قال موريزيو لانوتشه الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول: إن الشركة تعطي أولوية كبيرة لتعزيز وجودها الاستثماري في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، وإنها تعقد في هذا المجال حواراً مع بعض شركات وحكومات دول هذه المنطقة، كما عبر عن استعداد للاستثمار في التطبيقات التكنولوجية غير التقليدية التي يجري تطويرها في الولايات المتحدة..
مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيات تخلق حالة من الدينامية والحيوية داخل قطاع الطاقة على المستوي العالمي، بيد أنه أشار إلى أن هناك حاجة للتعرف بشكل دقيق على انعكاسات وتأثيرات هذه التكنولوجيات غير التقليدية بالنسبة للدول المنتجة للنفط في منطقة الخليج، فضلاً عن معرفة تأثيرات تحقيق الاكتفاء الذاتي الأميركي في مجال الغاز الطبيعي على العلاقات الخارجية للولايات المتحدة.
واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه يقع على رأس الأولويات الاستثمارية للشركة، معللاً ذلك بأن سياسة حكومة دولة الإمارات تعمل على المساهمة بشكل فعال في تعزيز التطور الإقليمي..
ولفت إلى أن الشركة تتطلع إلى الاستثمار في دول منطقة الشرق الأوسط، وأنها تترقب تحسن أوضاع بعض دولها التي تعاني من عدم الاستقرار، مؤكداً ان الشركة تتبنى نظرة استثمارية طويلة الأجل بالنسبة لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مناطق ذات أولوية
وحدد لانوتشه، المناطق الاستثمارية ذات الأولوية بالنسبة لشركة مبادلة للبترول، قائلا: عندما ننظر إلى أولوياتنا من زاوية المناطق الجغرافية، نجد أن هناك ثلاث مناطق محل تركيز واهتمام من جانبنا، تضم، أولاً: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تدعم فيها حكومة الإمارات الكثير من دولها، وهو ما يتيح فرصاً ضخمة للشركة، ثانياً: منطقة جنوب شرق آسيا..
وتمتلك فيها الشركة أصولاً استثمارية قيمة ومهمة، وهو ما يشكل حافزاً قوياً على استمرار الشركة في توسيع نطاق أعمالها في هذه المنطقة المهمة من العالم، ثالثاً: دول القارة الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، حيث تتطلع الشركة إلى تعزيز وجودها في هذه المنطقة في المستقبل.
وقال انوتشه: إن شركة مبادلة للبترول تعطي تركيز كبيراً لمعرفة ما يدور في الولايات المتحدة في مجال تطبيقات الطاقة غير التقليدية، حيث تخطط لنقل المعارف التكنولوجية من الولايات المتحدة إلى الإمارات.
صناعة المستقبل
وأوضح لانوتشه: إن شركة مبادلة للبترول ترغب في تكون جزءاً من التطور في التطبيقات التكنولوجية غير التقليدية في قطاع الطاقة، مشيراً إلى أن هذه التطبيقات سوف تعزز دينامية وحيوية صناعات الطاقة على الصعيد العالمي، ولكنه لفت إلى أن شركة مبادلة للبترول قد شرعت بالفعل في الاستثمار في التطبيقات غير التقليدية في قطاع النفط والغاز،على النحو الذي يتجلى بوضوح في استثماراتها في كل من إسبانيا وبريطانيا.
وقال لانوتشه في كلمة رئيسية ألقاها أمام مؤتمر نظمته أخيراً شركة «آي . إتش . إس»، إن شركة مبادلة للتنمية تدير أصولاً استثمارية بقيمة تصل إلى حوالي 200 مليار درهم، وإنها تسير بخطى وئيدة على طريق النمو والربحية، في إطار تحقيق ثلاثة مهام ضمن استراتيجية كبرى، تهدف إلى توطيد مكانة دولة الإمارات وأبوظبي كمركز رائد للأعمال والتجارة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
واستعرض لا نوتشه المهام الاستراتيجية الثلاثة لشركة مبادلة للتنمية، وتضم، أولاً: الإسهام في تحقيق استراتيجية التنوع الاقتصادي، بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز، ثانيا: تحسين جودة المستويات المعيشية للمواطنين، من خلال الارتقاء بخدمات البنى التحتية والنفط والغاز والرعاية الصحية والتعليم، وغيرها من الخدمات، ثالثاً: تحقيق الازدهار والرخاء للأجيال الإماراتية المقبلة، من خلال خلق بيئة مستدامة تُشجع على الإبداع والابتكار.
