انتخب المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال انعقاده هذا الاسبوع في فيينا دولة الامارات عضوا في مجلس المحافظين للفترة 2016 إلى 2018.
ويضم مجلس المحافظين - الذي يعتبر جهاز اتخاذ القرار الرئيسي في الوكالة ــ 35 عضوا يضطلع بمهام مراجعة واعتماد القرارات المتعلقة بميزانية الوكالة والبرامج التشغيلية للوكالة واتفاقيات الضمانات ومعايير السلامة ويكون له صلاحية تعيين مدير عام الوكالة بموافقة المؤتمر العام.
وكانت الامارات قد شغلت مقعدا في مجلس المحافظين في الفترة بين 2013 الى 2015 ويأتي انتخاب الامارات للفترة 2016 الى 2018 في مجلس المحافظين مرة اخرى تأكيدا لثقة المجمتع الدولي في الدور الفعال والبناء لدولة الامارات في عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبهذه المناسبة صرح سعادة السفير حمد الكعبي المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ان انتخاب دولة الامارات مرة اخرى في مجلس المحافظين يعكس الثقة الدولية بدور الامارات الفعال في صنع السياسات النووية الدولية ويعكس ايضا تقدير المجتمع الدولية للجهود الوطنية الناجحة والنهج المسؤول للدولة في تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية".
- الامارات ووكالة الطاقة الذرية .. حضور مميز ومشاركة فاعلة وتقدير دولي..
وكانت مشاركة وفد الامارات على مدى خمسة ايام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مميزة وحافلة بالنشاط واكدت مرة اخرى للعالم انها ستظل النموذج والقدوة في التعامل مع الهيئات والمنظمات الدولية الكبرى .
فمن كلمة تناولت الخطوط العريضة لسياستها المميزة والنموذجية في المجال النووي مرورا بالاحتفاء بمرور اربعين عاما على عضويتها بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وانتهاء بعقد لقاءات مهمة مع كبار المسؤولين والاعضاء فيها ..اتسم التحرك الاماراتي بالمسؤولية وكسب احترام وتقدير الجميع في هذا المحفل الدولي المهم.
وقد اكدت دولة الامارات من خلال بيانها امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحضورها الفاعل في اجتماعاتها الاخيرة تمسكها بمبادئها التي سارت عليها منذ انضمامها اليها حيث اختارت الشفافية منهجا والتعاون التام معها في كل ما يتعلق بانشطتها طريقا وهدفا.
ويحسب للدورة الحالية من اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها شهدت نشاطا مكثفا لوفد الامارات برئاسة سعادة السفير حمد علي الكعبي المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث عقد الوفد عدة اجتماعات مع الوفود الاخرى وشارك في الندوات واللقاءات التي عقدت خلالها .
فقد حرصت الامارات خلال البيان الذي القاه سعادة السفير الكعبي امام المؤتمر على ان تؤكد التزامها منذ اتخاذ قرارها بتطوير برنامج للطاقة النووية السلمية بتحقيق أعلى المعايير الدولية من خلال اعتماد ادوات ادارة ذات جودة عالية لتطوير وتنفيذ التشريعات لحماية الانسان والبيئة من اي مخاطر نووية او اشعاعية محتملة ..مجددة موقفها من العمل بشكل وثيق ومطابق لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالشكل الذي نصت علية مبادئ السياسية النووية للدولة.
ودعت الامارات جميع الدول التي تمارس الأنشطة النووية بشكل واسع والتي لم تنضم بعد لاتفاقية الأمان النووي مثل جمهورية ايران الاسلامية للانضمام إلى الاتفاقية وتنفيذها في أسرع وقت ..مؤكدة ان ايران مازالت الدولة الوحيدة التي لديها انشطة نووية واسعة ولم تنضم للاتفاقية حتى الان.
وشددت على ضرورة ان تقوم الدول التي تدور تساؤلات حول الطبيعة السلمية لأنشطتها النووية باتخاد كل الخطوات الضرورية لمعالجة الشواغل الدولية وإستعادة الثقة في الطبيعة السلمية لبرامجها.
كما اعربت عن خيبة أملها من فشل مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار عام 2015 وعدم انعقاد مؤتمر 2012 الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط ..مؤكدة انها ستستمر في دعم اي جهود بناءة نحو هذا الهدف.
وأبرزت دولة الامارات في بيانها مدى نجاح شراكتها مع الوكالة الدولية في أكثر من 170 مشروعا للتعاون التقني عبر مشاركة أكثر من 60 جهة وطنية من دولة الإمارات في مختلف برامج ومشاريع الوكالة فيما وصل عدد المشاركين من دولة الإمارات في أنشطة الوكالة الى أكثر من 3200 مشارك منذ العام 2011 كما استضافت الدولة منذ العام 2011 أكثر من 120 نشاطا من أنشطة الوكالة بما في ذلك ورش العمل والمؤتمرات".
كما حرصت الامارات على اطلاع المجتمع الدولي على آخر مستجدات العمل في برنامجها السلمي للطاقة النووية حيث أوضح سعادة السفير حمد الكعبي ان نسبة انجاز المشروع وصلت الى اكثر من 70 في المائة في بناء أربع مفاعلات للطاقة النووية بمحطة براكة للطاقة النووية في حين تم إتمام أكثر من 90 في المائة من الاعمال الانشائية في المفاعل الاول مبديا تطلع الامارات لإستضافة مؤتمر الوكالة الوزاري للطاقة النووية في القرن الـ21 بأبوظبي في أكتوبر من العام القادم والذي من المتوقع أن يلعب دورا مهما في تسليط الضوء على إسهامات الطاقة النووية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل.
ومنذ اليوم الاول الذي شهد افتتاح المؤتمر العام الـ 60 من جانب السيد يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ..عقد وفد دولة الامارات وخلال ايام المؤتمر العام الخمسة سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع بعض الوفود والهيئات المشاركة.
واجتمع وفد الدولة برئاسة سعادة السفير حمد علي الكعبي المندوب الدائم للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم مع السيد يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك في ختام أعمال المؤتمر العام الـ 60 للوكالة الدولية في فيينا.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع على استمرار العمل والتعاون في تنفيذ البرنامج النووي الاماراتي للاغراض السلمية ودعم الخطوات اللازمة من اجل تحقيق هذا الهدف.
واعرب وفد الدولة عن شكره لما تقدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من كل انواع الدعم لانجاح المشروع النووي الاماراتي ..مؤكدا استمرار التعاون في المستقبل.
كما اجتمع وفد الدولة مع كل من سعادة دازهو يانغ نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعاون التقني وسعادة تورو فارجورنتا نائب المدير العام للوكالة الدولية للضمانات ومع وفد يمثل وكالة الطاقة النووية والوفد الأمريكي للصناعة.
واستعرض الوفد خلال الاجتماعات التطور الحاصل في البرنامج النووي السلمي الاماراتي والمواضيع ذات الصلة بالتعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما اجتمع سعادة السفير الكعبي بحضور وفد الدولة المرافق مع وفود وكالة الطاقة الذرية المصرية وجامعة " تكساسA & M " الأمريكية والمعهد الدولي للطاقة النووية.
وتم خلال الاجتماعات عرض آخر مستجدات برنامج الامارات السلمي للطاقة النووية في محطة براكة بالمنطقة الغربية التي تضم اربعة مفاعلات نووية من المفترض تشغيل اول مفاعل منها العام المقبل الى جانب بحث سبل التعاون.
كما حضر سعادة السفير حمد الكعبي والوفد المرافق فعاليات اليوم الثاني من المنتدى العلمي والتي عقدت تحت عنوان "الطاقة من أجل المستقبل ..
دورالطاقة النووية" والذي ركز على أهمية الابتكارات والتطورات التكنولوجية والنماذج الاقتصادية الجديدة في زيادة مساهمة الطاقة النووية في تحقيق أهداف الوكالة المتمثلة في التنمية المستدامة والصناعة والابتكار والهياكل الاساسية واتخاد اجراءات بشأن المناخ.
وتم خلال المنتدى عرض فيلم استعرض مراحل تطوير البرنامج السلمي الاماراتي للطاقة النووية في محطة براكة والذي من شأنه ان يشجع الدول على تنفيذ برنامج نووي للاغراض السلمية ما يساهم في زيادة حصة الطاقة النووية من اجمالي الطاقة في العالم الى جانب اثر البرنامج على تحقيق اهداف التنمية المستدامة.
كما حضر وفد الدولة اجتماعا مع وفد من قطاع التعاون التقني لمجموعة آسيا والمحيط الهادئ في الوكالة الدولة للطاقة الذرية تم خلاله عرض تطورات البرنامج التقني الاماراتي مع الوكالة الدولية.
وأشاد وفد المجموعة بالتزام دولة الامارات ببرنامج التعاون التقني مع الوكالة الدولية ..مثنيا على حرص الامارات على تبادل خبراتها في هذا المجال مع الدول الأخرى.
وفي السياق ذاته اجتمع سعادة السفير الكعبي بحضور وفد الدولة المرافق مع وفود تمثل وزارة الطاقة الأمريكية والمجلس الاسباني للامان النووي والمفوضية الاوروبية والمعهد الفرنسي للحماية من الاشعاع ومفوضية كندا للامان النووي وهيئة الامان النووي والاشعاعي الفنلندية ومفوضية الرقابة النووية الامريكية ومع سعادة خوان كارلوس نائب المدير العام للامن والامان النووي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتم خلال الاجتماعات استعراض القضايا المدرجة على جدول اعمال المؤتمر وبحث سبل تعزيز التعاون بين دولة الامارات مع تلك الدول في مجال النهوض بمستوى السلامة النووية وتنفيذ التطبيقات النووية السلمية.
كما شارك الوفد في جلسة بالمنتدى العلمي للوكالة الدولية والتي جاءت تحت عنوان "التكنولوجيا النووية من أجل أهداف التنمية المستدامة" وناقش قضايا علمية وتقنية تتعلق بأنشطة الوكالة وتهم الدول الأعضاء.
وقالت الدكتورة جميلة السويدي استشاري تطوير برامج الإشعاع الطبي في إدارة التعليم الطبي في هيئة الصحة بدبي ان الهيئة تمكنت على مدى العامين الماضيين من تدريب اكثر من 900 موظف على الجودة والامان الاشعاعي وذلك في اطار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واوضحت ان دولة الامارات تطبق منهج الوكالة في اعداد كوادر وطنية مدربة تقوم بمهام تدريب و تطوير الأجيال القادمة والذي تم بموجبه تدريب اكثر من 1200 متخصص في الوقاية الاشعاعية بالمجال الطبي ..مشيرة الى ان الامارات توفر برنامجين للتدريب الاول حول الامان الاشعاعي لاغراض التصوير الطبي والثاني عن المبادئ الاساسية للوقاية الاشعاعية لأغراض التصوير الاشعاعي في طب الاسنان والذي يستقطب متدربين من القطاعين الطبي العام والخاص.
وقالت ان الامارات نجحت بفضل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تخفيض نسبة تعرض المرضى للاشعاعات الى 50 بالمائة في مجال التصوير الاشعاعي المقطعي والى ما يعادل 75 بالمائة في مجال التصوير الاشعاعي لطب الاسنان ..مؤكدة ان الامارات استفادت من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جعل بيئة التصوير الطبي أكثر أمنا فيما أصبحت تتمتع خدمات التصوير بجودة عالية علاوة على تحسين القدرات البشرية خاصة في مجال الوقاية من الاشعاع وتعزيز ثقافة الأمان الاشعاعي في القطاع الطبي.
وكانت دولة الامارات قد رعت الفعالية الخاصة بـ "المرأة في كل المجالات النووية" والتي ركزت على تطور مساهمة المرأة في المجال النووي والتحديات والفرص المتاحة امام المرأة لتعزيز مهمة تسخير الذرة من أجل السلام والتنمية.
وأكد سعادة السفير الكعبي - في كلمته امام الحضور من ممثلي الدول الأعضاء في الوكالة الدولية - ان قيادة الدولة الرشيدة تواصل جهودها نحو تمكين المرأة في شتى المجالات بما في ذلك القطاع النووي ..مشيرا الى النسبة العالية من السيدات العاملات في القطاع النووي.
كما نظمت الامارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية واليابان والأرجنتين والجبل الأسود ورومانيا والهند جلسة نقاش حول فوائد اتفاقية التعويض التكميلي عن الأضرار النووية قدمت خلالها الامارات لمحة عامة عن اسباب انضمامها الى الاتفاقية وفوائد الالتزام بها.
كما حضر وفد الدولة الفعالية الخاصة بالتعاون التقني بين الوكالة الدولية ودول مجلس التعاون الخليجي حيث نوقشت الترتيبات الخاصة في مجال التأهب والتصدي للطوارئ وخطة التعاون التقني لـ 2018 - 2019 .
كما حضر الوفد عددا من الفعاليات التي اقيمت على هامش المؤتمر ومنها "مشروع تجديد مختبرات الطاقة النووية" و"إدخال العلوم والتكنولوجيا النووية في المدارس الثانوية" حيث تعد مختبرات الوكالة الدولية ذات اهمية لدولة الامارات اذ تزودها بالدعم اللازم في مجال الصحة والتطبيقات النووية فيما تعتبر الامارات واحدة من اربع دول في آسيا والمحيط الهادئ رائدة في مجال ادخال العلوم والتكنولوجيا النووية في المدارس الثانوية.
وفي اطار التقدير الدولي لدولة الامارات ونهجها الذي تحرص على سلوكه في كل تعاملاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمشاركة كطرف فاعل وحيوي في أعمالها جاء الاحتفال بمرور اربعين عاما على انضمامها اليها نموذجيا مهيبا وناجحا.
وفي هذا الاطار افتتح سعادة حمد علي الكعبي بحضور معالي يوكيا امانو فعالية خاصة تحت عنوان " دعم الوكالة للدول المستجدة في مجال الطاقة النووية .. دولة الإمارات العربية المتحدة " تم خلالها عرض نموذج الإمارات في تنفيذ برنامجها السلمي للطاقة النووية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد سعادة السفير الكعبي - في كلمة له خلال الفعالية التي حضرها عدد من رؤساء وفود الدول الأعضاء المشاركة في المؤتمر وكبار المسؤولين من الوكالة - أن الإمارات نجحت في تطوير بنية تحتية آمنة ومستدامة لبرنامجها النووي من خلال تعاون بناء ومسؤول بين دولة الامارات والوكالة الدولية على مدى السنوات الـ 8 الماضية.
وقال إن الإمارات استفادت منذ انضمامها للوكالة الدولية العام 1976 في تنفيذ عدة مشاريع تتعلق بالتعاون الفني مع الوكالة لخدمة احتياجات التنمية الوطنية في مجالات الطاقة والصحة والمياه والزراعة ومراقبة البيئة والوقاية الإشعاعية وتحليل المواد.
وأشار إلى أن دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة الذرية كانتا على تعاون وثيق منذ بدايات تطوير البرنامج السلمي للطاقة النووية الذي استند على معايير الوكالة واشتراطاتها ..مؤكدا أن الإمارات التزمت بارشادات الوكالة الدولية فيما يتعلق بالأمن والأمان النووي وحرصت على الاستفادة من الدعم الفني الذي تقدمه الوكالة في هذا الاطار.
