تزداد أهمية قطاع السياحة البحرية بأبوظبي مع النمو الملحوظ الذي يشهده سنوياً في عدد السياح والرحلات، إضافة إلى معدل حجم إنفاق السائح البحري الذي يقدر للموسم الحالي 2013- 2014، بنحو 144 مليون درهم، بحسب نورة الظاهري مدير قسم البواخر السياحية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وقالت الظاهري لـ «الاتحاد» إن معدل إنفاق السائح البحري في أبوظبي يتراوح بين 550,8 إلى 734,4 درهم (150 إلى 200 دولار)، حيث إن قطاع السياحة البحرية في أبوظبي حقق نمواً في الموسم الحالي مسجلًا نحو 196 ألف سائح، مقابل 170 ألفاً في الموسم السياحي الماضي 2012– 2013.
وتشير التوقعات إلى تسجيل 200 ألف في الموسم المقبل، الذي يمتد من شهر أكتوبر 2014 حتى أبريل 2015، حيث يتمثل الهدف الاستراتيجي في الوصول إلى 500 ألف سائح بحري في العام 2020.
وبينت الظاهري أن عدد الرحلات البحرية إلى أبوظبي ارتفع إلى 79 رحلة للموسم الحالي، منها 65 رحلة دائمة و14 رحلة عالمية تجوب العالم وتمر في أبوظبي، مشيرة الى أن السياحة البحرية بدأت في العام 2006 بوجود شركتين فقط تقوم بـ 25 رحلة خلال السنة.
وتوقعت الظاهري أن يتجاوز عدد الرحلات للموسم المقبل الـ 90 رحلة مع اضافة شركتين من كبريات الشركات العالمية التي ستحمل كل واحدة منها أكثر من ألفي راكب.
وقالت: إن معظم سياح البواخر هم أوروبيون من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول، مشيرة إلى أن الموسم الحالي شهد نمواً ملحوظاً في عدد الرحلات العربية من سكان الدولة ودول الخليج العربي.
وأكدت أنه تم الإعلان مؤخراً عن شراكة وتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وسلطنة عمان لتطوير قطاع السياحة البحرية في الخليج العربي.
وفيا يتعلق بفترة إقامة السائح البحري، أوضحت الظاهري “أن بعض السياح يصلون في الثامنة صباحاً إلى أبوظبي ويغادرون في التاسعة مساء في نفس اليوم، وآخرون يصلون في 8 صباحا ويبقون لليوم الثاني.
جولات سياحية
وأكدت أنه عند وصول السياح إلى أبوظبي يقومون بجولات سياحية منظمة من قبل شركات مختصة، وذلك في عدة أماكن بأبوظبي، منها جامع الشيخ زايد ومنارة السعديات وشاطئ السعديات، إضافة إلى «عالم فيراري أبوظبي» وحديقة «ياس ووتروورلد» بجزيرة ياس، فضلاً عن زيارتهم للمراكز التجارية والمطاعم والفنادق وإنفاقهم على وسائل النقل والمواصلات، ما يشكل دعماً الاقتصاد الوطني.
وبينت أن معدل حمولة البواخر السياحية تتراوح بين 1500 راكب وتصل إلى 3 آلاف راكب كحد أقصى ويختلف ذلك باختلاف حجم السفينة السياحية.
وأشارت إلى وجود بواخر دائمة تتردد على الإمارة بشكل أسبوعي، في حين تزور البواخر الفاخرة الإمارة ضمن جولة حول العالم والتي تحمل عدد ركاب أقل يقدر بنحو 500 راكب.
وقالت الظاهري: إن الهيئة تستهدف البواخر الفاخرة في المواسم المقبلة للأعوام 2015 و2016 و2017، مشيرة إلى أن المواسم المقبلة ستشهد رسو باخرة فاخرة اسمها «ذا وورلد» التي تضم شققاً يملكها الركاب والتي أيضا تزور أبوظبي ضمن جولة تجوب العالم.
وتعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بنشاط على تطوير قطاع الرحلات البحرية من خلال تشجيع فرص زيارة الموانئ الداخلية في موسم الرحلات البحرية الشتوي، وتنظيم زيارات إضافية لموانئ أخرى تنطلق من المراسي المخصصة للرحلات البحرية في ميناء أبوظبي.
وتزايد عدد الزيارات الأولى للسفن منذ بداية الموسم الحالي 2013-2014 مقارنة بالموسم الماضي، ما يعد مؤشراً واضحاً على تسارع نمو قطاع السياحة البحرية في إمارة أبوظبي.
600 ألف سائح
وأفادت بيانات سياحة أبوظبي ودبي، بأن الموسم السياحي الجاري 2013 – 2014، (بين أكتوبر 2013 وأبريل المقبل) سيشهد زيارة 600 ألف سائح بحري للدولة، مقابل 550 ألفا في الموسم السياحي الماضي 2012 – 2013، بنمو يزيد على 9%، فيما تشير التوقعات إلى تسجيل 1,3 مليون سائح بحري في 2020.
وتسير 11 شركة سياحية رحلات إلى موانئ أبوظبي، بينها شركات “كوستا” و”عايده” و”إم إس سي”، وتشهد أبوظبي توسعات في خدمات السياحة البحرية بأبوظبي،حيث يوجد خطة لتشييد مبنى مسافرين جديد، ومن المقرر أن يتم اختيار أفضل تصميم من بين أربعة تصاميم في أبريل المقبل، تمهيدا لبدء الأعمال، ومن المتوقع أن يتم إنجاز المبنى خلال الموسم 2015 ـ 2016.
وكانت الظاهري توقعت تغييراً جاداً في المحفظة الخاصة بالرحلات البحرية بحلول العام 2015، خاصة مع الافتتاح المنتظر لمتحف “اللوفر أبوظبي” في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، وتحسين مرافق محطة ميناء زايد وهي من المحطات المهمة التي تضيف جودة وتنوعا للقطاع في المنطقة.
ويجري العمل حالياً على إصدار التأشيرة البحرية الموحدة بين موانئ الدولة، في إطار توجيهات القيادة العليا، لتعزيز القطاع السياحي كرافد رئيسي في الاقتصاد الوطني.
أنشطة «السياح البحريين» تدعم القطاعات الاقتصادية
حول أهمية السياحة البحرية لأبوظبي، قال علاء العلي، مدير عام شركة «نيرفانا» للسفر والسياحة: إن السياحة البحرية تشهد نموا ملحوظا في أبوظبي، مشيراً إلى ارتفاع معدل إنفاق السائح البحري، لا سيما أن عددا من البواخر التي تأتي للإمارة تكون فاخرة، وبالتالي يكون حجم إنفاق ركابها مرتفعاً.
وقال: إن معظم السياح يأتون ليوم واحد إلى أبوظبي، ويقومون بجولات سياحية إلى منارة السعديات، وجامع الشيخ زايد، والأسواق التجارية والمطاعم والفنادق، مشيراً إلى أن الشركة تدرس حالياً تنظيم رحلات للسياحة البحرية.
واتفق سايد طيون، المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق لمجموعة فنادق «إنتركونتيننتال» مع العلي، مشيراً إلى أن قطاع السياحة البحرية في تطور حالياً، حيث إن السياح الذي يأتون عن طريق البواخر السياحية يقومون بجولات سياحية داخل الإمارة، ويستخدمون المرافق الفندقية كالمطاعم، ما يدعم الاقتصاد الوطني.
وأكد أن زيارة سياح البواخر لأبوظبي تعزز من التدفق السياحي مستقبلاً، من خلال عودة هؤلاء السياح لتنظيم رحلات خاصة إلى الإمارة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}