أكد بدر سليم سلطان العلماء عضو مجلس الأجندة العالمية المختص بمستقبل الصناعة بالمنتدى الاقتصادي العالمي الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا» المتخصصة في صناعة مكونات هياكل الطائرات أن الإمارات تعد نموذجاً يحتذى في الصناعات الحيوية القائمة على المعرفة والابتكار.
وقال إن «قمة مجالس الأجندة العالمية 2015» تكتسب أهمية غير مسبوقة بالنسبة لدولة الإمارات نظراً لتزامنها مع الحملة الرسمية الدولية التي انطلقت الشهر الماضي من أبوظبي للحشد للمشاركة ودعم الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع التي ستستضيفها أبوظبي في شهر سبتمبر 2016 بهدف صياغة مستقبل الصناعة العالمي والمتوقع أن تستقطب أكثر من 1500 شخصية من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة الدولية مشيراً إلى أن القمة ستعقد بعد ذلك كل عامين.
وقال بدر سليم سلطان العلماء في حوار خاص لـ «البيان الاقتصادي» إنه سيقوم من خلال عضويته في مجلس الأجندة العالمية بتسليط الضوء على التقدم الكبير الذي استطاعت دولة الإمارات تحقيقه سواءً في قطاع صناعة الطيران أو في القطاع الصناعي بوجه عام في إطار الرؤية التي وضعتها قيادتنا الرشيدة لتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة مؤكداً أن تجربة الإمارات في بناء قطاع صناعي متطور قائم على المعرفة والابتكار فريدة من نوعها تقدم لدول العالم النامي نموذجاً يحتذى به في بناء القدرات الصناعية وتدريب الكوادر الوطنية المؤهلة كما أنها إضافة هامة لدول العالم المتقدمة من خلال ما تقوم به الشركات الصناعية الإماراتية من دور هام كمساهم فعال في سلاسل القيمة العالمية للعديد من المنتجات الصناعية الهامة والحيوية على المستوى العالمي وفيما يلي نص الحوار.
ملتقى عالمي
* «البيان الاقتصادي» تجتمع مجالس الأجندة العالمية اليوم في أبوظبي... فماذا تشكل هذه القمة بالنسبة لشركة «ستراتا» ؟
- تعتبر قمة مجالس الأجندة العالمية أكبر ملتقى عالمي لتبادل الأفكار والحلول حول العديد من القضايا العالمية الملحة مثل مستقبل الصناعة والتمويل ورؤوس الأموال وتغيرات المناخ والأمن الغذائي والمائي وحماية الملكية الفكرية فضلاً عن العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتعليمية الأخرى.
وتعد استضافة أبوظبي لقمة مجالس الأجندة العالمية الأسبوع الجاري دلالة هامة على الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى العالمي كوجهة مفضلة لصناع القرار والمفكرين والأكاديميين ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم للالتقاء والحوار ومحاولة ايجاد حلول فعالة لما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات.
كما أن استضافة العاصمة أبوظبي لقمة مجالس الأجندة العالمية يتيح لشريحة واسعة من المؤسسات والشركات الوطنية ومن بينها شركة «ستراتا» فرصة المشاركة في هذا الحوار العالمي والاستفادة من الخبرات والمعارف التي يوفرها اجتماع مجموعة من أهم المشاركين في صياغة المستقبل العالمي على جميع الصعد.
كما تتاح الفرصة للشركات والمؤسسات الوطنية للاطلاع على أفضل الممارسات والتطبيقات على المستوى العالمي مما يمكننا من تحقيق رؤية الإمارات 2021 التي تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول العام 2021 اليوبيل الذهبي للاتحاد.
اقتصاد مستدام
* ما حجم مشاركتكم بالقمة والدور الذي تقومون به لدعم القمة؟
- بصفتي عضواً في مجلس الأجندة العالمية حول مستقبل الصناعة في المنتدى الاقتصادي العالمي فإنني سأساهم في تسليط الضوء على التقدم الكبير الذي استطاعت دولة الإمارات تحقيقه سواءً في قطاع صناعة الطيران بوجه خاص أو في القطاع الصناعي بوجه عام في إطار الرؤية التي وضعتها قيادتنا الرشيدة لتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.
ولا شك في أن تجربة دولة الإمارات في بناء قطاع صناعي متطور قائم على المعرفة والابتكار والاستفادة من آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في كل القطاعات الصناعية المستهدفة مثل قطاع التعدين وقطاع صناعة الطيران وقطاع صناعة أشباه الموصلات وقطاعات الطاقة المتجددة وتعتبر تجربة فريدة من نوعها تقدم لدول العالم النامية نموذجاً يحتذى في بناء القدرات الصناعية وتدريب الكوادر الوطنية المؤهلة كما أنها إضافة هامة لدول العالم المتقدمة من خلال ما تقوم به الشركات الصناعية الإماراتية من دور هام كمساهم فعال في سلاسل القيمة العالمية للعديد من المنتجات الصناعية الهامة والحيوية على المستوى العالمي.
