«الاتصالات»: «بتلكو» تهيمن على «البرودباند» التجاري... ونقترح إبقاء التزاماتها

أصدرت هيئة تنظيم الاتصالات للاستشارة العامة مسودة متعلقة بالمراجعة التي أجرتها مؤخراً على أسواق التجزئة والجملة بالنسبة للمنافسة في خدمات النطاق العريض «البرودباند» في البحرين.

ويشير رأي الهيئة الأولي إلى أنه لا يوجد أي مشغل يتمتع بقوة سوقية مؤثرة أو هيمنة في مجال توفير خدمات النطاق العريض الشاملة، ونتيجة لذلك فمن المناسب إعفاء شركة «بتلكو» من الالتزامات التنظيمية التي تفرضها عليها الهيئة حالياً.

إلا أن الهيئة توصلت فيما يتعلق بخدمات النطاق العريض عالية الجودة للقطاع التجاري، إلى أن من المرجح أن شركة «بتلكو» لا تزال تتمتع بقوة سوقية مؤثرة على مستوى خدمات التجزئة، وهيمنة على مستوى خدمات الجملة؛ ولذلك فإن الهيئة تقترح الإبقاء على الالتزامات التنظيمية على شركة «بتلكو» من أجل تعزيز توفير خدمات نطاق عريض تنافسية للقطاع التجاري في البحرين.

وتعليقاً على إصدار مسودة القرار، قال مدير عام الهيئة محمد بوبشيت: «إن مسودة القرار التي أصدرتها الهيئة لها بالغ الأثر في ضمان أن التنظيم في البحرين موجه، ويستهدف القطاعات التي تفتقر لوجود المنافسة. وإن مبادرة الهيئة بإزالة الالتزامات التنظيمية المتعلقة بخدمات النطاق العريض الشاملة تأتي في هذا الوقت لتؤكد نشوء منافسة قوية ومستدامة في السوق لا تعتمد على خدمات النفاذ المنظمة، حيث شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد خدمات الواي ماكس WiMax وخدمات النطاق العريض عبر الخطوط المتنقلة في البحرين. وفي مثل هذه الظروف، لم يكن هناك حاجة لأية إجراءات تنظيمية، حيث يتمتع المستهلكون بخدمات مبتكرة بجودة عالية وبأسعار أقل نتيجةً للمنافسة بين مشغلي الشبكات في البحرين».

يذكر أن آخر مراجعة أجرتها الهيئة لهذه الأسواق كان في العامي 2008 و2009، والتي توصلت من خلالها إلى أن شركة «بتلكو» تتمتع بهيمنة في أسواق النطاق العريض، ومنذ ذلك الحين طرأت عدة تطورات هامة في السوق أدت إلى ظهور بدائل تنافسية مستدامة لمستهلكي خدمات النطاق العريض الشاملة، والذين يشكلون في الغالب المستهلكين من القطاع السكني والمؤسسات التجارية الصغيرة.

ويتمتع هؤلاء المستهلكون حالياً بخيارات متعددة من مزودي الخدمات، بما في ذلك مزودي خدمات خط المشترك الرقمي (DSL) والخدمات الثابتة اللاسلكية (الواي ماكس WiMax) وخدمات النطاق العريض عبر الخطوط المتنقلة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض حصة شركة «بتلكو» في السوق بشكل كبير من أكثر من 90 في المئة من المشتركين في العام 2008 إلى أقل من 30 في المئة في العام 2012.

كما يبدو أن هناك قدراً أقل من المنافسة في خدمات النطاق العريض عالية الجودة للقطاع التجاري، حيث لم يحقق مشغلو الخدمات اللاسلكية المنافسون نجاحاً باهراً في هذا القطاع، إلا أنه لا يزال المشغلون المنافسون الذين يعتمدون على خدمات النفاذ المنظمة إلى شبكة الاتصالات الثابتة لشركة «بتلكو» مصدراً هاماً للمنافسة في خدمات النطاق العريض للقطاع التجاري.

وتعد النتائج الأولية التي توصلت إليها الهيئة من خلال المراجعة التي أجرتها، والتي تشير إلى أن شركة «بتلكو» لم تعد تتمتع بقوة سوقية مؤثرة أو هيمنة في مجال توفير خدمات النطاق العريض الشاملة، خطوة هامة في ضمان قيام الهيئة بمراجعة الإطار التنظيمي في البحرين بشكل مستمر، ومواكبته أحدث التطورات التنافسية في السوق.

وأسهمت القرارات التي اتخذتها الهيئة لإصدار تراخيص جديدة للخدمات الوطنية الثابتة اللاسلكية في العام 2007 والترخيص الثالث لخدمات الاتصالات المتنقلة في العام 2009 في تسهيل دخول شركتي «مينا تيليكوم» و»فيفا» إلى السوق كمشغليْن اثنيْن جديدين، وهما من الشركات المنافسة المهمة في مجال توفير خدمات النطاق العريض، وذلك يتبين من خلال مسودة القرار التي أصدرتها الهيئة أمس.

وذكرت الهيئة أنها تدرك في التحليل الذي أجرته بهذا الخصوص أن الإجراءات التنظيمية على مستوى خدمات التجزئة والجملة تلعب دوراً هاماً في تشجيع المنافسة في أسواق النطاق العريض للقطاع التجاري.

ودعت الهيئة الأطراف المهتمة إلى تقديم ردودها بشأن مسودة القرار خلال موعد أقصاه الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس (12 ديسمبر/ كانون الأول 2013). وستتمكن الأطراف المقدمة لردودها من تقديم ملاحظاتها حول الردود المقدمة من الأطراف الأخرى، وذلك من خلال جولة تقديم ردود متبادلة.