حرصاً على تكثيف الوجود العربي ودعماً للغة العربية على شبكة الإنترنت العالمية تنظم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات دورياً (جائزة التميز الرقمي) والتي تهدف من خلالها إلى تشجيع المبادرات التي تسهم في إثراء المحتوى العربي الرقمي، إضافة إلى نشر الوعي بأهمية وجود مواقع متميزة باللغة العربية لخدمة المجتمع، ومنذ انطلاقة الجائزة في دورتها الأولى عام 1426ه وحتى الدورة الحالية شهدت الكثير من التطوير في كافة جوانبها، حول هذه الجائزة والمستجدات عليها كان هذا اللقاء مع المهندس خالد بن سعود الخثلان مستشار أمانة الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، ومدير مشروع جائزة التميز الرقمي.
أهداف الجائزة
* بدايةً ما هي أهداف الجائزة؟
- هي إحدى المبادرات للمشاريع المنبثقة من الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم (160) لمساندة ودعم المحتوى الرقمي السعودي في فضاء الإنترنت، حيث انطلقت دورتها الأولى في عام 1426ه (2005) ومن أبرز أهدافها: دعم التوجه لاستخدام أحدث التقنيات في مجال تطوير المواقع وتصميمها على الإنترنت، وتكريم الإبداعات الفكرية والتقنية في المملكة، ورفع الوعي بحقوق الملكية الفكرية، مثل حقوق التأليف والنشر وغيرها من الممتلكات الفكرية، توفير بيئات رقمية عربية آمنة فكرياً ومتوافقة مع التقاليد والعادات والأخلاق في المملكة.
* كيف كان حجم المشاركة والتفاعل في الدورة السابقة؟
- الدورة السابقة شهدت تفاعلا إيجابيا ومشاركة قوية من مختلف القطاعات والفئات، وبحسب تقديرنا كانت دورة ناجحة بكل المقاييس، وبفضل الله يتم تطوير الجائزة في كل عام، قياساً على حجم التفاعل مع أهدافنا التي نسعى لتحقيقها من خلال هذه الجائزة، وكذلك كثافة المشاركات وتنوعها.
* والآن تستعدون لإطلاق الدورة السادسة لجائزة التميّز الرقمي.. ما الجديد في هذه الدورة؟
- الجائزة في كل دورة تشهد تطورا عن الدورة السابقة، وهذه الدورة بصورة خاصة طرأ العديد من أوجه التطوير والتحديث على معظم بنودها (فروع، شروط، معايير التحكيم، نظام التحكيم الإلكتروني، .. إلخ) ومن أبرز سبل التطوير والتحديث التي تتبعها لجان الجائزة هي الاستفادة من التجارب الإقليمية والعالمية، إضافة إلى الخبرة المكتسبة من توالي دورات الجائزة، وعقد ورش العمل، وجمع مرئيات العموم.
تكرر فوز المواقع
* الملاحظ أن قائمة المواقع الفائزة في الدورات السابقة بها مواقع تكرر فوزها أكثر من مرة، ماذا يعني ذلك؟ ولماذا لا تمنح الجائزة مرة واحدة فقط وتترك الفرصة في المرات القادمة لمواقع أخرى؟
- على سبيل المثال لا الحصر، كان ذلك في جائزة العام (1427ه - 2006م) فاز بها 15 موقعاً، أربعة منها تكررت وبنفس المراكز، والخامس تحسن من المركز الثالث إلى المركز الثاني، أي أن المواقع المتكررة تمثل 33% من المواقع الفائزة، وهذا يدل على أن هذه المواقع لديها من التطوير ما يساعدها على التميز باستمرار.
أما بالنسبة لمنع الفائزين من التسجيل في الجائزة فكان محل نقاش وتوصلنا في اللجنة إلى فتح المجال للمتميز حتى تكون المنافسة أفضل.
* ما هي فروع الجائزة وكم عددها التي حددت للمشاركات هذا العام؟
- تستهدف الجائزة جميع المواقع الإلكترونية سواءً المملوكة لمنظمات أو لأفراد في المملكة، وفي هذه الدورة سوف يكون عدد الفروع ثمانية فروع، وهي فرع مواقع الجهات الحكومية كالوزارات وكافة القطاعات الحكومية التي لديها موقع إلكتروني، فرع مواقع مؤسسات المجتمع المدني وهي المنظمات غير الربحية كالجمعيات والأندية الأدبية والرياضية، فرع مواقع المال والأعمال ويشمل كل موقع تجاري أو موقع لجهة تجارية كالشركات ومواقع البنوك، فرع مواقع الجهات التعليمية ويكون فيه كل المواقع التي تتعلق بالتعليم كالمدارس والمعاهد، فرع المواقع الصحية والطبية ويضم كافة المواقع المهتمة بالصحة والطب، فرع المواقع الثقافية ويندرج تحت هذا الفرع المواقع الثقافية كالمكتبات الإلكترونية وغيرها، فرع مواقع العلوم والتقنية كالمواقع المتعلقة بالتقنية والعلوم كمراكز المعلومات وشركات التقنية، فرع مواقع الترفيه التفاعلي ويشمل مواقع الترفيه والتسلية.
التوسع في الجائزة
* بعد النجاحات التي حققتها الجائزة في دوراتها السابقة، هل لديكم نية لتوسيع إطارها من المحلية لتشمل الخليجية والعربية؟
- كما تعلم تركز الجائزة على المحتوى العربي على الإنترنت، وذلك يعني تقديم الخدمة لكل من يتعامل باللغة العربية، وكذلك يأتي حرصنا على نشر الوعي بأهمية وجود مواقع متميزة باللغة العربية في سياق خدمة المجتمع العربي والمسلم، ونحن كما نصت أهدافنا نصبو إلى دعم المواقع السعودية وتنمية روح المنافسة بينها، على الرغم من أننا في اللجنة الإشرافية على الجائزة نرحب بكل المقترحات وهي محط الاهتمام.
