تعتزم مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) ضخ استثمارات جديدة، خلال العام الجاري، تراوح قيمتها بين 3.5 و4 مليارات درهم، لاستكمال أعمال البنية التحتية لشبكة الألياف الضوئية، وشبكة الجيل الرابع، وتحديث شبكات الجيلين الثالث والثاني، إلى جانب البدء في أعمال البنية التحتية في المنطقة، التي سيقام عليها معرض «إكسبو دبي 2020»، لاستيعاب الضغط المتوقع على الاتصالات خلال المعرض.
وأوضحت المؤسسة، خلال لقاء مع الصحافة المحلية على هامش المؤتمر الدولي للاتصالات المتحركة المنعقد حالياً في برشلونة، حضره القنصل العام لدولة الإمارات في برشلونة، سالم راشد العويس، أن الإمارات ستكون من أولى دول العالم في إطلاق شبكة الجيل الخامس، قبل حلول عام 2020، وسيسبق ذلك إطلاق شبكة الجيل 4.5 نهاية 2016، قبل موعد إطلاقها عالمياً في 2019.
«إكسبو»
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات»، أحمد عبدالكريم جلفار، إن «(اتصالات) ستواصل ضخ المزيد من الاستثمارات في شبكاتها في الإمارات، العام الجاري، لاسيما في المنطقة التي سيقام عليها معرض (إكسبو دبي 2020)، إذ تعاقدت مع شركة عالمية متخصصة في بناء الشبكات، للبدء في تنفيذ أعمال البنية التحتية في منطقة المعرض العام الجاري، بحيث تكون شبكة (اتصالات) قادرة على استيعاب حركة المكالمات، ونقل البيانات الضخمة المتوقعة أثناء انعقاد الحدث، من قبل ملايين الزوار المتوقعة مشاركتهم فيه».
وأكد، خلال اللقاء، أن «(اتصالات) تمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع الأحداث الكبيرة، تماماً كما فعلت عندما لبّت بنجاح احتياجات مئات الآلاف، الذين تابعوا احتفالات رأس السنة في منطقة برج خليفة بدبي، والتي وجد فيها ما يراوح بين مليون ومليون ونصف شخص».
وقال جلفار إن «الاستثمارات الضخمة، التي تعتزم المؤسسة، التي تعد جزءاً من مجموعة (اتصالات)، ضخها سنوياً في أعمال البنية التحتية لتجهيز شبكتها في منطقة إقامة معرض (إكسبو) بدبي، سيكون لها مردود طويل الأجل، يتخطى ما بعد الحدث، إذ إن لدى حكومة دبي خطة ورؤية طموحتين لاستغلال المنطقة في إقامة الأحداث والفعاليات بعد الانتهاء من المعرض، على غرار ما حدث مع موقع القرية العالمية، الذي يستغل فترات طويلة من العام». وأفاد بأن «(اتصالات) تعمل مع حكومة دبي بشأن المدينة الذكية، وذلك ضمن السياسة التي وضعتها الحكومة الاتحادية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، التي تهدف أن تكون الإمارات من بين الدول الثلاث الأولى في القطاع عالمياً، خلال الأعوام الخمسة المقبلة».
مشغل ثالث
وقال جلفار إنه «لا حاجة لوجود مشغل ثالث للهاتف المتحرك في الإمارات، إلى جانب كل من (اتصالات) و(دو)»، معتبراً أن «دخول شركة ثالثة لن يكون مجدياً لقطاع الاتصالات، إذ يتجه القطاع عالمياً نحو مزيد من الاندماجات بين شركات الاتصالات، ليكون العدد المناسب والمجدي في كل سوق بين شركتين إلى ثلاث شركات فقط».
وأوضح أن «السوق الأميركية، قبل سبعة أعوام، كانت تضم 23 مشغلاً، لكن عدد المشغلين تراجع الآن إلى أربعة مشغلين، ويتوقع أن يصل العدد إلى ثلاث شركات في فترة تراوح بين عام وعامين، وهو ما ينطبق على السوق البريطانية أيضاً، التي تضم ست شركات، يتوقع أن تنخفض إلى ثلاث فقط».
