مدير الخزينة السابق لـ"بنك الكويت الدولي": البنوك أمام مفترق طرق لبحث فرص الإقراض

أكد مدير الخزينة السابق في بنك الكويت الدولي ثنيان الغانم أن تدني فرص الاستثمار في سوق الأسهم يدفع البنوك إلى العمل بقوة خلال العامين الجاري والمقبل لتنويع مصادر دخلها وتقييم إجراءات الاندماجات مبيناً أن مصادر العوائد الجديدة لن تتطور بين ليلة وضحاها.

وأضاف في تصريح خاص الى “السياسة” أن الاستفادة من فرص سوق الرهونات, جعلت البنوك اشد حذراً من الاستثمار الكبير في مصادر غير ثابتة لأن الإطار القانوني لملكية العقارات وحالات الاستعادة في المنطقة لازال مهلهل, رغم أن قيمة الأصول العقارية شهدت نمواً ملحوظاً خلال الخمس سنوات الماضية ولكن الاحداث الجيوسياسية تجعل المصارف متوجسة من حالة الانكماش الاقتصادي الراهنة وتداعيات الاحداث في المنطقة.

وقال الغانم يعتبر إقراض الأفراد والمنشآت الصغيرة, مجالاً آخر للنمو المحتمل, ضمن دائرة المخاطر مثل الجهل والتدخل السياسي, لاسيما وأن المصارف الكويتية مغمورة بالنقدي ولا تجد لها استخدامات كثيرة, بسبب القيود المفروضة على القروض لمنع المستهلك من مراكمة ديون كثيرة. وهذه هي حال الكثير من دول الخليج الأخرى.

وأشار إلى أن شهية البنوك تظل مفتوحة على ممارسات الإقراض الاستهلاكي فيما تترقب بقوة تمويل واقراض المشاريع الحكومية كونها الفرصة الأفضل للإقراض البعيد عن المخاطر ورغم ذلك تنأى البنوك المحلية كسائر نظيراتها الخليجية بالنظر إلى التوسع في الإقراض محاولةً منها لتعويض هبوط العوائد في الانشطة الأخرى.

وذكر الغانم أن ابتكار المنتجات بعيدا عن القروض الفردية هي طريق البنوك الوحيد لتفادي التدخل التشريعي في حين أنها تعكف على ابتكار وتنويع الادوات والصيغ التمويلية لإقراض الأفراد, وهنا نرى أنه اصبحت مضطرة لأن تبتدع منتجات أفضل, لاسيما في العمل المصرفي الإسلامي متوقعاً أن يتغير الوضع كثيرا بالنسبة للبطاقات الائتمانية غير الشعبية خلال الأشهر المقبلة’.

وألمح الغانم إلي أن تدني الحالة الاقتصادية لسوق ألاسهم يتطلب من المصارف ضرورة بحث منافذ اخرى للإقراض حتى يمكن تعويض تلك العوائد الناتجه عن الإقراض والاستثمار في الاسهم بفتح مجالات الأئتمان التجاري والاستهلاكي على أوسع ابوابه وإلا فإن عائداتها ستتراجع خلال العام الجاري والمقبل بشكل كبير سيجعلها تخطط بقوة للاندماج في الإقراض لمشاريع كبرى قد تنفذها البنوك بالشراكة مع القطاع العام.