من ناحيته أعرب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اعجابه الشديد بالتقدم الذي احرزته الإمارات في مجال تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية خلال فترة وجيزة ..مشيرا في هذا الصدد إلى زيارته الأخيرة لمحطة " براكة " في فبراير الماضي والتي أظهرت مدى التقدم المحرز في المشروع النووي.
وقال إن الإمارات هي أول دولة منذ ثلاثة عقود تقوم ببناء مفاعل نووي وهي تعتبر نموذجا يحتذى به في تطوير برنامج نووي سلمي للدول الراغبة في الاقدام على تنفيذ مشروع للطاقة النووية.
وأكد سعادة دوهي هان مدير قطاع الطاقة النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعم الوكالة الدائم للدول المستجدة في مجال الطاقة النووية ..مشيدا بالتزام دولة الإمارات منذ بدء تنفيذ برنامجها النووي السلمي بمبدأ الشفافية وتطبيق أعلى معايير الأمن والأمان النووي والضمانات.
وفي حوار خاص مع وكالة انباء الامارات أكد سعادة السفير حمد علي الكعبي ان تدشين دولة الامارات لأول مفاعل نووي العام المقبل ضمن مشروع محطة براكة في المنطقة الغربية يحمل اهمية كبيرة على المستوى الدولي خاصة وانه عندما بدأ التنفيذ في 2012 كان اول برنامج نووي جديد يتم تنفيذه منذ اكثر من 27 عاما.
واضاف ان برنامج الامارات السلمي للطاقة النووية لفت انتباه الكثير من الدول بعد ان بذلت الامارات جهدا كبيرا في التخطيط الاستراتيجي للبرنامج لم يغفل جوانبه التي تشمل الجانب الصناعي والرقابي والحكومي ووضعت اطارا له يعتمد على التعاون الدولي وأعلى المعايير بالنسبة للسلامة النووية والأمن وحظر الانتشار والشفافية التي تعد من أهم مميزات نهج البرنامج النووي الاماراتي.
وقال " نحن في دولة الامارات عندما قمنا بتطوير نهج البرنامج النووي كان احد أهدافنا ان لا يقتصر ذلك على دولة الامارات فقط وانما خلق نهج تستفيد منه دول اخرى في تطوير الطاقة النووية".
وأكد ان العلاقة بين الامارات والوكالة الدولية تعتبر نموذجا لكثير من الدول ..مشيرا الى ان الامارات تتعاون مع الوكالة بشكل مباشر في الاستفادة من الخدمات التي تقدمها في مجال التعاون التقني ودعم جهود الامارات في تطوير البنية التحتية النووية والخبرات والتدريب حيث تدخل استخدامات التكنولوجيا النووية في مجالات الصحة والزراعة والتعليم ومكافحة التصحر والتي تعمل الامارات بالتعاون مع الوكالة على تحقيقها.
وقال ان علاقة الامارات بالوكالة أكبر من ان تتمحور حول استفادة الامارات من دعم الوكالة فقط بل تقدم الامارات اليوم العديد من الخدمات للوكالة من اجل دعم عملها حيث تهتم الوكالة الدولية بخبرة الامارات في تنفيذ توجيهات ومعايير الوكالة فيما ابدى العديد من الدول الأعضاء في الوكالة اهتماما كبيرا بخبرة الامارات في تطوير البنية التحتية لتطوير برنامج للطاقة النووية.
وأوضح ان الامارات واصلت دعم الوكالة بالمنح المالية ايضا لتنفيذ البرامج والمشاريع الاستراتيجة المهمة ..مشيرا الى ان الامارات دعمت الوكالة بمليون دولار لتطوير مختبر الضمانات وبـ 10 ملايين دولار لانشاء مشروع بنك الوقود النووي بالاضافة الى مشاريع اخرى قامت الامارات بدعمها ماليا فيما يشارك خبراء اماراتيون باستمرار في اجتماعات تقنية خاصة بالوكالة كلجان المعايير ولجان تطوير الإرشادات لبعض الدول في هذا المجال.