وشدد على أهمية المنافسة في قطاع الاتصالات في الإمارات، الذي قال إنه يتجه لأن يكون في الصدارة عالمياً، مشيراً إلى أنه من حق الإمارات في ما يتعلق بالتزاماتها مع منظمة التجارة العالمية بشأن تحرير قطاع الاتصالات، الدخول في مفاوضات جديدة مع المنظمة بدءاً من عام 2016، بهدف الحصول على استثناء القطاع من إجراءات التحرير الكامل لمزيد من الأعوام.
الجيل الخامس
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، صالح العبدولي، إن «(اتصالات) ستكون من أولى الشركات في العالم، التي ستطلق شبكة الجيل الخامس، قبل موعد انعقاد معرض (إكسبو 2020)، وسيسبق ذلك إطلاق شبكة الجيل 4.5 نهاية عام 2016، قبل موعد إطلاقها عالمياً في عام 2019».
وأضاف، خلال اللقاء، أن «الشبكة الجديدة سترفع سرعة تحميل البيانات 100 مرة عن السرعات المتاحة حالياً، كما أنها ستخفض الفترة الزمنية لنقل البيانات من مركز البيانات إلى الهاتف المتحرك للمتعامل إلى 20 ملي ثانية، مقارنة مع 15 ثانية حالياً، الأمر الذي سيعكس التطور المذهل الذي سيطرأ على قطاع الاتصالات، وحركة نقل المعلومات والبيانات عبر الهواتف الذكية».
وأضاف أن «(اتصالات) ستواصل استثماراتها في مجال البيانات، التي أسهمت بنحو 30% من أرباح المؤسسة من خدمة الهاتف المتحرك، إذ أطلقت المؤسسة خلال العام الماضي أكثر من 190 باقة سعرية، بواقع 114 باقة للمستهلك الفرد، والباقي للشركات، وتتضمن تعرفة مناسبة للمكالمات المحلية والدولية والإنترنت».
وأفاد بأن «الاستثمار في خدمات البيانات و(إي لايف)، يمثل توجهاً مستمراً لدى (اتصالات)، لمواجهة الانخفاض الذي طرأ على الإيرادات المحققة من الرسائل النصية القصيرة، التي تراجعت بنسبة 70%، بسبب لجوء شريحة كبيرة من المستهلكين نحو استخدام خدمات التراسل الفورية المجانية، مثل (واتس آب)، و(فايبر)، وغيرهما».
مشتركو البيانات
وأضاف العبدولي أن «عدد مشتركي البيانات لدى (اتصالات) سجل العام الماضي زيادة كبيرة، ما يدفع المؤسسة نحو ضخ المزيد من الاستثمار، في ضوء تزايد حجم البيانات المستخدمة من قبل المتعاملين».
وأوضح أن «حجم البيانات التي جرى إرسالها، عبر الهواتف الذكية عالمياً، بلغ في اليوم الأخير من عام 2014 نحو 120 تيرابايت (نحو 120 ألف غيغابايت)، مقارنة مع 40 تيرابايت في اليوم الأول من العام، ويعادل هذا الحجم أربعة أضعاف حجم المعلومات في مكتبة الكونغرس الأميركي، كما أن البيانات التي أنتجت عالمياً خلال عامين تعادل البيانات التي أنتجت على مدار التاريخ».
وأفاد بأن «(اتصالات) رصدت ما يراوح بين 3.5 و4 مليارات درهم، خلال عام 2015، لاستكمال أعمال البنية التحتية في شبكة الألياف الضوئية، التي وضعت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في ما يتعلق بنسبة انتشار الشبكة، التي أصبحت تغطي 90% من كل مناطق الدولة، فضلاً عن تحسين وتحديث شبكتي الجيلين الثاني والثالث».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}