منظومة الأعمال
وقال: إن منظومة أعمال شركة مبادلة للتنمية تنهض على أربعة مجالات رئيسية، تشمل كلاً من: الاستثمار الرأسمالي، من خلال توجيه الاستثمارات إلى التكنولوجيات الصاعدة والجديدة، وقطاع النفط والغاز، والاتصالات، والقطاع الصناعي، وشرح أوجه النجاحات التي حققتها الشركات التابعة لمجموعة مبادلة، بإشارته إلى أن شركة ستراتا للتصنيع، تُسجل نجاحات مهمة وملحوظة في مجال تصنيع مكونات هياكل الطائرات في مدينة العين..
كما عززت شركة أتيك، مكانة غلوبل فاوندريز كثاني أكبر مصنّع لأشباه الموصلات في العالم.
ونجحت في استقطاب المزيد من العملاء العالميين لتوفير أشباه الموصلات لهم، فهي تعتبر المنصات الصناعية العالمية المهمة والرئيسة العاملة على تعزيز مكانة أبوظبي كلاعبٍ أساسي في مجال صناعة التكنولوجيا، كما أن شركة الإمارات للألمنيوم (إيمال)، هي شراكة مع شركة دوبال في ترقية مكانتها لتصبح رابع أكبر شركة منتجة للألومنيوم على مستوى العالم.
وأوضح أن السبب الرئيسي لتأسيس شركة مبادلة للبترول، يكمن في البناء على النجاح الذي حققته وحدة مبادلة للنفط والغاز في مجموعة مبادلة للتنمية، فهي تعد شركة عالمية طموحة وحديثة العهد، تنشط في مجالات استكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز.
وتم تأسيسها في عام 2012، مشيرا إلى أن مبادلة للبترول تدير أصولاً وعمليات تغطي كل مراحل سلسلة القيمة لأعمال الاستكشاف والتطوير..
حيث تشارك في عدد من المشاريع الكبرى بما في ذلك مشروع دولفين للطاقة، وهو مشروع أساسي لتلبية احتياجات الطاقة في دولة الإمارات، كما لديها مشروعات تهدف إلى تعزيز معدلات استخراج النفط في سلطنة عمان والبحرين، فضلاً عن مشروعات مهمة لاستكشاف النفط والغاز في كازاخستان، وتنزانيا، وجنوب شرق آسيا.
التركيز على الخارج
وأشار إلى أن دائرة عمليات وأعمال شركة مبادلة للبترول تغطي مختلف الأسواق والمناطق خارج إمارة أبوظبي، لافتاً إلى أن الشركة تعطي أولوية كبيرة لنقل الخبرات والمعارف المتقدمة والتطبيقات التكنولوجية المتطورة من الخارج إلى داخل دولة الإمارات وأبوظبي
وقال: إن هناك مجالات عديدة للتعاون بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة مبادلة للبترول، حيث وقعت الشركتان على مذكرة تفاهم في نوفمبر من العام الماضي، تنص على التعاون المشترك بين الطرفين في مجالات استكشاف وتطوير حقول غاز صغيرة، واستيراد الغاز الطبيعي المسال، وتطوير الطرق غير التقليدية في عمليات استكشاف وتطوير حقول الغاز..
وتطوير الموارد البشرية، وخاصة الكوادر الفنية والإدارية . وأكد لانوتشه أن شركة مبادلة للبترول قد تمكنت خلال فترة وجيزة من التحول من مجموعة صغيرة من الاشخاص المعنيين بالاستثمار في قطاع النفط والغاز، إلى شركة عالمية كبرى، تُوظف نحو 1000 شخص، وتمتلك استثمارات وأعمالا في مواقع مختلفة حول العالم.