* هل توجد رعاية ومتابعة للمتميزين بعد مرحلة الجائزة؟
- بالنسبة لمتابعة المتميزين بعد مرحلة الجائزة فهذا أمر تنبهنا له منذ وقت بعيد، حيث يتم في كل عام ترشيح بعض مواقع الإنترنت الفائزة لتمثيل المملكة خارجياً للتنافس على الجائزة الدولية، إضافة لإبراز الموقع الفائز إعلامياً، من خلال ترتيب لقاءات إعلامية مع القائمين عليه.
التدريب خيار استراتيجي
* التميز يمر عبر بوابة التدريب، هل لديكم خطط في المستقبل للقيام بهذه الخطوة؟
- مفهوم التدريب لم يعد مفهوماً تقليدياً يقتصر على حضور وتنظيم الدورات التدريبية التقليدية فقط، لكنه أصبح خياراً استراتيجياً في منظومة استثمار وتنمية الموارد البشرية، وكما تعلمون أن أحد أهداف الجائزة هو دعم وتكريم الإبداع الفكري والتقني للمواهب من أفراد ومنظمات، فمن المأمول أن التنافس على الجائزة سيدفع بالمشاركين للبحث عن صقل أعمالهم من خلال آليات مختلفة من أهمها التدريب، وكما ذكرت فإن الجائزة في كل دورة تشهد تحديثات مستمرة، ونتطلع أن ننظم مستقبلاً برامج تدريبية للفائزين بالجائزة لتطوير منتجاتهم، لأن التنافسية في هذا الحقل أصبحت كبيرة.
* يطالب البعض بالتركيز على محتوى اللغات العالمية كاللغة الإنجليزية والفرنسية باعتبارهما لغات العلم، ما هي مرئياتكم في هذا الجانب؟
- أعتقد أن مجتمعاتنا باتت تعاني من الاستلاب الثقافي والحضاري، وللأسف نجد الكثير من المثقفين العرب ينادون بمثل هذا القول، وفات عليهم أننا لسنا ضد تعلم اللغات الأخرى أياً كانت، بل نشجع تعلمها، لكن هذا لا يعني بأي حال تجاهل لغتنا الأم لغة القرآن، ونقول لهؤلاء هل يوجد ما يمنع أن يكون الإنسان العربي محافظاً على لغته وملماً باللغات الأخرى.
التوجه نحو مجتمع المعلومات
* هل ترون إمكانية تحول مجتمع المملكة إلى مجتمع معلوماتي؟ وهل للجائزة دور في ذلك؟
- تشهد دول العالم تحولاً اجتماعياً واقتصادياً واضحاً نحو ما يسمى بمجتمع المعرفة حيث يوّلد هذا المجتمع المعرفة وينشرها ويستثمرها لتحسين مستوى المعيشة ونوعية الحياة لمواطنيه بشكل مستدام، وأتى هذا التحول كمرحلة جديدة من التوجه نحو مجتمع المعلومات، وينطوي التحول إلى مجتمع المعرفة على أبعاد اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية ومؤسسية ومن ثم تشمل المعرفة في هذا السياق معارف في كل القطاعات والأنشطة، ولا يمكن التحول إلى مجتمع المعرفة دون التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وبحمد الله مجتمع المملكة شهد تحولاً كبيراً في هذا الاتجاه، لا أقول الجائزة هي السبب لكن كانت عاملا مؤثرا ولها دور بارز في التحول إلى مجتمع المعلومات، ونحن ماضون نحو تحقيق غاياتنا بحول الله.
* تتجه كثير من الدول العربية لتطبيق الحكومة الإلكترونية والمملكة منها، هل تعتبر الجائزة داعمة لهذا التوجه؟
- لا يخفى عليكم ما توليه حكومة خادم الحرمين -يحفظه الله- من اهتمام نحو التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية وذلك لما تقدمه من فوائد كبيرة للاقتصاد الوطني، ووضعت لذلك خطة لتقديم الخدمات والمعاملات الحكومية إلكترونياً من قبل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، التي تعمل بكل الوسائل للوصول لهذا الهدف، الذي باتت ملامحه أكثر وضوحاً للمواطن من خلال ما يلمسه أثناء معاملاته في بعض الدوائر الحكومية، والجائزة تراعي ذلك في فرع مواقع الجهات الحكومية.
تعزيز حقوق الملكية الفكرية
* هل لديكم تنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتعزيز حقوق الملكية الفكرية في المملكة؟
- بالتأكيد لدينا تنسيق وتعاون مع كل الجهات الحكومية والخاصة التي لها علاقة بأهداف الجائزة، لأن هذا العمل هو مشروع وطني «كلٌ يقدم فيه جهده» ولا يمكن لجهة واحدة أن تقوم به لوحدها، وبدورنا نعمل على رفع الوعي بحقوق الملكية الفكرية، مثل حقوق التأليف والنشر وغيرها من الممتلكات الفكرية، فهذه الحقوق تتعرض في وقتنا الراهن لانتهاكات شديدة ولأسباب مختلفة، أهمها الكسب غير المشروع، والعالم من حولنا يعمل على حماية الملكية الفكرية، وأصبح لها منظمات دولية أهمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO، وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، تعمل من أجل حماية حقوق الملكية الفكرية للأفراد.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: