أكد أنور أحمد وجدي نائب الرئيس التنفيذي ومدير إدارة تنمية الثقافة المؤسسية في موانئ دبي العالمية، أن الشركة تتمتع بثقافة مؤسسية عريقة، نمت وتأصلت منذ تأسيسها، وتعتبر جزءاً من تكوينها، مشيراً إلى أنها تعكس الطبيعة العالمية للشركة بمزيجها الغني بالجنسيات المختلفة والخلفيات الثقافية المتنوعة، لافتاً إلى أنه برغم هذا التنوع، يتشارك أفراد عائلة موانئ دبي العالمية المؤلفة من حوالي 30000 شخص، التزاماً راسخاً بقيم الشركة المرتكزة على موظفيها وعملائها، والمتمثلة بتحقيق النمو المربح والسلوك المؤسسي المسؤول، وتشجيع وتبني التميز والابتكار.
شخصية الشركة
وأوضح وجدي أن موانئ دبي العالمية تعتبر موظفيها من أهم أصول الشركة، وأضاف: «هذا ليس بشعار تسويقي، بل واقع ونهج نعززه من خلال استماعنا لهم بشكل دائم، سواء من خلال اللقاءات الشخصية المباشرة، أو من خلال إشراكهم باستبيانات دورية، نسعى من خلالها لمعرفة الأمور التي تحفز أي موظف في الشركة على النهوض من سريره صباحاً والحضور إلى العمل بحماس.
وقد حدد موظفونا أربعة مجالات، اعتبروها محفزة على العمل، وهي السلامة، وظروف العمل، وتركيزنا على العملاء، ومسؤوليتنا المؤسسية.
وتشكل هذه المجالات جزءاً من ثقافتنا المؤسسية، لأنها جزء من شخصية الشركة، ومن الصلة التي تربطنا جميعاً في سعينا نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة والمستمدة من رؤية قادتنا».
بيئة العمل
ولفت وجدي إلى أنه بالرغم من أهمية الراتب والمكافآت بالنسبة لأي موظف، إلا أن هذه الأهمية تتلاشى إذا ما وجد نفسه في بيئة عمل سيئة، وهناك العديد من الأمثلة على موظفين تركوا وظائفهم في عدد من المؤسسات ليعملوا برواتب أقل في أمكنة أخرى تتمتع ببيئة عمل محفزة ومريحة، وأضاف: «تعد موانئ دبي العالمية من المحظوظين، حيث إن موظفينا يفخرون بالعمل في الشركة، ويتطلعون إلى النمو معها».
وحول مدى اهتمام فريق عمل الشركة بثقافتها المؤسسية، قال وجدي: «في الواقع جميعنا نمضي ساعات طويلة في مقار أعمالنا، وعلى الأرجح نمضي وقتاً أكبر في المكتب مما نقضيه مع أسرنا، وبالتالي، تصبح الشركة بموظفيها بمثابة بيتنا الثاني وأسرتنا الثانية، ومن هنا تأتي أهمية تنمية الحس بالانتماء وبالمسؤولية عن تصرفاتنا وسلوكنا المؤسسي. ونحن كإدارة مهتمون بالنمو الشخصي والتطور المهني لموظفينا، ونعمل على تزويدهم بالخبرة وتمكينهم بالأدوات اللازمة لاتخاذ القرارات والابتكار وتشجيع الأفكار الجديدة».
وتابع قائلاً: «هذا نابع من رؤيتنا التي تتماشى مع رؤية دبي، وتهدف إلى تحقيق القيمة المستدامة من خلال النمو العالمي والخدمة والتميز، وأيضاً من مهمتنا التي تملي اتباع مقاربة عالمية لبيئات عمل محلية، حيث التميز والابتكار والربحية تصب في صميم فلسفة العمل التي نتبعها من أجل تقديم خدمة عملاء استثنائية. وهذه ليست مجرد كلمات، بل أسلوب العمل الذي نلتزم به جميعاً، والذي يعود بالنفع على الشركة».
ترابط العاملين
ولفت وجدي إلى أهمية التحدث الجماعي بين فريق العمل عن ثقافة الشركة ومشاركة الشغف بتعزيزها، إذ إن نشر هذه الثقافة عبر الشركة يزيد من ترابط العاملين فيها، بحيث يمكن لكل مدير إدارة أو وحدة أن يتحاور مع موظفيه عن ثقافة الشركة، وما الذي يرغبون بتحقيقه في الشركة، والأمور التي يشعرون بوجوب تطويرها، وأشار إلى أن موانئ دبي العالمية تسخر جميع وسائل الاتصال الداخلي للترويج لهذه الثقافة، وإشراك جميع الموظفين في نشرها، وأضاف: «إننا جميعاً على اختلاف درجاتنا الوظيفية، نعمل كسفراء وأنصار الثقافة المؤسسية، وسوف نقوم قريباً بتعيين أنصار للثقافة المؤسسية في جميع وحدات العمل عبر محفظة أعمالنا العالمية، ليكونوا صلة الوصل المحورية لزملائهم في وحدات العمل الخاصة بهم».
