عمر المسمار: 47 ملياراً استثمارات في مجمع دبي للاستثمار

كشف عمر المسمار مدير عام مجمع دبي للاستثمار، عن تجاوز حجم الاستثمارات في المجمع سقف 47 مليار درهم منذ انطلاقه قبل نحو 20 عاماً وحتى نهاية الربع الأول من العام الجاري 2016.
 

وقال المسمار في حوار مع (البيان الاقتصادي) إن المجمع يشكل علامة فارقة في المشهد الحضري لدولة الإمارات، ويجسد تطلعات دبي في بلوغ نجاحات غير مسبوقة، مؤكداً أن « دبي للاستثمار» تتلقى طلبات من عواصم عربية وعالمية لنسخ تجربة المجمع الذي يتفق الناشطون في مجتمع الأعمال على تطبيقه أرقى المعايير البيئية وتخطيطه المتطور.
 

بنية تحتية
 

تحدث المسمار عن خلطة النجاح التي جعلت من المجمع قصة نجاح تبعث على الفخر، موضحاً الكيفية التي تعاملت بها شركة دبي للاستثمار مالكة المجمع سواء بوضع استراتيجية طموحة أو من خلال تخطيها للقواعد التقليدية في ممارسة الأعمال والاستخدام الحكيم لرأس المال والخبرات الطويلة لفريق إدارة الشركة، فقد حرصت على تطوير بنية تحتية غير مسبوقة عالمياً وبلغ الإنفاق على هذه البنية أكثر من 3 مليارات درهم حتى يومنا هذا.
 

وأوضح المسمار أن القيمة الإجمالية لتلك الاستثمارات تعكس النمو المطرد للمجمع ويعزز من سمعته كإحدى أسرع الوجهات الاستثمارية ازدهاراً وكأفضل مشروع متعدد الاستعمالات في المنطقة، مؤكداً أن استمرار الطلب من مستثمرين في مختلف القطاعات قوبل بإدخال توسيعات استراتيجية على مجموعة التسهيلات الواسعة التي يوفرها المجمع والتي تشمل المدارس وصالات العرض والفنادق والمكاتب والمساجد والمستودعات والمصانع والمرافق الصناعية ومباني سكن الموظفين، وآخرها المستشفى.
 

وحقق «مجمع دبي للاستثمار» العديد من الإنجازات منذ إنشائه في عام 1997، إذ شهد عام 1998 اكتمال المخطط الشامل وبدء العمل في تطوير البنية التحتية من المرحلة الأولى.
 

وفي عام 1999 وقع «مجمع دبي للاستثمار» أول عقد إيجار، كما اكتمل بناء المرحلة الأولى في عام 2000 وتم تأجيرها بالكامل في عام 2002، وأطلقت المرحلة الثانية للمشروع رسمياً في عام 2003 انتهاء بالمرحلة الثامنة والنهائية التي أطلقت عام 2010، وشهد «مجمع دبي للاستثمار» منذ بداية 2004 بدء وانتهاء العمل على تطوير البنية التحتية لمختلف المراحل. 
 

أشار المسمار إلى أن المجمع قدّم للأسواق تقنيات جديدة ومبتكرة، ليؤسس نماذج أعمال رائدة، ووضعت مفاهيم مبتكرة وفريدة من نوعها ضمن المجمع المتنوع في أوجه تصميمه المعماري الذي يخدم أنشطة متعددة، فهو مجمع صناعي وتجاري وسكني من جهة ومجمع في طريقه ليضم علامات فندقية وترفيهية مرموقة.
 

وقال المسمار إن المجمع يؤدي دوره المحوري في تعزيز القطاع الصناعي في الإمارات مستقطباً على مدى 20 عاماً أكثر من 1100 مستثمر في أراضي المجمع و4900 شركة عالمية تنشط في قطاعات مختلفة.
 

مركز
 

يجزم عمر المسمار مدير عام مجمع دبي للاستثمار أن أي تجربة تحتاج إلى من يقيمها وعلى الرغم من أن مجلس إدارة الشركة يقيم الأداء على الدوام إلا أن الطلبات التي تأتي من داخل وخارج الدولة لتستعين بالشركة (لنسخ) تجربة مجمع دبي للاستثمار تجعلنا أمام (تقييم) من نوع آخر لا مجاملات فيه بقدر ما فيه من دلائل على النجاح والتفرد والتميز الذي أصابه المجمع.
 

وقال المسمار إن شركة دبي للاستثمار مالكة المجمع تلقت طلبات عدة وفاوضت لنسخ تجربة مجمع دبي للاستثمار في كل من أنغولا التي عرضت 3 مواقع للاستثمار فيها والمغرب التي عرضت أيضاً ترتيب زيارة لمعاينة الأراضي فضلاً عن فرص قائمة في تونس وليبيا وهي مرهونة بتحسن الأوضاع في البلدين.
 

