قال مسؤولون ومديرون وعاملون في قطاع السياحة، إن الموقع الجغرافي لدولة الإمارات ودورها مركزاً للنقل الجوي بين الغرب والشرق، فضلاً عن تنوع المنتجات السياحية وجودتها، عوامل تسهم في زيادة معدلات تدفق الزوار خلال السنوات المقبلة، لافتين إلى أن كل إمارة في الدولة تعمل وفق سياسات معينة، تتمثل في تطوير المنتجات السياحية التي تميزها عن غيرها، الأمر الذي يصب في مصلحة السوق المحلية وجهة سياحية تتنوع فيها الخيارات التي يبحث عنها الزوار.
وأكدوا خلال ندوة «مستقبل دولة الإمارات كمركز عالمي للسياحة» على هامش فعاليات سوق السفر العربي 2016 الذي بدأ فعالياته أمس ويستمر أربعة أيام، أن تركيز كل إمارة على تطوير منتجاتها السياحية يأتي في إطار التكامل وليس التنافس، مشيرين إلى أن معرض «إكسبو» الدولي في دبي سيسهم بدوره أيضاً في دعم وتطوير القطاع السياحي في الإمارات ككل.
تنويع المنتج
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم، إن «تنويع المنتج السياحي في الإمارات يشكل عامل جذب أساسياً لتعزيز موقع الدولة على خريطة السياحة العالمية، إذ إن كل إمارة تسعى لتطوير منتجات وخبرات سياحية مختلفة»، لافتاً إلى أن «التطوير المستمر للبنى التحتية والمنتجات، وتعزيز تجارب الزوار، انعكس على زيادة عدد الزوار إلى دبي الذي تجاوز حاجز الـ10 ملايين زائر للمرة الأولى في عام 2012 فيما تستهدف الإمارة 20 مليون زائر بحلول عام 2020».
وأضاف كاظم أن «إشراك القطاع الخاص في عملية التنمية السياحية وتطوير المشروعات وغيرها أسهم في وضع دبي على قائمة أبرز الوجهات السياحية حول العالم»، مشيراً إلى «التنسيق مع مختلف الجهات والهيئات والدوائر المعنية لتطوير القطاع السياحي وتوفير منتجات تعزز من شعبية الإمارة».
وأكد أن «هناك تكاملاً بين المنتجات السياحية التي توفرها جميع إمارات الدولة».
وبين كاظم أن «20% من زوار دبي يقصدون الإمارة بغرض سياحة الأعمال والمؤتمرات، إذ تم التركيز على هذا القطاع الحيوي من خلال استضافة المزيد من المعارض والمؤتمرات الدولية في ظل الخبرات الكبيرة التي تتمتع بها دبي اليوم في قطاع تنظيم الفعاليات والمؤتمرات»، لافتاً إلى أن «دبي تركز أيضاً على سياحة العائلات وتطوير المنتجات التي تناسبهم».
من جهته، قال رئيس قطاع السياحة والضيافة في «دبي القابضة»، جيرالد لوليس، إن «تنوع السكان في الدولة إلى جانب جودة المنتجات السياحية، فضلاً عن الموقع الجغرافي للإمارات كمركز للنقل الجوي بين الغرب والشرق سيسهم في زيادة معدلات التدفق السياحي خلال السنوات المقبلة»، لافتاً إلى أن «هناك توسعاً مستمراً لقطاع السياحة متوسطة الكلفة، الأمر الذي سيدعم الجهود المبذولة لاستقطاب زوار الدخل المتوسط إلى جانب دعم وتيرة سياحة الأعمال والمؤتمرات».
وبين لوليس أن «دبي ليست وجهة للسياحة الفاخرة فقط، وإنما تستقطب العائلات والزوار من مختلف الشرائح، إلا أنها تتميز بالجودة العالية للمنتجات التي توفرها مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى حول العالم»، مشيراً إلى أهمية «الاستعداد لمختلف التطورات التي تطرأ على الأسواق السياحية المصدرة للزوار في ظل الصعوبات التي تظهر بين فترة وأخرى، مثل الأزمات المالية وتغير العملات وغيرها».
