شهدت أسواق الأسهم تراجعاً حاداً نهاية الأسبوع الماضي في أعقاب تسجيل موجة بيع قويّة في عملات الأسواق الناشئة وتسجيل بيانات ضعيفة في قطاع التصنيع الصيني، مما أعطى إشارة على انحسار في نمو الاقتصاد العالمي.
وارتفع مؤشر "فيكس" للتقلبات (VIX) بنحو 18.14 نقطة، كما سجلت الليرة التركيّة هبوطاً أمام الدولار الأمريكي إلى مستوى 2.34 مقارنةً مع مستوى 2.15 المسجل بنهاية عام 2013، فيما تراجع دعم البنك المركزي الأرجنتيني للبيزو ليبلغ 8.15 مقابل الدولار الأمريكي قياساً مع مستوى 6.5 المسجل نهاية العام الماضي.
وتمثل الجانب الأبرز لتجنب المخاطر في أسعار صرف العملات الأجنبية للأسواق الناشئة في موجة البيع التي سجلتها البلـدان المصدرة للسلع التي تعتمد على الطلب الصيني؛ كما سجلت عملات الراند الجنوب إفريقي، والريـال البرازيلي، والبيزو التشيلي، والروبل الروسي، والروبية الهندية خسائر كبيرة أيضاً.
وقد تمتد نوبة التقلبات خلال الأسبوع، حيث تترقب الأسواق قرار "لجنة السوق المفتوحة" للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يومي 28 - 29 يناير، والذي يتعلق باحتمال خفض برنامج التيسير الكمي بواقع 10 مليارات دولار.
من جهة ثانية، أسهم التوجه نحو الملاذات الاستثمارية الآمنة في نمو سندات الخزانة الأمريكية بمعدل 2.715% مقابل 2.85% على أساس 10 سنوات. وحمل تقرير البطالة في المملكة المتحدة نتائج قويّة يوم الأربعاء الماضي، حيث تراجع معدل البطالة من 7.4% إلى 7.1%، وسجلت السندات البريطانية لأجل 10 أعوام مستويات قوية بنسبة 2.77%، في حين تراجعت السندات السيادية البرتغاليّة لأجل 10 أعوام إلى أقل من 5% للمرة الأولى منذ شهر أغسطس 2010، واقتربت من مستوى 5.233% الأسبوع الماضي. كما بلغت عائدات أسواق السندات العالميّة ذات التصنيف الاستثماري نحو 74 مليار دولار أمريكي.
وفي مؤشر على تراجع الاهتمام بفئات أصول الدخل الثابت، استقال محمد العريان من منصبه كمسؤول تنفيذي أول ومسؤول مشارك للاستثمار في شركة "بيمكو" العالمية لإدارة الأصول. وسيغادر العريان منصبه منتصف شهر مارس المقبل ضمن إطار خطة لإصلاح قيادة الشركة، ولكنه سيواصل تقديم المشورة لمجموعة التأمين الألمانية "آليانز"، الشركة الام لــ "بيمكو".
وبناءً على ذلك، لا نتوقع أي تأثير سلبي خطير على أموال شركة "بيمكو" الموصى بها من قبل "بنك الإمارات دبي الوطني".
وفي أسواق الائتمان المحلية التي تفوقت حتى اليوم لعدم إصدار سندات جديدة، كانت "مشاريع الكويت" (كيبكو) أول شركة خليجية تبرز على ساحة إصدار سندات جديدة. ويترقب المستثمرون إمدادات جديدة من الشركات التابعة لحكومة دبي. وقد صرّح سعيد محمد الطاير، الرئيس التنفيذي لــ "هيئة كهرباء ومياه دبي" أن الهيئة لن تصدر سندات خلال عام 2014، وأن مشتري سندات الهيئة جددوا اهتمامهم بعد سماع هذه الأنباء.
ويشير تقرير "آفاق القطاع المصرفي في دولة الإمارات لعام 2014"، الصادر عن وكالة "ستاندرد آند بورز لخدمات التصنيف الائتماني" الأمريكية، إلى أن قطاع البنوك الإماراتي مُقبل على آفاق مشرقة لهذا العام نتيجة تعافي سوق العقارات وتصاعد النمو الائتماني.
وتوقع التقرير انحساراً تدريجياً لخسائر الائتمان في القطاع العقاري في وقت سيوفر فيه اقتصاد دبي سريع النمو دعماً لتعزيز نمو القطاع المصرفي.
وأعلن "بنك الإمارات دبي الوطني" عن تسجيل أرباح بواقع 3.3 مليارات درهم إماراتي عام 2013 بزيادة قدرها 27% عن عام 2012، وسيتم توزيع أرباح نقدية بنسبة 25% لكل حصة.
من ناحية أخرى، تتوقع "وكالة الطاقة الدولية" تسجيل زيادة بنسبة 1.4% في الطلب العالمي على النفط بسبب موجات النمو في الاقتصادات المتقدمة، ولكن لا يمكن استبعاد خيبات أمل محتملة لمستقبل الطلب على النفط في الصين التي تشهد نمواً في استهلاك هذه السلعة خلال عام 2013، وهو ما تسبب بتراجع توقعات الوكالة في هذا الإطار. وثمة عامل سلبي آخر قد يؤثر على أسعار النفط، وهو إعلان إيران عن إجراء خفض طوعي لبرنامج تخصيب اليورانيوم في اثنين من منشآتها الرئيسيّة.
وكانت قوة الدولار مقابل عملات الأسواق الناشئة وضعف الأسهم عوامل ساعدت الذهب على تخطي المقاومة المهمة عند مستوى 1,255 دولار أمريكي لتشهد هذه السلعة ارتفاعاً للأسبوع الخامس على التوالي. وعلى المدى القصير، سيتمحور اهتمام السوق حول خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لبرنامج التيسير الكمّي، وموجة التباطؤ المتوقعة للحركة الشرائيّة في الصين، وذلك على خلفيّة العوامل الموسمية وبيانات التصنيع السلبيّة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}