وأكد لانوتشه أن شركة مبادلة للبترول تعطي أولوية كبيرة لزيادة قدراتها وإمكانياتها في مجال تأمين إمدادات الغاز الطبيعي لدولة الإمارات، حيث إنها تعمل على دعم الطاقة التشغيلية لمشروع دولفين لنقل الغاز الطبيعي من حقل الشمال القطري إلى دولة الإمارات والتي تزيد في الوقت الراهن على ملياري قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يومياً..
كما تستثمر في بناء مصنع للغاز الطبيعي المسال في إمارة الفجيرة، بطاقة تبلغ 9 ملايين سنوياً، فهي تمتلك حصة نسبتها 50% في شركة الإمارات للغاز الطبيعي المسال التي تقوم بتنفيذ هذا المشروع، وأشار إلى أن تنفيذ مثل هذه المشروع يسهم في تنويع مصادر إمدادات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال لدولة الإمارات.
واعتبر مسألة السيطرة على التكاليف بمثابة واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه شركة مبادلة للبترول، مشيراً إلى أن التكليف تتحدد بناء على اعتبارات وعوامل عديدة، وان الشركة سطرت قصص نجاح مبهرة في مجال إدارة أصولها المنتشرة في العديد من دول العالم، نتيجة سعيها الدائم لتحقيق الربحية، وهو ما تجلى في إدارتها لأصولها في دول جنوب شرق آسيا، منها، تايلاند وإندونيسيا.
فرصة ضائعة
أعاد موريزيو لانوتشه الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، شريط ذكرياته إلى الوراء، لدى سؤاله عن الفرص المهدرة التي لم يتم اغتنامها، وساق في هذا المجال، عرضاً تلقته مجموعة مبادلة للتنمية بأن تكون الطاقة التشغيلية لمشروع دولفين 3 تريليونات قدم مكعبة يوميا، وليس تريليوني قدم مكعبه، ولكنه قال إنه من المتعين تقييم هذا العرض في سياقه الزمني، حيث كان السؤال المطروح هو كيفية بيع هذه الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي، بل كانت هناك شكوكاً في إمكانية بيع كمية مقدارها تريليوني قدم مكعبة.
وقال لانوتشه: إنه يتبنى شخصياً فلسفة تقوم على عدم النظر مطلقاً إلى الوراء، بل النظر دائماً للأمام، والتعامل مع تطورات الماضي.
وفرة الأموال وندرة الأكفاء
قال موريزيو لانوتشه الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول: إن الأموال متوفرة بشكل كبيرة، ولا يشكل الحصول عليها مشكلة كبيرة بالنسبة للشركات الكبرى العالمية، بيد أن التحدي الرئيسي يكمن في توظيف الكفاءات والمهارات، ورفع القدرات المهنية للعاملين.
واكد لانوتشه أن شركة مبادلة للبترول تولي أولوية كبيرة لمسألة استكشاف أصحاب المهارات والخبرات، وتوظيف الأشخاص الأكـــفاء، مشيراً إلى أن احتضان الكفاءات من الأجيال الشابة، يمثل أحد التحــديات الرئيسية التي تواجه الصناعة.
واستعرض أبرز مميزات فريق عمل شركة مبادلة للبترول، بإشارته إلى أن الفريق يمتاز بتنوع خبراته المحلية والعالمية في مجال النفط والغاز، حيث يضم عددا كبيرا من الموظفين من مختلف الجنسيات.
وأضاف قائلاً: «تعتمد أعمالنا التجارية وعملياتنا على صناعة الاستكشاف والإنتاج التي يديرها طاقمنا من القادة والمحترفين المعروفين بخبرتهم الواسعة وإنجازاتهم المتميزة في هذا القـــطاع عالمياً. فبالنسبة إليهم، تعتبر شركــة مبادلة للبترول المكان الأمثل للاستفادة من خبراتهم وإبراز روح الابتكار لديهم لمتابعة تحديات جديدة وتقديم نموذج قيادي يحتذى به في الجيل القادم من القادة في هذه الصناعة» .