لافتاً إلى أن « دبي للاستثمار» اليوم يحتل مركزاً طليعياً للصناعة متيحاً مجموعة من الفرص لتطوير صناعات خفيفة إلى متوسطة من الألمنيوم والمعادن والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية والأقمشة ومنتجات النفط والغاز إضافة إلى صناعة مواد البناء ولوازم المباني والإنشاءات.
 

وضمن مساحة إجمالية تبلغ 155 مليون قدم مربعة داخل 2,300 هكتار في مجمع دبي للاستثمار، تقع مرافق جاهزة تضم آلاف الوحدات الصناعية والمخازن، إضافة إلى مساكن العمال. وتشمل المصانع الخاصة بالمنتجات الخفيفة والثقيلة التي تسهم في حصة كبيرة من الناتج الإجمالي المحلي لدولة الإمارات.
 

شراكات
 

أشار المسمار إلى أن العمل قائم على قدم وساق لنقل تجربة مجمع دبي للاستثمار إلى المملكة العربية السعودية، والمعروف باسم «مجمع الرياض للاستثمار»، وقد أوشكت المرحلة الأولى من المشروع على الإنجاز، لا سيما تلك المتعلقة بالبنية التحتية.
 

لافتاً إلى أن المشروع هو شراكة بين شركة دبي للاستثمار وشركاء من المملكة، وقد تأسست لهذا الغرض ولتطوير مشاريع أخرى شراكة مع «دار تطوير العقار» في السعودية تحت اسم شركة تحمل اسم «دار دبي للاستثمار» لبناء المجمع على مساحة 11 مليون متر مربع.
 

وتصل قيمة الأرض إلى 1.5 مليار ريال سعودي، وسيجري تخصيص أراض للمستثمرين في قطاعات سكنية وتجارية وصناعية، وسيضم مستودعات ومكاتب وصالات تجارية ومرافق لوجستية أخرى في تكرار ناجح لنموذج الأعمال الذي طبقناه في دبي للاستثمار.
 

وفي ما يتعلق بأعمال البناء لا تستبعد المباشرة في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، على أن يكون المشروع جاهزاً خلال عامين أو أكثر بقليل. وسيتم تطوير المشروع على مرحلتين وسيجري ضخ 170 مليون درهم لتمويل عمليات البناء، ثم 500 مليون درهم لاستكمال عمليات التطوير.
 

استقطاب
 

يقول المسمار إن الطلب المتزايد على المجمع كمركز صناعي عالمي المستوى لا يهدأ، إذ إن رافعات البناء تعلو وتتسابق لتطوير نحو 6.7 ملايين قدم مربعة مشاريع جديدة داخل المجمع وتصل قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 2.1 مليار درهم. هذه المـــساحات التطويرية الجديدة تخدم أنشطة وفعاليات متعددة بين السكني والتجاري والفندقي والصناعي وغيرها.
 

ويرجـــع المسمار تنامي الطــــلب على تطوير المشاريع في المجـــمع لتكامل متطلبات نجاح أي مشروع، وبالفعل نجح المجـــمع في استقطاب عدد من العلامات التجارية الدولية بما فيها دانزاس والعوجان وترانسميد والشايع وشركة دبي للمرطبات (بيبسي) إضافة إلى بيرماستــــــيليزا غارتنر ذ.م.م وغيرها. وهناك الكثير من الشركات سارعت إلى إنشاء مقراتها الإقليمية في المجمع.
 

يفسر عمر المسمار، مدير عام مجمع دبي للاستثمار ذلك النجاح بأنه جمع ما يحتاج إليه الفرد أو الشركة في مكان واحد، فقد «نجح مجمع دبي للاستثمار في تجسيد نموذج المجمع المتكامل الذي يتيح السكن والعمل في مكان واحد إضافة إلى مرافق سكنية للعمال».
 

وقد تم تصميم المجمع لتكون مهمته استقطاب مشاريع وأعمال جديدة ضمن مساحة جغرافية متكاملة.

اليوم، نحن نعتز باستضافتنا آلاف الشركات التي اختارت المجمع مركزاً لأعمالها الصناعية والتجارية.

إن مجمع دبي للاستثمار يمثل اليوم بوابة إقليمية للعديد من الشركات العالمية الرائدة.
 

مواصفات
 

وأضاف: «مجمع دبي للاستثمار هو أكثر مجمعات الأعمال رواجاً في المنطقة، ونحن نقدم للمستثمرين والمصنعين أرضاً خصبة ومثالية تضم أفضل مواصفات البنية التحتية وأكثرها تقدماً، كما أن عدد الوحدات الصناعية والمصانع في مجمع دبي للاستثمار ينمو باطراد وقد شهدنا أيضاً زيادة في الطلب على مخازننا.
 

ولفت المسمار إلى أن موقعنا على مقربة من موقع إكسبو دبي 2020، يغذي الطلب على المساحات الصناعية والسكنية ونحن جاهزون للمحافظة على هذا النمو في السنوات المقبلة، موضحاً أن الكثير من التطورات على الأرض في المجمع مرتبطة باستضافة إكسبو 2020.
 

