على الرغم من الازدهار الكبير الذي تشهده دبي في الفترة الحالية، إلا أنها تسير بخطوات حكيمة خشية الوقوع في أخطاء الماضي التي أدت إلى فقاعة عقارية .
وقال تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بعنوان دبي تتسلق إلى قمة الازدهار وهي ترقب بحذر مخاوف حدوث فقاعة "إن شركة "إعمار" العقارية دشنت مشروعاً سكنياً جديداً طرحته في الأسواق وهو ما أدى إلى تهافت كبير للمشترين أمام مكاتب الشركة، ما دفع الشرطة للتدخل في نهاية المطاف لوقف الازدحام والتدافع".
حدث أمر مماثل في تصاعد زخم الطلب على أسهم إعمار التي تم تداولها في سوق دبي المالي، وتضاعف سعر الأسهم في الآونة الأخيرة وهو ما أغرى الكثيرين من المستثمرين للمشاركة في الطفرة الجديدة لازدهار سوق العقارات .
دروس مستفادة
وتبدي "إعمار" مؤشرات على أنها تعلمت من الدروس الماضية أي من الفقاعة العقارية السابقة .
ولذلك تقوم الشركة بتنويع استثماراتها في أقطار أخرى غير الإمارات والتخطيط لمضاعفة عائداتها من الاستثمارات الدولية التي ستصل إلى ما بين 20% و25% من إجمالي الاستثمارات في السنوات القليلة المقبلة، طبقا لمحمد العبار رئيس مجلس إدارة الشركة .
وظهر واضحاً النتيجة الإيجابية لتلك الاستثمارات، حيث بلغ دخلها 213 مليون دولار أو 11% من إجمالي دخل "إعمار" في العام 2013 .
وبين العبار أن حكومة دبي "طرحت مبادرات عدة لضمان استقرار القطاع العقاري لأجل بعيد" .
وتضمنت تلك المبادرات أن يدفع المطورون أثمان الأراضي بالكامل قبل الشروع في البناء واستكمال المشروعات العمرانية قبل طرح العقارات للبيع .
وخلال ذلك، اتخذت "إعمار" خطوات تهدف إلى تقليص مضاربات المستثمرين على الوحدات السكنية .
ويشار إلى أن الكثيرين من المشترين حاولوا بيع وحداتهم السكنية على الفور بعد توقيع عقود لشرائها بمقدم دفعات ضئيلة .
وأكد محمد العبار أن إعمار "فرضت قيوداً على جميع المستثمرين ومنعتهم من نقل وحداتهم السكنية أو إعادة بيعها ما لم يتم استيفاء 40% من قيمتها" .
ومن جهة أخرى، أشاد ريتشارد رودريغز، الذي عمل سابقاً رئيساً تنفيذياً ل "إعمار" من العام 2007 حتى العام ،2008 ببعد نظر وحكمة محمد العبار قائلاً: "لقد كنا نمضي أشهراً ونحن ندرس الأشكال المرغوب فيها لصحائف القمامة التي خصصت لجادة برج دبي" .
وانتبه إلى أنه ينبغي على "إعمار" أن تركز أكثر على تخصيص المبيعات للمستفيد النهائيين من الوحدات السكنية، وقال رودريغز إن "المضاربين ليسوا زبائن مخلصين، بل هم مستثمرون يسعون لجني الأرباح" .
وفي اللحظات الراهنة تستعيد دبي عافيتها وتزدهر، بعد أن أصبحت دبي واحة استقرار في المنطقة الحافلة بالتوترات الجيوسياسية، حيث واصلت تجارتها وأعداد السياح الوافدين إليها تتزايد بصورة مطردة في حين ارتفعت أسعار العقارات ما بين ال 40% وال 50% في بعض مناطق دبي وهو ما يجعل من عقارات دبي الأسرع نمواً في السوق العالمية .
ومن جهته، قال العبار إن "المدينة رسخت صدقيتها باعتبارها وجهة استثمارية آمنة وحاضنة لنشاط عالمي للأعمال ومركزاً لقضاء العطلات" .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}