما يتعلق بالآفاق المستقبلية للإمدادات، خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط في الولايات المتحدة خلال العام الجاري.

- توقعت الوكالة الحكومية وصول إنتاج النفط الأمريكي إلى 12.56 مليون برمل يومياً هذا العام، بزيادة 670 ألف برميل مقارنة بمستويات 2022، لكن أقل من توقعات النمو السابقة البالغة 720 ألفًا.

- وفي حين لا تزال التوقعات تشير إلى زيادة إنتاج النفط الأمريكي، فإن النمو يُتوقع أن يبلغ 200 ألف برميل يومياً على مدى الاثني عشر شهرًا المقبلة، ما يقل عن النمو البالغ مليوني برميل يومياً في الفترة بين عامي 2018 و2019.

- قال بنك "جولدمان ساكس" إنه يتوقع عجزًا في سوق النفط العالمي بمقدار مليوني برميل يومياً في الربع الثالث من هذا العام، بفعل الطلب القياسي على الخام وتباطؤ الإنتاج الأمريكي.

- يرى البنك الاستثماري أن نمو إنتاج النفط الأمريكي سيتباطأ بشكل حاد إلى نحو 200 ألف برميل يومياً فحسب من المستويات الحالية، مع هبوط منصات التنقيب عن الخام.

- كان "سكوت شيفلد" رئيس شركة "بايونير نايتشور ريسورس" قد استبعد في وقت سابق من هذا العام وصول إنتاج النفط الأمريكي لمستوى قياسي جديد.

- يعتقد "شيفلد" أن وصول إنتاج النفط الأمريكي للمستوى القياسي المسجل في 2019 عند 13 مليون برميل يومياً قد يستغرق 3 سنوات، مع تفضيل الشركات توجيه الأموال للمساهمين بدلًا من زيادة الإمدادات.

المصادر: أرقام - إدارة معلومات الطاقة - بيكر هيوز – فاينشال تايمز - رويترز - أويل برايس - سي إن بي سي