أحمد بن سعيد لـ الخليج: "طيران الإمارات" تواصل النمو رغم التحديات
قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة أن معرض دبي للطيران يعتبر واحداً من أهم المعارض المتخصصة في صناعة الطيران المدني والعسكري في العالم خاصة أنه يتيح المجال للتواصل بين أقطاب الصناعة وأصحاب القرار من جهة والجهات العارضة من جهة أخرى .
قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إنه على الرغم من التحديات العالمية التي ألقت بظلالها على قطاع الطيران والتي شملت تباطؤ الاقتصاد العالمي واضطرابات سياسية وكوارث طبيعية، أكدت “طيران الإمارات” مكانتها الريادية كواحدة من أسرع الناقلات الدولية نمواً في العالم وتمكنت من تحقيق أرباح صافية قدرها 827 مليون درهم متوقعاً أن تحقق الشركة نتائج سنوية أفضل من النصف الأول .
وعن ضريبة الانبعاث الكربوني المزمع تطبيقها من قبل الاتحاد الأوروبي قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إن الشركة ستدفع 40 مليون يورو للاتحاد الأوروبي خلال العام الأول من تطبيق الضريبة وستتحمل طيران الإمارات جراء هذا القرار ما بين 500 مليون إلى مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، مشيراً إلى أن طيران الإمارات ضمن أول 6 شركات حول العالم في مكافحة الانبعاث الكربوني .
وأوضح سموه أن طيران الإمارات تعمل بصورة متواصلة على تنويع محفظتها التمويلية وقد تلجأ إلى إصدار سندات إذا اقتضت الحاجة وإذا كانت ظروف الأسواق العالمية مواتية .
إلى ذلك ينطلق معرض دبي للطيران وسط توقعات تشير إلى عزم مجموعة من شركات الطيران الإعلان عن صفقات ضخمة من خلال منصة المعرض الذي بات في طريقه لمنافسة المعارض العالمية من خلال الاهتمام الدولي والإقليمي والمحلي الواسع، وسط مؤشرات تؤكد تحقيق دورته الحادية عشرة لنجاح قياسي، بدليل ارتفاع مساحة المعرض إلى 325 الف متر مربع .
وأوضح سموه أن طيران الإمارات تعمل بصورة متواصلة على تنويع محفظتها التمويلية وقد تلجأ إلى إصدار سندات إذا اقتضت الحاجة وإذا كانت ظروف الأسواق العالمية مواتية، وفيما يلي نص الحوار:
* ما مدى أهمية معرض دبي للطيران بالنسبة لصناعة الطيران في الدولة بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام؟
- يعد معرض دبي للطيران واحداً من أهم المعارض المتخصصة بصناعة الطيران المدني والعسكري في العالم . ويعكس المعرض الأهمية التي تمنحها صناعة الطيران العالمية لمنطقة الشرق الأوسط على الرغم من الأزمة العالمية، حيث يساعد في إتاحة المجال للتواصل بين أقطاب الصناعة وأصحاب القرار من جهة والجهات العارضة من جهة أخرى بما يعود بالفائدة على الجانبين .
ويعد الحدث بحد ذاته منصة تتيح لقطاع الطيران التجاري والعسكري المزيد من فرص النمو والازدهار على الرغم من الأزمة . وعلى هذا الصعيد، نحن متفائلون بأن معرض دبي للطيران ،2011 سوف يكون امتداداً للنجاحات التي حققها المعرض في الدورات السابقة، خاصة أنه يستقطب مزودي الأنظمة والتقنيات من مختلف أنحاء العالم، الذين يعتبرون الحدث منصة مثالية للكشف عن أحدث منتجاتهم من طائرات وأنظمة تدريب، بما يتيح المجال لتلبية احتياجات نمو قطاع الطيران العسكري والمدني الإقليمي إلى جانب توفير منصة مثالية للحوار والتباحث حول مختلف القضايا موضع اهتمام الصناعة العالمية والإقليمية .
* ماذا عن استراتيجية الشركة التوسعية خلال السنوات المقبلة؟
- تشهد عملياتنا عبر شبكة خطوطنا الواسعة نمواً متواصلاً . فقد أطلقنا خلال السنة الماضية خدمات إلى كل من طوكيو وأمستردام والمدينة المنورة وبراغ ومدريد ودكار، إضافة إلى محطتي شحن . وبدأنا منذ مطلع العام الجاري خدمات إلى البصرة وجنيف وكوبنهاغن وسان بطرسبرغ، كما نعتزم إطلاق خدمات جديدة مباشرة إلى كل من دبلن وريو دي جانيرو وبوينس أيرس ولوساكا (زامبيا) وهراري (زيمبابوي) ودالاس وسياتل قبل نهاية السنة المالية الجارية 2011-2012 .
