قال فيصل العيار نائب رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) إن المجموعة مستعدة للاضطلاع بكامل تكلفة تمويل مشروعها العقاري الضخم التي تبلغ نحو خمسة مليارات دولار لكنها في الوقت نفسه تفتح الأبواب أمام من "يشاركها الرؤية والمنظور".
وأوضح العيار في مقابلة مع رويترز أن الشركة تستعد لبدء تنفيذ المشروع في مطلع 2016 مبينا أن أوراق المشروع في بلدية الكويت حاليا.
وقال "نتوقع أن تنتهي الموافقات عليها بنهاية السنة (الحالية) ونتوقع أن البنية التحتية تبدأ في الربع الأول من السنة القادمة.. الإنجاز سيكون بين خمس إلى سبع سنوات".
ويقع المشروع في موقع استراتيجي محاذ لمنطقة السفارات على أرض كانت المجموعة قد اشترتها قبل سنوات في أحد المزادات العلنية، وسيكون متنوعا بين أغراض سكنية واستثمارية وترفيهية وتجارية.
وفي رده على سؤال حول كيفية تمويل المشروع قال العيار "ليس لدينا مشكلة (في التمويل).. مستعدون أن نكمل المشروع بالكامل.
لكن إذا كان هناك مستثمر يحمل الرؤية سنكون سعداء (بالمشاركة) وربما السبع سنوات (التي سينتهي فيها المشروع) تصبح خمس سنوات.
توقعات أداء كيبكو
وتوقع العيار أن تحقق الشركة نموا في أرباحها في 2015 بنسبة 15 في المئة مقارنة مع العام الماضي.
وكيبكو أكبر شركة استثمار مدرجة في بورصة الكويت وحققت أرباحا بلغت 46.1 مليون دينار في 2014.
وأعلنت بنهاية العام الماضي أنها تسعى لمضاعفة أرباحها نحو 100 بالمئة بحلول 2018.
وتمتلك كيبكو حصصا في شركات بقطاعات الإعلام والصناعة والعقارات والقطاع المالي.
وأضاف العيار أن "السعي الرئيسي والجهد الأكبر لنا (يتركز في) كيف نجعل مؤسساتنا أكثر قدرة وأكبر إمكانيات وأكثر ربحية.. وهذه تأخذ 80 إلى 90 في المئة (من جهدنا وخطتنا)".
وأكد أن تأثر الشركة بالتوترات السياسية والأمنية في المنطقة "محدود" حيث لم يتوقف أي مشروع أو توسع للشركة منذ نحو خمس سنوات باستثناء سوريا التي جمدت الشركة توسعاتها فيها.
وعلق على الوضع في المنطقة قائلا "إنها أوضاع ليست مريحة حتى لو لم يكن لها مردود سلبي ماديا (على الشركة).. لكن نحن راضون عن وجودنا بالمنطقة وراضون عن الوجود المادي والسمعة الطيبة".
وتعمل الشركة في نحو 24 دولة على مستوى العالم منها 17 دولة عربية.
وأكد العيار أن هذه التوترات بقدر ما يكون لها تأثير سلبي قد يكون لها تأثير إيجابي عندما يتم أخذ عوامل المخاطرة في الحسبان مبينا أن أرباح الشركة في العراق مثلا في تصاعد رغم زيادة التوترات الأمنية هناك.
وقال "أخذ المخاطرة يعطي مردودا جيدا.. وفي نفس الوقت نحن نعرف المخاطرة ونعرف كيف نتعامل معها.. هناك تجارب تراكمية لنا من 20 سنة".
وبدا العيار راضيا عن أداء الشركة وقال إن "نموذج عملها فريد في المنطقة ككل. كل شركاتنا تشغيلية. كل شركاتنا تربح. كل شركاتنا فيها نمو .. وفيها تنوع جغرافي على المنطقة ككل و(من حيث) العمليات.
بيع أو.اس.ان ليس أولوية
وفي أغسطس آب 2014 رفضت كيبكو عرضا تقدمت به شركة استثمار مباشر أمريكية لشراء وحدة أو.اس.ان للتلفزيون المدفوع مقابل 3.2 مليار دولار.