وقال المسمار إن الأعمال الإنشائية تتواصل في الوقت الراهن في بناء وتشييد 4660 وحدة سكنية وفندقية، والعمل فيها يتسارع بهدف أن تكون كل الوحدات جاهزة في 2018، موضحاً أن المجمع لا يدعم ويساند استضافة إكسبو ويشارك في نجاحه التاريخي المرتقب وحسب بل إن المجمع اقتنص فرصة الاستضافة ووضع في أجندته تطوير محفظة ضيافة قوامها 1000 غرفة وشقة فندقية منها 360 شقة فندقية ومنها فنادق قيد الإنشاء وأخرى قيد التصميم واثنان منها على وشك التشطيب والتشغيل، وسيصل عدد تلك الفنادق إلى 9 فنادق تدخل على مراحل حتى 2020.
 

تحديات
 

لا تخلو قصص النجاح من تحديات، ولعل من بين التحديات التي تغلبت عليها «دبي للاستثمار» تداعيات الأزمة المالية العالمية وما رافقها من تعثر أو تعطل بعض المشاريع العقارية.
 

وعلى الرغم من قساوة تلك التحديات إلا أن «دبي للاستثمار» واجهت تلك التحديات بحكمة كان آخرها نجاح استئناف مشروع «بالاسيدس» الواقع على مقربة من جرين كميونتي في مجمع دبي للاستثمار، بعد توقفه عشية الأزمة المالية العالمية، ما أدى إلى معاناة وخسائر تكبدها مطور المشروع والمستثمرون فيه.
 

وكانت (البيان الاقتصادي) حاضرة لتنقل تصريحات خاصة أدلى بها خالد بن كلبان العضو المنتدب وكبير المسؤولين التنفيذيين في شركة دبي للاستثمار، كيفية مواجــــهة التحـــدي، فبعد مفاوضات وتفاهمات معمقة مع مطور مشروع «بالاسيدس»، جرى تأسيس شركة لإدارة المشروع، وتولي مهام الإشراف على تطويره وحسم ملف المستثمرين فيه.
 

وحول الآليات التي اتبعتها دبي للاستثمار من أجل الوصول إلى حلول لمشروع بالاسيدس، أوضح بن كلبان أن مطور المشروع أبدى حرصه على أن يرى المشروع النور، ليتغلب على العقبات التي عرقلت تنفيذه عشية الأزمة المالية العالمية، لافتاً إلى أن دبي للاستثمار أجرت اتصالات ومقابلات مع مسؤولي دائرة أراضي وأملاك دبي، بهدف التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
 

وأكد بن كلبان أن الشركة الجديدة التي جرى تأسيسها وبعلم ومباركة دائرة أراضي وأملاك دبي، بدأت بدعوة المستثمرين الذين سددوا دفعات مالية مقابل تملك العقارات في المشروع، لترتيب أوضاعهم التعاقدية وسيكون من حق أي مستثمر تسوية أوضاعه في المشروع سواء بالمضي أو الانسحاب وفقاً للقوانين العقارية النافذة.
 

وأشار بن كلبان إلى أن الهدف الرئيس يتركز حول وضع حل جذري لهذا المشروع الذي أبدى مئات المستثمرين فيه رغبتهم في مواصلة الاستثمار فيه، نظراً لموقعه الجغرافي المميز على مقربة من موقع استضافة إكسبو 2020، إذ يعود على استثماراتهم بقيمة مضافة ترفع من القيمة الرأسمالية لمشترياتهم.

وشدد بن كلبان على أن دبي للاستثمار ترى في مشروع بالاسيدس مشروعاً عقارياً واعداً يستوعب أكثر من 55 ألف نسمة.
 

وكان المشروع يضم حينها «برج الحكمة» المكون من 61 طابقاً و20 بناية، من مشروع «بالاسيدس السكني» بمساحة 14.8 مليون قدم مربعة، ويضم 270 مبنى و200 فيلا سكنية و4 مساجد و3 مدارس ومركز تسوق على مساحة 900 ألف قدم مربعة.
 

بيئة مناسبة للمستثمرين
 

تعود ملكية «مجمع دبي للاستثمار»  بالكامل إلى شركة «دبي للاستثمار». واستقطب مجمع دبي للاستثمار إلى جانب المشاريع السكنية مشاريع تجارية كبرى، إذ يتوقع أن يصبح المجمع التجاري الرئيسي في منطقة الخليج العربي من خلال توفيره البيئة المناسبة للمستثمرين.
 

تبلغ مساحة المجمع  3200 هكتار، يشكل «مجمع دبي للاستثمار» تجسيداً رائداً لمفهوم المدينة المتكاملة التي تتيح كل مقومات العيش والعمل والترفيه.

إنه أول مجمع من نوعه في دبي مخصص للاستخدامات الصناعية والتجارية والسكنية والترفيهية والتعليمية.
 

 ويلبي هذا المشروع الرائد على مستوى منطقة الخليج العربي كافة احتياجات المستثمرين، كما يوفر جميع مقومات البيئة المثالية لإنجاح مشاريعهم بما في ذلك كوادر العمل والسكن الصحي وأسلوب المعيشة المريح.