واعتبر لانوتشه أن تطوير القوى العاملة الوطنية في جميع مواقع عملنا، يمثل أهم العوامل الرئيسية المعززة لنجاحات الشركة، مشيراً إلى أن الشركة توظف كادراً من الإماراتيين الموهوبين الذين تطوروا مهنياً في صناعة النفط والغاز، وأصبحوا الآن قادرين على توسيع آفاقهم والارتقاء بمهاراتهم إلى مستوى جديد على الصعيد العالمي.
واستدرك في حديثه بقوله: «نحن نقوم في كل نقطة من مواقع عملنا، بدءاً من أبوظبي وحتى جنوب شرق آسيا، بتطوير وتدريب الكوادر المهنية الواعدة، حيث نعمل على إعطائهم المسؤولية ومنحهم الفرصة الكاملة للمساهمة والتأثير بطريقة مباشرة في نتائج عملنا، ويمتلك فريق القيادي التنفيذي لشركة مبادلة للبترول خبرة عالمية كبيرة تشمل نطاق واسع من المجالات الفنية والتجارية، مما يعمل على الارتقاء بأعمالنا ويضمن تحقيق نمو مستدام وعائدات تنافسية» .
وأكد لانوتشه ان شركة مبادلة للبترول تبذل قصارى جهدها من أجل زيادة نسب توطين الوظائف لديها، دون التنازل عن معايير الجودة والكفاءة، مشيراً إلى أن المواطنين الإماراتيين يشكلون نسبة قوامها حوالي 45% من إجمالي عدد العاملين في منشآت الشركة بإمارة أبوظبي، كما تصل نسب توطين الوظائف في العمليات التي تنفذها الشركة في دول جنوب شرق آسيا إلى مستويات عالية، تصل في بعض الدول إلى ما يزيد على 90%.
100 دولار للبرميل يحقق صالح المنتجين والمستهلكين
أعرب موريزيو لانوتشه الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، عن تفضيله أسعار للنفط في حدود 100 دولار للبرميل الواحد، مشيراً إلى أن هذا المستوى من الأسعار يحقق صالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وقال لانوتشه: إنه رغم عدم امتلاكه نظرة استشرافية، إلا أنه يعتقد أن هناك مستويات سعرية معينة قابلة للاستمرار، نظراً لضغوط الموازنة في الكثير من الدول المنتجة للنفط، وارتفاع التكلفة المرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة وغير التقليدية، وصعود هيكل تكليف شركات النفط .
وخلص إلى القول بأن تسجيل النفط سعراً في حدود 100 دولار للبرميل، يعد أمراً جيداً للمستهلكين والمنتجين .
سارة أكبر أول خليجية تترأس شركة نفطية
عبر موريزيو لانوتشه الرئيس التنفيذي التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، عن سعادته الغامرة بتولي السيدة سارة أكبر منصب الرئيس التنفيذي لشركة كويت انرجي، معتبراً ذلك بأنه يمثل حالة غير مسبوقة على الصعيدين الخليجي والمحلي لتولي سيدة منصباً مرموقاً كهذا في شركة عاملة في قطاع الطاقة .
واكد أن شركة مبادلة للبترول تحرص على تمكين الإناث لشغل الوظائف في مختلف المستويات الوظيفية، من خلال توفير الفرص الوظيفية للسيدات، معرباً عن اعتقاده بأن تطور التكنولوجيا يمثل عاملاً مساعدة لزيادة حضور الإناث داخل قطاع النفط والغاز.
وقال: إن توظيف الإناث داخل شركة مبادلة للبترول، يشكل تحدياً رئيسيا لمعالي سهيل محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، ورئيس مجلس إدارة شركة مبادلة للبترول.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}