يقدر حجم الاستثمارات الإجمالية المتوقعة للقمر الصناعي الثالث «الياه 3»، الذي تطلقه «الياه سات» بالربع الرابع من عام 2016، بـ 1,47 مليار درهم، بحسب تقديرات مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات».
وقال محمود، لـ «الاتحاد»: إن الشركة في المراحل النهائية لتصميم القمر الجديد، على أن تبدأ خلال الربع الثالث من العام الحالي تصنيعه لمدة تتراوح بين عامين و3 أعوام.
وتهدف «الياه سات» من إطلاق القمر الصناعي الثالث «الياه 3» إلى توسيع نطاق خدماتها التجارية المتمثلة بخدمة الإنترنت (نطاق Ka)، لتشمل تغطيتها 17 دولة إضافية و600 مليون مستخدم للإنترنت، وبالتالي فإن إجمالي الدول التي ستغطيها الشركة بعد إطلاق القمر الثالث في مجال خدمة الإنترنت (نطاق Ka) يزيد على 40 دولة.
وتقدم الخدمة الاتصال الفضائي الموثوق بالإنترنت إلى مناطق واسعة من العالم وبأسعار تنافسية، بما يلبي احتياجات الناس في المناطق النائية، والتي لا تتمتع بخدمات الاتصالات، وذلك للأفراد والشركات ومزودي خدمات الاتصالات.
ويعتمد القمر الصناعي «الياه 3» على أكثر التقنيات المتقدمة والمتوفرة في السوق.
وأكد محمود أن ما يميز القمر الصناعي الثالث «الياه 3» أنه سيكون مخصصاً بالكامل للخدمات والحلول التجارية، نتيجة للنجاح الكبير الذي حققته الشركة في الخدمات التجارية من خلال القمرين الأول والثاني، والثقة الكبيرة بقدرة الشركة على اختراق السوق التجاري في مجال الأقمار الصناعية.
وشدد على أهمية إطلاق قمر صناعي ثالث من قبل إمارة أبوظبي، مما يعزز من مكانتها عالمياً، من خلال خروج الشركة من نطاق إقليمي واسع عبر القمرين السابقين، إلى نطاق عالمي مع تغطية تصل إلى 4 قارات، موضحاً أن الشركة وصلت إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا، إضافة إلى أميركا اللاتينية المتمثلة بالبرازيل.
ومن ناحية التغطية الجغرافية، قال محمود إن القمر يغطي بعض المناطق التي يغطيها القمر الصناعي الثاني في إفريقيا، إضافة إلى دول جديدة في إفريقيا، فضلاً عن البرازيل، مشيراً إلى أن التغطية لأماكن جديدة تعزز قدرات الشركة التنافسية في الأسواق من خلال سعة فضائية وحمولة أكبر وتقنيات أكثر حداثة، وبالتالي خدمات أسرع.
وبين أن القمر الصناعي الثالث يغطي 95٪ من سكان البرازيل، و60٪ من إفريقيا، وذلك بخدمات «الياه كليك».
وأضاف: «يتميز القمر الصناعي «الياه 3» بأدائه العالي واعتماده بشكل كامل على نطاق الإنترنت (Ka)، ويساعد تصميمه المتطور في الوصول إلى أعلى المستويات، من حيث التكلفة والسعة والتغطية والمرونة، ويدعم تقديم خدمة الإنترنت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى 600 مليون مستخدم في القارتين، ويتماشى هذا الإنجاز مع هدف «الياه سات» في التشجيع على التنمية الاجتماعية والتطور الاقتصادي، من خلال تقديم منصة تمكن الناس من الوصول إلى المعلومات، وتساعدهم في الانتقال إلى مرحلة مشاركة البيانات والمعلومات رقمياً، إضافة إلى تسهيل أعمال الشركات ما يمكنها من توسيع مجال شبكتها وخلق فرص عمل جديدة».
وفيما يتعلق بآلية تعيين الشركة المصنعة، قال محمود إن الشركة بدأت عملية تعيين تلك الشركة منذ وقت طويل، حيث تطلب الأمر حوكمة دقيقة وإجراءات مطولة تجارية وقانونية، وسيتم الكشف عن الشركة المصنعة التي تم اختيارها في وقت لاحق.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات» عن مناقشات حالية وعمليات دراسة وتقصي تحصل مع شركاء الشركة الحاليين في إفريقيا لإعطاء الأولوية لهم لعقد شراكات جديدة، إضافة إلى فتح الباب لعقد شراكات جديدة مع شركاء جدد لا سيما في قطاعات أخرى، حيث يوجد نقاشات جادة مع شركات اتصالات جديدة في إفريقيا.