واختتم سعادة السفير حمد علي الكعبي حواره مع / وام / بالقول ان الامارات اليوم تمتلك العديد من الخبراء المواطنين الذين تم تدريبهم وصقل خبراتهم خلال الاعوام الماضية سواء من خلال الانخراط في العمل في البرنامج او تدريبهم خارج الدولة مع دول اخرى او مع المنظمات الدولية مما يعني دخول الامارات عصرا تكنولوجيا يضيف اضافة نوعية لقطاع الصناعة ولنوعية الكفاءات في الدولة والتي ستساهم ليس فقط في نجاح البرنامج وانما فى نجاح الكثير من القطاعات المصاحبة لهذا البرنامج.
وفي هذا الاطار يتفق المراقبون على ان احتفاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأعضاء بها بمرور اربعين عاما على انضمام الامارات الى هذه المنظمة المهمة المعنية بالامن والسلم النووي يأتي ترجمة حقيقية لتاريخ طويل وسجل حافل بالتعاون البناء والشفاف والمسؤول بين الدولة والوكالة وهو ما جعل من الامارات نموذجا يحتذى وعضوا يشار اليه بالبنان.
وإذا كان العنصر النسائي قد سجل حضورا كبيرا في وفد الامارات الى المؤتمر الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الامر الذي اثار اعجاب جميع الدول الاعضاء فان ذلك يعود الى جهود قيادة الامارات في مجال تمكين المرأة وثقتها في كفاءتها حيث تسجل الارقام ان دولة الامارات تدعم مشاركة النساء في القطاع النووي اذ شاركت أكثر من 360 امرأة من مختلف المؤسسات بالدولة في أنشطة نظّمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ العام 2014 .
وفي اليوم الاول للمؤتمر العام افتتح سعادة السفير حمد علي الكعبي جناح الامارات في المعرض المصاحب للحدث الدولي والذي أظهر مدى التقدم المحرز في اعمال تشييد البرنامج النووي الاماراتي للاغراض السلمية.
وحظي جناح الامارات – الذي شارك فيه كل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية ومؤسسة الامارات للطاقة النووية والبعثة الدائمة لدولة الامارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية – باقبال كبير من وفود الدول المشاركة في المؤتمر والضيوف من ابرزهم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقدم القائمون على المعرض من الكوادر الوطنية شرحا وافيا للزوار عن المنشآت النووية الاماراتية والاستعدادات الجارية لبدء تشغيل المحطة الأولى للمفاعل النووي بمنطقة براكة في المنطقة الغربية العام المقبل.
وحرص القائمون على المعرض على ابراز الوجه الحضاري المشرق للامارات من خلال الشفافية المطلقة التي تحلت بها خلال 40 عاما من عضويتها بالوكالة الدولية وحرصها على ترجمة ذلك من خلال دعمها المالي المباشر للوكالة الدولية.
وقد أبدى الزائرون اعجابهم بالحرفية التي نقل خلالها أبناء وبنات الامارات جهود وطنهم للعالم الخارجي وأبدوا تقديرهم التام لسياسة الامارات في هذا المجال التي تأتي ترجمة لرؤية قيادتها الرشيدة والتي تؤكد باستمرار اهمية الشفافية في التطبيق السلمي للطاقة النووية.
وعبر أبناء وبنات الامارات المشاركين في المعرض عن سعادتهم البالغة بتمثيل وطنهم في هذا المحفل العالمي المهم واكدوا انهم جميعا يشعرون بالفخر لتقديم هذا الوجه الحضاري المشرق لوطنهم وتعريف العالم الخارجي به ..مؤكدين انهم دائما رهن اشارة الوطن في كل موقع يطلبون فيه.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}