ونتيجةً لهذا الدور المحوري الذي تتميز به الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي فقد حظيت المبادرة المشتركة لكل من وزارة الاقتصاد ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمتمثلة في إطلاق القمة العالمية للصناعة والتصنيع التي تستضيف العاصمة أبوظبي دورتها الافتتاحية العام المقبل بدعم مجلس الأجندة العالمية حول مستقبل الصناعة في المنتدى الاقتصادي العالمي وتعاونه التام في سبيل انجاح هذه المبادرة على المستوى العالمي.
تبادل الخبرات
* و ما هي المحاور التي ستركز عليها القمة العالمية للصناعة والتصنيع ؟
- تشكل القمة العالمية للصناعة والتصنيع منصة عالمية للحوار والتفاعل وتبادل أفضل الخبرات والمعارف الصناعية كما ستساهم في تطوير معايير دولية للتصنيع والابتكار من خلال مشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص ومؤسسات النفع العام والمؤسسات الأكاديمية والطلبة في صياغة إطار صناعي عالمي يجمع بين القطاعات الصناعية المختلفة والدول المتعددة، ويعتمد معايير مشتركة تساهم في تحقيق المنفعة للجميع.
وستتناول القمة الكثير من القضايا الدولية الملحة التي تواجه القطاع الصناعي مثل التباينات بين النشاطات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية والمنخفضة، وتحديات تشغيل العمالة والآثار الاجتماعية والبيئية المرتبطة بانتشار النشاطات الصناعية في مدن وقرى العالم الحديث هذا إلى جانب الكفاءات التي تفتقر إليها الشركات الصناعية حول العالم وطرق بناء هذه الكفاءات.
وأثر الإعفاءات الضريبية على الاستثمارات الصناعية، وسبل توظيف التكنولوجيا لتعزيز الابتكار، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على المساهمة الفعالة في منظومة سلاسل القيمة العالمية، وأخيراً سبل تعزيز النمو الصناعي بما لا يؤثر على البيئة.
مؤشر الثقة
* كيف تنظرون لانعقاد الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في أبوظبي في شهر سبتمبر 2016 وماهي مؤشرات هذا الاختيار العالمي ؟
- نشعر بالفخر باختيار الإمارات لاستضافة هذا الحدث العالمي التاريخي والذي يعني أن صياغة مستقبل الصناعة الدولية ستبدأ من دولة الإمارات التي تشهد نهضة اقتصادية وتنموية شاملة في كل المجالات مما يعد مؤشراً قوياً على الثقة الكبيرة التي تحظى بها الدولة ليس محليا أو إقليميا فحسب ولكن عالميا أيضاً .
حيث إن القمة العالمية للصناعة والتصنيع لا تمثل منتدىً للحوار فحسب بل تعتبر مبادرةً تهدف إلى تشجيع الجهات ذات الصلة بالقطاع الصناعي على المستوى العالمي للعمل على صياغة مستقبل قطاع الصناعة والتصنيع بما يتلاءم مع دوره المحوري في القرن الواحد والعشرين وبما يساهم في بناء اقتصادات مستدامة تساهم فيها جميع قطاعات المجتمع وكافة دول العالم.
تفاعل إيجابي
* وماهي الاستفادة التي يمكن أن تتحقق من انعقاد «قمة مجالس الأجندة العالمية 2015» بأبوظبي في العام الذي يسبق استضافة الدولة للدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع؟
- لا شك أن «قمة مجالس الأجندة العالمية 2015» تكتسب أهمية غير مسبوقة بالنسبة لدولة الإمارات نظرا لتزامنها مع الحملة الرسمية الدولية التي انطلقت الشهر الماضي من أبوظبي للحشد للمشاركة ودعم الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع التي تستضيفها أبوظبي في سبتمبر 2016 وتعقد تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بهدف صياغة مستقبل الصناعة العالمي والمتوقع أن تستقطب أكثر من 1500 شخصية من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة الدولية مشيراً إلى أن القمة ستعقد بعد ذلك كل عامين.
وانعقاد هذا الحدث الهام بأبوظبي في العام الذي يسبق القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2016 التي ستشهد انطلاقتها الأولى من دولة الإمارات يخلق تفاعلاً إيجابياً ويعطي مزيداً من الزخم للحملة الدولية للحشد للقمة العالمية للصناعة والتصنيع التي تستغرق عاماً كاملاً وصولاً إلى الدورة الافتتاحية في أبوظبي.
معايير ورؤية
* كيف تنظرون للمعايير والعوامل التي ستؤثر في القطاع الصناعي العالمي وستحدد توجهاته في المرحلة المقبلة؟
- من المؤكد أن التكنولوجيا الرقمية من شأنها أن تساهم في إحداث المزيد من التغيرات في النظام البيئي للقطاع الصناعي مما قد يؤدي إلى حل الصناعات التقليدية وظهور صناعات متقدمة تتطلب تأهيل الكفاءات البشرية لتلعب دورها في تنمية هذه الصناعات ومع زيادة اعتماد قطاع التصنيع العالمي على سلاسل القيمة العالمية الموزعة حول العالم فإن أي انقطاع في هذه السلاسل ناتج عن إضراب العمالة أو الكوارث الطبيعية قد يؤدي إلى شلل في مجمل الصناعة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}