قام موقع "ماركت ووتش" بعمل دراسة حول أسرار تكوين الثروة التي شملت أغنى الأغنياء في الماضي والحاضر، خاصة أن الوقت الراهن يشهد سرعة مذهلة في معدل تكوين المليارديرات أكثر من أي وقت آخر.
ففي عام 1991 كان العالم يضم 270 مليارديرا فقط، أما حاليا فهناك 1600 ملياردير حول العالم منهم 270 شخصا ظهروا العام الماضي فقط وأي ما يماثل إجمالي عدد أفراد هذه الفئة في مطلع التسعينيات، ووجدت الدراسة ثلاثة أسباب مشتركة وراء تكوين هذه الثروات الضخمة قد تساعد من يتعلمها ويستوعبها على دخول قائمة المليارديرات.
1- لا تكن الأفضل، كن الأوحد:
الحرص على أن تستحوذ المؤسسة على الحصة السوقية من المنتج الذي تقدمه يعد أحد أهم أسباب نجاحها، ويتضح ذلك بإجراء مقارنة بسيطة بين قطاعي المال والتكنولوجيا، فكلاهما يحرص على تجديد وتحسين نشاطه لكن الأول لا يستطيع الحصول على براءة اختراع لخطوات تطوره أما الثاني فيمكنه ذلك.
فالسر وراء الأرباح الهائلة التي تحققها شركات التكنولوجيا هو براءات الاختراع التي تتمتع بها لمنتجاتها، فكل من يحاول تقليد هذه المنتجات يقع تحت طائلة القانون، ومن ثم فان المؤسسة تهيمن على سوق هذا المنتج وجميع الأرباح المتعلقة به تصب في وعائها.
ويعد "بيل جيتس" وهو أغنى أغنياء العالم أكبر مثال على ذلك، فعندما بدأ تأسيس شركته "مايكروسوفت"، لم تكن قوانين حقوق الملكية الفكرية قد ظهرت بعد، لذلك قام هو بإنشائها من خلال مجموعة من العقود القانونية الحذقة، وساعده على ذلك أن والده كان يعمل بالمحاماة.
2- السوق الذي يبدو الأسوأ للاستثمار هو الأمثل:
معظم رجال الأعمال ينجذبون إلى الأسواق العالمية الكبيرة ويبذلون جهودا هائلة للفوز بحصة من هذه الأسواق طمعا في الاستفادة من النمو السريع لها وزيادة أرباحهم، لكن "ماركت ووتش" يرى أن هذا التوجه غير جدير بالمجهود المبذول إذ لا يسفر عن النتائج المرجوة منه في معظم الأحيان.فالمنافسة الشرسة بين اللاعبين الكثر في هذه الأسواق ستحول دون الفوز بحصة كبيرة من السوق، وسينتهي الأمر بالمؤسسة بالفوز بحصة ضئيلة من سوق كبير بل وستعتبر ذلك إنجازا، لذلك يرى الخبراء أنه من الأفضل استهداف أسواق صغيرة والهيمنة على حصة الأسد منها عوضا عن الرضا بحصة محدودة من سوق كبير يشتعل بالمنافسة.وهذا هو سر نجاح صاحب ثاني أكبر ثروة في العالم الملياردير "كارلوس سليم" الذي قام بشراء شركة الاتصالات الوطنية بالمكسيك، وهو ما جعله يحتكر سوق الاتصالات الثابتة في الدولة اللاتينية ويحول هذا الاحتكار إلى مليارات تلو الأخرى، وفي نفس الوقت تنخرط شركات اتصالات عملاقة مثل "فودافون" و"ايه تي & تي" في منافسات طاحنة على حصص أكبر من السوق العالمية.
3- امتلاك موارد الاستثمار:
تعد ملكية موارد الاستثمار والعقارات المقام بها النشاط أحد أهم أسباب نجاح الاستثمار مما يمهد لتكوين المليارات، وتعد "الحقوق العقارية" أحد عوامل نجاح حوالي ثلث المليارديرات المسجلين على قائمة "فوربس" الأوسع نطاقا والمؤلفة من 1600 ملياردير، منها 130 في المجال العقاري، و40 في مجال النفط والغاز، و120 بمجال الموضة والتجزئة، و65 بقطاع الدواء والرعاية الصحية، و90 بمجال التكنولوجيا وأكثر من 70 بالقطاع الإعلامي.
قاسم مشترك
ولفت التقرير إلى قاسم مشترك بين الأسرار الثلاثة سالفة الذكر والتي وصفها "بأسرار الثروة" ألا وهو "تقليص حدة المنافسة السوقية".ورأى أن الخيارات المثلى للاستثمار في الوقت الراهن للوصول إلى الثراء الفاحش ترتبط معظمها بالشبكة العنكبوتية، فكلما زاد عدد مستخدمي الإنترنت ارتفعت أرباح هذه الاستثمارات، ومن هذه الخيارات تأسيس شبكة جديدة من شبكات التواصل الاجتماعي على غرار "فيسبوك".
وإذا لم يكن بمقدور الشخص تأسيس هذا النوع من المؤسسات يمكنه سلوك طريق آخر غير مباشر بالاستثمار في أسهم المؤسسات الناجحة القائمة بالفعل من خلال شركات وساطة جيدة السمعة، ومن المهم للغاية انتقاء أسهم الشركات الواعدة بالربح، وهو السر الأكبر لتكوين ثروة الملياردير "وارين بافيت".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}