وأو.اس.ان إحدى شركات مجموعة كيبكو ونتجت عن اندماج شو تايم وأوربت في 2009.
وتقدم أو.اس.ان خدماتها من خلال 140 قناة تلفزيونية تقريبا وقال العيار في المقابلة لرويترز إن بيع أو.اس.ان ليس من أولويات الشركة حاليا نظرا للأداء الجيد للشركة.
وقال "إنها شركة قادرة أن توزع لك توزيعات كبيرة كل سنة.. وفيها نمو كبير كل سنة.. أعتقد نحن ليس لدينا مكان نوظف الفلوس فيه أفضل من أو.اس.ان".
بنك برقان
وأوضح العيار أن بنك برقان التابع للشركة لا يضع في أولوياته حاليا مزيدا من التوسع والاستحواذ على بنوك أخرى وذلك بعد أن شهد طفرة في التوسع خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال العيار "نريد وقتا لاستيعاب ما أخذناه خاصة في الظروف السياسية الحالية.. البنوك استثمار صعب لأن كل توسع يحتاج رأسمالا لاسيما مع (اشتراطات معايير) بازل 2 وبازل 3".
وتفرض هذه الاتفاقيات معايير صارمة لكفاية رأسمال البنوك وطريقة عملها حتى تكون بمنأى عن الوقوع في مشكلات على نمط ما حدث في الأزمة المالية العالمية في 2008.
وكان إدواردو إيجورين الرئيس التنفيذي لبنك برقان ثالث أكبر بنك في الكويت من حيث الأصول قال في مقابلة مع رويترز في مايو ايار الماضي إن البنك يخطط للتوسع في الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر مع سعيه لزيادة نصيب الأنشطة الدولية في عملياته.
وقال إيجورين في حينها إنه لا يتوقع إجراء أي استحواذات هذا العام وقد يجري ذلك في وقت لاحق مع انسحاب بنوك أجنبية من الشرق الأوسط بسبب الخسائر والضغوط التنظيمية.
ويحوز بنك برقان بالفعل رخصة مصرفية في الإمارات وله أنشطة في مصر تتعامل مع مبيعات الشركات لحسابات الذمم المدينة.
ويدير البنك الآن وحدات في الجزائر والعراق والأردن وتونس وتركيا.
وتنمو الأنشطة الدولية لبنك برقان أسرع من أنشطته في الكويت وبصفة خاصة في تركيا ومازالت عملياته في العراق تحقق نموا وربحية رغم الصراع الدائر في أنحاء من البلاد.
وقال العيار إن كيبكو "ليس لديها مانع" في زيادة حصتها في بنك برقان لكن الأمر يعتمد على عوامل منها السعر السوقي للسهم والفرصة الاستثمارية ذاتها والسيولة المتوافرة لديها وفرص توظيفها.
وطبقا لتقرير الشركة في 2014 فإنها تمتلك 63.2 في المئة من بنك برقان.
وأوضح أن الشركة تستفيد من القواعد التي سمح بها قانون هيئة أسواق المال في الكويت ومنحت من يمتلك حصة تزيد عن 50 في المئة في شركة مدرجة بالبورصة حق زيادة هذه الحصة بأقل من خمسة بالمئة سنويا دون أن يكون ملزما بتقديم عرض شراء إلزامي لباقي الشركاء لشراء حصصهم.
شركة تقاعد
من ناحية أخرى، قال العيار إن شركة تقاعد التي تملكها كيبكو وهي شركة ناشئة تأسست في البحرين وتعمل في مجال الإدخار والتقاعد سوف تشهد توسعا كبيرا خلال الفترة المقبلة حيث تخطط لدخول عشر أسواق خلال خمس سنوات.
وأضاف أن البداية ستكون كمرحلة أولى في الكويت والبحرين ومصر وسلطنة عمان ثم تنطلق بعد ذلك إلى كل دول المنطقة.
وتوقع أن تصل الأموال التي تديرها هذه الشركة اكثر من مليار دولار خلال سنوات قريبة وذلك بالنظر إلى نوعية المنتج الذي تقدمه والذي يلبي احتياجات فئات عريضة من المجتمعات العربية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}