رصدت مجلة "ذي أتلانتك" العودة القوية لظاهرة "المناطق العشوائية" في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد الأخير، وزاد عدد الأسر الأمريكية التي تقطن هذه المناطق بعد نصف قرن من إعلان الرئيس الأمريكي السابق "ليندون جونسون" الحرب على الفقر.
وكانت الإدارة الأمريكية قد نجحت في الحد من الظاهرة بشكل كبير خلال التسعينيات قبل أن تعاود ظهورها بشراسة مع ارتفاع أعداد الأسر التي تعيش تحت المعدل الأمريكي للفقر.
وتضاعفت أعداد الأمريكيين الذين يعيشون في المناطق الأعلى فقرا من 7.2 مليون شخص إلى 13.8 مليون شخص خلال الفترة من عام 2000 وحتى 2013، فيما يعتبر العدد الأعلى لسكان العشوائيات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ويعيش 40% منهم تحت خط الفقر الفيدرالي الرسمي.
تحول مثير للقلق
وحذر الخبراء من أن هذا التحول مثير للقلق خاصة وأن الحكومة الأمريكية نجحت في السابق في الحد من أعداد سكان المناطق الفقيرة بنسبة 25% ما بين عامي 1990 و2000، حيث هوت أعدادهم من 9.6 مليون شخص إلى 7.2 مليون شخص خلال تلك الفترة، وذلك بفضل قوة النمو الاقتصادي في ذلك الوقت.
وخلال تلك الفترة تراجع معدل البطالة إلى 3.8% وتم إقرار أول زيادة في مستوى الحد الأدنى للأجور منذ عشر سنوات، كما عمدت برامج الإسكان في المدن الكبرى مثل "شيكاغو" و"ديترويت" إلى بناء المساكن على مسافات متباعدة مما ساعد على إزالة بعض المناطق الأكثر فقرا في البلاد.
هرب السكان البيض
ولفتت المجلة إلى أحد العوامل التي ساعدت على إعادة ظهور العشوائيات وهو تكون طبقة وسطى جديدة من الأقليات الأمريكية، وأدى انتقال تلك الطبقة للسكن في الأحياء الداخلية للمدن إلى هرب السكان البيض من تلك الأحياء إلى مدن أخرى ذات مستوى سكني أرقى.
ونجحت بعض المدن في تجاوز تداعيات هرب السكان الأكثر دخلا، لكن المدن التي لم تمتد إليها آثار النمو الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة خلال منتصف العقد الأول من الألفية عجزت عن مواجهة هذا الهروب الجماعي للأسر الميسورة، حيث فقدت الضرائب التي كانت تدفعها تلك الأسر مما أضعف الإنفاق على الخدمات.
كما أن الأحياء الأكثر رقيا منعت بناء المساكن الاقتصادية والعمارات السكنية بشكل عام، واقتصرت على بناء المنازل الشاسعة التي يصعب على الأسر الأقل دخلا ــ والتي تكون غالبا من الأقليات السوداء ــ اقتناؤها.
المناطق الأكثر فقرا
وتتركز المناطق الأكثر فقرا في وسط غرب وشمال شرق الولايات المتحدة حيث هجرها مئات الآلاف من السكان، ففي مدينة "سيراكيوز" في نيويورك ارتفعت نسبة السكان السود الذين يعيشون في المناطق الفقيرة من 43% في عام 2000 إلى 65% في عام 2013.
وفي مدينة "ديترويت" ارتفعت النسبة من 17% إلى 58% خلال نفس الفترة، أما في مدينة "ميلووكي" فقد ارتفعت نسبة السكان اللاتينيين الذين يعيشون بالمناطق الفقيرة من 5% فقط في عام 2000 إلى 43% في 2013.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}