الانفتاح والتطور
وحول ما تبذله موانئ دبي العالمية لتعزيز الوعي بثقافة الشركة، قال وجدي: «يكمن نجاح جهودنا في تعزيز الوعي بالثقافة المؤسسية بكلمة واحدة، ألا وهي التواصل. فهي الوسيلة الوحيدة لكسر العزلة في التفكير. ما يميزنا في موانئ دبي العالمية، هو الانفتاح، وسعينا الدائم للتطور، حيث في وسع أي موظف، مهما كانت درجته الوظيفية، التواصل الإنساني المباشر مع مسؤولي الشركة والوصول إليهم، ما يجعل من الشركة بيئة عمل سليمة ومنتجة.
وهذا ما يفتأ يردده كل من تحدثت معه من موظفين متقاعدين أو متدربين في المؤسسة، وحتى الموظفين الجدد.
ولكن في الوقت ذاته، فإن المهمة ليست بسهلة، ويجب علينا كمؤسسة أن نتحلى بالواقعية والصبر، كي نتمكن من التعامل مع التحديات التي نواجهها.
ويشكل تعزيز الثقافة المؤسسية عاملاً مهماً في التغلب على أي صعوبات من خلال التواصل المباشر مع جميع أصحاب المصلحة».
وحول أبرز خطط إدارة تنمية الثقافة المؤسسية، قال وجدي: «حيث إن الإدارة حديثة الإنشاء، فسوف أركز على الاستماع للعاملين ومعرفة ما يتطلعون إليه، وكيف يشعرون في ما يتعلق بمختلف القضايا التي تعنيهم. كما يملي علي دوري الجديد توجيه الكوادر الإماراتية الشابة العاملين، والإشراف على تأسيس ثقافة تستمر لأجيال قادمة».
توجه جديد
تعد الثقافة المؤسسية من التوجهات الجديدة في عالم الأعمال، وقد بدأت تكتسب زخماً متزايداً واهتماماً بتعريفها وفهمها وتبنيها، خاصة من قبل كبرى الشركات المحلية والعالمية، ومنها مشغل المحطات البحرية العالمي، موانئ دبي العالمية التي تعتبر الثقافة المؤسسية أسلوباً لتقييم استدامة الشركة على المدى الطويل، إيماناً منها بأن الأفراد ومواقفهم وسلوكهم يصنع المؤسسة، سواء كانوا موظفين على اختلاف درجاتهم، أو عملاء أو مستثمرين أو القيمين على إدارتها.
فريق العمل: ثقافة الشركة تحفز الابتكار والإنتاجية
أكد موظفون في موانئ دبي العالمية، أن بيئة العمل في الشركة محفزة على الإبداع والابتكار والإنتاجية، ويعزى ذلك إلى سياسة الأبواب المفتوحة التي يتبعها مسؤولو الشركة، وتشجيعهم الدائم للموظفين لاقتراح حلول مبتكرة لتطوير العمل. ولخص سعيد المكتوم الذي يعمل في إدارة التخطيط الاستراتيجي ودعم الأعمال في موانئ دبي العالمية منذ قرابة العامين، مفهومه لثقافة موانئ دبي العالمية، بثلاث كلمات: المرونة والتفاني والمشاركة الإيجابية.
حيث يرى أن فهمه لثقافة الشركة من خلال هذه المحاور الثلاثة، ينعكس على أدائه لعمله اليومي بشغف كبير ومهنية عالية وتركيز على المحافظة على مكانة الشركة الرائدة وتعزيزها. من جانبه، يرى علي القرقاوي الذي التحق بالعمل في موانئ دبي العالمية كمحلل تجاري منذ أكثر من عام، أن ثقافة الشركة تقوم على خدمة العملاء والابتكار والتفاني.
ويلمس هذا من خلال تواصله مع زملائه وتأثيرهم به ودعمهم له، وكذلك مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة للعملاء عبر محفظة أعمالها العالمية، والتي تتماشى مع توقعاتهم، وتلبي احتياجاتهم المتغيرة. ويقول في هذا السياق: «أذكر أني رافقت زميلاً لي بعد التحاقي بالعمل بعدة أشهر في زيارة لبعض التجار في منطقة الراس بدبي.
واستغربت آنذاك الترحيب الحار الذي لاقونا به، ولكن لاحقاً لذلك اليوم وبعد زيارة عدد من التجار، أدركت السبب، حيث أشاروا إلى كيفية قيام العاملين في موانئ دبي العالمية بالتنسيق مع الدوائر المحلية لمساعدتهم في حل بعض المشاكل التي تعترضهم، إضافة إلى منحهم تسهيلات عديدة ساعدت في دعم نمو أعمالهم.
وكان لهذا الأمر تأثير عميق فيّ، إذ بين لي منذ البداية أن خدمة العملاء هي من الركائز الأساسية في ثقافة موانئ دبي العالمية».
وأضاف: «إضافة إلى هذا، يعتبر علي أن بيئة العمل في موانئ دبي العالمية محفزة على الإبداع والابتكار والإنتاجية، ويعزي ذلك إلى سياسة الأبواب المفتوحة التي يتبعها مسؤولو الشركة، وتشجيعهم الدائم للموظفين لاقتراح حلول مبتكرة لتطوير العمل».
وبدورها تقول آمنة المدني، مسؤول أول تسويق في القسم التجاري، موانئ دبي العالمية - الإمارات، أن الابتكار والعمل بروح الفريق والاهتمام بالعنصر البشري، من أبرز سمات ثقافة موانئ دبي العالمية.
وتلمس منذ التحاقها بالعمل قبل أكثر من سنة ونصف، تحقيق الشركة كل يوم لنجاح جديد، بصرف النظر عن حجمه.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}