وحول الاستفادة من خدمات القمر الصناعي الثالث في الدول المعنية، قال محمود: إن التركيز يكون في تقديم خدمات الأقمار الصناعية في المناطق شبه المغطاة وغير المغطاة، وأوضح أن عدداً من الدول، لا سيما النامية، تعاني من عدم وجود تغطية خارج المدن الرئيسية مثل نيجيريا على سبيل المثال، حيث إن «الياه سات» عبر أقمارها توفر حلولاً اقتصادية وتجارية أكثر فعالية لهم، بدلاً من الاستثمار في الخدمات الأرضية التي تحتاج إلى تكلفة أكبر، مشيراً إلى أن المناطق المغطاة لديها في الأصل البنية التحتية الأرضية فلا تحتاج إلى خدمات أقمار صناعية.
وأكد أن خدمات القمر الصناعي الثالث توفر جميع الخدمات الأرضية عبر الألياف الضوئية، مثل بروتوكول الإنترنت وكافة الخدمات ذات التقنية العالية.
التوطين
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات» أن الشركة ستوفر فرص ابتعاث لـ 20 مواطناً إلى الدولة التي سيتم فيها تصنيع القمر للمساهمة في عملية تصنيعه وكسب الخبرة في هذا المجال، مشيراً إلى أن ذلك البرنامج سيتوفر للعاملين الحاليين في الشركة ومن خارج الشركة.
وقال: إنه يتم حالياً العمل على وضع آلية لطريقة تقديم طلب الالتحاق ببرنامج البعثة، مشيراً إلى إمكانية التواصل مع الشركة عبر موقعها الإلكتروني للاستفسار.
وأشار إلى أن نسبة التوطين الحالية في الشركة تبلغ 57٪، متوقعاً أن يوفر إطلاق القمر الجديد فرص عمل للمواطنين، وبالتالي المساهمة في رفع نسبة التوطين. وتوقع أن تصل نسبة التوطين بالشركة إلى 60٪ خلال عام 2016.
وفي ذات السياق، أشار إلى أن أعضاء الفريق الذي قام بتشغيل القمرين الأول والثاني بكفاءة سيكونون مدراء مشروع القمر الصناعي الثالث، بعد أن اكتسبوا الخبرة اللازمة من تشغيل القمرين السابقين.
وقال: إن 70٪ من فريق تشغيل الأقمار في الشركة حالياً من المواطنين، وعملية التدريب تتم من قبل مواطنين وأجانب.
«الياه سات» تسهم في تنمية مجتمعات الدول المغطاة
قال مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات»، إن التجارب السابقة لخدمات القمرين الصناعيين الأول والثاني تثبت أهميتها في خدمة المجتمعات المحلية، وذلك سينطبق على القمر الصناعي الثالث الذي سيقدم خدمات «الياه كليك» أيضاً.
وأضاف «وصلت خدمات «الياه كليك» إلى مراكز صحية في كينيا وأوغندا والمدارس في جنوب إفريقيا على سبيل المثال، إضافة إلى مراكز الاقتراع في باكستان، والشرطة، فضلاً عن دعم التغطية الإعلامية للمناطق غير المغطاة».
وأضاف: «في كينيا، مكّنت خدمة «ياه كليك» الطلاب والمعلمين من التواصل مع أشخاص في الولايات المتحدة، لمواصلة تعلّمهم واكتسابهم مهارات جديدة، الأمر الذي يعكس قدرة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات على توفير مزيد من فرص التعليم، ليساعد بدوره على نمو وتطور المجتمعات.
ومن الضروري، تحسين النظام التعليمي في تلك الدول لتنافس بشكل متزايد في الاقتصاد العالمي».
وتبرز أهمية خدمة «ياه كليك» في حالات الطوارئ، ففي أزمة الرهائن بمركز «ويست غايت» للتسوق في نيروبي خلال شهر سبتمبر 2013، طلبت شبكة إذاعة «بي بي سي» بثاً مباشراً عالي السرعة طوال فترة الأزمة، وبذلك نُصبت أجهزة تشغيل خدمة «ياه كليك» خارج مركز التسوق، ما مكن شبكة الإذاعة البريطانية من الاتصال وتزويد العالم بآخر الأخبار عن وضع الرهائن، وتقديم تقرير مباشر من الموقع من دون الحاجة إلى العودة إلى المكتب لإرسال الصور والفيديو.
وتستخدم حكومات المنطقة أيضاً خدمة «ياه كليك» كجزء من الحل الأساسي لتقديم خدمات التواصل عبر الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، فعلى سبيل المثال، تستخدم وزارة التطوير والتنمية الريفية (MRRD) ووزارة التربية والتعليم (MoE) في أفغانستان خدمة «ياه كليك» في أكثر من 45 موقعاً و100 نقطة اتصال في البلاد، لتوفر للمستخدمين اتصالاً مضموناً بشبكة الإنترنت.
