طيران الإمارات تحتفظ بقدرة استثنائية بكفاءتها المالية

أكدت تقارير عالمية ان طيران الامارات تحتفظ بسجل ناصع وقدرة استثنائية على توفير التمويل اللازم لشراء طائرات جديدة وتعزيز أسطولها المؤلف اليوم من 200 طائرة في الخدمة اضافة الى 191 طائرة قيد الطلب.

وتقول مجلة "ايرفاينانس جورنال" ان القدرة على توفير مبالغ تصل الى نحو 6 مليارات دولار لتمويل 33 طائرة لا يمكن ان يتم الا من خلال شركة عالمية تتمتع بأعلى معايير الكفاءة التي مكنتها من مواصلة تحقيق الارباح طوال ربع قرن وهو امر لا يحدث كثيرا في شركات الطيران.

وقالت المجلة التي منحت طيران الامارات "جائزة الابتكار في التمويل للعام الماضي" ان منح هذه الجائزة لطيران الامارات لم يأت من فراغ، حيث نجحت الناقلة في يوليو 2012 في توفير التمويل لاربع من طائراتها من طراز ايه 380 عبر آلية جديدة تماما بالنسبة لتمويل الطيران وتعرف بـ"شهادات الضمان المعززة" لتكون بذلك اول ناقلة من خارج الولايات المتحدة تنجح في توفير التمويل عبر هذا المصدر وهي اول آلية ايضا تعتمد على ميثاق كيب تاون الخاص بالرهون على القروض.

سمعة طيبة

وأشارت مجلة ايرفاينانس جورنال الى ان الكثير من خبراء المال اكدوا ان مثل هذه الصفقة لا يمكن ان تتم نظرا لنقص الكثير من بنود الحماية لكن طيران الامارات واعتمادا على سمعتها في الاسواق العالمية نجحت في تنفيذ الصفقة البالغ قيمتها نحو 600 مليون دولار بل وكررت نجاحها هذا العام من خلال صفقة مماثلة ومع نفس الشركة وهي نوريك المتخصصة في التمويل التأجيري للطائرات.

وتشير المجلة الى ان الفريق المالي لطيران الامارات لديه اجندة مليئة على مدار العام في ظل الطلبية الكبيرة من الطائرات الجديدة التي يتوقع ان تنضم الى اسطول الشركة خلال الاعوام المقبلة وجميعها تحتاج الى تمويل. وعلى سبيل المثال فإن طيران الامارات تحتاج العام الجاري الى مبلغ يقدر بنحو 5 مليارات دولار لتمويل نحو 22 طائرة .

وفي سبيل ذلك أصدرت الناقلة شريحتين من السندات والصكوك برهنت من خلالها على قدرتها وكفاءتها في تنويع مصادر التمويل سواء التقليدي عبر البنوك مباشرة او من خلال اصدار السندات او الصكوك او الذهاب الى بنك الصادرات والواردات الاميركي وأخيرا شهادات الضمان المعززة كآلية جديدة مبتكرة.

نمو خلال الأزمة

وتشير المجلة الى ان هذا المبلغ لن يشكل عقبة كبيرة لطيران الامارات لتوفيره فهي مثلا وخلال الشهور الاربعة الاولى من العام الجاري استطاعت تدبير تمويل بقيمة 1.75 مليار دولار من خلال اصدار شريحتين من الصكوك غير المضمونة.

وهي صكوك لا يمكن ان تنجح لولا سمعة طيران الامارات في الاسواق العالمية وقدرتها على سداد كافة التزاماتها المالية والتي اكتسبتها خلال السنوات الماضية خصوصا وان سجلها المالي يتضمن اكثر من 25 عاما من الربحية المستمرة.

وقالت ان الناقلة لم تتأثر ماليا حتى في أوقات الازمة المالية العالمية ولديها مقدرات توسع ونمو هائلة لا ترتبط بمعايير الناتج الاجمالي العالمي ولذلك فقط نمت عائداتها مثلا خلال العام 2009 وهي إحدى سنوات الازمة العالمية بنسبة بلغت 11.5%.

100 مليار درهم

ووفقا لتقارير الشركة المالية وفرت طيران الامارات خلال السنوات الـ16 الماضية تمويلات تصل قيمتها الى 100 مليار درهم عبر مختلف مصادر التمويل المتاحة.

ونجح فريق المالية المكون من 17 موظفاً ممن يعملون لدى طيران الإمارات إلى جانب ثلاثة فرق مؤهلة متخصصة في القانون في اعتماد عقود التأجير والبيع وتصدير تمويل القروض وإصدار سندات أميركية لتمويل 16 طائرة من طراز بوينج 777 وثلاث طائرات إيرباص إيه 380 خلال عام 2009.

حصد الجوائز

حصدت طيران الإمارات العديد من الجوائز تقديرا للصفقات النوعية التي أنجزتها لتمويل توسعات اسطولها. حيث نال قسم المالية في الشركة خلال عام 2011 جائزة "أفضل فريق مالية للعام" من مجلة اير فاينانس جورنال نظراً لكفاءته العالية في ترتيب عقود تمويل 19 طائرة جديدة خلال عام شهد فترة عصيبة في مستويات السيولة النقدية عالمياً وإقليمياً فضلاً عن أدائه المتفوق في إدارة المخاطر والأموال.

وحصلت الناقلة كذلك على جائزة صفقة العام بصفتها أول ناقلة تصدر سندات بضمان بنك الصادرات والواردات الأميركي والتي نتجت عن بحوث تفصيلية شارك فيها كل من جولدمان ساكس آند كو وكاليون سكيوريتيز من أجل تمويل ثلاث طائرات بوينج 777- 300 ئي آر جديدة.

كما تسلمت الشركة جائرة "أفضل صفقة للعام في الشرق الأوسط" عن عقد التأجير الذي رتبته شركة دوريك أسيت فاينانس الألمانية لتصبح بذلك أول شركة طيران تحصل على ثلاث جوائز دفعة واحدة في تاريخ جوائز إيرفاينانس.

وخلال العام الماضي نالت الناقلة من نفس المجلة جائزة "الابتكار" عن صفقة تمويل أربع طائرات من طراز ايرباص إيه 380 مستخدمة شهادات الضمان المعززة.