التقى فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، سلطان أحمد بن سليم، رئيس موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، في افتتاح المنتدى الاقتصادي الشرقي الذي عقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية، لحث دول العالم على المشاركة في تطوير منطقة الشرق الأقصى في جمهورية روسيا الاتحادية، حيث أعلن الرئيس الروسي في افتتاح المنتدى أن روسيا ستقدم للمستثمرين أفضل الشروط لتنفيذ الأعمال، لتمكين منطقة الشرق الأقصى الروسية من المنافسة بنجاح مع مراكز الأعمال الرئيسية.
بحث سلطان أحمد بن سليم خلال اللقاء مع الرئيس الروسي فرص التعاون لدعم جهود روسيا في تطوير منطقة الشرق الأقصى، في الاتحاد الروسي، حيث يُعقد هذا المنتدى لدعوة دول العالم إلى المشاركة في عملية تطويرها، وأعرب عن حرص موانئ دبي العالمية على المساهمة الفاعلة في جهود التنمية والتطوير في روسيا لدعم تطور العلاقات بين دولتي الإمارات وروسيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، انطلاقاً من توجيهات قيادتنا الحكيمة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالعمل على دعم تطور علاقات الدولة مع الدول الشقيقة والصديقة.
دور فعال
وأثنى سلطان أحمد بن سليم خلال اللقاء على جهود روسيا في تطوير اقتصادها، ودورها الفعال في دعم التعاون الاقتصادي الدولي من خلال دعوة الاستثمارات العالمية للمشاركة في تطوير الاقتصاد الروسي، وأطلع بوتين على دور موانئ دبي العالمية في تطوير صناعة الموانئ والمناطق الحرة عبر العالم، حيث تمتلك الشركة وتدير 65 ميناءً ومحطة بحرية في مختلف القارات، وتدعم قدرات الدول على زيادة تبادلاتها التجارية لتحقيق نمو اقتصادي متصاعد على المستوى العالمي.
وقال سلطان أحمد بن سليم: «تنفتح آفاق جديدة لتطوير العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية بفعل حرص القيادتين في البلدين الصديقين على تطوير هذه العلاقات، والارتقاء بالتعاون المشترك بينهما إلى أعلى المستويات، ولذلك نحرص في موانئ دبي العالمية ومؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي على مواكبة تطور العلاقات بين الإمارات وروسيا، عبر تقديم خبراتنا وإمكانياتنا لدعم جهود التنمية في جمهورية روسيا الاتحادية، وقد جاء اللقاء مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين ليمثل فرصة ثمينة لبحث آفاق التعاون المشترك في تعزيز جهود روسيا لتطوير اقتصادها وخططها لتنمية منطقة الشرق الأقصى الروسية، وتطرق اللقاء إلى مناقشة فرص المشاركة بتطوير قطاع الموانئ والمناطق الحرة بهذه المنطقة الحيوية شرق البلاد، وفي الاتحاد الروسي عموماً، من خلال ما تمتلكه موانئ دبي العالمية من قدرات وخبرات مميزة في تطوير الموانئ والمناطق الحرة».
شريك مهم
وأضاف بن سليم: «تعد روسيا من الشركاء المهمين لدولة الإمارات على المستوى الاقتصادي، فقد بلغت قيمة التبادلات التجارية بين الإمارات وروسيا خلال العام 2014 أكثر من 10 مليارات درهم، وبلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية في روسيا 18 مليار دولار (تعادل نحو 66 مليار درهم)، كما أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف شركة روسية تعمل في الإمارات بكافة القطاعات، وعلى رأسها التجارة والصناعة والنفط والغاز، ويتيح تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين إمكانية التعاون في مجالات عديدة بينها المساهمة في تطوير قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية».
وأوضح أن موانئ دبي العالمية تنطلق في سعيها للتعاون مع روسيا لتطوير اقتصادها من الدور العالمي لدولة الإمارات عموماً، ولإمارة دبي تحديداً، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالانفتاح على الاقتصادات العالمية وتقديم الخبرة والمشورة لكافة الأصدقاء، والتقدم إلى المركز رقم واحد عالمياً في كافة المجالات، حيث يعد دور دبي الرائد بتطوير صناعة الموانئ عبر العالم أحد أهم أوجه الشراكة العالمية لدولة الإمارات في تطور الاقتصاد الدولي، من خلال ربط الأسواق في مختلف المناطق والقارات بشبكة متطورة من الموانئ والمحطات البحرية.
فرص مشجعة للاستثمار
أعرب بوتين خلال اللقاء عن حرص بلاده على تطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دولة الإمارات مشيداً بمستوى التطور الذي حققته الإمارات في المجالات كافة، ودورها في دعم حركة التجارة الدولية وتطوير صناعة الموانئ العالمية، وأكد على أهمية دور الاستثمارات الإماراتية في روسيا، موضحاً أنها من الاستثمارات الأجنبية المهمة في بلاده، مضيفاً أن قطاع الموانئ الروسي يوفر فرصاً مشجعه للاستثمار، تتيح لموانئ دبي العالمية المشاركة بفاعلية في تطوير الموانئ الروسية، وكلف فخامة الرئيس بوتين كلاً من معالي يوري تراتينيف، نائب رئيس الوزراء الروسي، المبعوث الرئاسي المفوض لرئيس جمهورية روسيا الاتحادية لمنطقة الشرق الأقصى في الاتحاد الروسي، ومعالي وزير المواصلات في الحكومة الروسية، بالعمل على تقديم التسهيلات كافة لموانئ دبي العالمية، والعمل بكل جهد على إزالة أي معوقات أمامها، وتعزيز فرص التعاون مع الشركة مستقبلاً.
الشروط الجديدة الداعمة للاستثمارات
يهدف المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد في مدينة فلاديفوستوك إلى تسليط الضوء على التسهيلات والشروط الجديدة الداعمة للاستثمارات وممارسة الأعمال والتجارة، من خلال الإجراءات والتسهيلات الجمركية والضريبية الحصرية الممنوحة لتشجيع المستثمرين في منطقة الشرق الأقصى لروسيا؛ وعلى رأسها مشروع الميناء الحر في فلاديفوستوك.
ويعد مشروع إنشاء الميناء الحر فلاديفوستوك المشروع الأكثر طموحاً لتحفيز التنمية الاقتصادية في الشرق الأقصى لروسيا، وتحقيق اندماج روسيا في نظام العلاقات الاقتصادية الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2014، منح عاصمة إقليم بريمورسكي «فلاديفوستوك» وضع ميناء حر بنظام تسهيلات جمركية متقدم.
ويهدف المشروع إلى تعزيز حركة التجارة مع العالم، وتطوير البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، وإدراج إقليم بريمورسكي في طرق الملاحة البحرية العالمية، فضلاً عن جذب الاستثمارات، وخلق شبكة من مراكز الخدمات اللوجستية تتمتع بظروف ومزايا خاصة للنقل والتخزين والمناولة الجزئية للبضائع، وتنظيم الصناعات الموجهة للتصدير غير المعتمدة على الموارد الطبيعية، وزيادة الإنتاجية في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}