وتستفيد المنظمات الدولية، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في أفغانستان من خدمة «ياه كليك» في مكاتبهم، ليتواصل من خلالها الموظفون مع فرق عمل عدة في مختلف المواقع بشكل موثوق وآمن، خاصة المناطق النائية والجبلية.
وتستخدم قوات الشرطة في جنوب أفريقيا خدمة «ياه كليك» لمكافحة مخالفات المرور، من خلال تأسيس محطات للرصد في جميع أنحاء الدولة، بما يشمل المناطق النائية، وتتمكن إدارة المرور الآن من نشر خدمات وتطبيقات إدارة حركة الاتصالات النقالة في جميع أنحاء البلاد، وبذلك تتيح خدمة «ياه كليك» إمكانية توظيف تقنية مسح البصمات للتعرف إلى المخالفين بسرعة وموثوقية، حيث لم يكن ممكناً عبر الاتصال بالإنترنت بتقنية الجيل الثالث، نظراً إلى عدم موثوقية الاتصال وعدم توافره في المناطق النائية.
الشمري: تقنية المعلومات والاتصالات أهم محاور رؤية أبوظبي 2030
أكد حميد الشمري، الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والخدمات الهندسية في مبادلة، أن تشغيل قمر صناعي ثالث لأبوظبي يرفع من مكانة أبوظبي في مجال صناعة وتشغيل الأقمار الصناعية عالمياً، لا سيما وأن شركة «الياه سات» تعتبر ثامن أكبر مشغل أقمار صناعية بالعالم من حيث العائدات.
وأكد أن عمل «مبادلة» بشكل عام يتمركز في تطبيق رؤية أبوظبي 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد على المعرفة، مشيراً إلى أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات من أهم القطاعات التي تهتم رؤية أبوظبي بها.
وشدد الشمري «على مواصلة العمل والتطلع للمستقبل، ودائماً ننظر للمرحلة المقبلة، حيث إنه لن نكتفي فقط بقمرين صناعيين، لأن الأقمار لها عمر افتراضي محدد».
وأضاف «إن انتشار خدمات «الياه سات» في إفريقيا فاق التوقعات، وفي بعض الدول سنصل للحد الأقصى من القدرة الاستيعابية خلال العامين المقبلين، ما يدعو إلى زيادة نسبة التغطية في أفريقيا».
وتابع «ننظر حالياً إلى البرازيل ذات المساحة الجغرافية الواسعة، لكنها تواجه ضعفاً في البنية التحتية في بعض المناطق، وبالتالي فإن التغطية الفضائية عبر الأقمار أفضل وأسرع الحلول».
وفيما يتعلق بالتوطين، قال الشمري، إن «الياه سات» واحدة من أهم الشركات التابعة لـ «مبادلة» للطيران في مجال تقنية المعلومات، وتوفير فرص عمل للمواطنين، حيث من المتوقع أن تصل نسبة التوطين في «الياه سات» من 57٪ حاليا إلى 75٪ خلال الأربع أو الخمس سنوات المقبلة.
ولفت إلى وجود برامج، بالتعاون مع الجامعات لتطوير الخريجين، وتأهيلهم في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، مشيراً إلى أن «الياه سات» لديها مركزان للتحكم في أبوظبي والعين، ما يعني توفير فرص عمل في كل منهما. وأكد أن بناء قمر صناعي ثالث سيعتمد على المواطنين أكثر من القمرين السابقين، لأن الفريق الذي دخل في عملية متابعة وتصميم وتصنيع القمرين الأول والثاني سيكون الفريق الرئيسي في تشغيل القمر الثالث، بعد أن أصبح لديه خبرة واسعة وغنية في هذا المجال.
وفيما يتعلق بأهمية تغطية البرازيل بخدمات القمر الصناعي الثالث، أشار إلى أن 60٪ من البرازيل هي غابات، حيث إن أعمال البنية التحتية ستسبب في إزالة نسبة كبيرة من الغابات وبالتالي التأثير سلباً على البيئة، في حين أن وجود تغطية للاتصالات والإنترنت من غير خدمات أرضية عامل إيجابي في تحسين حياة الشعوب، وربطهم بالعالم وتعزيز العلم، إضافة إلى الحفاظ على البيئة، وتوفير فرص العمل.
وأكد أن تكلفة التغطية عبر الأقمار الصناعية أصبحت منافسة للتغطية الأرضية، لا سيما في القدرات المالية المحدودة لبعض الدول.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}