وسوف نواصل المضي قدماً في هذه التوسعات العالمية بغرض تحقيق أهدافنا المتثملة في ربط دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة مع شركائها التجاريين الرئيسيين واجتذاب وتطوير شركاء جدد، والإسهام في تطوير مكانة دبي كمركز إقليمي للتجارة والسياحة والطيران .
* كيف سيؤثر التباطؤ الاقتصادي العالمي وأسعار النفط الحالية في أرباح طيران الإمارات؟ وما متوسط سعر النفط الذي يناسب صناعة الطيران؟
- على الرغم من ارتفاع أسعار النفط واستمرار آثار الأزمة الاقتصادية العالمية العديد من القطاعات الصناعية، إضافة إلى الاضطرابات الإقليمية، فإن قطاع الطيران في منطقة الخليج لا يزال يحقق نسب نمو جيدة .
وتشكل تكلفة الوقود حالياً نحو 43% من تكلفة التشغيل لشركات الطيران مقارنة بنحو 12% فقط قبل 10 سنوات، ما يشكل عبئاً كبيراً على الشركات . وقد تمكنت طيران الإمارات من التخفيف جزئياً من تداعيات تأثير ذلك من خلال إدارة التكاليف بعناية، ومع ذلك فقد تكبدت الناقلة زيادة بلغت مليار دولار على أسعار الوقود في النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي .
* نموذج التحالف بين شركات الطيران أمر سائد واستراتيجية يتبناها الغرب، فهل تعتقد أن هذا النموذج سيكون خياراً ناجحاً للشركات في الشرق الأوسط؟
- لكل شركة ظروفها الخاصة، وهي الأقدر على تقييم حاجتها إلى التحالف مع الآخرين من عدمه . لكن طيران الإمارات سوف تبقى خارج التحالفات، لأن ذلك يعطيها مرونة في التوسع والنمو .
* لم تشكل مسألة التمويل بالنسبة ل”طيران الإمارات” أية مشكلة في ضوء النتائج القوية التي حققتها الشركة خلال تاريخها . ولكن فيما يتعلق بتكلفة التمويل خلال العام الحالي، كيف ترون القدرة على إنجاز هذا الأمر؟
- إن تمويل الطائرات مماثل لتمويل أي مشروع آخر أو عملية شراء، فالجهة الممولة تحتاج إلى ضمانات لاسترداد نقودها، ولا يخرج تمويل الطائرات عن هذا الإطار . فشركات التمويل تحتاج من أية شركة خطوط جوية إلى سجل تشغيلي جيد عند التقدم بطلب تمويل شراء طائرات جديدة والاطلاع على النتائج السنوية . وعلى الرغم من أن ملكية طيران الإمارات تعود إلى حكومة دبي، إلا أنها شركة تدار على أساس تجارى صرف ولا تتلقى أي نوع من الدعم المالي، وتعتمد عند طلب أي تمويل على مكانتها وسمعتها العالمية كشركة ناجحة واصلت تحقيق الارباح منذ تأسيسها . وحتى الآن لم نجد صعوبة في تمويل طائراتنا، وأنا متأكد من أن وضعنا المالي يسمح لنا بالاستمرار في اللجوء إلى مختلف وسائل التمويل المتاحة والنجاح في الحصول عليها بما يخدم توسعاتنا المستقبلية .
* ما توقعاتكم للنتائج المالية للمجموعة، وعلام تستندون في هذه التوقعات؟
- حققت طيران الإمارات أرباحاً صافية قدرها 827 مليون درهم (225 مليون دولار أمريكي) عن الأشهر الستة الأولى من السنة المالية الجارية 2011/،2012 المنتهية في 30 سبتمبر/أيلول ،2011 لتؤكد بذلك مكانتها الريادية كواحدة من أسرع الناقلات الدولية نمواً في العالم، وقدرتها على تحقيق أرباح متواصلة على الرغم من التحديات العالمية التي ألقت بظلالها على قطاع الطيران والتي شملت تباطؤ الاقتصاد العالمي واضطرابات سياسية وكوارث طبيعية متعددة خلال العام الجاري . وعلى الرغم من استمرار هذه التحديات التي واجهت وتواجه قطاع الطيران بشكل عام، إلا أنني متفائل بتحقيق نتائج سنوية للمجموعة أفضل من النصف الأول .
