الجحيل: قسائم وُزعت بطرق ملتوية.. للتكسب والمتاجرة!

قال رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن وعضو مجلس إدارة شركة الخليج لصناعة الكابلات جحيل الجحيل، إن الفكر الصناعي غائب عن الجهات الرسمية، والتي باتت تعاني من إهمال شديد بعكس الواقع الذي كانت تعيشه قبل نحو عشر سنوات مضت خالية من التعقيدات والروتين الحكومي السائد حاليا. ولفت في حديث مع القبس إلى استعداد الشركة لخلق منتجات جديدة وتحقيق قفزة نوعية في اطار انشطتها المتنوعة في حال توافرت الظروف المناسبة، موضحا ان عمل الشركة يتسع يوما بعد يوم على صعيد صيانة وتجهيز السفن، وإنتاج أكثر من نماذج من القوارب، إلى جانب تحديث السفن في العديد من أسواق الخليج العربي، خصوصا أننا نملك ورشات عمل تضاهي الورش العالمية، من حيث الجودة، وتقنية العمل والمواصفات، وذلك بفضل الأسلوب الإداري، الذي ساهم إلى حد بعيد في تجاوز الأزمة المالية العالمية وتداعياتها، وعدم التأثر بها، على الرغم من تأخير تسديد الدفعات المستحقة للشركة على جهات عديدة في الدولة.


مشاريع عدة

وأشار الجحيل إلى ابرز المشاريع التي تنفذها الشركة مثل خدمات الصيانة الميكانيكية بمحطة الشعيبة الجنوبية، ومحطة الزور الجنوبية لتوليد الطاقة الكهربائية، وكذلك أعمال الهياكل الحديدية، والميكانيكية، وتركيب الأنابيب والأعمال الكهربائية لمشروع تصميم، وإنشاء وتشغيل الخزانات الجديدة للغاز المسال بمصفاة الأحمدي.

وانتقد مفهوم الصناعة لدى المواطنين والذي ينظرون له على انه مدخل للربح السريع من خلال الحصول على الرخص والقسائم الصناعية للتكسب منها من خلال المتاجرة بها، وليس بهدف بناء قاعدة صناعية لتنويع مصادر الدخل، وخلق منتج جديد لتلبية احتياجات السوق المحلي من السلع والمنتجات، فضلا عن استيعاب العمالة الوطنية القادمة إلى سوق العمل.


ثقافة وفلسفة

وقال الجحيل إن التخلي عن مفهوم الصناعة الحقيقي أضر بالصناعيين الجادين، وشوه هذا القطاع، وحرم الشركات الجيدة من الحصول على الأراضي التي تم توزيعها بالسابق على أشخاص غير صناعيين بطرق ملتوية، مضيفا ان من المفارقات العجيبة ان هيئة الزراعة توزع أراضي خاصة بالزراعة والجواخير وحتى لتربية الكلاب، على حد قوله. وقال ان السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تتوافر قسائم زراعية مجهزة بالبنى التحتية، ولا تتوافر لدى الهيئة العامة للصناعة، في الوقت الذي نسمع بالقسائم الصناعية بمنطقة الشدادية منذ عشر سنوات، ولم نرها حتى الآن، وبالمناسبة هناك نحو مليون متر مربع تم سحبها من شركة المخازن العمومية سابقا، ولازال مصيرها مجهولا، ولم يتم توزيعها من جديد على الصناعيين الجادين.

وقال: على سبيل المثال طلبت شركة الخليج للكابلات وهي من أقدم الصناعات في مجالها بالكويت عدة مرات من هيئة الصناعة ارضا بقصد التوسعة ولغاية الآن لم تحصل على شيء، الأمر الذي دفع الشركة لإنشاء مصنع في الأردن، وحققت نتائج مضاعفة جراء ذلك على صعيد الإنتاج. وأصبح مصنعها هناك من أكبر المصانع، ويلبي احتياجات السوقين العراقي والأردني، علما بأن الشركة قادرة على تغطية احتياجات السوق الخليجي بالكامل من الكابلات لو توافرت لها الأرض والخدمات الضرورية في الكويت، كما أن شركة بناء السفن طلبت ارضا للتوسعة منذ سنوات لزيادة الطاقة الإنتاجية، ولم تلق استجابة.

واعتبر الجحيل ان انعدام التسهيلات الائتمانية من المشاكل التي يعاني منها الصناعيون، الأمر الذي يحد من الارتقاء بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتحويلها لصناعة أكبر، فضلا عن إغراق السوق بالمنتجات الخليجية علما بأننا لا نمانع من المنافسة الشريفة وحرية انسياب البضائع والسلع بين دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص.


اقتراح

اقترح جحيل الجحيل أن يكون جزء من المساعدات التي يقدّمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للدول الأخرى على شكل منتجات كويتية توزع على المصانع المحلية، الأمر الذي يعطي دفعة جديدة للصناعات الوطنية ويدعمها.