السندات الأمريكية تربك الأسواق العالمية بعد أحد أسوأ موجاتها البيعية منذ أعوام

تسببت الموجة البيعية الأخيرة لسندات الخزانة الأمريكية في إرباك المستثمرين في الأسواق العالمية من الذهب والأسهم إلى العملات، حيث يتزايد قلق المستثمرين من التقلبات قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وتتجه سندات الحكومة الأمريكية لتسجيل أحد أسوأ شهورها في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 أعوام بنحو 0.4 نقطة مئوية إلى 4.2% مع قوة النشاط الاقتصادي وتقييم المستثمرين لاحتمالات فوز كلا المرشحين الرئاسيين مع إعادة تشكيل التوقعات بشأن الفائدة.

وارتفع الدولار بقوة متجهًا نحو تسجيل أفضل أداء شهري له في عامين مقابل سلة من العملات، حيث قفز مؤشره بأكثر من 3% منذ بداية أكتوبر، ودفع هذا الين إلى الانخفاض إلى ما دون مستوى 150 ينًا للدولار، فيما عانى البيزو المكسيكي أيضًا.

وجاء هذا التحول بعد أسابيع فقط من إشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى أن دورة التيسير بدأت بخفضه الفائدة نصف نقطة مئوية، مما دفع المستثمرين إلى توقع خفض آخر بمقدار ربع نقطة على الأقل في الاجتماعين المتبقيين هذا العام.

لكن الآن، في ظل البيانات الاقتصادية الأقوى والرهانات على زيادة فرص انتصار المرشح الجمهوري "دونالد ترامب"، والذي قد يتبنى سياسات من شأنها ارتفاع التضخم، يعدل المستثمرون رهاناتهم بشأن مستقبل الفائدة.

وقال "مايك كودزيل" مدير المحافظ لدى "بيمكو" لصحيفة "فايننشال تايمز" الجمعة، إن المستثمرين "يتراجعون عن بعض الحماسة المفرطة" بعد خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.

وأضاف: "هذا نمط ترسخ في الأسواق على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، حيث تتمسك الأسواق حقًا برواية وتنفذ هذه الرواية، وتتفوق عليها، وتدفع الأسعار إلى أبعد مما ينبغي".

ويُظهر التداول في أسواق المقايضات أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن يثبت بنك الفيدرالي أسعار الفائدة في أحد اجتماعيه المتبقيين هذا العام، فيما وصل التقلب في سوق سندات الخزانة هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى له منذ نهاية العام الماضي، وفقًا لمؤشر "آي سي إي بنك أوف أمريكا موف".

ويستعد مستثمرو سندات الخزانة الآن لفترة طويلة من عدم اليقين مع قرب الانتخابات الأمريكية، حيث من المتوقع أن تجعل الإضرابات والأعاصير في أكتوبر بيانات الوظائف الأمريكية لهذا الشهر "صعبة"، بحسب المحللين.