* كيف تتعامل دبي مع مشكلة ازدحام الأجواء، وما سبل تخطى هذه المشكلة؟
- هناك عملية مستمرة لتطوير وإعادة تنظيم الأجواء بغرض استيعاب الحركة الجوية المتنامية التي تشكل ضغطاً كبيراً على المسارات الجوية . وتعمل طيران الإمارات بالتنسيق مع جميع الجهات المحلية والاتحادية المسؤولة عن إدارة حركة الملاحة الجوية، لتحقيق مزيد من الكفاءة والسلاسة في حركة الطيران، علماً بأن أي تأخير في هبوط أي رحلة عن موعدها المحدد يحمل الناقلة تكلفة أكبر، سواءً من حيث الحاجة إلى استهلاك مزيد من الوقود أم نتيجة للتحويل إلى مطارات أخرى أحياناً بسبب عدم وجود كمية كافية من الوقود تتيح للطائرة مواصلة طيرانها .
* كيف ستنعكس ضريبة الانبعاث الكربوني المزمع تطبيقها من قبل الاتحاد الأوروبي مع بداية العام المقبل على أرباح الناقلة؟
- سيؤثر هذا القرار بالطبع في أرباح طيران الإمارات، ومع ذلك أتممنا كل الاستعدادت لهذه اللحظة من خلال توفير جميع الوثائق والمستندات، حيث نتوقع أن تدفع الشركة 40 مليون يورو للاتحاد الأوروبي خلال العام الأول من تطبيق الضريبة، وستتحمل طيران الإمارات من جراء هذا القرار ما بين 500 مليون إلى مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة . وتعتبر طيران الامارات ضمن أول 6 شركات حول العالم في مكافحة الانبعاث الكربوني، حيث بادرت منذ تأسيسها في عام 1985 إلى انتهاج سياسة خاصة معنية بالحفاظ على البيئة، وذلك من خلال تشغيلها أسطولاً حديثاً والعمل على تجديده كل 10 أعوام تقريباً، ما يعني استخدام طائرات بمحركات أعلى كفاءة في استهلاك الوقود وبالتالي الحد من الانبعاثات الغازية، بالإضافة إلى العشرات من المبادرات البيئية . وعليه فإن الكفاءة البيئية لعمليات طيران الإمارات هي أفضل بنسبة 26% من معايير الاتحاد الأوروبي ومن معدل صناعة الطيران عالمياً .
* ما الإجراءات التي يمكن أن تتخذها طيران الإمارات في حال منعت من الوصول إلى مطار برلين حال افتتاحه؟ وما تفسيركم لتصرفات بعض شركات الطيران العالمية المنافسة بالضغط على حكوماتها للحد من توسع طيران الإمارات في أسواقها؟
- بموجب الترتيبات القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية، تسير طيران الإمارات رحلات منتظمة إلى أربع نقاط في ألمانيا، وهي تستخدم هذه الإمكانية كاملة الآن . وتعد ألمانيا واحدة من أهم الأسواق بالنسبة إلى طيران الإمارات، التي ترغب في ربط برلين بشبكتها العالمية في أسرع وقت ممكن . وتأمل الناقلة أن تنظر السلطات الألمانية بإيجابية إلى طلبها المقدم في هذا الخصوص منذ مدة طويلة، خاصة في ضوء سياسة تحرير الأجواء التي تنتهجها تلك الدولة الأوروبية . لقد ناقشنا هذا الأمر مراراً مع عدد من المسؤولين الحكوميين الألمان، ونأمل أن يستمر الحوار ويحقق النتائج المرجوة، علماً بأن عمليات طيران الإمارات المنشودة إلى برلين تلتقي مع الخطط المستقبلية للحكومة الألمانية الرامية إلى جذب ناقلات عالمية إلى مطار برلين الجديد .
كما أننا نرغب في تسيير رحلات منتظمة إلى برلين وشتوتغارت، إضافة إلى رحلاتنا اليومية الحالية إلى كل من فرانكفورت ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ التي تشهد نجاحاً كبيراً متواصلاً . وتقدم عمليات طيران الإمارات سلسلة طويلة من الفوائد والمنافع المباشرة وغير المباشرة، وسوف تعزز خدماتها المأمولة إلى برلين وشتوتغارت فرص المدينتين في استقطاب المزيد من السياح من الأسواق الجديدة والناشئة عبر شبكة خطوطنا العالمية .