تنوع الخيارات
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، هيثم مطر، إن «كل إمارة في الدولة تعمل وفق سياسات مختلفة، تتمثل في تطوير المنتجات السياحية التي تميزها عن غيرها، وهذا ما يصب في مصلحة الإمارات ككل وجهة سياحية تتنوع فيها الخيارات التي يبحث عنها الزوار»، مشيراً إلى أن «البنى التحتية للطرق والمواصلات تسهل للسياح زيارة مختلف نقاط الجذب السياحي في السوق المحلية».
في السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لقطاع السياحة بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سلطان المطوّع الظاهري، إن «هناك تركيزاً مستمراً على جميع قطاعات السياحة في أبوظبي، خصوصاً سياحة المتاحف والتراث والثقافة، إلى جانب الأعمال والمؤتمرات وغيرها»، مشيراً إلى أن «السياحة تشكل أحد أبرز القطاعات التي تسهم في التنويع الاقتصادي، إذ إن التوسعات المستمرة في مطار أبوظبي الدولي، وزيادة أعداد المسافرين عبره، إلى جانب توسعات شركة (الاتحاد للطيران) ستسهم في تعزيز الجاذبية السياحية للإمارة».
وأوضح الظاهري أنه «خلال العام الماضي وصل عدد نزلاء فنادق أبوظبي إلى 4.1 ملايين نزيل، فيما بلغ عدد الغرف الفندقية 30 ألف غرفة»، مشيراً إلى أن «هناك 10 آلاف غرفة فندقية قيد الإنشاء في أبوظبي، تدخل السوق خلال السنوات القليلة المقبلة».
وذكر أن «هناك جهداً متواصلاً لاستقطاب المزيد من الزوار، من خلال التركيز أيضاً على السياحة البحرية وغيرها من المجالات الأخرى التي تضيف منتجات وتسهم في إثراء خبرات وتجارب الزوار».
إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مروان بن جاسم السركال، إن «سهولة الوصول إلى الدولة في ظل الدور الكبير للناقلات الوطنية، والموقع المهم للمطارات المحلية، إلى جانب تنوع الوجهات ونقاط الجذب السياحية في الإمارات، أسهم في زيادة تدفق السياح»، لافتاً إلى أن «عوامل الأمن والسلامة التي تتمتع بها الدولة تلعب دوراً بارزاً، باعتبارها من أبرز معايير نجاح الوجهات السياحية».
وأكد السركال أن «كل إمارة في الدولة تركز على تطوير المنتجات السياحية التي تتفرد وتتمتع بها في إطار مفهوم التكامل وليس التنافس، الأمر الذي سيدعم التوجهات المستقبلية لجعل الإمارات من أكبر الوجهات السياحية حول العالم».
الموقع الجغرافي
على صعيد متصل، قال النائب التنفيذي لرئيس «طيران الإمارات» الرئيس التنفيذي للدائرة التجارية، تيري أنتينوري، إن «الموقع الجغرافي للإمارات يمنحها ميزة وأفضلية لاستقطاب أعداد متزايد من الزوار»، موضحاً أن «ثلث سكان العالم يعيش على بعد أربع ساعات طيران من الدولة، ونحو 75% على بعد ثماني ساعات».
وأضاف أنتينوري أن «(طيران الإمارات) التي تشغل اليوم أسطولاً يضم 251 طائرة كأكبر شركة طيران في العالم تشغل الطائرات عريضة البدن، وستواصل توسعاتها خلال السنوات المقبلة لدعم القطاع السياحي في دبي والإمارات ككل».
وتابع أن «الناقلة ستستثمر المزيد خلال الفترة المقبلة، في إطار الخطط الرامية للترويج لدبي، والتركيز على تقديم أفضل الخدمات، وربط دبي بالمزيد من المدن برحلات مباشرة، وفتح أسواق جديدة»، مشيراً إلى أن «(طيران الإمارات) ستتسلم 26 طائرة جديدة كل عام خلال السنوات المقبلة، في إطار توسعاتها المستقبلية».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}