* كيف تدير طيران الإمارات التنافس المتزايد في دول مثل تركيا والهند والصين على المدى الطويل؟
- تقوم طيران الإمارات بتشغيل رحلاتها إلى مختلف الدول بموجب حقوق النقل التي تحصل عليها دولة الإمارات العربية المتحدة بموجب الاتفاقيات الثنائية التي تبرمها الهيئة العامة للطيران المدني . وتجري مراجعة هذه الاتفاقيات بشكل دوري .
وموضوع المنافسة ليس بالجديد على طيران الإمارات المعروفة على مستوى العالم بمنتجاتها وخدماتها المتميزة واتساع شبكة خطوطها وعدد رحلات الربط المتعددة ذات التوقيت المميز التي توفرها عبر دبي .
* كيف تقيمون أسعار الطائرات عبر الطلبيات الجديدة؟
- تشارك طيران الإمارات في برامج شركتي بوينغ وإيرباص لتصنيع وتطوير الطائرات، ونقوم في هذا المجال بفحص وتقييم جميع الفرص بغرض الحصول على أفضل العروض .
* هل هناك توجه للتعاون مع مبادلة فيما يتعلق بفحص المحركات؟
- في إطار التوسعات الكبيرة التي تشهدها طيران الإمارات، نقوم حالياً بإنشاء وحدة خاصة لفحص المحركات في دبي . ونحن مستعدون للتعاون مع أي جهة في هذا الخصوص .
* هل هناك توجه لطرح اسهم الشركة أو جزء منها للاكتتاب العام؟
- هذا الأمر منوط بالكامل بحكومة دبي كونها الجهة التي تملك طيران الإمارات .
* كيف تقيمون عوائد السندات في الأسواق العالمية؟ وهل هناك توجه لإصدار سندات في الوقت الحاضر؟ وهل ترى أن ظروف الأسواق العالمية مناسبة لطرح سندات جديدة؟
- تعمل طيران الإمارات بصورة متواصلة على تنويع محفظتها التمويلية، وقد تلجأ إلى إصدار سندات إذا اقتضت الحاجة، وطبعاً إذا كانت ظروف الأسواق العالمية مواتية .
2011 النسخة الأكبر في تاريخ المعرض
وجه سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات كلمة لمجلة “درع الوطن”، بمناسبة معرض دبي الدولي للطيران ،2011 أكد فيها أنه على مر السنوات الماضية أثبت معرض دبي للطيران جدارته بالثقة التي يحظى بها على الساحة الدولية بوصفه واحداً من أكبر المعارض المتخصصة بقطاع الطيران حيث يستقطب أهم الشركات المعنية بهذا القطاع الاقتصادي الحيوي .
ويأتي هذا النجاح نتيجة حتمية للجهد الدؤوب الذي تبذله جميع الجهات المعنية في دولة الإمارات لتعزيز أهمية هذا الحدث وتطويره إلى الأفضل باستمرار، مما يشكل إضافة نوعية لدولتنا وقدرتها على تنظيم واستضافة أكبر المعارض الدولية وتوفير جميع عناصر النجاح لها .
وأضاف سموه: يعد معرض عام 2011 المعرض الأكبر في تاريخه حيث من المتوقع أن تشارك فيه 960 شركة من مختلف دول العالم تقدم أحدث ما أنتجته في مجال الصناعات الجوية، بحيث تتيح لآلاف الخبراء والمهتمين وصناع القرار في الشرق الأوسط والعالم الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه هذه الصناعات من تقدم وتطور تحت سقف واحد .
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إن ما يميز هذا الحدث في دورته الحالية هو كونه يقام بالتزامن مع احتفالات دولتنا بمناسبة مرور 40 عاما على إنشاء الاتحاد، هذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع ومحل فخرهم بالإضافة إلى أنه يعد آخر معرض يقام على أرض مطار دبي الدولي، حيث سيتم تنظيم دورته لعام 2013 كما هو مخطط له على أرض مركز المعارض ضمن مشروع دبي ورلد سنترال في منطقة جبل علي مما سيعطيه إمكانات إضافية سوف تعزز أهميته وتتيح له توفير خدمات وتسهيلات أفضل لخدمة العارضين والزوار .
وأضاف سموه: إن توقعاتنا وثقتنا كبيرة بأن يكون المعرض 2011 متميزا بكل المقاييس، بفضل الدعم اللامحدود الذي يلقاه من جميع الجهات المعنية وبالتالي سوف يسجل علامة فارقة في تاريخه تؤسس لمرحلة جديدة مع موقعه الجديد .
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}